بسم الله الرحمن الرحيم
فى هذا الموضوع نعرض الإيمان الاسلامى و مفهوم الإيمان النصرانى من عدة جوانب وعمل مقارنات بسيطة دون الدخول فى التفاصيل و مناقشة الإصطدام مع النقل و العقل والمنطق و الفطرة
من أهل الكتاب المسلمون منهم والكافرون و المشركين لا يختلفون على وجود إله واحد خالق بيده كل شئ لم يره أحد قط بعث النبيين والرسل و أنزل الكتب التى فيها الهدايه إليه وفيها التشريع والعبادات والاحكام دون غيره ولم يجعل شئ يخصه إلآ بيّنه لرسله و فى كتبه التي أنزلها
وإنما الإختلاف ظهر من تغيير وتبديل و تحريف و تأويل كلام الله إلى غير مقصده بما يوافق الهوى مما حاد عن طريق الله وجعل منهم من يعبد غير الله و يصفه بصفات الله ظناً منه أنه يعبد الله الحق
عندما ننظر الى العقيدة في الدين الإسلامي لن نجد من يجادلنا فيها بحجة أنه يصطدم مع العقل والمنطق أو الفطرة
فلا نجد من يجادلنا فى توحيد الله و يقول لنا هذا التوحيد لايدخل العقل كما فى التليث
كذلك لن تجد من مجادله فى إلوهية الله فى الاسلام كما تجدها فى إثبات الإلوهيه لبشر
و لن تجد إصطدام فى صفات و أسماء الله كما تجد فى أى إعتقاد أخر بوصف الله بما لا يستحق ولن تجد مجامع أو مؤتمرات لإستنتاج معتقدات غير موجوده فى الكتاب وحشرها بدون إثبات أو ...
إذن المقارنة ستكون فى الإعتقاد فى ( التوحيد و الألوهيه و الاسماء والصفات ) لكل من المسلمين و النصارى
فى أيهما يصطدم مع العقل و المنطق والفطرة ويصعب فهمه دون الدخول الى التفاصيل
إن أساس الدين هو الإعتقاد السليم وأن معرفة الله الحق هو السبيل لذلك
و ذكرت عدم إصطدام الاعتقاد الإسلامى مع العقل والفطرة دون سواه وكيف يقبله العقل وتقبله الفطرة السليمه
ماذا عن التوحيد فى الإسلام وهل يصطدم معه العقل والفطرة
لا يقتصر التوحيد كما يظن البعض على قول لا إله الآ الله فقد يقولها النصارى وكذلك اليهود
وإنما يتحقق التوحيد علماً وقولاً وعملاً فلابد أولا من معرفة الله الحق أنه المستحق للعبادة وهذا لايتأتى إلآ من معرفة أسمائه وصفاته من كتابه وسنة رسوله الصحيحه أى معرفة الله من الله
فالتوحيد فى الإسلام موحى به من الله
فهو إعتقاد بواحدانية الله المستحق للعبادة لا شريك له توحيد ربوبيه وإلوهيه و أسماء وصفات له وحده لا نقول عن الله إلآ ما أخبرنا به على مراده فكل هذا يتفق مع العقل والفطرة
التوحيد فى الإسلام هو التوحيد الصحيح الخالص لله الحق الذى لا يتعارض مع العقل والفطرة والنقل فالتوحيد فى الاسلام ليس جديد لأنه توحيد إلهى بلغَ الله به الرسل والانبياء وأنزله فى كتبه فالتوحيد واحد لم يتغير منذ أن عرٌفه الله أدم حتى قيام الساعه فتجده أيضا فى صحيح الكتب السابقه بعهديه توحيداً صريحاً لأن دين الله واحد كذلك التوحيد لله واحد لا يتغير ولا يتبدل
أما عن التوحيد فى النصرانيه مثلا فنجده يصطدم مع العقل والفطرة من أول وهله
فهو توحيد بالقول فقط فلا يتحقق فيه شروط التوحيد لأنهم حادوا عن معرفة الله الحق فلم يوحدوه حقا فتوحيدهم لا يُفهم لا أقول صعب الفهم وفيه حار علمائهم وفيلسوفيهم و متكلميهم فما بالنا بعامتهم وذلك كما نعلم أنهم يقولون بثلاثة فى واحد وعجزهم عن إيضاح ذلك فما من نصرانى إلآ حاك ذلك فى صدره فهذا التثليث لم يؤخذ من الله فهو مأخوذ من مجامع لتدعيم فكر ضال مما كون فرق كثيرة ممن رفض عقله وفطرته هذا التوحيد الثالوثى و كلهم يهرطق بعض ويكذب بعضهم بعضا
التوحيد النصرانى ليس بتوحيد لأنه إختراع بشر و تأويل للنصوص بما لا تحمله وتحريف بوضع نص غير موجود لتدعيم فكر لاهوتى فاسد وإستنتاجات ساقطه هشه إذ كيف يترك الله خلقه الى بعث المسيح ورفعه بدون أن يُعرفهم بالثالوث و بدون نصوص صريحه ويتركها للإستنتاج البشرى فى المجمع !!!؟
فلذا تعارض التوحيد النصرانى مع العقل والفطرة و النقل الصحيح
الإلوهيه
الإلوهيه والتوحيد و أسماء الله وصفاته مرتبطه ببعضها إذ يستلزم معرفة الله الحق و لا يمكن معرفة الله إلآ من الله عن طريق رسله وأنبياءه وكُتبه هذا نقلاً و معرفته أيضا من خلال أياته وخلقه بالتفكر فيها وهذا إعمال العقل كما أمر الله و داخل كل منا الفطرة التى تجعل الانسان يطمئن أو يرتاب ويشك نتيجة طمث هذه الفطرة فإن شك الانسان وارتاب فلابد له من تجريد فكره ولا يعاند ويتبع هواه عندما يتبين له الحق والله يهديه اليه
الله فى الإسلام
الله فى الإسلام أخبرنا عن نفسه فى كتابه القرءان وهذا القرءان محفوظ من الله باطنا ومحفوظ ظاهراً عن طريق سنده مكتوباً و محفوظاً فى الصدور كذلك سنته صلى الله عليه وسلم الصحيحه المتفق على صحتها فالله ليس كمثله شئ وله الاسماء والصفات ألتى أخبرنا بها على مراد الله بدون تأويل أو تعطيل أو تشبيه أوتكييف أو تمثيل أو تجسيد والله بخلاف ذلك سبحانه منزه عن كل هذا
والله أعلن عن نفسه وصرح بذلك و أمر بعبادته و الله منذ البدء عقيدته واحده وهى التوحيد ودينه واحد وهو الإسلام وهذا لا يتعارض لا نقلاً و لا عقلاً و لا فطرتاً
أما إله النصرانيه
ليس إله لا عقلاً ولا نقلاً و لا فطرة سليمه تقبله
فتجده بشر يأكل ويشرب وينام ويعذب ويموت و طبيعتين و أحيانا طبيعه واحده لاهوت فى ناسوت وثالوث فى واحد
لاهوت مقسم أقانيم أقنوم والد وأقنوم مولود فحددو الله وقسموه أى كل جزء له أعمال فكل أقنوم محتاج للأخر و كل أقنوم أخر بالنسبه للأخر و أقنوم أعظم و أقدرمن باقى الاقانيم ويعطى كل الاقانيم ويرسلها و تخضع له ويكون فوق فى السماء
وكل هذه الافكار ما لها من دليل واحد لا عقلاً ولا نقلاً كلها تأويل للكلام وإستنتاجات فى المجامع وكل هذا الإعتقادات غير موجودة أبداً فى الامم السابقه ولا فى العهد القديم ولا حتى فى العهد الجديد الآ ما حُرف والغريب أن جل النصارى يُقرون بتحريفه فكيف يعرفون الله من عند غير الله ومن كتاب طاله التحريف كيف يصدقونه
قد يقول قائل أليست كتب الله مثل القرءان لماذا حُرف والسبب لذلك أنه إبتلاء من الله فالله إستحفظهم الكتب السابقه فلم يحفظوها ولم يرعوها حق رعايتها أما عن القرءان فلأنه أَخر الكُتب ويحمله أخر الرسل فتكفل الله بحفظه
أسماء الله وصفاته
أسماء الله وصفاته و كلامه هى أول الاشياء التى تعرف منها الله الحق وتعرف منها الذى يدعى الإلوهيه
ففرعون إدعى الإلوهيه و أنه الإله الوحيد لكن ما كشفه صفاته فهو بشر ومولود وليس أذلى ويأكل وينام وضعيف ولم يَخلُق ولم يقول أنى خَلقت ومات غرقا
أسماء الله وصفاته فى الإسلام
فالله فى الإسلام له الأسماء الحسنى أسماء و صفات الإلوهيه والربوبيه له الصفات العليا صفات الكمال و الجمال والجلال والعظمه والقوة والقدرة المطلقه الذى لا ينازعه فيها أحد ولا يتصف بها أحد فى إطار ليس كمثله شئ كما أخبرنا فى كتابه وسنة نبيه
وفى نفس الوقت تنزه ربنا عن كل نقص أو ضعف أو عيب أو تشَبُه يَغفر وهو فى مكانه
لا يعذب نفسه لنفسه ولا يهين نفسه لنفسه و لا يفتدى بنفسه لنفسه فنحن لا نصف الله الآ بما وصف به نفسه فى كتابه أو سنة نبيه لأن أسماء الله توقيفية
أسماء وصفات إله النصارى
يتصف إله النصارى بصفات متناقضة صفات لاهوت وصفات ناسوت بكل ما فيها من ضعف
وقلة حيله وهوان ونقص وحاجه وعبوديه فكيف يُجمع النقيضَين !؟
إله النصارى بصورته التى يصفونه بها لم يدعيها أحد لكنها من مخيلات وثنيه وتأويل للنصوص بما لا تحتمل وضع حجر الاساس لها بولس المدلس وحامت حولها المجامع والمؤتمرات لتثبيتها إذ أنّ كل إعتقاد النصارى من عند غير الله كلها من خارج الكتاب الذى طاله التحريف إذ يدعون لله صفات لا تُقال إلآ مِن قِبل الكفار الوثنيين
الله يقول لم يره أحد يقولون ترائ للتواضع الله يقول عن نفسه أنه ليس أنسان ولا ابن انسان يقولون ناسوت ولاهوت الله يقول لاتتخذ تمثال يقولون هذا ليس تمثال لغير الله فقد وصفوا الله بأنه الوالد وفى نفس الوقت المولود وصفوا الله بصفات لا يرتضيها أحد على نفسه فكيف يرضاها لله صفات
( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً (97) ) سورة مريم
المفضلات