الشبهة الثانية
عقيدة ورقة هى الابيونية؟قال المستشرقون ذلك بل زادوا فادعوا ان النصرانية هى الابيونيةواقول باذن الله جل وعلا بأن هذا استنتاج من عقولهم وليس باستدلال ولكن هناك عدة نقاط تدحض هذا الكلام:
اولا اين الابيونية؟الحقيقة التى يتغافل عنها اعداء الاسلام ان الطوائف المسيحية الموحدة كالابيونية والاريوسية تعرضت لتنكيل شديد لان المثلثة هم من سيطروا على بيزنطة
فاين الابيونية فى التاريخ المسيحى منذ القرن السادس الميلادى؟الرأى الارجح والذى ذهب اليه المؤرخون مثل جيبون وول ديورانت[20] أن الابيونية ذابت فى الطوائف الاخرى ولم يعد لها ظهور مع بدايات القرن السادس للميلاد على التاريخ الصليبى او قبل ذلك وحتى لو وُجدت فيستحيل ان توجد لها مجامع علمية او كنائس كالارثوذكسية والكاثوليكية لان المذهب الرسمى للدولة البيزنطية كان ثالوثيا [21]بل لم يقبل بالارثوذكس المصريين رغم اشتراكهما فى عقيدة التثليث ومارس ابشع انواع الاضطهاد ضدهم فما بال العاقل بالموحدين؟فطالما انقطعت مصادر العلم نتيجة قهر السلطة وتم قمع العلماءينكمش المذهب واتباعه رويدا رويدا وتصبح ارتباطهم بالعقيدة فطريا فقط ويضيع العلم وما يؤكد كلامى ماذكره الدكتور جواد على عن الاريوسيين العرب وغياب العلم الدينى عنهم[22]وكما أن التاريخ يؤكد حقيقة ما حدث للموحدين النصارى فالاثار الاسلامية الصحيحة ايضا حيث يتضح لنا من قصة سلمان الفارسى رضى الله تبارك وتعالى عليه السابق ذكرها اندثار التوحيد[23]وكما سنرى باذن الله جل وعلا فى قصة زيد بن عمرو بن نفيل ومن اعتقد من اهل ذلك الزمان التوحيد الخالص لم يكن ذلك عن علم وانما عن فطرة وبالتالى فان التوحيد الاسلامى الصافى هو من السماء وليس مقتبسا من كتب مُحرفة ومنحرفة وممتلئة بالتخاريف والاخطاء العلمية مثل اسفار اليهود والنصارى فقد قال النبى صلى الله عليه واله وسلم عن هذه الحقبة التاريخية قبل بعثته الشريفة القول الفصل فى حالتها العلمية الدينية ناقلا عن رب العزة جل وعلا
"وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم . وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم . وحرمت عليهم ما أحللت لهم . وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا . وإن الله نظر إلى أهلالأرضفمقتهم ، عربهم وعجمهم ، إلا بقايا من أهل الكتاب"[24]
ثانيا ذهاب ورقة الى الرهبان المشهورين:ان الاثار تقول بأن ورقة سافر الى الشام فلو ذهب الى الشام لاعتنق عقيدة الروم المثلثة لان الروم كانوا يبشرون بعقيدتهم بين قبائل العرب المجاورة وهذا ثابت او اليعقوبية وهذا باطل فأشعاره تؤكد انه لم يؤمن بالثالوث قط ولو فعل لوبخه زيد بن عمرو صديقه المقرب ولكن الثابت انه كان مصاحبا لزيد بن عمرو بن نفيل بعد رحيله من الشام الى الجزيرة والحيرة فالارجح اذن اعتناقه النسطورية [25]
__________
[20]راجع اهل الكهف للدكتور احمد على المجدوب وقراءة فى مخطوطات البحر الميت لهالة العورى وعبقرية المسيح للعقاد ويمكن الرجوع ايضا لموسوعة قصة الحضارة ج1 باب الادب اليهودى وجزء2 باب المسيحية فهناك موضوعات مرتبطة بهذا الامر.
[21]يتصور كثير من الناس فى مصر وغيرها ان الرومان الذين ثبت اضطهادهم للاقباط كانوا كاثوليك وهذا غير دقيق فقد كانوا خلقيدونيين نعم ولكن كانت لهم مدرسة لاهوتيةمستقلة فى القسطنطينية اختلفت تدريجيا مع وعن روما .راجع
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D8%AB%D9%88%D8%B0%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8%A9_%D8%B 4%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9
وراجع
http://ar.orthodoxwiki.org/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A B%D9%88%D8%B0%D9%83%D8%B3

[22]فى موسوعته ص1457 عن الاخباريين الرواية التى تقول بأن الاريوسيين العرب لم يكن لهم كتاب دينى حتى تصورهم العرب مجوسا.
[23]ثبتت هذه المعلومة باذن الله جل وعلا فى الاثار الاسلامية لزيد بن عمرو بن نفيل وكذلك لسلمان الفارسى " قال : أي بني والله ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرا إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل "وسنناقش ذلك لاحقا باذن الله جل وعلا فذهاب سلمان الفارسى الى نصيبين يعنى على الارجح انه اعتنق النسطورية حيث يؤكد الدكتور جواد على فى موسوعته ان نصيبين كانت مركزا للنسطورية.
[24]"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ، ذات يوم في خطبته ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني ، يومي هذا . كل مال نحلته عبدا حلال . وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم . وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم . وحرمت عليهم ما أحللت لهم . وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا . وإن الله نظر إلى أهلالأرضفمقتهم ، عربهم وعجمهم ، إلا بقايا من أهل الكتاب" "الراوي: عياض بن حمار المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2865خلاصة حكم المحدث: صحيح"
[25]الراجح كما سنرى فيما بعد باذن الله جل وعلا ان ورقة كان مصاحبا لزيد بن عمرو فى الحيرة وحيث أن المسيحية فى الحيرة كانت النسطورية(راجع حسين العودات وجواد على ومحمود عرفة فى كتبهم عن النصارى العرب والجاهلية)فا الراجح اعتناق ورقة للنسطورية