ولكي نوضح ذلك فإن هناك سؤالاّ يطرح نفسه أولاً..؟؟؟ عند وجود أسرى من النساء المحاربات في حرب مشروعة لا يوجد بها اتفاقيه لتبادل الأسرى .. ما هي الاختيارات العقلية المتاحة أمام المعترضين على منهج الإسلام مع" ملك اليمين " ..؟؟
1. قتل هذه المرأة الأسيرة التي كانت حريصة على قتل المسلمين من لحظات ..... أو تقديمها طعاماّ لأنياب الأسود للترفيه عن السادة كما كان الحال في الدولة الرومانية المسيحية مثلاّ .
2. تركهن ليعدن مرة أخرى لمهاجمة المسلمين أو ليتقوى بهن الأعداء .... في الوقت الذي يمسك فيه المعسكر الآخر نساء المسلمين عنده للأبد يفعل بهم ما يشاء .
3. حبسهن في معسكرات إيواء أو سجون وتركهن هناك حتى الموت .. ولكن مع عدم معاملتهن المعاملة التي يلقاها نزلاء سجن أبو غريب أو معتقلات جوانتانامو .. من تعذيب وانتهاكات لا إنسانية وإطلاق للكلاب وتسليط للكهرباء على رأس المسجون أو ما يماثله .
4. تركهن في الطرقات للبغاء وإفساد المجتمع .
5. إكراههن علي البغاء كعادة الجاهلية .. ولكن الإسلام حرم ذلك ... قال تعالي " وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ " النور 33.
6. " ملك اليمين " يمكن أن تتزوج عبد غير مسلم مثلها ( بعد إذن سيدها الذي تحرم عليه حينئذ ).. ولكنها بذلك لا تتحرر ...... ولو أنجبت منه فالمولود منها يصبح عبداَ أيضاَ .
7. إذا أسلمت " ملك اليمين " بعد وقوعها في الرق أتاح لها الشرع إمكانية زواجها من مسلم غير قادر على الزواج من امرأة حرة ( لأن أى رجل حر يفضل بالطبع الزواج من حرة مثله ) " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ( اى سيدها ) وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " النساء 25 هذاوقد أقر الإسلام ذلك لتحصين كليهما وبالتالي رُفع شأن " ملك اليمين " .
8. حث الإسلام على تعليم من يلتمس في " ملك اليمين " الرشاد وتحريرهن والزواج بهن .. وهذا أمر لا تحلم به أي ملك يمين أو أسيرة في دار غير دار الإسلام في ذلك الوقت, فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...." مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَعَالَهَا فَأَحْسَنَ إِلَيْهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ ".
- المصدر:صحيح البخاري-الصفحة أوالرقم:2544خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
9. " ملك اليمين " يمكن تحريرها أيضاً عن طريق مصارف الرق الست التي شرعها الإسلام والتي ذكرت بعاليه ....... هذا فضلاً على إمكانية تحريرها من البدايةً أيضاً عن طريق قاعدة " المن أو الفداء " .
10. ولكن بعد كل هذه الحلول المذكورة التي أتاحها الإسلام " للأسيرة المحاربة " بهدف تحريرها مع ذريتها .. أتاح الإسلام أيضا لمن لم تحظى منهن بأى من هذا أن تكون " ملك يمين " في منزل شخص في مرتبة أقل قليلاً من الزوجة ......... بحيث تقتصر عليه فقط ولها حرمه الزوجة - هذا مع فتح الطريق لها للترقي بأن يطأها سيدها - إن شاء - وبذلك تصبح " سُرّية " بعد أن كانت أمة أو ملك يمين ....... ويصبح حالها أحسن من حال الإماء العاديات ( اللائي يخدمن السيد فقط ) .وبذلك تكون قد فضلت عليهن ... مما يرفع شانها بين الإماء ... وتنقلب من خادمة في الدار إلى سيدة في الدار ..... وبمجرد حملها منه ( ولا يشترط أن تلد بالضرورة ) صارت السُرّية " أم ولد " ... وأصبحت لا تباع ولا تشترى وتعتق بوفاة سيدها ولا تورّث ... وابنها من سيدها يولد حراّ ويرث في مال أبيه .. وبذلك يتقلص الرق ..
إن هذا الوضع يحترم أنوثة المرأة أيضا حينما ترى أن سيدها يستمتع بها كما يستمتع بزوجته الحرة فتشعر بالمساواة مع الحرة و لا تشعر بالحقارة لأنها مهملة جنسيا في البيت ....
إن من البديهي أن ترغب وتتمنى كل امة في هذه الحال أن تكون " سُرّيه " لسيدها لتحصل على هذه المميزات و تتحرر من العبودية ويصبح ابنها حرا بدلا من أن تظل هي وذريتها في فئة العبيد إلى الأبد ....
ولذلك سمح شرع الله الحكيم بأن يطأها سيدهاعلى هذا النحو .. " وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " المؤمنون 5 – 7 ...... ليس لإطلاق شهوة الرجال وزيادة في التمتع ولكنه في حقيقته وسيلة من وسائل تحرير الرقيق ..... لأن الأمة بمجرد حملها من سيدها لا يستطيع أن يبيعها أو يهبها ... وإذا مات لا تورّث كما يورّث المتاع ، بل تصير حرة ، وابنها يكون حرا لا رقيقا.
والمعترض على ما سبق وأن ذكرناه لتحرير العبيد و ملك اليمين .... يبرز لنا من كتابه المقدس حلاً أفضل من هذا ( إن وُجد ..؟؟؟ ) لنناقشه .
ولكن لماذا الْإِمَاء بالسبي ( السراري ) لَيْسَ لَهُنَّ مِنْ الْحُقُوق مَا لِلزَّوْجَاتِ الأحرار..... و لا حد أقصى في عددهن :
· رغّب الإسلام السيد في أن يطأ الأمة بعدم مساواتها مع الزوجة ( فالمساواة أمر يصعب على اغلب الناس ) فيكون لها حينئذ كل الحقوق من أن تصير سُرّية ( اى تدخل السرور على سيدها ويدخل هو السرور عليها ) وبذلك ترتفع مكانتها من امة مسترقة لتكون سُرّية ( أفضل الإماء ) وتكون لها مكانة عند سيدها لأنه اختارها من بين الإماء ... ثم ترتفع مكانتها لتصبح " أم ولد " ... ثم تصبح حرة بعد موته ولا تورّث لأحد .. ويصبح أولادها أحراراً ... اى أن هذا كله لصالح الأمة / ملك اليمين و ذريتها ... وأيضاً لتصفية الرق .
· " السُرّية " أفضل الحلول للمرأة المحاربة الأسيرة في حرب مشروعة لا يوجد بها معاهدة لتبادل الأسرى( أى الأمة / ملك اليمين ) هذا ولا يوجدتشريع أو حل في الكتاب المقدس أفضل يحمل كل هذه المميزات.
· ولو حصر الإسلام عدد ملك اليمين للرجل لضاع ما يمكن أن تتمتع به الإماء بعد وطئهن ... لأنه إذا كان هناك عددا كثيرا منهنوعين للسيد عدداَ محدداًمنهن فقطلضاعت فرصة على الأخريات في إمكانية التحرر.
إن نتيجة كل ما ذكرناه هو ما نراه اليوم والحمد لله من واقع فعلى فلا أحد منا يرى عبيداّ ولا إماءاّ في مختلف المجتمعات الإسلامية بل إن العلماء أفتوا بعدم جواز اتخاذ عبيد أو إماء حالياّ من أي دين وحرموا ذلك ولله الحمد
تم بحمــــــــــــــــد اللـــــــــــــه وفضله
المفضلات