قال ابن العربي في احكام القران
وَأَمَّا الْغِنَاءُ فَإِنَّهُ مِنْ اللَّهْوِ الْمُهَيِّجِ لِلْقُلُوبِ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ، مِنْهُمْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِهِ .
وتفسير قوله هذا لا يمكن ان يفهم الا اذا مقصودة ان تلك النصوص من القران ومن السنة التي ظاهرها التحريم انما دلالتها ظنية وليس قطعية في التحريم وقد نقلت اقوال بعض العلماء كالشواني وغيره في تفسيرهم لآية "ومن الناس من يشتري لهو الحديث" .
استدل ايضا من يحرم الغناء بقوله تعالى "وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)
لكن اجاب عليه الشيخ الجديع بكلام قال فيه
قال من ضمن ماقال ولن انقل كلامه كاملاً انه روي عن ابن عباس قال صوتك اي كل صوت دعا الى معصية وان كان بسند ضعيف عن ابن عباس لكنه مطابق للفظ الاية وموافقا دلالة اللسان .وقد صح عن قتادة السدوسي ان فسرها اي دعاؤك رواه ابن جرير الطبري باسناد صحيح . ولهذا قال الطبري في تفسيره
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال: إن الله تبارك وتعالى قال لإبليس: واستفزز من ذرّية آدم من استطعت أن تستفزّه بصوتك، ولم يخصص من ذلك صوتا دون صوت، فكل صوت كان دعاء إليه وإلى عمله وطاعته، وخلافا للدعاء إلى طاعة الله، فهو داخل في معنى صوته الذي قال الله تبارك وتعالى اسمه له( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ).وقوله( وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ) يقول: وأجمع عليهم من ركبان جندك ومشاتهم من يجلب عليها بالدعاء إلى طاعتك، والصرف عن طاعتي، يقال منه: أجلب فلان على فلان إجلابا: إذا صاح عليه. والجَلَبة: الصوت، وربما قيل: ما هذا الجَلَب، كما يقال: الغَلَب، والشَّفَقَة والشَّفَق..
ثم استطرد الشيخ الجديع فقال ان المقصود بالصوت ليس بمجرده موضع الذم بل انما الذم لكونه منسوبا الى ابليس ولا ريب ان الغناء والمعازف من جملة الاصوات فالأصل ان ينالها الذم حينما تكون وسيلة شيطانية تدعو الى معصية الله فان لم تكن كذلك فان الاية ساكتة عن حكمها غير شاملة لها بلفظها , كشان سائر الاصوات .وتامل نظيرها في قوله تعالى في نفس الاية " وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ" فقد قالوا خيلك ورجلك كل راكب ركب في معصية الله او رجل تمشي في معصية الله , فلا وجه فيها لتعليق الذم بالخيل او الارجل ولا الركوب او السير حتى يكون ذلك في معصية الله فياتي على مراد ابليس لعنه الله .
هذا ماقاله الشيخ الجديع
ولكن الأهم من ذلك ان احد انواع التفسير للقرآن عند الفقهاء هو تفسير القران بالسنة بل هو اهمها قال تعالى "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ"سورة النحل 44 .
الذكر هنا قال الفقهاء اي السنة تفسر القران .
وجاء في الصحيحين قوله عليه الصلاة والسلام وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ .
وكلنا نعلم ان المنطق يستخدمه البعض لتزيين المعاصي والمنكرات وقبلها الشرك , فيزينون المعصية والمنكرات باسم الرجولة والفحولة , ويزينون الكفر باسم حرية الراي .
واستدل بعضهم على التحريم بقوله تعالى ""وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72).
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" قال: لا يسمعون الغناء.
لكن اجاب عن ذلك الشيخ الجديع وهو محقق حديثي ان هذه الروايات ضعيفة
فالرواية التي عن ابن الحنفية عند ابن ابي حاتم ضعيفة لان في سندها اسماعيل بن سلمان وهو كوفي ضعيف جدا .
واما التي عن مجاهد اخرجها الطبري فيها محمد بن مروان السدي متهم بالكذب .
المفضلات