باب سلطان المسيح على الملائكة

يقول البابا :

في الاصحاحين الأول والثاني من الرسالة إلى العبرانيين يشرح القديس بولس الرسول كيف أن السيد المسيح أعظم من الملائكة (عب1: 4). بأدلة تثبت لاهوته من حيث هو الابن، وعن يمين العظمة في الأعالي، وقد قيل عنه كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، وكل شيء قد وضع تحت قدميه...

الرد :

يستشهد البابا بعبارة رسالة العبرانيين :

عب-1-4: صائرا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما أفضل منهم.

وقد سبق وبينا ان هذا لا يدل على لاهوت المسيح ويناقض ما جاء في رسالة العبرانيين ايضا من ان الله وضع يسوع أقل قليلا من الملائكة :

عب-2-7: وضعته قليلا عن الملائكة. بمجد وكرامة كللته، وأقمته على أعمال يديك.
عب-2-8: أخضعت كل شيء تحت قدميه)). لأنه إذ أخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له على أننا الآن لسنا نرى الكل بعد مخضعا له.
عب-2-9: ولكن الذي وضع قليلا عن الملائكة، يسوع، نراه مكللا بالمجد والكرامة،

إذاً ، فآخر إشعار عندنا هو انه وضع يسوع في مرتبة أقل قليلا من الملائكة ، ومع ذلك بفرض أنه صار بعد ذلك أعظم منهم ، فلا يكون ايضا إلها حيث ان الإله
يستحيل في حقه التقلب في المراتب .
كما ان الذي يوضع بواسطة آخر في اي مرتبة كانت مهما علت ليس هو الله بأي حال . إذ ان الله يضع ولا يوضع .
كما ان الذي يخضع له كل شيء بواسطة آخر لا يمكن ان يكون هو الله ، فالذي أخضع كل شيء تحت قدمي المسيح وهو الله لا يمكن ان يكون هو المسيح نفسه في نفس الوقت .

ثم أن السمو فوق مرتبة الملائكة ليس دليلا على الألوهية ، فالكنيسة ترفع السيدة مريم أم المسيح فوق الملائكة بينما هي عندهم ليست إله (على الأقل نظريا)

بدليل من موقع الانبا تكلا يقول :


أمنا القديسة العذراء.. فضائلها وإيمانها..

لا توجد إمرأة تنبأ عنها الأنبياء وأهتم بها الكتاب مثل مريم ... رموز عديدة عنها في العهد القديم وكذلك سيرتها وتسبحتها والمعجزات في العهد الجديد.

و ما اكثر التمجيدات والتأملات التي وردت عن العذراء في كتب الأباء التي تلقبها بها الكنيسة مستوحاة من روح الكتاب.

انها أمنا كلنا وسيدتنا كلنا وفخر جنسنا الملكة القائمة عن يمين الملك العذراء دائمة البتولية المملوءة نعمة القديسة مريم الأم القادرة المعينة الرحيمة أم النور أم الرحمة والخلاص الكرمة الحقانية.هذه هي التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها وألحانها: علوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السيرافيم.

المصدر :

http://st-takla.org/Feastes-&-Specia...-Imanaha_.html

إذاً ، ثبت لدينا ان السمو فوق الملائكة ليس بالضرورة دليل يحتم الألوهية وإلا لكانت مريم العذراء إلها رسميا في الكنيسة .

في قول البابا :

وبعد التجربة على الجبل قيل " وصارت الملائكة تخدمه" (مر1: 13) " وإذ ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه" (متى4: 11).
وقد قيل في خضوع الملائكة له"... يسوع المسيح الذي هو في يمين الله. إذ قد مضي إلى السماء، وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له" (1بط3: 21، 22). فمن هو هذا الذي تخدمه الملائكة، وتخضع له ملائكة وسلاطين وقوات، إلا أن يكون هو الله وحده؟‍‍!

الرد :

النص الذي يستشهد به البابا هو :


مت-4-11: ثم تركه إبليس ، وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه.

مرة أخرى ، ليس هذا دليلا على الألوهية ، فالسيدة مريم العذراء أم المسيح كانت ايضا كذلك :

يقول موقع الانبا تكلا :

"لما بلغت مريم من العمر ثلاث سنوات مضت بها أمها إلى الهيكل حيث أقامت إثنتي عشرة سنة، كانت تقتات خلالها من يد الملائكة."

المصدر :

http://st-takla.org/Saints/Coptic-Or...tory_1676.html


إذاً ، الملائكة كانت تخدم مريم العذراء حتى قبل ميلاد المسيح وهي ليست من الآلهة قطعا.
وهنا يسقط استدلال البابا .

في قول البابا :

كما قيل عنه في موضع آخر أنه تجثو باسمه كل ركبة مما في السماء... (فى2: 10). ولا يمكن أن الملائكة تسجد وتجثو إلا لله وحده.

الرد :

لنرجع الى السياق الذي استشهد منه البابا :

في-2-8: وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب.
في-2-9: لذلك رفعه الله أيضا، وأعطاه اسما فوق كل اسم
في-2-10: لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض،
في-2-11: ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب.

يريد البابا ان يقول ان دليل لاهوت المسيح هو ان تجثو له كل ركبة في السماء ، يعني الملائكة ، وبالتالي الملائكة لا تسجد إلا لله وحده .
حسنا ، لم يكمل البابا بقية العبارة وهي : "ومن على الأرض ومن تحت الأرض"
وهنا نجد ان السياق يتكلم على المسيح الذي أطاع الله حتى الصلب ولذلك رفعه الله واعطاه اسما فوق كل اسم ليسجد له كل من في السماء والارض وتحت
الارض ايضا ، وطبعا موضوع سجود الملائكة موضوع غيبي لم نره ولكننا كان من المفترض ان نرى كل ركبة على الارض ايضا تسجد له ، فهل هذا
هو الواقع ؟ هل يسجد للمسيح كل من في الارض ، بل ومن تحت الارض (الحشرات مثلا؟) ؟
وبما أن السياق كله مرتبط بموضوع واحد ، ونحن لم نر الجميع يسجدون للمسيح (ولا حتى المعظم النصارى) فضلا عن من هم تحت الارض ، إذاً ، يكون
سجود الملائكة له أجمعين أيضا موضع شك ، لآننا لم نر الشق الخاص بسجود كل من على الارض للمسيح فكيف نثق بسجود الملائكة ايضا الذي هو الشق
الاول من العبارة ؟

أما آخر عبارة " المسيح هو رب لمجد الله الآب." ، فمعلوم ان كلمة رب يمكن ان تعني إله أو سيد
فلو فرضنا هنا أنها تعني إله لأصبح عندنا إلاهان وهذا محال .
ولو فرضنا انها تعني "سيد" لاستقام المعنى وهو يعني اعتراف كل لسان ان المسيح هو "سيد"
والمسلمون يعترفون ان المسيح سيد ويقولون عنه "السيد المسيح"
على اننا ايضا لا نرى كل لسان يعترف بهذا ، حيث ينكر اليهود والملاحدة ذلك بشدة .

كما أن استعمال بولس تعبيرات مثل " رفعه الله " و "وأعطاه " لا تدل على لاهوت يسوع ابدا ، وإلا لكان معنى ذلك ان الإله يرفع إله آخر ويعطيه اسم فوق
كل اسم ، وحتى كيف يرفع الله نفسه ويعطيها اسم فوق كل اسم ؟

وهذا كله يشكك في كل هذا النص ان يكون من كلام الله اصلا فضلا ان يدل على لاهوت يسوع ، بل هو ينفيه .


في قول البابا :

وقيل في سفر الرؤيا حيوانات، والأربعة والعشرين كاهناً سجدوا له وهم يترنمون " مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه" (رؤ5: 8).

الرد :

سبق وتم تفنيد سفر الرؤيا هذا واثبتنا أنه لا يصلح ان يكون نصا مقدسا وقد تم رفضه من كثير من النصارى ، ولو أخذنا به لأثبتنا تعدد الآلهة ، حيث
يتكلم السفر عن الجالس على العرش والذي تسجد له الملائكة والحيوانات والشيوخ ، وايضا تسجد للخروف !!
فهل الجالس على العرش هو الخروف ؟ طبعا لا يمكنهم القول بهذا ، والنصوص تؤكد أنهما مختلفان :

رؤ-6-15: وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر، أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال،
رؤ-6-16: وهم يقولون للجبال والصخور: ((اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف،

رؤ-5-6: ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح، له سبعة قرون وسبع أعين، هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض.
رؤ-5-7: فأتى وأخذ السفر من يمين الجالس على العرش.

هنا نجد ان الخروف المذبوح ذو السبعة قرون يأخذ من الجالس على العرش السفر ، يعني كائنان مختلفان .

رؤ-7-10: وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: ((الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف)).

إذاً ، هناك إله جالس على العرش وهناك الخروف المذبوح ذو السبعة قرون وهما اثنان .

من استطاع ان يقبل فليقبل !! نعم يقبل السفر بكل ما فيه

في قول البابا :

وفي (متى24: 30، 31) " ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختار يه من الأربع رياح، من أقاصي السموات إلى إقصائها".

ونلاحظ هنا أن الملائكة هم ملائكته، والملكوت هو ملكوته، والمختارين هم مختاره. وهذا لا يمكن أن ينطبق على إنسان ولا على مخلوق أياً كان...

الرد :

النص الذي استشهد به البابا :

مت-24-29: ((وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس ، والقمر لا يعطي ضوءه ، والنجوم تسقط من السماء،وقوات السماوات تتزعزع.
مت-24-30: وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض،ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.
مت-24-31: فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت ، فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح ، من أقصاء السماوات إلى أقصائها.
مت-24-32: فمن شجرة التين تعلموا المثل: متى صار غصنها رخصا وأخرجت أوراقها ، تعلمون أن الصيف قريب.
مت-24-33: هكذا أنتم أيضا ، متى رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب على الأبواب.
مت-24-34: الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله.
مت-24-35: السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول.

هذه نبوءة تنبأ بها المسيح ولم تتحقق ، فكيف آخذ منها دليل على لاهوته ؟

المسيح يقول انه : "لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله"

فما الذي من المفروض ان يحدث ؟

أحداث جسام:

تظلم الشمس ، والقمر لا يعطي ضوءه ، والنجوم تسقط من السماء،وقوات السماوات تتزعزع

فهل حدث هذا ؟
وهل ظهرت علامة ابن الانسان في السماء ؟
هل ناحت جميع قبائل الارض؟
هل شاهد احد ابن الانسان آتيا على السحاب ؟

لقد أكد المسيح ان كل هذا يحدث قبل موت جيله ، وقد مات الجميع ولم يحدث كل هذا
والدليل الذي يؤكد أنه قصد نفس جيله هو :

مت-24-20: وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت ،

معنى ان يصلوا لكي لا يكون هربهم في سبت أن السبت سوف يكون مايزال معتبرا عند اليهود وقد تم إلغاء السبت في زمن بولس الذي لا يبعد عن المسيح أكثر
من بضع سنين يعني نفس الجيل حيث قال بولس :

كو-2-16: فلا يحكم عليكم احد في أكل او شرب، او من جهة عيد او هلال او سبت،

بما أن المسيح أشفق على الأمة من أن يكون هربهم في يوم سبت ، فذلك يؤكد أنه يتوقع الأحداث أن تأتي وأمته لايزالون يعظمون يوم السبت أي في عصره
لآنه لو قيل أن هذا يحدث في عصرنا الحالي لذكر المسيح يوم الأحد وليس السبت.

وقد سجلت بقية الاناجيل ما يؤكد أن الاحداث لابد ان تحدث في نفس الجيل فعلا :

-الحق أقول لكم ان من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان آتياً في مملكته. (متّى16/28)
- وقال لهم الحق أقول لكم ان من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الاله قد أتت بقوة. (مرقس9/1)
- وحقاً أقول لكم ان من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله. (لوقا9/27)

إذاً ، المسيح (أو كاتب السفر) كان فعلا يقصد نفس الجيل بالمعنى المعروف

كما ان التلاميذ فهموا ذلك ايضا :

في رسالة يعقوب:

يع-5-8: فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم، لأن مجيء الرب قد اقترب.
يع-5-9: لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تدانوا. هوذا الديان واقف قدام الباب.


رسالة بطرس الأولى:
بط-4-7: وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت، فتعقلوا واصحوا للصلوات

رسالة يوحنا الأولى:
يو-2-18: أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة

رسالة تسالونيكي الأولى:
تس-4-15: فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين
تس-4-16: لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماءوالأموات في المسيح سيقومون أولا
تس-4-17: ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب
تس-4-18: لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام

رسالة كورنثوس الأولى:

كور-10-11: فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالا وكتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور
كور-15-51: هوذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير

طبعا مات بولس بالسيف كما توعد الرب الأنبياء الكذابين في روما ولم ينتظر حتى يلاقي المسيح في الهواء ولكن يلاقي إبليس في الهاوية بإذن الله

الاستنتاج :
الكلام ليس للمسيح ، بل هو مسند إليه زورا وبهتانا وإلا لماذا لم يحدث
إذا ً، ما يستشهد به البابا باطل قطعا وبدلا من ان يدل النص على لاهوته ، دل على بطلان النص كله .