بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الاب اغناطيوس الملقب بالنوراني او الانطاكي في رسالته :

هناك إله و أب واحد فقط ليس اثنين و لا ثلاثة واحد فقط و ليس آخر بجواره الإله الحقيقي وحده . فالرب إلهنا كما يقول الكتاب رب واحد ( التثنية 6:4 - مرقس 12:29). و أيضا أليس إله واحد خلقنا ؟ أليس لنا جميعا أب واحد ؟( ملاخى 2:10). و أيضا هناك ابن واحد الإله الكلمة . الابن الوحيد المولود للأب كما يقول الكتاب الموجود فى حضن الأب ( يو 1:18). و أيضا سيد واحد يسوع المسيح ( 1 كو 8:6 ). و فى موطن آخر : ما اسمه و ما اسم ابنه حتى نعرف ؟( أمثال 30:4). و أيضا هناك باراكليت واحد . فهناك أيضا كما يقول الكتاب روح واحد ( أفسس 4:4) لأننا دُعينا إلى رجاء دعوتنا ( 1 كو 12:13). ليس هناك بالتالى ثلاث آباء و لا ثلاث أبناء و لا ثلاث باراكليت هناك أب واحد و ابن واحد و باراكليت واحد . و بالتالى فحين أرسل السيد الرسل ليتلمذوا كل الأمم باسم الأب و الابن و الروح القدس ( متى 28 :19) ليس باسم واحد له ثلاثة أسماء و لا ثلاثة كلهم تجسدوا و
لكن ثلاثة متساوون فى الكرامة .

اذا الاب اغناطيوس يعترف ان هناك ثلاثة اشخاص و ليس شخصا واحدا ....و كل شخص مستقل بذاته و له كرامته و وزنه ...فالاب شخص و المسيح شخص اخر مستقل و الروح القدس شخص اخر مستقل ايضا ...و لا يمكن ان يكونوا حسب كلامه تحت اسم واحد و لا يمكن ان يكونوا شخصا واحدا.

اما عن قول الاب اغناطيوس ان الثلاثة متساوون من حيث الكرامة فقد اخطا في قوله هذا لان الكتاب المقدس الاصل الاول و المرجع الاول للمسيحية ينفي ذلك ...ففيه يقول المسيح عليه السلام
""و ابي اعظم مني""

هذا القول يدل على ان الاب اعظم كرامة من الابن .
""لا تلميذ اعظم من معلمه .و لا خادم اعظم من سيده. (متى 24)
يوحنا 13 (16-17) : ""الحق الحق اقول لكم : ما كان خادم اعظم من سيده ولا كان رسول اعظم من الذي ارسله ..و الان عرفتم هذه الحقيقة .فهنيئا لكم اذا عملتم بها "".

كما يوصي المسيح دائما بحب الله وحده و طلب ملكوته و مشيئته وحده :
متى 22 (36-38) : ""يا معلم ..ماهي اعظم وصية في الشريعة ?
فاجابه يسوع : احب الرب الهك بكل قلبك .و بكل نفسك. و بكل عقلك. هذه هي الوصية الاولى و العظمى "".

متى 4/10 : ""ابتعد عني يا شيطان لان الكتاب يقول "للرب الهك تسجد ..و اياه وحده تعبد """.

متى 6/32 : ""و ابوكم السماوي يعرف انكم تحتاجون الى هذا كله .فاطلبوا اولا ملكوت الله و مشيئته . فيزيدكم الله هذا كله "".

يوحنا 17(3-4) : ""و الحياة الابدية هي ان يعرفوك انت الاله الحق وحدك ..و يعرفوا يسوع المسيح الذي ارسلته ..انا مجدتك في الارض حين اتممت العمل الذي اعطيتني لاعمله"".

و ليس معنى ذاك ان لكل شخص اعماله الخاصة به فقط ..بل ان اعمال المسيح عليه السلام تابعة للاب فهو لا يستطيع فعل شيء بمفرده و ايضا لا يستطيع فعل شيء بارادته الشخصية بل فقط بارادة الاب ...اي انه ينفذ تعاليم و اوامر الاب :
يوحنا 6/38 : ""فما نزلت من السماء لاعمل ما اريده انا بل ما يريده الذي ارسلني "".

لوقا 22(42-45) : ""قائلا "يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس .و لكن لا ارادتي بل ارادتك . و ظهر له ملاك من السماء يقويه .

متى 23/20 : ""و اما الجلوس عن يميني و عن شمالي فلا يحق لي ان اعطيه لانه للذين هياه لهم ابي "".

اما في ما يخص الروح القدس فلا يتساوى في الكرامة مع الاب و الابن :
متى 12(31-33): """لذلك اقول لكم : كل خطيئة و تجديف يغفر للناس .و اما التجديف على الروح القدس فلن يغفر لهم . و من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له .و اما من قال على الروح القدس فلن يغفر له .لا في هذه الدنيا و لا في الاخرة """

هذا القول يعطي مكانة و كرامة للروح القدس اكثر من المسيح ابن الانسان .
و بالتالي فالترتيب بين الاشخاص الثلاثة حسب الكرامة و المكانة يجب ان يكون هكذا : الاب ثم الروح القدس ثم المسيح عليه السلام ... بينما التقليد المسيحي قد عكس الامر تماما و وضع المسيح في المرتبة الاولى و اعطاه كل الكرامة و جعله الاله الذي يختزل جميع الاشخاص او الاقانيم ... و الاب الذي هو الله و الاله الحقيقي لوحده و الذي يسجد له وحده لم يعد مذكورا عند المسيحيين و لم يعد له محبة في قلوبهم
يوحنا 5(41-44) :"""انا لا اطلب مجدا من عند الناس..لاني عرفتكم فعرفت ان محبة الله لا محل لها في قلوبكم..جئت باسم ابي فما قبلتموني ..و لو جاءكم غيري باسم نفسه لقبلتموه ..و كيف تؤمنون ما دمتم تطلبون المجد بعضكم من بعض ..و المجد الذي هو من الله الواحد لا تطلبونه ?"""

بينما الوصية الاولى و العظمى في التوراة و الانجيل هي
"" احب الرب الهك بكل قلبك .و بكل نفسك. و بكل عقلك. هذه هي الوصية الاولى و العظمى ""

اتمنى لضيفتنا كل التوفيق في بحثها عن الحقيقة ...و ادعو الله ان يبارك خطواتها و ان يدلها على الطريق الصحيح المستقيم ..و ان يثبتها عليه ..امين.