تقديرالسيدة عائشةرضي الله عنها لأنها أنكرت وصية علي



يقول التيجاني (( وبعد كل هذا أتساءل كيف استحقت عائشة كل هذا هذا التقدير والاحترام
من أهل السنة والجماعة،ألأنها زوج النبي، فزوجاته كثيرات
وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي نفسه
ويشير بالهامش إلى الترمذي والاستيعاب والإصابة
ثم يقول ... أم لأنها ابنة أبي بكر! أم لأنها هي التي لعبت الدور الكبير
في إنكار وصيّة النبي لعليّ حتى قالت عندما ذكروا عندها أن النبي أوصى لعلي:
قالت من قاله لقد رأيت النبي (ص) وإني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست
فانحنت فمات فما شعرتُ فكيف أوصى إلى علي ))

فأقول لهذا الشانئ:


- 1 عائشة استحقّت كل هذا التقديروالاحترام وأكثر، من أهل السنة والجماعة
لأنها زوجة النبي صل الله عليه وسلم الطيب الذي اختارها لأن تكون زوجة له
لأنها طيبة أيضاً والله سبحانه يقول
{ الخبيثاتللخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات،
أولئك مبرّءون ممايقولون لهم مغفرة ورزق كريم } ( النور 26)
قال (( مجاهد وعطاء وسعيد بن جبيروالشعبي والحسن البصري
وحبيب بن أبي ثابت والضحاك: نزلت في عائشة وأهل الإفك،
واختاره بن جرير الطبري ))
وقوله { أولئك مبرءون مما يقولون } : أي هم بعداء عمايقوله أهل الإفك والعدوان ))
وعندما يحاول التيجاني إثبات أن عائشة خبيثة
ألايعتبر هذا من أعظم المطاعن في النبي صل الله عليه وسلم؟!
فكيف لا والله يقول } الخبيثات للخبيثين...}!!؟
ونقدرها لأنها أمنا في الإيمان فالله يقول
{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجه أمهاتهم ..} الأحزاب5 -


-2 أما قوله (( ألأنها زوج النبي،فزوجاته كثيرات وفيهن من هي أفضل من عائشة
بتصريح النبي نفسه )) ثم يشير بالهامش إلى الترمذي والاستيعاب والإصابة...،
فأقول فتحت سنن الترمذي على أبواب الفضائل -باب فضل عائشة
فوجدت هذا الحديث عن (( عائشة قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة،
قالت: فاجتمع صواحباتي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة:
إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير، كما تريد عائشة،
فقولي لرسول الله يأمر الناس يهدون إليه أين ما كان.
فذكرت ذلك أم سلمة، فأعرض عنها، ثم عاد إليها فأعادت الكلام،
فقالت: يا رسول الله إنّ صواحباتي قد ذكرن أن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة
فأمرِ الناس يهدون أين ما كنت، فلما كانت الثالثة قالت ذلك:
قال: ( يا أم سلمة لا تُؤذيني في عائشة، فإنّهُ ما نزل علي الوَحيَ
وأنا في لِحافِ امرأَةٍمنْكُنَّ غيرها ) ))،
وعن عمرو بن العاص (( أن رسول الله صل الله عليه وسلم استعمله
على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت:
( يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها )
، وعن أنس قال (( قيل يا رسول الله من أحب الناس إليك؟
قال: عائشة، قيل من الرجال؟ قال: أبوها ))،
وعن عبد الله بنزياد الأسدي قال (( سمعت عمار بن ياسر يقول:
هي زوجته في الدنيا والآخرة يعني: عائشة ))،
وعن انس بن مالك (( أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:
فضل عائشةعلى النساء، كَفَضلِ الثَّريدِ على سائِرِ الطَّعام ))،
وعن عائشة قالت: قال لي رسول الله صل الله عليه وسلم:
إنَّ جِبْرَائيلَ يَقْرَأ عَلَيْكِ السلام، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله ))،
عن أبي موسى قال (( ما اشكل علينا أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم حديث قط،
فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علماً ))،
عن موسى بن طلحة قال (( ما رأيت أحداً أفصح من عائشة ))،
ثم فتحت باب فضل أزواج النبي صل الله عليه وسلم فوجدت هذا الحديث
عن صفية بنت حيي قالت: (( دخل علي رسول الله صل الله عليه وسلم،
وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك له،
فقال )ألا قلتِ: وكيف تكونان خيرا منِّي، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى )
وكأن الذي بلغها أنهم قالوا: نحن أكرم على رسول الله صل الله عليه وسلم منها،
وقالوا: نحن أزواج النبي صل ى الله عليه وسلم وبنات عمه ))،
هذه هي الأحاديث الواردة في فضل عائشة وصفية

فأقول:

أ لا شك أن عائشة أفضل نساء النبي صل الله عليه وسلم لتضافر الأدلة الصريحة
في ذلك والصحيحة من أصح كتب الحديث أمثال البخاري ومسلم.


ب بالنسبة لحديث صفية فليس فيه مايظهر أنها أفضل من عائشة أو حفصة
لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال لها ماقال أراد إسترضائها
في مقابل ما ذكرته عائشة وحفصة في حقها بخلاف الأحاديث الصريحة
التي يؤكد فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على جميع نسائه.


ت أقول ذلك على فرض صحة حديث صفيةولكن الحديث ضعيف الإسناد
ف((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك))،
وأما الاستيعاب فقد ذكر في ترجمتها نفس الحديث المذكور ولم يذكرغير ذلك
وأما في ترجمة عائشة فقد ذكر في فضائلها الكثير فأثبت أنها من أعلم
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فيروى عن الزهري قوله
(( لو جمع علم عائشة إلى علمجميع أزواج النبي صل الله عليه وسلم
وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل ))،
ثم ساق في إثبات أنها أحب النساء وأفضلهن عند النبي صل الله عليه وسلم
حديث عمروبن العاص، وحديث أنس اللذان سبقا قبل قليل.
وأما الإصابة فكل الروايات التي ذكرها بالتغاضي عن صحتها
لا يوجد بها حديث واحد فيه التصريح بتفضيل حفصة على عائشة إلا الحديث السابق


- 3أما قوله (( أما لأنها لعبت الدورالكبير في إنكار وصية النبي صل الله عليه وسلم لعلي
حتى قالت ثم ذكر الحديث ... الخ ))،

فأقول:


أ لم تلعب عائشة رضي الله عنها الدورالكبير في إنكار وصية النبي صل الله عليه وسلم
كما يدعي هذا التيجاني فلو كان النبي صل الله عليه وسلم أوصى لعلي حقاً
لما كانت عائشة تستطيع الإنكار أمام الأمة،
ولكنها قالت ما تعرفه هي حسب علمها وهو أن النبي مرض وتوفّي عندها
ولم تسمعفي هذه القضية منه أي شئ.


ب إذا أراد النبي صل الله عليه وسلم أن يوصي،
لا بد أن يذكر ذلك أمام الناس ولا يكتفي بذكره عند امرأته،
والتيجاني يدعيأن الأدلة على أن النبي صل الله عليه وسلم أوصى لعلي بالخلافة
مستفيضة ومعلومة وقدذكر بعضها في كتابه،
وادعى أنها صريحة في استخلاف عليّ، فكيف يتهوّك فيقول
أن عائشةلعبت الدور الكبير في إنكار الوصية لعلي؟!
فإذا كانت كل هذه الأدلة الظاهرة على إمامة عليّ كما تزعم ليست حجة
في نظر أهل السنة فقول عائشة أحْرى أن يكون هو الحق.


ج - عائشة رضي الله عنها الصدّيقة بنت الصديق
لا يمكن أن تنكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ إن كان هذا حقاً،
فهي الطيّبة زوجة الطيّب في الدنيا والآخرة،
وهي خير زوجاته وأفضلهنّ وأحبهنّ للنبي صلى الله عليه وسلم
وما استحقت هذه المنزلة إلا لأنها من خير نساء الأرض،
فكيف نصدق التيجاني المتمرّس على خصلة الكذب الذي يأتي إلى الرواية الصادقة فيكّذبها،
ويأتي إلى الرواية الكاذبة فيصدقها،
ويتهم خير الناس بأنهم أشر الناس ويدعي على أضلّ الناس بأنهم أصحاب هداية،
فكيف برجل هذا حاله، هل نصدقه ونكذّب خير نساء أمهات المؤمنين؟!