* الرسائل الرعوية

رسالتي تيموثاوس الأولى والثانية وتيطس

.
الكل يعلم أن رسالتي تيموثاوس أُرسلا إلى شخص (تيموثاوس المجهول[*]) ولم يُرسلا إلى كنيسة ، وهاتين الرسالتين ليس لهما مكانا في أي فترة في حياة بولس قبل سجن رومية وهما منسوبتان لبولس بلا دليل لمجرد أن اسم (بولس) مذكور في أول الرسالة ولا يوجد تقليد كنسي صحيح يثبت بأن بولس هو كاتب هاتين الرسالتين [*] فمُجرد اثبات صحة هذه الرسائل أمر مُحال [*] ولكون كل شيء في المسيحية مبني على الظن فهناك ظن بأن بولس املى هذه الرسالة على شخص مجهول وهذا المجهول هو الذي حملها لتيموثاوس المجهول ايضا [*] وهناك رأي جديد يؤكد بأن هناك شخص آخر مجهول هو كاتب هذه الرسائل الرعوية الثلاثة [*]+[*] .. وقد رأى البعض بأن علاقة لوقا ببولس تُرجحه ككاتب لهذه الرسائل [*] … وهناك رأي عملي أكثر يرى بأن تيموثاوس وتيطس هما كاتبي المادة البوليسية بعد وفاة بولس [*] ، فطالما ان العلماء ورجال الكهنوت في خلاف مع الكنيسة حول علاقة بولس برسالة تيموثاوس الثانية فما بالنا بالرسالة الأولى ![*] حتى رسالة تيموثاوس الأولى تعرضت لنفس الطعن الذي تعرضت له الرسالة الثانية وطبعا الكل مش عاوز المسلمين يشمتوا فيهم وعليه يُقبل الإفتراضات رغم ضعفها ولنعيش في ضلال والرب محبة وكله هبقى تمام علشان احنا بنعبد المسيح والكتاب المقدس دا كِمالة عدد علشان محدش يقول أن الديانة المسيحية ماعندهاش كتاب زي اليهود والمسلمين لأنهم مش أحسن مننا[*].

.

فإما أن تقبل أيها المسيحي بأن لوقا الإنجيلي حبيب بولس الذي بقى معه حتى قُتل مضلل وكاذب لأنه أسقط أهم حقبة زمنية في حياة بولس والتي كتب فيها رسالة تيموثاوس الثانية ليكشف بأن بولس قتل ومات في عام 63 ميلادي وليس 68 م وإما الطعن في هذه الرسالة رغم أن التشكيك في لوقا هو طعن ايضا في الإنجيل الثالث وطعن في سِفر أعمال الرسل [*] .

.

بولس الضرير رفض ختن تيطس ولكن بيده قام بختن تيموثاوس من اجل اليهود بحجة أن أبيه رجل وثني وأمه يهودية ، فمنذ متى سمح الناموس لليهودية بأن تتزوج بغير اليهودي وكافر في آن واحد ؟[*] علماً بأن اليهود يختنون أولاده في اليوم الثامن من الولادة كما أن اليهود لن تخلع لتيموثاوس ملابسه لتتأكد بأنه مختون أم لا ! ، وماذا أضر بتيموثاوس كل هذه الفترة وهو بدون ختان ؟ وما هو الخلاف الذي وقع بين تيموثاوس واليهود حول كونه مختون أم لا ؟ ، فهل بولس (الضرير) كان له غرض أخر من تيموثاوس ليجس ويمسك قضيب ذكوري لشاب يافع قوي بحجة الختان فنال من بعدها تيموثاوس مكانة رفيعة عند بولس حتى نجح تيموثاوس لينال حصة في كتابة ستة أو سبعة رسائل هم [ تسالونيكي الأولى والثانية + كورنثوس الثانية + فليبي + كولوسي + فليمون] ونال ايضا ألقاب كثيرة لم ينالها لوقا واخرون من تلاميذ بولس المقربين حتى صار اسم ثيموثاوس يتردد في الكنائس ثم ينال لقب قديس (ما كان يحلم به) بسبب عضو ذكوري جنسي [*] ، إن خطوات الختان ثلاثة وأخرها كما ذكرها (A. N. Wilson) في كتابه [Paul The Mind Of The Apostle] هو امتصاص الدم من الجرح والمعروفة طبياً تحت اسم (mesisah) وهذا يتطلب بأن يستخدم بولس فمه لتطبيق هذه الخطوة لقلة معدات الشفط في القرون الأولى ولضعف بصره [*] نحن بلا شك نلتمس العُذر لبولس لأنه وضع في فمه القضيب الذكوري للشاب القوي تيموثاوس لأن الدم الذي تم شفطه كاد أن يُصيب تيموثاوس بمرض خطير – فهل في هذا الزمان أداة أو مكينة أو وسيلة تستخدم لشفط أي سائل وبالإخص للجسد البشري بدلا من استخدام الفم ؟ .

.

الكنيسة تؤمن بأن هاتين الرسالتين كتبهما بولس أو بمعنى ادق أملاهما على شخص ليكتبهما ثم ينسبهما لبولس ، فمن هو هذا المجهول ؟ ، ولكن حين يتدخل العلماء يبدأ الصدام ، لقد خرجنا من عصور الوسطى (التخلف) وبدأ العلم والعلماء التحرر من الكنيسة ، ففي عصر النهضة كشف العلماء بأن هاتين الرسالتين ليس لهما علاقة ببولس وأن الإعتماد على الرسائل نفسها لإثبات كاتبها هي فكرة جهلة لأننا أصبحنا في عصر العلم والتقدم ، والتحليل العلمي أثبت وأكد بان بولس ليس له علاقة بهما ولو بولس خط بخط بهما فلن يتعدى عدة سطور قليلة لو تم حذفهم فلن يتأثر المضمون [*] .

.

رغم أن الشهادة في المسيحية لا تُبنى إلا على شاهدين على أقل التقدير شهود عيان وليس شهود عن روايات منقولة (2كور13: 1) إلا أن الكنيسة لا تحترم هذه الأحكام فسمعنا عن (إيرانيوس) كتقليد كنسي آحاد ليس شاهد عيان بل نقلا عن روايات لم يسمعها غيره ينسب البشارة الثالثة وأعمال الرسل للوقا والبشارة الرابعة ليوحنا .. وسمعنا ايضا عن (بابياس) كتقليد كنسي آحاد ليس شاهد عيان بل نقلا عن روايات لم يسمعها غيره نسب البشارة الأولى لمتى التلميذ والبشارة الثانية لمرقس .. لكن الأعجب والمضحك هو أن (ايرانيوس) لم ولن يعترف بما جاء من تقليد كنسي عن (بابياس) – ولا (بابياس) أعترف بما جاء من تقليد كنسي عن (ايرانيوس) …وعلى الرغم من تأكيدات رجال الكهنوت على إستحالة قدرة بولس على الكتابة لسوء خطه ومرضه وفقد بصره إلا أن الكنيسة بطريقة مضحكة وهزلية لم تجد تقليد كنسي من شاهدين عيان يؤكدان بأن بولس هو كاتب رسالتين تيموثاوس أو غيرهما فادعت بشكل آحاد بحجة (آل إيه) أنه في آخر القرن الأول كان هناك كاتب اسمه (أكليمندس الروماني) وكانت كتاباته تحتوي على جُمل مثل [ملك الدهور] و [مستعدا لكل عامل صالح] و [أخدمه بضمير صالح] وهذا يعني بأنه أقتبس هذه الكلمات من رسالتي بولس وكأنها كلمات يحتكرها بولس لنفسه ولا ينطق بها غيره !، وكيف نُصدق هذا الكلام – وحتى لو صدقوا القول فأين هي كتابات الأصلية لأكليمندس الروماني لنتأكد من صدق هذا القول ؟ وبهذه الشهادات تؤمن الكنيسة وتجبر شعبها على الإيمان بأن بولس هو كاتب رسالتي تيموثاوس ومن يخالف ذلك يعتبر هرطقة (وعجبي) [*] .

.

ومن التقاليد الكنسية التي تسند عليها الكنيسة حول رسالات بولس هو القديس (جيروم) الذي يقول في مقدمته لرسالة تيطس إن (تاتيان) صاحب “الدياطسرون” كان يعترف بأن الرسول بولس هو الذي كتب هذه الرسالة إلا أنه يرفض علاقة بولس برسالة تيموثاوس الثانية (وهكذا نجد الأمر مع جاستن مارتر وغيرهما) [*].. انتهى كلام جيروم

.

بالعقل والمنطق نقول أن الكاذب هو كاذب في كل شيء أما الصادق فهو صادق في كل شيء .. وعليه لا يجوز للكنيسة تحريف كلام (تاتيان وجاستن مارتر وغيرهما) فتقتبس منه ما يروق لها وتتجاهل ما لا يروق لها .. فلو الإستشهاد بكلام (تاتيان وجاستن مارتر) هما أحد التقاليد الكنسية لرسالات بولس فعليه تقبل الكنيسة كلامه كله بما في ذلك نفي علاقة بولس برسالة تيموثاوس الثانية وحذفها من الكتاب المقدس ، كما أن علماء المخطوطات أكتشفوا بأن كتابات (بوليكابوس) (155 ب.م) تشابه رسالتي تيموثاوس حتى ان الدراسين والمحللين للكتاب المقدس ظنوا أنه هو الذي كتب رسالتي تيموثاوس ، كما أن بردية (مخطوطة) “شستربيتي” لا تحتوي على رسالتي تيموثاوس [*] ، فالطبيعي المخطوطة هي التي تحكم على الكتاب المقدس فتُصححه وليس العكس …. والكارثة الكبرى هي ما ذكره كاتب قانون (موراتوري) بأن لفليمون رسالة وتيطس رسالة وتيموثاوس رسالتان كتبها بولس في (محبة وعاطفة) ولكنها مع ذلك اعتُبرت مقدسة وقبلتها الكنيسة في العالم كله لكي تأخذ منها النظام الصحيح في الكنيسة [*].

.
إن قانونية الرسائل الرعائية [تموثاوس(1+2) + تيطس] في المسيحية لا تعني صحة الرسائل ، فهذا امر وذاك أمراً أخر .. فهناك نقد خارجي ونقد داخلي للرسائل ، والعلماء يملكون من الأدلة الدامغة نفي صحة هذه الرسائل لينتهي الأمر للكنيسة باعتبار هذه الرسائل قانونية ولكن مشكوك في صحة بعض أجزاء الرسائل ولا حول ولا قوة إلا بالله [*] .

.
* رسائل الأسر

أفسس وفيلبي وفليمون وكولوسي

.
يقال بأن بولس وهو سجين في (روما أو قيصرية أو أفسس) كتب رسائل أربعاً :- أفسس - فيلبيكولوسيفليمون .. ولكن حين تتصفح ما كُتب عن هذا السجن والمسجون نجده سجن دلع في دلع … فلا يُعقل بأن إدارة السجن تسمح لكل من هب ودب زيارة مسجون كل ساعة وكل يوم مثل زيارة الحرامي (أنسيمس) لبولس أو السماح للمسجون باختيار رفيق (صديق) له يُسليه داخل السجن ليل نهار مقيم معه وإدارة السجن تتحمل مسؤوليته من مأكل ومشرب وصحة وخلافه ، أو يُسمح للمسجون باستدعاء أي شخص يروق له ويُبدل كل أسبوع بصديق جديد ، ثم من الذي سيقوم بمهمة الإستدعاء ؟ (الجندي الحارس!عجبي) ، ثم في بعض الأحيان يأمر بولس استحضار قلم وداوة ورقوق من أوراق البردي ليكتب رسالة وكأن الرسالة تُكتب في دقيقة (سلق بيض) أو أن السُلطة لا تأخذ الحيطة من سجين قد يكون جاسوس أو سجين يريد نشر الفتنة بمشورات ضد الدولة ، فهل السلطات تسمح بهذا العبث … هوا دا اسمه سجن ؟

.

قد نقبل القول بأن المسجون كتب كتاب أو مذكراته بيده ولكن حين يكون هذا السجين يُعاني من مرض الصرع وضرير ومريض وصاحب خط رديء ويحتاج لمُعين من خارج السجن ليكتب له ما يُمليه عليه وبعد ذلك بولس يراجع وينقح ويصحح المكتوب فهذا غير مقبول شكلا أو موضوعا على مر العصور .. حتى كاتب (المُعين من خارج السجن) رسالة (فيلبي) عليه اختلاف ومجهول ومازلنا نحتاج لقرعة لنحدد ثم نتفق على واحد من ثلاثة [*] ، وايضا لا احد يملك الأدلة على مكان كتابة رسالة فيلبي إن كانت في (روما) أم في (أفسس) ولا أحد يملك أدلة على زمن كتابة هذه الرسالة حيث أن البعض يقول ما بين (61م-63م) والبعض الآخر يقول قبل ذلك بعشرة سنوات [*] ، ثم تُصدر الكنيسة قانون يسمح لها بضمن مثل هذه الرسائل كأحد الكتب المقدسة .. ليتأكد لنا العبث والضلال والجهل الذي تعيش فيه الكنيسة .. فالفاتيكان تؤكد بأن بولس ليست له علاقة من قريب أو بعيد بكتابة رسائل (كولوسي + أفسس + فيلبي + فليمون) وأن أحد تلاميذه كتبها بعد موته [*] إلا أنها مُلتزمة بقانونية هذه الأسفار لمجرد مذكور اسم بولس بمقدمة كل رسالة ولأن المجامع المسيحية بالقرن الرابع أقرت بقانونية هذه الرسائل رغم صعوبة فك شفرة كاتب هذه الرسائل [*] .
.

حال رسالتي (كولوسي) و(فيلمون) لا يزيد عن حال رسالة (فيلبي) حيث أن الكنيسة عاجزة في تحديد زمن كتابتهما لأن الأدلة لا تكفي لتحديد البلد التي كان بولس مسجوناً فيها ولذلك أصبح تحديد زمن كتابة الرسالتان محصور بين أعوام (55م إلى 63 ميلادي) ، هل هذا معقول ؟! [*] ثم يقولون [هذا من عند الله]! ، المصيبة ان بولس نفسه لا يعرف (يجهل) من الذين وجِهت لهم رسالة (كولوسي أو أفسس) ، يعني الكاتب كتب رسالة ولا يعرف لمن سيوجه هذه الرسالة !!! [*] والمضحك مثلا هو أن الكنيسة إلى الآن ونحن في الألفية الثالثة في حيرة حول مكان كتابة رسالة (فيلمون) إن كانت في روما أو قيصرية ، وهي قصة (مبنية على التخمين) من إصحاح واحد تتحدث حول حرامي سرق سيده وبولس كتب الرسالة للوساطة بينهما ولا نملك دليل واحدة يؤكد أو يُثبت أن المرسل إليه قبل هذه الوساطة [*] رغم أن المرسل إليه شخص مجهول ولا نعرف هويته أكثر من اسم مذكور وهو (فيلمون) فأخذ المُفسرين فبركة قصص مُرسلة حول علاقة هذا الشخص مع بولس .
.

رسالة (أفسس) لا تختلف كثيراً حيث أن المخطوطات المكتشفة تثبت بأن الفقرة (أفسس1:1) مزورة ومُحرفة لأن المخطوطات لم تذكر كلمة (أفسس) وقد أكد الفاتيكان على هذا [*] .. كما أن الفاتيكان أكد بأن رسالة (أفسس) وغيرها من الرسائل الثلاثة الأخرى المنسوبة لبولس خلال سجنه (كولوسي + فيلبي + فليمون) وايضا الرسائل الرعائة الثلاثة لا علاقة لبولس بهم من قريب أو بعيد ، لا بالكتابة ولا بإملاء [*] [*] .. ولا ينزعج البعض حين يعلم أن الموضوع الرئيسي لرسالة أفسس هو تدبُر السر الذي قضاه الله منذ الأزل وبقي محجوبا عن البشرية منذ خلق آدم حتى قبل ولادة يسوع لتعيش البشرية في ضلال ، فتخيل معي كيف تصور الكنيسة للبشرية لحظة البدء (تكوين1:1) إلى ما قبل ظهور يسوع بليلة [*] … فلا عجب من كل هذه المعلومات لأنه ليس برجل عاقل رشيد أن يؤمن بكتاب اختلفوا حول تاريخ كتابته ، واختلفوا حول كاتبه ، واختلفوا حول إن كان اسم (افسس) هو اسم بلد أم لا ، واختلفوا في المرسل إليه ، فالكاتب لم يعرف لمن وجهت له الرسالة ، وحامل الرسالة شخص لا نعرف عنه شيء أكثر من اسمه ، والرسالة منسوخة بالحرف من رسالة أخرى (كولوسي) [*] ، والمخطوطات كشفت تحريف كلمات موجودة بالترجمات وليست موجودة بالمخطوطات .. فالرسالة مجهولة والكاتب مجهول وحامل الرسالة مجهول والمرسل إليه مجهول ولا عزاء للعقلاء [*] ..

.
فلا يمكن لشخص مُحترم مثقف اعتبار مثل هذه الرسالة كلام الله أو التفكير في إصدار قانون يسمح بضمها ككتاب عقائدي قانوني لدار عبادة .

.


ينتهي بنا المطاف في نهاية هذا البحث أن نؤكد بأن الكنيسة مازلت تُعاني من أزمة مزمنة تدور حول لغز من ألغاز الكتاب المقدس [*] ولكن الى الآن توصلت الكنيسة بالإجماع بأنه رغم قانونية رسائل بولس الثلاثة عشر إلا أن بولس بريء من سبعة رسائل منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب وليس له علاقة بهم من حيث الكتابة أو الإملاء وهم [رسالة تيموثاوس الأولى + رسالة تيموثاوس الثانية + رسالة تيطس + رسالة أفسس + رسالة فيلبي + رسالة كولوسي + رسالة فيلمون] [*] .. أما الستة رسائل المتبقية فمازال النقاش والحوار دائر بين الكنيسة والعلماء فتعددت الآراء كما تم ذِكره ولكن الكل متفق بالإجماع على قلب رجل واحد أن بولس ليس هو كاتب هذه الرسائل أو أي رسالة أخرى لأنه ضرير وخطه رديء ومريض بمرض يحكمه الشيطان بقبضته ولكن ما هو دائر الآن :-

- هل بولس أملى هذه الرسائل على أحد (ومن هو) ؟

- هل تلاميذ بولس كتبوا هذه الرسائل بعد موته (ومن هم) ؟

- هل هذه الرسائل تتطابق مع المخطوطات ؟

- ما هو تاريخ كتابات الرسائل وزمن كتابتهم ولمن كُتبت وفي أي مدينة كُتبت ؟

- هل بولس مات عام 63 م أم 68 م ؟ فلو بولس مات عام 68 م فلماذا بولس لم يذكر شيء عن الأناجيل الأربعة علماً بأن هناك افتراضات بمنية على التخمين فحواها ان {بشارة متى كتبت عام 60 م و بشارة مرقس حوالي 61 م و بشارة لوقا حوالي 63 م} ؟ إذن يوجد خمسة أعوام بين كتابة بشارة لوقا وتاريخ موت بولس وهذا يمنحه المعرفة بكتابة ثلاثة أناجيل جديدة وبالأخص منهم إنجيل لمرقص رفيقه وايضا إنجيل للوقا الذي كتبه الطبيب الحبيب لوقا زميل بولس برحلة كفاحه … فهل العلاقة القوية الحميمة التي كانت بين (مرقص ولوقا) مع (بولس) تسمح بإخفاءهما على بولس كتابتهما لبشارتين ؟

.

إن حالة الصرع والغِيرة التي أصابت الكنيسة في القرون الأولى لتكوين كتاب خاص لها بديل أو مشابه للعهد القديم جعلها لا تعي ما تفعله وهل ما جمعته من الكُتب صالح ليكون منهج ومرجع للشعب المسيحي ؟

.

رسائل بولس كُتبت بعد الأناجيل :- التخمين والافتراضات هي حُجة الكنيسة لإثبات قانونة الرسائل ولكنها لو ملكت قانونية الرسائل فإنها تعجز في إثبات صحتها .. فمخطوط قانون موراتوري الذي تستشهد به الكنيسة كتقليد كنسي والذي يُلوح بقانونية رسائل بولس تم أكتشافه في القرن الثامن عشر ويعود للقرن السادس ولا يوجد دليل أو سند واحد يؤكد بأنها نسخة منسوخة من وثيقة قديمة دونت بالقرن الثاني .. وعليه فالقول بأن رسائل بولس كُتبت في النصف الأول من القرن الأول هو كلام كاذب لأنه مبني على الإفتراض وساقط عملياً لأن رسائل بولس كُتبت بعد الأناجيل ، فكل المؤشرات تؤكد بأن رسائل بولس كُتبت في القرن الثاني الميلادي وابعد من ذلك ايضا ، لأن رسائل بولس كانت تهاجم بدعة (العرفان) “الفلسفة الأفلاطونية ” … كما أن بولس بكلامه المُرسل إدعى بأن يسوع بعد قيامته ظهر لخمسمائة شخص دفعة واحدة وهذا كلام عاري من الصحة، فلا الأناجيل ولا رسالتي بطرس أو رسائل يوحنا أو يهوذا أو يعقوب أو سفر أعمال الرسل ذكروا هذه الواقعة (1كور-15-6)وبولس لم يذكرها إلا لأهل كورنثوس فقط ولم يكررها في أي رسالة من باقي رسائله .. كما أن المسيح أمر تلاميذه بالكرازة للأمم الوثنية (متى28:19) إلا أن بولس كان يجهل هذه المعلومة فخرج علينا بقصة يدعي بأن المسيح توسل إليه بالكرازة للأمم الوثنية دون أي احترام للأثنا عشر تلميذ وكأن هذا العدد لا يكفي لتبشير الأمم فينقصهم واحد فيتحول بولس لقائدهم لهذه المهمة وكأن يسوع باع تلاميذه في لحظة .. كما أننا نعلم بأن (مرقص و متى و لوقا) هم فقط الذين يعلمون المجيء الثاني فذكروا في الأناجيل الثلاثة الأولى بأن يسوع أعلن بأنه سيأتي والجميع سيراه قبل أن يذوقوا الموت .. فذِكر المجي الثاني في الرسائل المنسوبة لبولس التي قيل بأنها كُتبت قبل الأناجيل تؤكد بأن هذه الرسائل كُتبت بعد الأناجيل الأربعة وليس قبلها .. لأن الأناجيل كتبها ثلاثة من الذين عاصروا يسوع وهم الأعلم ونقلوا كلام يسوع بالمجي الثاني [(متى 16: 28)(مرقس 9: 1)(لوقا 9: 27)]… وسفر أعمال الرسل لم يذكر من قريب أو بعيد أن الرسل أو تلاميذ يسوع ذكروا هذا الأمر للناس أو دار بينهم وبين بعض (بما فيهم بولس) المجيء الثاني (الذي هو رمانة الميزان في المسيحية) وأنه سيأتي قبل أن يذوق الرسل الموت (وضع تحت جملة “يذوق الرسل الموت” مائة خط أحمر) لأن الجميع يعلم بعودة يسوع (أعمال1:11) ولكن المجهول عودته قبل أن يذوقون الموت أم بعد أن يذوقون الموت؟ ، ورسالتي تسالونيكي والثورة التي تفجرت بسبب المجيء الثاني جعلت بولس يتراجع عن فكرة المجيء الثاني قبل ان يذوقوا الموت ، ومن المؤكد بأن هذه الأحداث شعر وعلم بها كلا من (مرقص ومتى ولوقا”بالأخص”) رغم ذلك الأناجيل ذكرت هذا المجيء نصا حرفيا مع التأكيد حرفيا بأن المجي الثاني سيأتي دون أن يذوق التلاميذ الموت .. فلو الأناجيل كُتبت بعد رسائل بولس لذكر الحبيب لوقا (رفيق بولس) المجيء الثاني ولكن دون ذكر (لا يذوقون الموت) ما هو منسوب على لسان يسوع (لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ[لوقا 9: 27]) .

.
انتهى

.
———————————
.
(1) بولس مثل المسيح المذكور في الأناجيل شخصية مجهولة ولا يوجد مرجع على وجه الأرض يثبت ظهور شخصية المسيح وسلسلة نسبه إلا القرآن فقط [*] لذلك لولا القرآن لأصبحت المسيحية في خبر كان .

(2) مازال الخلاف قائم حول تاريخ موت بولس فالمؤكد بأنه مات عم 63 أو 64 ميلادي ولكن كون هذا التاريخ يعصف برسالتي تيموثاوس وتيطس – ادعت الكنيسة بلا أدلة نصية أو ملموسة أو سند صحيح بأن بولس سُجن مرة اخرى ومات عام 68م

(3) رغم أن يسوع اصطفى بطرس عن باقي التلاميذ ليؤسس كنيسته(متى 16: 18)إلا أن بولس كان هدفه تدمير المسيحية من جذورها فأخذ يُرسل رسائل خطية للمدن التي أنتشرت فيها المسيحية مؤكدا بأن المسيحية التي تنادي بالناموس هي مسيحية يحملها أنبياء وأخوة كذبة فلا تسمعوا لهم لأن الخلاص بالإيمان وليس بحفظ الوصايا أو بتطبيق الناموس … لذلك حين تفتح العهد الجديد تجد الأناجيل تتحدث فقط عن حياة يسوع ولكن حين تنخرط للعقيدة تجد بولس يتحدث عن عقيدة مبنية على دم المذبوح ومجرد الإيمان كافي للخلاص وألوهية يسوع ، وتجد بطرس يتحدث عن عقيدة أخرى وهي حفظ الوصايا والناموس هو كافي للخلاص .. ولكن كلا منهما يسب ويطعن في عقيدة الأخر … والمصيبة ان الكنيسة أصدرت أحكام بقانونية هذه الأسفار لها بما فيها من تناقض واختلافات .

(4) طبقا لما ذُكر ومنسوب ليسوع ، نجد يسوع يأمر تلاميذه الكرازة للأمم الوثنية بعد فشله وفشلهم مع اليهود (متى28:19).. وقد أسرع التلاميذ تنفيذ المطلوب .. لذلك من خلال تحليل رسالات بولس نكتشف بأن هناك من نشر المسيحية قبله لذلك جن جنون بولس فارسل رسائل تُحذر الشعوب من المسيحية التي انتشرت من غيره لأن يسوع ظهر له واصطفاه للتبشير للأمم الوثنية فقط دون اليهود لأنه يعلم تماما بأن اليهود لن ترحمه لذلك هرب منهم وادعى بأنه مُرسل للوثنيين فقط .