

-
وفى مجلس من مجالس الفراعنة التى تفرغ فيها فرعون وحاشيته لمحاربة موسى ورسالة ربه .. قام رجل مؤمن من ال فرعون .. نعم رجل مؤمن يكفيه شرفا وعلوا هذا الوصف عندما تجتمع الرجولة بالايمان بالله .. قام خطيبا فى ال فرعون فنعم وأسبق من انجبت مصر من الخطباء .. وحاورهم بحجة قوية تتوافق ومنطقهم .. ما الذى يضرهم لو اخذوا بدعوة موسى وآمنوا بها .. فاذا كان كاذبا ولم يكن هناك رب للعالمين عليه كذبه ولن يضرهم شيئا .. وان كان صادقا واستمروا على كفرهم وعنادهم سيصبهم من هذا الوعيد عقاب من الله (( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ))
ودعاهم الا يطمئنوا لحضارتهم وملكهم .. وبماذا تنفعهم اذا حل بهم غضب من الله .. (( يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا )) ..
فانتفض فرعون بغطرسة الجبابرة برد قاطع غير خاضع لاى نقاش (( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ )) .. تجاهله الرجل الصالح بهدوء وعزة المؤمن موجها نصيحته مباشرة الى قومه .. وتكشف تلك النصيحة التى سجلتها الايات عن كذب ادعاءات علماء الاثار والتاريخ ومحبى الفراعنة عن سبب شركهم وتعدد الهتهم وكفرهم بالله ووحدانيته عندما انكروا معرفة الفراعنة برسل الله ورسالة التوحيد .. ومن نصيحة الرجل الصالح يتبين ان الفراعنة كانوا على علم تام باخبار الحضارات التى سبقتهم والتى شاعت قصصهم وسيرتهم بكل بقاع الارض وانتصار رسل الله
(( وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ
مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ ..وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ .. يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
واعاد ذاكرتهم لعهد يوسف ودعوته وارتدادهم عنها بعد موته حين اتخذوا الشك والريبة منهجا فجادلوا بالباطل وضلوا عن سبيل الله بغير علم ولا سلطان غير اتباع الظن والهوى (( وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ .. الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ )) ..
وشأن كل المسرفين الملاحدة المستكبرين تابع فرعون سخريته ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ .. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ))
استمر الرجل المؤمن على تجاهله لفرعون مذكرا قومه بحلاوة الايمان والعبودية لله وان الاطمئنان للدنيا وزينتها سبيلا للهلاك (( وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ
يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ
مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ )) .. ويتعجب من مسلكهم ما سبب اصرارهم على الكفر والشرك بالله .. ما الذى يؤرقهم فى دعوة موسى بالايمان بالله وتبشيره للمؤمنين بالجنة .. لماذا اصرارهم على النار (( وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ .. تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ .. لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ))
ودعاهم الى مراجعة انفسهم والتذكرة بنصيحته
(( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ))
كلمة حق من رجل مؤمن فى عصر فتن فيه الفراعنة الملعونين عباد الله بحضارتهم الزائفة الزائلة الملعونة وبالدنيا وزينتها الى يومنا هذا واضلوهم عن سواء السبيل (( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ )) ..
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات