( الجزء الثانى )
---------------
وقد تبين اليوم لعلماء الجيولوجيا في الوقت الحاضر من ظواهر نقصان الأرض من أطرافها ما يكشف عن هذه العملية المستمرة ،و جاء موعد رؤية ما تحمله الآيتان من علم كان خافياً عن السابقين كما قال تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ([29]). وتمكنا اليوم من رؤية حقيقة نقص أطراف الأرض بعد الدراسات الواسعة والرصد الدقيق لما يحدث في إطراف الأرض الأفقية والرأسية وهي عملية بطيئة في الغالب ومستمرة كما يدل على ذلك الفعل المضارع ( ننقصها ) والذي يدل على استمرار الحدث والفعل ، ولما كانت هذه الحقائق غائبة عن معلومات المفسرين في عصورهم المختلفة اضطروا إلى تأويل هذا النص الجلي بتأويلات تحتملها مداركهم وتستوعبها درايتهم ، وإذا أخذنا الآيتين على ظاهرهما وهو منهج المحققين من أهل التفسير فإنهما يتكلمان عن الأرض المعهودة للإنسان ، وهي اليابسة مقابل البحار ،فيتجلى لنا الإعجاز المدهش في ذكر القرآن لهذه الظواهر الخفية على الناس وقت ظهوره بلفظ عربي مبين، ويدل عليها دلالة واضحة لم يعرفها الناس إلا بعد تقدم علومهم وبعد مشاهدتهم لما تحدث عنه القرآن ، وصدق الله القائل في كتابه الكريم : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ، وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) ([30]).
الخامس والعشرون:يقرر القرآن الكريم أن مكان المعركة الأولى بين الفرس والروم في أدنى منطقة للأرض(فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) وهذه الحقيقة يستحيل معرفتها إلى زمن قريب دون الاستعانة بمسح الأقمار الصناعية.كما أخبر القرآن الكريم بالعديد من الأحداث المستقبلية على دقتها الزمانية والمكانية في تلك المرحلة التاريخية الحرجة من بداية الدعوة الإسلامية والتي تعتبر خطوة أجرأ من أن يقوم بها صاحب حركة سياسية لو لم يكن صاحبها نبياً مرسلاً لأن إخفاق هذه التنبؤات وخاصة في دقتها في تحديد النتائج والأماكن والأزمنة كانت كافي في زعزعة المسلمين بهذا النبي ، ولكن صد ق هذه التنبؤات والتحدي بها دلالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم،وصدق رسالته،قال تعالى:(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)([31]).
السادس والعشرون: في قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا) ([32]). تحديد صفتين للسماوات وهما: عدد هذه السماوات سبع ، وشكل السماوات وهي (طِبَاقًا) أي طبقات بعضها فوق بعض أما قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) ([33]) ، فقد أكدت على أن الأرض تشبه السماوات بقوله: (وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ). فكما أن السماوات هي طبقات، كذلك الأرض عبارة عن طبقات، وكما أن عدد طبقات السماوات هو سبعة، فكذلك عدد طبقات الأرض هو سبعة أيضاً. ففي قوله تعالى: (طِباقاً)، هذه اللفظة توحي بوجود طبقات، وهذا ما اكتشفه العلماء اليوم من أن الأرض عبارة عن طبقات ( Layers ) كما بين القرآن الكريم، وحدد أيضاً عدد هذه الطبقات سبعاً، إن القرآن الكريم قد حدّد الصفة الدقيقة لبنية الأرض وهي طباقاً أو طبقات. أي أن القرآن قد سبق علماء الأرض بالحديث عن حقيقة طبقات الأرض بأربعة عشر قرناً، ويقول صلى الله عليه وسلم: (مَن ظَلَم قيد شبر من الأرض طُوِّقه من سبع أرضين )و هذه معجزة نبوية عظيمة، حيث يحدد هذا الحديث الشريف عدد طبقات الأرض بسبع طبقات، والقرآن الكريم قد أعطانا التسمية الدقيقة لحقيقة تركيب الأرض من خلال لفظة (طباقاً) وأعطانا العدد الدقيق لهذه الطبقات وهي سبع، بينما استغرق الباحثون سنوات طويلة للوصول إلى هذه الحقيقة العلمية.
السابع والعشرون: إن القرآن الكريم وهو يصف الكون إنما يصفه على حقيقته التي خلقه الله تعالى عليها بألفاظ في غاية الدقة للتعبير عن ذلك الأمر ، فيحمله من لا يعرف إلا الظواهر المرئية على معنى تطمئن إليه نفسه ويستريح إليه عقله ، و يجلي القرآن تلك الحقيقة الخفية ببعض لوازمها التي تدل دلالة واضحة على الأسرار الخافية عن أنظار الناس ، فيرى العلماء والباحثون ومن يتيسر لهم وسائل الرؤية لتلك الحقائق والأسرار دقة وصف تلك الحقيقة بلوازمها ومعانيها ، فيتجلى بذلك الإعجاز الذي وصف الأمر وصفاً دقيقاً عاصماً لمن خفيت عليهم تلك الأسرار عن تكذيب القرآن ، ويتطابق ظاهره ومستلزماته مع حقيقة تلك الأسرار .
وقد فتح الله على بعض العلماء المجددين أمثال الشيخ /عبد المجيد الزنداني، الذين دققوا في هذه النصوص عن الأرض ورأوا أن حديث القرآن عن ظاهرة الليل والنهار تمثل أهم نتيجة لظاهرة كروية الأرض ودورانها ، لأنه يصف الظاهرة وصفاً لا يكون ويستحيل أن يتم على غير هذا السطح الكروي ، ويستعمل التعبير الدقيق الدال على ذلك : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) ([34]). وعندما يصف سطح الأرض الذي يجب أن يسير الناس عليه ، فيصفه بالمناكب المائلة للأرض كلها . ولا تكون الأرض ذات مناكب في كل سطحها إلا بالشكل الكروي ، كما سبق بيان ذلك كله من قبل ، وهكذا يتحقق الوعد الإلهي بالانكشاف للمعاني الدقيقة التي تحملها النصوص القرآنية . مثل قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ([35]).
السابع والعشرون : عند التدقيق في الألفاظ وتراكيب الجمل ومجموع الآيات والأحاديث في الموضوع الواحد تتجلى حقائق تلك الأسرار التي اختفت عن الناس قروناً طويلة ، وتتطابق تلك الألفاظ مع تلك الحقائق ، مما يدل بجلاء على أن الذي أنزل هذا القرآن يعلم أسرار هذا الكون ويعلم ما سيكون من تطور علمي بشري فجاءت ألفاظه دقيقة تجلي الحقيقة بأدق عبارة وأوجز بيان ، وهذا وجه من أوجه الإعجاز . قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) ([36]).
الثامن والعشرون : في قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ، وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً...) ([37]).إن مجيء الآية في سياق شدائد وأهوال الساعة، أسلوب حكيم في مخاطبة عقول البشر بما يتفق ومداركهم وإفهامهم، هو من خصائص الإبداع القرآني ، حتى إذا جاء عصر الأقمار الصناعية، والمراكب الفضائية، وغزو الفضاء، رأوا بأم أعينهم صدق ما أخبر عنه القرآن، ولهذا غاير الله تعالى بين اللفظين: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) ، (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) فجاء في الآية الأولى بصيغة المجهول، وجاء في الآية الثانية بصيغة المعلوم، بالخطاب للناظر المشاهد، الذي يرى الجبال بعينية واقفة، مع أنها تسير، وأكدها بالصنع والإتقان، والإخبار في علمه تعالى بأعمالهم في الدنيا، وهذا ما كشفه لنا العلم اليوم في عصر غزو الفضاء، تحقيقاً لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) ([38]) .
التاسع والعشرون : إن القرآن الكريم وكذا السنة النبوية الشريفة يشيران إلى حقيقة أن باطن الأرض الذي يقع تحت القشرة مباشرة في حالة اضطراب وتردد دائمين . قال تعالى : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) ([39]). وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( بينا رجل يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) ([40]) . وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( بينما رجل يمشي إذ أعجبته جمته وبراده ، إذ خسف به الأرض ، فهو يتجلجل في الأرض حتى تقوم الساعة ) ([41]) .
فالنصوص توضح أن باطن الأرض في حالة من الاضطراب والحركة والتدافع ، ولو قدر لأحد أن يتوغل في أعماقها فسيفاجأ بأن الأرض المستقرة قد تحولت إلى ارض تمور موراً . لذلك استعمل القرآن ( إذا ) الفجائية التي تدل على المفاجأة بالظاهرة الجديدة المخالفة لما كان مألوفا من استقرار ، وأن من خسف به بسبب خيلائه وتكبره سيظل يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. وفي عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن معروفاً أن باطن الأرض يمور وأن ما يرى من هدوء واستقرار على سطحها يكمن تحته نار تتلظى ومواد منصهرة تتحرك وتضطرب وأنها وراء البراكين والزلازل التي تحصل من حين لآخر ، ولكنه صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، فجاء بالعلم الذي لم يكن في حوزة أحد من البشر آنذاك والذي لم تتيسر سبل معرفته إلا بعد قرون طويلة .
الثلاثون : إن هذا الوصف الدقيق لسماء الأرض بأنها سقف محفوظ والذي جاء في القرآن الكريم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً من اليوم ،ولم تصل البشرية لمعرفة بعض هذه الأسرار في هذا الحفظ إلا بعد امتلاك الصواريخ والمركبات الفضائية، إنه شهادة وبينة من البينات العلمية التي لا تحصى لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه رسول من عند الله قال تعالى :(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) ([42]) ..
الواحد والثلاثون : في قوله تعلى:( وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) ( [43])، فقد أقَسَمَ الحقّ سبحانه بالنهار، إذ يجلي الشمس، أي: يكشفها ويوضحها، أي أن النهار هو الذي يجعل الشمس واضحة جلية لمن يراها من سكان الأرض، وهذه لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، تقرر أن ضوء الشمس لا يُرى إلا على هيئة النور في نهار الأرض، وأن الكون خارج نطاق الأرض ظلام دامس، قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) ([44]) .
الثاني والثلاثون :إن التغير السريع للضغط الجوي عند الارتفاع السريع في السماء يسب للإنسان ضيقاً في الصدر وحرجاً، وكلما أرتفع الإنسان في السماء انخفض ضغط الهواء وقلت كمية الأكسجين مما يؤدي إلى ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس ، ومن المسلم به أن الإنسان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على أي معرفة علمية بأن الضغط الجوي يقل كلما ارتفعنا في الفضاء وأن ذلك يؤدي إلى ضيق في الصدر، وتفجر الشرايين عند الارتفاعات العلية ومع ذلك فإن الآية الكريمة تشير إلى هذه الحقيقة العلمية،قال تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)([45]) ،فالآية لم تتكلم عن مجرد الضيق الذي يلاقيه المتصاعد في السماء فقط بل تكلمت أيضا عن ازدياد هذا الضيق مع الصعود حتى يبلغ أشده قال تعالى:(قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً ) ([46]).
الثالث والثلاثون : لم يكن ممكناً أن يتوفر فهم عالمي للرياح إلا في القرن العشرين، وكان من العسير في الماضي أن يتم وضع منطقة بهذا القدر من الاتساع تحت الملاحظة ولم يكن ممكنا لأي راصد في أحد المواقع أن يجمع معلومات عن مناطق أخرى، فكيف جاء محمد صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان بهذا العلم المطابق لأعقد الاكتشافات العلمية في العصر الحديث في مجال علم الرياح؟..،إنه العلم والوحي الإلهي،قال تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)([47]).
الرابع والثلاثون :وصف القرآن الكريم السحب الممطرة وهي السحاب الطبقي والسحاب الركامي والسحاب المعصر وطريقة التكوين لكل نوع والظواهر المصاحبة له والنتائج، كيف علم محمد صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام خطوات تكوين السحاب الركامي؟ التي لم تعرف علمياً إلا بعد اكتشاف الرادارات. إنه العلم والوحي الإلهي،قال تعالى: ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)([48]).
الخامس والثلاثون : القرآن الكريم يحدثنا عن الشرط الضروري لتكوين البرد في السحاب وشكل هذا السحاب الجبلي ،كما يحدثنا عما يجري له عن توجه للسقوط على الأرض وما يحدث له من صرف عن النزول فيعيده في حركة صاعدة في جسم السحابة هبوطاً وصعوداً، وتكرار ذلك عدة مرات قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) ([49]) ، ولم يعلم سر تكوين البرق بصفة علمية قطعية إلا في الثمانينات من القرن العشرين، هكذا اخبرنا القرآن قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام وهكذا جاءت البحوث العلمية شاهدة ومصدقة لما أخبر به القرآن الكريم ، ومن علم محمد صلى الله عليه وسلم شروط تكوين البرد في جسم السحابة؟ ومن علمه العلاقة بين تكوين السحاب و حركات حبات البرد صعوداً وهبوطاً، وما يجري من تكوين شحنات كهربائية وسبب تكوين تلك الشحنات، وما ينشأ عنها من برقٍ يكاد يذهب بالأبصار؟ من علمه إلا الذي يعلم السر في السماوات والأرض سبحانه وتعالى، القائل: (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً ) ([50]).
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
2- المقترحات والتوصيات:
يوصي الباحث بالآتي:
1-القيام بأبحاث ودراسات في موضوعات الإعجاز العلمي في القٌرآن والسنة في مختلف العلوم التجريبية.
2- قيام الجامعات بتدريس الموضوعات الأساسية في الإعجاز العلمي كمتطلبات إجبارية.
3-قيام الكليات بتدريس موضوعات الإعجاز العلمي المرتبطة بنفس التخصص.
4- فتح مجال التخصص في الإعجاز العلمي في الجامعات الإسلامية.
5- الاهتمام بالأبحاث الكونية انطلاقاً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
6- التنسيق بين مراكز الأبحاث العلمية والباحثين في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
7- إقامة دورات تخصصية في مجال الإعجاز العلمي في المراكز الدعوية للمسلمين في أنحاء العالم.
8- دعوة العلماء والباحثين والمهـتمين بالإعجاز العلمي في العالم إلى التزام منهـاج التأصيل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
9- تشجيع العلماء المتخصصين في الصحة والعلوم الطبية والصيدلة إلى دراسة الإعجاز العلمي في الطب النبوي، مع إجراء التجارب العلمية النافعة لصالح الإنسانية في مجالات الفلك والجيولوجيا.
10- توجيه الإعلاميين إلى الاهـتمام بمجالات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ونشرهـا عبر الوسائط المتعددة.
11- إنشاء قنوات فضائية متخصصة في مجالات الإعجاز العلمي تبث برامجهـا باللغة العربية واللغات الحية.
12- الاستفادة من بحوث الإعجاز العلمي في ربط العلوم والتقنيات الحديثة بحقائق الإيمان.
13- الاستفادة من أبحاث الإعجاز العلمي في خطاب غير المسلمين لتعريفهـم بحقيقة الإسلام ودورهـ الحضاري.
14- الاهـتمام بترجمة ونشر وتوزيع بحوث الإعجاز العلمي إلى أهـم اللغات العالمية، وذلك للتعريف بهـا، وتعميم الاستفادة منهـا.
15- إنشاء مراكز معلومات تتضمن قاعدة بيانات عن العلماء والمراكز البحثية ذات العلاقة بالإعجاز العلمي لتحقيق التنسيق والتعاون.
16- تزويد مكتبات مراكز البحث العلمي والجامعات بـالموسوعات والمؤلفات في بحوث الإعجاز العلمي لتكون مساعدة للباحثين في هـذا المجال.
17- توصية الجامعات والكليات والمعاهـد العلمية على تدريس مناهج الإعجاز العلمي ، وتقديم منح للطلاب المتميزين المهـتمين بهـذا الشأن.
18- عقد دورات متخصصة في الإعجاز العلمي للأئمة والخطباء والدعاة والمشتغلين في مجال الإعلام.
19- إقامة مسابقة عالمية سنوية عن الإعجاز العلمي لإثراء البحوث، وكذلك إنشاء جائزة عالمية سنوية تقديراً للمتميزين في هـذا المجال.
20- التنسيق بين الهـيئات والمؤسسات العاملة في أنشطة الإعجاز العلمي وبرامجه على مستوى العالم الإسلامي.
21- عقد اتفاقيات تعاون بين الجهات التعليمية والتربوية والهـيئات والمراكز العاملة في مجال الإعجاز العلمي.
22- العمل على إنشاء أوقاف لدعم برامج الإعجاز العلمي والمنح الدراسية المتعلقة به.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
([1]) الذاريات:20.

([2]) فصلت :43

([3])البينة: الآية1 .

[4]) ) العنكبوت:20

([5] ) فصلت:11.

([6] ) النمل:93

[7]) ) الانبياء:30.

[8]) ) الفيل:1.

[9]) ) الذريات:47

[10]) ) الحجر:9

([11] ) النمل:93

([12] ) الرحمن20،19

[13]) ) الفرقان:6

[14]) ) فصلت:53

([15])الرحمن:19-20

([16])الفرقان:53

[17]) ) القمر:17.

[18])) التكوير:6.

[19])) النجم:1-4.

([20])الفرقان:6.

([21])النساء:166.

([22])فصلت:53.

( [23] ) الفرقان:6.

( [24] ) النحل:15.

( [25] ) الفرقان:6.

( [26] ) النساء:166.

[27]) ) الرعد:41.

[28]) ) الانبياء:44.

[29]) ) النمل:93.

[30]) ) صّ: 87-88.

[31]) ) النجم:1-4.

[32]) ) الملك: 3.

[33]) ) الطلاق: 12.


[34]) ) الزمر:5

[35]) ) النمل:93

[36]) ) فصلت:53

[37]) ) النمل:87ـ89.

[38]) ) فصلت:53.

( [39] ) الملك:16.

( [40] ) فتح الباري ، حديث رقم 5790 ، باب : من جر ثوبه من الخيلاء .

( [41] ) صحيح مسلم ، باب : تحريم التبختر في المشي ، حديث رقم 5433 .

[42]) ) فصلت:53.

[43]) ) الشمس: 3.

[44]) ) فصلت:53.

[45]) ) الأنعام:125.

[46]) ) الفرقان:6.

[47]) ) النجم: 3،4.

[48]) ) النجم: 3،4.

[49]) ) النور:43.

[50]) ) الفرقان:6.