الى الاخوة المعترضين
اقول لكم بارك لكل من شارك في هذا الموضوع سواءً قال وايد حرمة الغناء والموسيقى ام غير ذلك , فانا اصلاً لم اطرح هذا الموضوع الا لنقل بعض او كثير من حجج من لا يحرمون الغناء والموسيقى باعتبار ان ذلك علم لا يصح ان يكتم وربما البعض ممن عنده علم اكثر يفيدنا به .
انقل هنا قول للشيخ الشوكاني
قال الامام الشوكاني رحمه الله في رسالته ابطال دعوى الاجماع على تحريم مطلق السماع قال كلاما قوياً يدل على اعماله للتدبر الحقيقي للقرآن وأياته , وربط آياته بعضها ببعض فرد على الذين يستدلون بقوله تعالى" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ "لقمان اية ستة مستدلين بقول ابن مسعود انه الغناء . فقال بأن ذلك فيمن فعله ليضل عن سبيل الله كما يشهد لذلك السبب ,وقد سمى الله الحياة الدنيا لعباً ولهواً ,فقال "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ"الانعام 32.فلو كان اللهو محرماً لكان جميع مافي الدنيا محرماً. وربط بين الآيات الكريمة هو من التدبر
يقول تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ" محمد 24 , والنساء 82 .
ونقل الشوكان كلام ابن حزم الذي في المحلى "وَهَذِهِ صِفَةٌ مَنْ فَعَلَهَا كَانَ كَافِرًا، بِلاَ خِلاَفٍ، إذَا اتَّخَذَ سَبِيلَ اللَّهِ تَعَالَى هُزُوًا. وَلَوْ أَنَّ امْرَأً اشْتَرَى مُصْحَفًا لِيُضِلَّ بِهِ، عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَتَّخِذُهَا هُزُوًا لَكَانَ كَافِرًا، فَهَذَا هُوَ الَّذِي ذَمَّ اللَّهُ تَعَالَى، وَمَا ذَمَّ قَطُّ، عَزَّ وَجَلَّ، مَنْ اشْتَرَى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيَلْتَهِيَ بِهِ وَيُرَوِّحَ نَفْسَهُ، لاَ لِيُضِلَّ، عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، فَبَطَلَ تَعَلُّقُهُمْ بِقَوْلِ كُلِّ مَنْ ذَكَرْنَا. وَكَذَلِكَ مَنْ اشْتَغَلَ عَامِدًا، عَنِ الصَّلاَةِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، أَوْ بِقِرَاءَةِ السُّنَنِ، أَوْ بِحَدِيثٍ يَتَحَدَّثُ بِهِ أَوْ يَنْظُرُ فِي مَالِهِ، أَوْ بِغِنَاءٍ، أَوْ بِغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ فَاسِقٌ، عَاصٍ لِلَّهِ تَعَالَى، وَمَنْ لَمْ يُضَيِّعْ شَيْئًا مِنْ الْفَرَائِضِ اشْتِغَالاً بِمَا ذَكَرْنَا فَهُوَ مُحْسِنٌ . الى هنا ينتهي اقتباسي من قوله .ويضاف الى هذا ان هناك روايات صحيحة الاسناد ونقلت كثيرا منها لا يحرم فيها النبي عليه الصلاة والسلام الغناء سواء بمناسبة افراح واعياد او بدون اي مناسبة ولو كانت الاية تحرم الغناء بشكل مطلق لنهى النبي عن الغناء والسنة تفسير القران لانها الوحي الثاني . وقد اضيف على هذا الكلام اشياء اخرى توضح دلالة واسلوب الاية والله اعلم
نعود للنقطة الاولى
اما القول بان العلماء اجمعوا على تحريم الموسيقى فهذا اشك فيه كثيرا فهل كل من ادعى الاجماع يؤخذ بكلامه فالعالم الاسلامي كبير جدا فهل جالوا كل العالم الاسلامي حتى يقولوا بالاجماع . وقد اثر عن الامام احمد قوله من ادعى الاجماع فهو كاذب .
ومن علماء الاسلام الذين لم يقولوا بحرمة الغناء والموسيقى ابو حامد الغزالي واخوه احمد الغزالي وله كتاب بوارق الالماع في تكفير من يحرم مطلق السماع . وكتاب لابن قتيبة الرخصة في السماع , وكتاب لمحمد طاهر المقدسي وكتاب الشوكاني ابطال دعوى الاجماع على من حرم السماع , وفي احكام القران لابن العربي ان الرخصة في الاعراس ليست مقتصرة على الدف بل تشمل جميع الات الطرب (الجزء 3 صفحة 1494) . وكتاب ايضاح الدلالات في سماع الالات .
وكتاب ابن رجب الجنبلي نزهة الاسماع في مسالة السماع وفي نيل الاوطار وفي احياء علوم الدين .
من ذلك سانقل بعض ما ذكره الشوكاني رحمه الله من كتابه ابطال دعوى الاجماع على من اطلق تحريم السماع
قال الشوكاني حكى ابو الفضل بن طاهرفي مؤلفة في السماع انه لا خلاف بين اهل المدنية في اباحة العود يعني في زمنه
من هو ابن الطاهر جاء في السير
الامَامُ، الحَافِظُ، الجَوَّال، الرّحَالُ، ذُو التَّصَانِيْفِ، أَبُو الفَضْلِ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ بن القَيْسَرَانِيِّ المَقْدِسِيُّ، الأَثرِيُّ، الظَّاهِرِي، الصُّوْفِيّ. وُلِدَ: بِبَيْتِ المَقْدِس، فِي شَوَّال، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة. "408" هـ
وَسَمِعَ: بِالقُدْس وَمِصْر، وَالحَرَمَيْنِ وَالشَّام، وَالجَزِيْرَة وَالعِرَاق، وَأَصْبَهَان وَالجِبَالِ، وَفَارِسَ وَخُرَاسَانَ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوصَفُ كَثْرَةً بِخطِّه السَّرِيع، القوِيّ الرّفِيع، وَصَنَّفَ وَجَمَعَ، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ، وَعُنِيَ بِهِ أَتَمَّ عِنَايَة، وَغَيْرُهُ أَكْثَرُ إِتقَاناً وَتَحرِّياً مِنْهُ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ الحَسَن بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيّ وَطَبَقَتِهِ بِمَكَّةَ، وَمِنْ سَعْد الزَّنْجَانِي، وَهَيَّاجِ بنِ عُبَيْدٍ.
وَسَمِعَ بِالمَدِيْنَةِ: الحُسَيْن بن عَلِيٍّا الطَّبَرِيّ، وَجَمَاعَة.
الى قوله قال أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِر. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن مَنْدَه: كَانَ ابْنُ طَاهِر أَحَدَ الحُفَّاظِ، حسنَ الاعتقَاد، جَمِيْلَ الطّرِيقَة، صَدُوْقاً، عَالِماً بِالصَّحِيح وَالسَّقيم، كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، لاَزماً لِلأَثر اخر ما كتب في السير.
فالرجل كان روَاية ورحَالة . وقوله انه لا خلاف بين اهل المدينة من علمه هو وزيارته فالرجل كان رحاَله ويروي .
قال الشوكاني
ان ابن حزم في كتابيه المحلى والسماع بسنده الى ابن سيرين روى قصة فيها ان الصحابي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه كان يسمع الموسيقى قال ابن حزم في المحلى َمِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ أَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَسَلَمَةُ، هُوَ ابْنُ كُهَيْلٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، كُلِّهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِجِوَارٍ فَأَتَى إلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ"من رجال البخاري ومسلم اخر صحابي راى النبي من بني هاشم وامه اسماء بنت عميس " فَعَرَضَهُنَّ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ جَارِيَةً مِنْهُنَّ فَأَحْدَتْ، قَالَ أَيُّوبُ: "الدُّفِّ", وَقَالَ هِشَامٌ: "الْعُود"، حَتَّى ظَنَّ ابْنُ عُمَرَ أَنَّهُ قَدْ نَظَرَ إلَى ذَلِكَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: "سْبُك سَائِرَ الْيَوْمِ مِنْ مَزْمُورِ الشَّيْطَانِ", فَسَاوَمَهُ، ثُمَّ جَاءَ الرَّجُلُ إلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: "يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إنِّي غُبِنْتُ بِسَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ", فَأَتَى ابْنُ عُمَرَ إلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ: إنَّهُ غُبِنَ بِسَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فإما أَنْ تُعْطِيَهَا إيَّاهُ، وَأَمَّا أَنْ تَرُدَّ عَلَيْهِ بَيْعَهُ، فَقَالَ: بَلْ نُعْطِيهَا إيَّاهُ َ. قال ابن حزم بعدها هَذَا ابْنُ عُمَرَ قَدْ سَمِعَ الْغِنَاءَ وَسَعَى فِي بَيْعِ الْمُغَنِّيَةِ، انتهى وكذلك ابن عمر مع عبدالله ابن جعفر .
فهذا السند رجاله رجال البخاري ومسلم وهم حماد بن زيد , وايوب السختياني , وهشام بن حسان , وسلمة بن كهيل , ومحمد بن سيرين . وعبد الله بن جعفر صحابي . ولكن ابن حزم لم يلتقي حماد بن زيد لكن قال ابن حزم في مقدمة كتابه المحلى لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند. ص 2من كتابه محلى الاثار. وقال ايضا عندما اتى بالروايات التي في الغناء والموسيقى هذه روايات صحيحة .
ومع ذلك قال الشيخ الجديع لروايته تلك متابعات تشهد لهذه الرواية مما اخرجه ابو طالب المفضل بن سلمة اللغوي في الملاهي واسماءها ص 10 الى 11 وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقين عن ابي سلمة موسى بن اسماعيل التبذوكي قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران أن ابن عمر دخل على عبد الله بن جعفر ذي الجناحين فإذا عنده بربط فقال يا ابا عبد الرحمن إن دريت ما هذا فلك كذا وكذا فنظر إليه وقلبه ساعة ثم قال هذا ميزان رومي .
وعلي بن زيد سيء الحفظ لكن من رجال مسلم في متابعاته .
ومع ذلك اقول ينبغي ان يبحث فعلاً في كل الروايات التي عن عبدالله بن جعفر للتثبت منها .
وعبد الله بن جعفر صحابي دعا له النبي فقال " اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ "ابنه" فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ. صححه شعيب الانرؤط وقال رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم.
وهو يعد من العلماء لانه من رجال الحديث بل من رجال البخاري ومسلم .
وقال الشوكاني وروى صاحب العقد العلامة الاديب ابو عمر الاندلسي ان عبد الله بن عمر دخل على بن جعفر –عبد الله بن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود ثم قال ابن عمر هل ترى في ذلك بأسا ؟ قال لا باس بهذا .
ومن التابعين الذي كانوا يسمعون الموسيقى المنهال بن عمرو الاسدي احتج به البخاري في صححيه وفي السير وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. ونقل الشيخ الجديع عن النسائي تويثقه له والعجلي بالاضافة للبخاري . وكان المنهال يضرب بالطنبور .
والطنبور كما في المعجم الوسيط الة تشبه العود .
قال الشيخ الجديع قصة ضربه بالطنبور وردت في خبر شعبة بن الحجاج عنه انه سمعه من بيته فلم يسمع منه الحديث وتتبعت بعضا مما نوه اليه الشيخ الجديع
ففي الضعفاء للعقيلي منهال بن عمروحدثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : ترك شعبة المنهال بن عمرو على عمد ، وسمعت أبي يقول : أبو بشر أحب إلي من المنهال بن عمرو ، قلت له : أحب إليك من المنهال بن عمرو ؟ قال : نعم شديدا ، أبو بشر أوثق إلا أن المنهال أمتن . حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثنا محمد بن غيلان قال : حدثنا وهب ، عن شعبة قال : أتيت منزل منهال بن عمرو فسمعت منه صوت الطنبور ، فرجعت ولم أسأله ، قلت : وهلا سألته ، فعسى كان لا يعلم.
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر حدثنا ابن حماد حدثني صالح يعني ابن أحمد نا علي يعني ابن المديني قال سمعت يحيى هو القطان يقول أتى شعبة المنهال بن عمرو فسمع صوتا فتركه يعني الغناء أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا محمد بن عمر بن بكير قال قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان أنا الهيثم بن خلف نا محمود بن غيلان نا وهب بن جرير قال قال شعبة أتيت منزل المنهال بن عمرو فسمعت منه صوت الطنبور فرجعت فهلا سألته عسى أن لا يعلم .قال الشيخ الجديع والاسناد صحيح
واخرجه الخطيب في الكفاية ص183
وكان سعيد بن المسيب وهو تابعي كبير يرخص في الطبل فقد روى ابن سعد في الطبقات الكبرى
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب قال: حدثتني غنيمة جارية سعيد قالت: كان سعيد لايأذن لابنته في اللعب ببنات العاج، وكان يرخص لها في الكبر، يعني الطبل .
اما ما اثر عن الصحابة رضوان الله عليهم في سماع الغناء
فقد روى البيهقي قال
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : وَكَانَ مُتَّكِئًا تَغَنَّى بِلاَلٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : تَغَنَّى فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ : وَأَىُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَغَنَّى النَّصْبَ.وهو غناء اهل المدينة .ورواه عبدالرزاق واحمد وابو نعيم في مجلس من امالية واخرجه الفاكهي قال الشيخ الجديع باسناد صحيح .
وروى البيهقي رواية ايضا فيها ان اسامة بن زيد كان يسمع الغناء فقد روى بسنده الى مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسًا فِى الْمَجْلِسِ رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى رَافِعًا عَقِيرَتَهُ قَالَ حَسِبْتُهُ قَالَ يَتَغَنَّى النَّصْبَ.ورواه عبد الرزاق كذلك .
و روى البيهقي في سننه بسنده وكذلك ابن ابي شيبة وغيره الى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ : سَمِعَ عُمَرُ رَجُلاً يَتَغَنَّى بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ فَقَالَ : الْغِنَاءُ مِنْ زَادِ الرَّاكِبِ. واخرجهابن عبد البر بسند لين , ورغم ان هذه الرواية جاءت بسند لين الا انه يشهد لها ما روي عن عمر بعض الروايات التي تعضده من ذلك قول عمر لرياح بن المغترف وهم في الطريق مع بعض المسافرين اسمعهم يا رياح وقصر عنهم المسير اي بالغناء .قال الشيخ عبدالله الجديع اسناده حسن اخرجه الثقة ابو العباس ابن الزفتي في حديث هشام بن عمارة والخطابي في غريب الحديث وله ايضا شاهد بمعناه ذكره الشيخ .واخرج البيهقي وابن ابي شيبة عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : وَكَانَ مُتَّكِئًا تَغَنَّى بِلاَلٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : تَغَنَّى فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ : وَأَىُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَغَنَّى النَّصْبَ. واخرج البيهقي بسنده الى الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى رَبِيعَةَ : أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ فِى خِلاَفَتِهِ وَمَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُفَتَرَنَّمَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ بِبَيْتٍفَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَيْسَ مَعَهُ عِرَاقِىٌّ غَيْرُهُ : غَيْرُكَ فَلْيَقُلْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَاسْتَحْيَا عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ وَضَرَبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى انْقَطَعَتْ مِنَ الْمَوْكِبِ.
وَاخرج البيهقي بسنده الى الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الأَرْقَمرَافِعًا عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَلاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ مِمَّنْ رَأَيْتُ وَأَدْرَكْتُ أُرَاهُ قَالَ كَانَ أَخْشَى لِلَّهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ.
المفضلات