اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرم كرم مشاهدة المشاركة

الم تحدث
اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرم كرم مشاهدة المشاركة
فتنة بين سيدنا على وسيدنا معاوية وبين سيدنا على والسيدة عائشة من فيهم معه الحق ومن فيهم معه الباطل ولماذا قاتلوا بعض


كلنا نعلم الشجار الدائم بين تلاميذ يسوع (لوقا 22: 24)(أع 15: 39)

قال مار إسحق السرياني


لقد فتح التلاميذ طريقًا للضعف البشري، فكانوا يتنازعون فيما بينهم عمن يكون الأعظم والأكبر من الباقين


قال القديس كيرلس الكبير


طلب العظمة الزمنية يسبب انشقاقًا بين الإخوة، أيا كان مركزهم، حتى وإن كانوا تلاميذ المسيح .


لو كان الشجار بين الصحابة قائم على اختلاف وجهة نظر فهذا أمر طبيعي جدا لأنه من سمات البشرية .. ولكن حين يقع الشجار حول اختلاف العقيدة كما حدث بين بولس وبطرس فهذه كارثة أعظم .

.

الصحابة ليسوا أنبياء وليسوا في منزلة الأنبياء .. وطالما أننا نتحدث عن بشر فيجب الوضع في الإعتبار بأنهم غير معصومين وأعداء الإسلام كثيرون ولكلاً منهم أسلوبه وأشد الأساليب هي الفتنة لذلك قال الله تعالى :- [الفتنة اشد من القتل(البقرة:191)]وقال ايضا [الفتنة اكبر من القتل(البقرة:217)].

كان معاوية يقاتل في ظنه دفاعاً عن الحق و عن دم عثمان المهدور و لم يكن ممن تأخذه العزة بالإثم. فبعد حدوث الفتنة ومقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان، بايع كبار الصحابة الإمام علي بن أبي طالب لخلافة المسلمين فكتب معاوية إلى علي أن عثمان ابن عمي قد قتل ظلماً و أنا وكيله و الله يقول [من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا] (الإسراء:33) فأرسل إلي قتلة عثمان أقتص منهم. و كان علي يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك

لكن بعض الصحابة و على رأسهم طلحة بن عبيد الله و عبد الله بن الزبير رفضوا هذا التباطؤ في تنفيذ القصاص و لما مضت أربعة أشهر على بيعة علي دون أن ينفذ القصاص خرج طلحة والزبير إلى مكة، والتقوا عائشة التي كانت عائدة من اداء فريضة الحج ، واتفق رأيهم على الخروج إلى البصرة ليتقوا بمن فيها من الخيل والرجال، ليس لهم غرض في القتال، وذلك تمهيداً للقبض على قتلة عثمان ، وإنفاذ القصاص فيهم. و في ذلك اخرج أحمد في المسند و الحاكم في المستدرك : ( أن عائشة لما بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب ، قالت:" أي ماء هذا؟" قالوا:" ماء الحوأب"، قالت:" ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب"". فقال لها الزبير: ترجعين!! عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس". قال الألباني: إسناده صحيح جداً، صححه خمسة من كبار أئمة الحديث هم: ابن حبان، والحاكم، والذهبي، وابن كثير، وابن حجر

بعد أن وصل الإمام علي إلى البصرة، مكث فيها ثلاثة أيام و الرسل بينه و بين طلحة و الزبير و عائشة، فأرسل القعقاع بن عمرو اليهم فقال للسيدة عائشة :"أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟" فقالت:"أي بني الإصلاح بين الناس". فرجع إلى الإمام فقرر أن يرحل في اليوم الذي يليه على ألا يرتحل معه أحداً من قتلة عثمان، فاجتمع رؤوس السبئية و مثيري الفتنة و قرروا أن يهاجموا جيش أهل المدينة و يثيروا الناس عليهم فيفلتوا بهذا بفعلتهم.

بات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورن، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريب من ألفي رجل،فانصرف كل فريق إلى قراباتهم، فهجموا عليهم بالسيوف، فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم،بلغ الأمر علياً فقال: ما للناس؟ فقالوا: بيتنا أهل البصرة، فثار كل فريق إلى سلاحه، فنشبت الحرب، وتواقف الفريقان، وقد اجتمع مع علي عشرون ألفاً، والتف على عائشة ومن معها نحوا من ثلاثين ألفاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والسابئة أصحاب ابن السوداء قبحه الله لا يفترون عن القتل، ومنادي علي ينادي: ألا كفوا ألا كفوا، فلا يسمع أحد...)

انتهى القتال ولما ظهر علي :: جاء إلى أم المؤمنين :: فقال: (غفر الله لك) قالت: (ولك, ما أردتُ إلا الإصلاح). ثم أنزلها دار عبد الله بن خلف وهي أعظم دار في البصرة على سنية بنت الحارث أم طلحة الطلحات، وزارها ورحبت به وبايعته وجلس عندها.ثم ردها إلى المدينة معززة مكرمة .

قال الله تعالى في سورة الحجرات آية 9 -10 :- وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)

إذن ورد في القرآن بأنه من الممكن قتال بين طائفتين من المسلمين ..لكن ووصفهم بالإيمان وجعلهم إخوة رغم قتالهم وبغي بعضهم على بعض- فكيف إذا بغى بعضهم على بعض متأولاً أنه على الحق فهل يمنع أن يكون مجتهداً سواءٌ أخـطأ أو أصاب؟!

.