

-
23 سنن مهجورة في الصيف
11 / < الإكثار من الصوم وخاصة في الأيام التي حث الشرع عليها لأن الأجر على قدر المشقة > قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ حَتَّى يَضَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَمَا فِينَا صَائِمٌ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنِ رَوَاحَةَ .
وقال الإمام البزار في مسنده :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ ، قَالَ : نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَ أَبَا مُوسَى فِي سَرِيَّةٍ فِي الْبَحْرِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ قَدْ رَفَعُوا الشِّرَاعَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ إِذَا هَاتِفٌ مِنْ فَوْقِهِمْ يَهْتِفُ بِأَهْلِ السَّفِينَةِ : قِفُوا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ.
فَقَالَ أَبُو مُوسَى : أَخْبِرْ إِنْ كُنْتَ مُخْبِرًا.
قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَضَى عَلَى نَفْسِهِ : أَنَّهُ مَنْ أَعْطَشَ نَفْسَهُ لَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْعَطَشِ .
وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي مُوسَى مِنْ قَوْلِهِ، وَفِيهِ زِيَادَةُ كَلامٍ مِنْ قَوْلِ أَبِي مُوسَى
و قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقال الهيثمي : رجاله موثقون ، وقال المنذري : رواه البزار بإسناد حسن إن شاء الله ورواه ابن أبي الدنيا من حديث لقيط عن أبي بردة عن أبي موسى بنحوه إلا أنه قال فيه قال إن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله عز و جل أن يرويه يوم القيامة
قال وكان أبو موسى يتوخى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حرا فيصومه ، وقال السيوطي في البدور السافرة: (إسناده جيد) ،وحسّنه الألباني في صحيح التّرغيب ، والحديث في إسناده ابن المؤمل وهو ضعيف الحديث فليتنبه .
12 / < النهي عن التخلي في طريق الناس أو ظلهم >
في الأماكن المكشوفة وخاصة في الصيف يبحث الإنسان عن أي ظل يستظل به من حر الشمس ، وحتى لا يعرض المسلم نفسه للسب أو اللعن نهى الإسلام عن التخلي في طريق الناس أو ظلهم .
قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ - قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - أَخْبَرَنِى الْعَلاَءُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ ». قَالُوا وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الَّذِى يَتَخَلَّى فِى طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِى ظِلِّهِمْ ».
وهذا الحديث بوب عليه الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم فقال :
باب النَّهْىِ عَنِ التَّخَلِّى فِى الطُّرُقِ وَالظِّلاَلِ.
وقال الإمام أبو داود رحمه الله في سننه :
بَابُ الْمَوَاضِعِ الَّتِي نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبَوْلِ فِيهَا
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ»، قَالُوا: وَمَا اللَّاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ»
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبُو حَفْصٍ، وَحَدِيثُهُ أَتَمُّ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْحَكَمِ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ: بَابُ الْمَوَاضِعِ الَّتِي نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبَوْلِ فِيهَاوَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ " .
قلت : حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه حسن لغيره ، وقوله :البراز في الموارد أي قضاء الحاجة في مناهل الماء أو الأمكنة التي يأتيها الناس كالأندية كما قال الإمام المناوي .
13 / < لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم >
في الصيف يكثر سفر الناس ، والبعض من يتساهل في سفر المرأة بلا محرم مع الأسف الشديد ، وهذا الفعل مخالف للشريعة الإسلامية .
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ فَقَالَ اخْرُجْ مَعَهَا .
14 / < ينبغي على المسلم في شدة الحر أن يتذكر حر جهنم >
قال الله عز وجل في سورة التوبة :
< فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ > .
__________________
15 / < حرمة سب الحر >
يَحرم سبُّ الحرِّ والتذمُّر منْه ، فالحرُّ خلقٌ من خلْقِ الله، فهو فِعْلُ الله ، فمَن سبَّه عاد سبُّه لأفعال ربِّه ، وفي البخاري :
بَاب لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ا.هـ .
فالحرُّ والبرْد بيد الله يصرِّفُهما كيف يشاء.
لكن ليس من السَّبِّ الخبر المحْض، كأن يقول الشَّخص: هذا اليوم شديد الحرارة، أو تعِبْنا اليوم من شدَّة الحرارة، أو شقَّ عليْنا الصِّيام لشدَّة الحر، فباب الخبر جائز؛ قال الله عن نبيِّه لوط: ﴿ وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾ [هود: 77]، فقول لوط: "هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ" من باب الخبر المحض، وهو جائز.
16 / < إسباغ الوضوء على المكاره >
وهو يشمل الماء البارد في الشتاء ، والماء الحار في الصيف .
قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ - قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - أَخْبَرَنِى الْعَلاَءُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ».
حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ جَمِيعًا عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَلَيْسَ فِى حَدِيثِ شُعْبَةَ ذِكْرُ الرِّبَاطِ وَفِى حَدِيثِ مَالِكٍ ثِنْتَيْنِ « فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ».
وهذا الحديث بوب عليه الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم فقال :
باب فَضْلِ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ.
.................................................. ......................
في مركز الفتوى في إسلام ويب
السؤال هل الوضوء بالماء البارد أكثر ثوابا من الوضوء بالماء الساخن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات... إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة..
ومعنى إسباغ الوضوء على المكاره: إتمامه في الوقت الذي تكره النفس ذلك؛ كالوضوء بالماء البارد في البرد وبالحار في الحر، أو غير ذلك مما تكرهه النفس كالتعب والإرهاق ونحوه.
قال النووي في شرح مسلم: المكاره، تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك. انتهى.
وقال المباركفوري في شرح الترمذي: أي يتوضأ مع برد شديد، وعلل يتأذى معها بمس الماء، ومع إعوازه والحاجة إلى طلبه والسعي في تحصيله وابتياعه بالثمن الغالي، ونحوه مما يشق. كذا في المجمع.انتهى.
يريد به الماء وألم الجسم وإيثار الوضوء على أمور الدنيا، فلا يأتي به مع ذلك إلا كارها مؤثرا لوجه الله.
وليس المراد من ذلك هو تعمد الوضوء بالماء البارد مع وجود الدافئ، وكذلك بقية المستكرهات.
والله أعلم.
__________________
للموضوع تتمة ........
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة طالب علم1 في المنتدى منتديات المسلمة
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 28-06-2019, 01:37 PM
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى الفقه وأصوله
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 01-05-2012, 10:07 PM
-
بواسطة ربيعة الرأي في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 05-04-2009, 09:44 PM
-
بواسطة gardanyah في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 28-05-2008, 10:48 PM
-
بواسطة nohataha في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 15-02-2008, 04:41 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات