أختي الفاضلة ( معتزة بديني ) .....
الأمر أبسط مما تتصوري .....
أفهميهم عقيدة المسلمين الصحيحة ....
تبدأ أن الله قال عن ذاته : ليس كمثله شىء .
هذا أهم مدخل ....
لذا ما يأتي بعد ذلك من تشبيهات يفهمها البشر لا تلزم الله بصورة البشر لأنه ليس كمثله شىء .....
مثل يد الله فوق أيديهم .....
فكيف نصور الأمر أنها يد خارجة من ذراع و لها أصابع لطالما الأساس الذي تكلم الله به عن ذاته هو أنه ليس كمثله شىء ....
معنى هذا أن ( اليد ) و ( الساق ) و غيره هي رموز تناسب فهم البشر .... فهو ليس كمثله شىء ....

و لنرى الصورة التي نعرفها عن الله الآن ....
هل نرى الله في بصيرتنا أم بصرنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نراه في البصيرة بما آمنا به و هو الايمان الحق .....

هذه هي الصورة التي نراها في الدنيا .....

حسنا ....
ماذا يحدث يوم القيامة ..... ؟
ما الذي يكشف الله عنه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل يمكن أن يكشف الله عن شىء ؟؟؟؟؟؟؟؟
الاجابة : نعم .
بحسب ارادته و اختياره سبحانه و تعالى .....
و لكن الأبصار لا تدركه كأى كيان محدود .....
حسنا ....
ما هو دليلك يا نجم ثاقب ؟؟؟؟؟؟

دليلي من القرآن الكريم .....
عندما طلب النبي موسى عليه السلام من الله أن ينظره بعيونه و ليس بالبصيرة .....
ماذا حدث .... ؟
قال الله له .... لن تراني .... و هذا نفى قاطع .....
لكنه قال له شيئا آخر .....
سيحققه الله في الدنيا على غير العادة .....
و هو التجلي .....
و انتبهي أختي الكريمة ....
ما يبديه الله منه من خلال التجلي ....
ليس هو رؤيتنا بالعين لكائن محدود أى نحدد منه يد او ساق .....
لأن نص الآية الكريمة ....
يدل على أن طلب النبي موسى كان الرؤية بالعين .....
لكن الله نفى نفيا قاطعا أن نبيه الذي اصطفاه لن يراه .....
بينما طلب منه أمرا ليعلمه درسا ....
قال الله لموسى .... أن ينظر الى الجبل ....
و ليس أن ينظر لله بعينه لأنه لن يراه .....
لاحظوا ....
طلب من انسان له عيون أن ينظر الى الجبل الذي ليس له عيون ....
و قال الله للنبي موسى ....
اذا استقر مكانه فليعلم أن موسى سيراه بالعين .....
ثم تجلى الله .....
تجلى ليس للنبي موسى .... بل للجبل ....
النبي موسى ينظر الى ما يستطيع رؤيته في العين و هو الجبل ....
و الله يتجلى لجبل ليس له عيون ....
فيرى النبي موسى أن الجبل تم دكه تماما ......
و هنا قولي لهم أن الجبل ليس له عيون لكنه تأثر بتجلي الله ....
مما يدل أن التجلي هو حقيقة لكن ليس لتدركه العيون .....
لأن الجبل لم يرى ....
الله تجلى للجبل ....
أى أظهر منه ( و الله أعلم بما أظهر ) باتجاه الجبل ....
فما استقبل الجبل تجلي الله بالعين لأنه ليس له عيون لكنه تأثر ....

ماذا نفهم أختنا كمسلمين من هذا الموقف العظيم ؟؟؟؟؟

نفهم أن ما يبديه الله للنفس هو رؤية البصيرة مما لم يراه سابقا ....
أى متعة لا يصل الانسان لها بالايمان و القرائن و كتب الله ....
بل هو ما يبديه الله مباشرة كما و أنك تسلط الضوء على عيون مغمضة فتنتبه .... أو كما يتلقى النائم هبة نسيم جميلة و لذيذة فيقشعر الجسم و العين مغمضة فيشعر بحلاوة تعتري كل كيانه و تأنس الروح ....

ان حال المسلمين في الجنة .....
هو ما يبديه الله لهم في الجنة مما لم يكن متاحا لهم في الدنيا ....
فتجلي الله لهم في الجنة أو ما يكشفه لهم بمقدار ساق مما يقيس البشر لا يعني معاينة لضلع من جسد محدود .... فالله ليس كمثله شىء ....
لكن المقاييس التي يرتضيها الله لنا يقيسها بما نعد نحن البشر .....
فان كلام الله عن ذاته أنه ليس كمثله شىء .....
يجعل القياس رمزا للبشر .... وليس تحديدا من الله لمقاييسه ....
بل هو مقدار ما يبديه للبشر و الرمز للبشر هو الساق .....

فاذا كان الجبل قد تم دكه في الدنيا عند تجلي الله له في الدنيا ....
فان نعمة الآخرة هي أن يتجلى الله لنا بمقدار ما يرى سبحانه و تعالى دون أن يدكنا كما دك الجبل .... لأننا في دار نعيم .... والتجلي الذي ليس هو لرؤية العيون .... في الجنة .... يكون نعيما ما بعده نعيم ....
ليس فيه دك .... بل متعة روحانية لا تضاهيها متعة .....
لأن الله يكرمنا بما يبديه منه .....
فاذا كان النبي موسى في الدنيا قد رأى ببصيرته الله و انتعش بذكره و حقيقته بدون أن يراه لأنه لن يراه ..... فان تجليه للجبل قد جعل النبي موسى يدرك أن التجلي من الله ليس لرؤية العيون لأن الجبل تأثر بأن دكه الله .... لذا نحمد الله أن ما يبديه الله لأهل الجنة و النعيم هو متعة عظيمة لا تدك بها النفوس بل تتنعم منها النفوس .....
و ليعلموا أن اليد و الساق ليس هي مقاييس على الله بل هي عند علم الله رموزا يفهمه البشر بقياساتهم و ليس لقياس الله على ذاته غير المحدودة و هو الذي شهد على ذاته أنه ليس كمثله شىء .

هل فهمتي ما أعنيه أختي بمنطق ما عرضته ..... ؟
فكفاهم ضربا بالظن ..... بينما لدينا شواهد تجعلهم حذرين في اطلاق ظنونهم بلا دليل .....


أطيب الأمنيات لك من نجم ثاقب .