الخلاصة
و الآن بحمد الله وصلنا إلى نهاية الموضوع
و قد رأينا التالى :
المصادر الإسلامية تقول إن اليهود قالوا عزير ابن الله
و لا توجد مصادر يهودية تتحدث عن الأمر و السبب هو أنه لم يصلنا مصادر يهودية عن يهود الحجاز
و كما يرى المتخصصين عقائد يهود الحجاز حتى الآن غير معروفة تماما
و بعض المفكرين يرون أنه بالفعل ربما كان هناك يهود يقولون عزير ابن الله
و كان من عادة اليهود إطلاق كلمة ابن الله على أنبيائهم
و النبي عزير كانت له منزلة خاصة فى الفكر اليهودى لأنه أعاد كتابة التوراة و يبدو أن بعض اليهود اعتبروه المسيح المنتظر و بالتالى فمن الممكن جدا أن يكون قد أطلق عليه بعض اليهود ابن الله
و مع اكتشاف مخطوطات البحر الميت ثبت أن الديانة اليهودية عرفت الغلو فى الأنبياء و الملائكة و الصالحين فبعض اليهود اعتبروا ملكى صادق كائن إلهى و بعضهم اعتبر ميتاترون يهوه الأصغر و اليهود أطلقوا على الملائكة أبناء الله و قالوا أن نوح عليه السلام كأبناء الله
فما دام اليهود عرفوا فى تاريخهم الغلو فى الملائكة و الأنبياء و الصالحين فربما فعلوا نفس الشئ مع النبي عزير
و رأينا أن بعض اليهود اعتبروا أن النبي عزير هو المسيح المنتظر و أن اليهود فى التلمود لقبوا المسيح بابن الله فلعلهم بطبيعة الحال لقبوا النبي عزير بابن الله
و تناولنا حديث ( كنا نعبد عزير ابن الله ) و قلنا أن العبادة لا تقتضى أن يكونوا قد اعتقدوا أن عزير عليه السلام هو الله بل ربما تكون كالتوجه للصالحين بالدعاء و طلب قضاء الحوائج منهم
و قلنا إنه و إن كانت قلة من اليهود هم من عبدوا عزير عليه السلام فاليهود كثيرا ما ارتدوا إلى عبادة الأصنام و عبدوا العجل و ربما وقعوا فى عبادة ملكى صادق و ميتاترون و كل هؤلاء متساوون مع من عبدوا عزير عليه السلام
و رأينا أن كلمة اليهود فى القرآن الكريم قد تطلق و يراد بها طائفة منهم
و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات