السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة والأخوات الزميلة محبة المسيح , آسف لانقطاعي الفترة الماضية لظروف خاصة خارجة عن إرادتي , والله المستعان .

وأشكر لكم وللزميلة الفاضلة حسن صبركم داعياً الله ألا يتكرر ما يمنعني عنكم إن شاء الله فأنا أتشوق جداً لهذا الحوار الشيق . داعياً الله أن يوفقنا لما فيه الخير ولما يرضيه عنا وأن يجعل فيه الفائدة للجميع .

اللهم اهدنا إلى ما تحبه وترضاه يارب العالمين .

الزميلة الفاضلة محبة المسيح أشكر لك صبرك والذي يدل حتماً على رغبتك في حوار صادق وأنك تريدين الوصول للحق إن شاء الله .

أما في موضوع التعدد فأرى أن هناك خلطاً شديداً في هذا الكلام وذلك لأسباب ...

أنه إذا كان لومك على الإسلام وانتقادك له في موضوع التعدد فالعيب ليس في الإسلام إنما الإسلام هو الدين الوحيد الذي حد التعدد بأربعة زوجات وغيره من الأديان تركها مفتوحة , وأعني بهذا اليهود والنصارى على السواء .

فإن إن كان اللوم على الإسلام من جهة التعدد لأربع فاللوم بالنصارى واليهود أولى إذ أن الكتاب يذكر عدد زوجات وملكات يمين يصل إلى المئات في بعض الأحيان كسليمان عليه السلام مثلاً وأبيه داود وإبراهيم وغيرهم , ومما لا شك فيه أنهم كانوا يفعلون هذا بعلم الله إن لم يكن بأمره , وإن كان بأهوائهم لنهاهم الله عنه لو لم يكن هذا مباحاً .

ومن جهة أخرى قد ذكرتي بعض الأمور التي ترين فيها أنها فوائد للتعدد , ثم تنقضين قولك مرة أخرى للقول أن التعدد فيه ظلم للمرأة وخراب للبيوت وغدر من الرجال وأن الإسلام يبيح أن الرجل يتزوج دون علم زوجته مما تعتبريه غش وكذب وشك ..... إلخ .

زميلتي الفاضلة الحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله وما أحل الله أمراً إلا وفيه فائدة الناس وصلاح أمرهم , وما حرم شيئاً إلا لضرر هذا الأمر على الناس ,

فإن علمنا أن القلم يستخدم ليكتب به , لكن ماذا ستخط يداك بالقلم ؟؟ هذا هو السؤال .

الله قد أباح إستخدام القلم ولكنه وجهنا كيف نستخدم هذا القلم , قد تكتبين خيراً أو شراً قد تكتبين شكوى في شخص وقد تكتبين دعاء لشخص آخر بنفس القلم حتى أنك قد تفقأين عين أحدهم بهذا القلم , وقد تنقذين به حياة آخر .

فالله أباح الزواج ابتداءً ونظم هذه العلاقة بين الرجل وزوجته من الرحمة والمودة مراعياً طبيعتهما كرجل وامرأة في كل تشريع وكل مسألة .

مع أن التعدد ضرورة في المجتمعات إلا أنه ليس أمر , كما أن الطلاق حلال ولكنه ليس أمراً كما أنه من أبغض الحلال .

كذلك التعدد فهو ليس أمراً ولكنه قد يكون ضرورة في أحيان كثيرة منها مثلاً لك أن تتخيلي أنا امرأة شابة فقدت زوجها ولها من الأطفال أربعة , ولا تجيد عملاً , ...... أظنك معي بحسب ما قرأت مقدمتك ترين أن التعدد هنا ضرورة , فمن من الشباب الذي لم يتزوج من قبل يرضى بالزواج من أرملة تعول أربعة ؟؟

ثم تخيلي أن رجلاً يجب زوجته وأنجب منها وعاش معها سنين وقد تكون هذه المرأة لم تعد تستطيع تلبية احتياجاته كما يحتاج أي رجل , فلا يريد الطلاق ولكنه يريد ما أحله الله ,

أولاً : ليس شرطاً أن يأخذ إذنها لأنه يفعل ما أحله الله .
ثانياً : قد يريد ألا يجرح مشاعرها مثلاً .
ثالثاً : فهو مطلوب منه العدل في المعيشة وأن يتقي الله في المعاملة معها .

قد تلاحظين معي أن هذا لصالح الناس فهو يمنع الزنا وللقادر المستطيع فهو يراعي الله في زوجته الأولى ولا يظلمها ويعف نفسه ويعف إمرأة أخرى .

لي سؤال بسيط , كم تعلمين المسلمين تعرفينهم شخصياً يعددون ؟؟؟

تقبلي تقدير واحترامي .
أيوب .