السَّومُ في لحم ِالخنزيرِ حرام


الحمدُ للهِ مُعِزِّ الإسلام ِ والمسلمين مُذ لِّ الكفرِ والكافرين
ناصر ِالمؤمنينَ المُوَحِديـــــــــــنَ قاصِم ِالطغاةِ الجبارين
مُؤيدِ العالمينَ العامليــــــــــــــــن مُهلِكَ الفسقةِ الظالمين

ثمَّ الحمدُ للهِ القائل ِفي الكتابِ المُبين: ( أفلم يَسيرُوا في الأرض ِفتكونَ لهُمُ قلوبٌ يعقِلونَ بها أو آذانٌ يسمعونَ بها فإنـَّها لا تعمى الأبصَارُ ولكنْ تعمى القلوبُ التي في الصُّدُورُ{46} ) الحج .

والصَّلاة ُوالسَّلامُ على النبيِّ الأمين، سَيدِ المُرسلينَ، وإمام ِالمتقينَ، وفارس ِالمجاهدينَ، وعلى آلِهِ وَصحبهِ أجمعين، وَمَن تبعَ هُداهُ وَسلكَ خُطاهُ، وَسَارَ على نهجهِ إلى يوم ِالدين ِ، القائِل ِفي الحديثِ الصحيح ِ: ( إنَّ اللهَ قد فرَضَ عليكُم فروضاً فلا تضيَّعُوها وَحَرَّمَ حُرُماتٍ فلا تنتهكُوها )

وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وليُّ المؤمنينَ ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ وَرَسُوُلهُ صادقُ الوعدِ الأمين

أمَّا بعدُ عبادَ اللهِ : اعلموا أنَّ اللهَ قد فصَّلَ لكُم في الكتابِ ما حَرَّمَ عليكُم, فالسَّوم :أيْ المُفاصلة ُ أوالمساوَمَة ُفي لحم ِالخنزيرِ ودِهنِهِ وجلدِهِ غيرُ جائِز، وإن كانت فيهِ مكاسِبُ عامَّة، أو مَنافعُ جَمَّة، وَبمعنى أعَمٍّ، حرامٌ شرعاً، وكذلكَ السَّومُ في الخمرِ حرام ، فلا يجوزُ بَيعُهَا أو شراؤُها أوِ اعتِصَارُها . كما وَلا يَجُوزُ السَّومُ والمُفاصَلة ُفي ثمَن ِالبغاءِ أوِ التفريطِ في العِرض ِوتد نيس ِالشَرَفِ، أمُورٌ كهذهِ لا يجوزُ أن يختلفَ عليها مسلمان ِ، فحُكمُ اللهِ في المسألةِ الواحدةِ واحدٌ لا يتعدد، واضحٌ بائنٌ أبيَنُ من عَين ِالشمس ِفي رابعَةِ النهار.
فباللهِ عليكـُم إخوَتي في اللهِ وأحِبـَّتي : لو أنَّ أحَدَكـُم شَهدَ نزاعاً بينَ مُسلمَين ِفي أيٍّ مِمَّا ذكِرَ على اقتسام ِرِبح ٍأو تحديدِ منفعةٍ وطـُلِبَ إليهِ التحكيمُ، فماذا سيكونُ حُكمُهُ؟ وَبمَ يقض ِ؟
سَيقِفُ واللهِ بحزم ٍوشدةٍ مُنكراً على بائع ِالخمرِ بَيعَهُ، وعلى تاجرِ الخنزيرِ رِبحَهُ، وَسَيَضرِبُ بيدٍ مِن حَديدٍ ذاكَ المُفرِّط ُ بشرَفِهِ وَعِرْضِهِ.

وعليهِ فلا يَحِقُّ السَّومُ فيما حَرَّمَ الشَّرع ُ, ولا فيما هوَ معلومٌ منَ الدين ِبالضرورةِ
.