

-
الحمد لله . والصلاة والسلام على رسول الله .
تعجبت بشدة من سؤال الأخ/عبد القدوس :
اقتباس
هل ذكر في القران ان النبي عيسى ابن مريم بشر ام انه ذكر في القران انه عبد الله فقط و لم تؤكد بشريته؟
فلا أدرى منشأ إشكال النصارى هنا . هل يقصدون أن المسيح عبد الله ليس من الإنس ؟. فماذا يكون إذن عليه السلام ؟. هل هو من الملائكة مثلاً ؟. الله أعلم بما يقصدون . ولكن قص القرآن من خبر المسيح عليه السلام أنه وُلد من امرأة ، وجرى عليه ما يجرى على باقى البشر ، فمَن كان حاله كذلك لم يكن من الملائكة قطعًا ، ولم يكن من فصيلة ( الكنجارو ) مثلاً ، ولم يكن من الشهب والنيازك . لا يكون ذلك إلا بشرًا . وقد كان عليه السلام . فإن فهم نصرانى غير ذلك من القرآن ، نقول له : لا حرج ، فإن القرآن لمن يعقل فقط !.
وعلى أية حال ، فقد بين القرآن العظيم أن أنبياء الله لا يكونون إلا بشرًا ، وبين أن الأمم المشركة لم تكن تؤمن بأنبيائها بحجة أنهم بشر : { وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً } [الإسراء 94] . وكذلك فعل المشركون مع نبينا عليه الصلاة والسلام : { وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } [الأنبياء 3] . فرد الله عز وجل عليهم بأن حال النبى عليه الصلاة والسلام كحال الأنبياء والرسل من قبله ، ويدخل فيهم المسيح بالطبع ، كلهم رجال من البشر . قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [7] وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ [8] } . فالمسيح ومحمد وباقى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليسوا إلا رجالاً من البشر بنص القرآن العظيم .
وقد قال تعالى : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [آل عمران 59] . وآدم عليه السلام لم يكن إلا بشرًا : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } [الحجر 28] . فالمسيح مماثل لآدم عليهما السلام فى البشرية . وهذا نص قرآنى ثانٍ على بشرية عيسى عليه السلام .
وأقوى من هذين قوله تعالى فى المسيح : { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } [آل عمران 79] .
وقد أطلت فى الجواب بالرغم من هوان الإشكال ؛ ليعلم القاصى والدانى والمؤمن والكافر أن القرآن العظيم { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود 1] . وأنه { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت 42] . فللقرآن من المنعة والعزة ما يبطل تفاهات المحرفين .
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة معماري في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 21-03-2008, 08:40 AM
-
بواسطة nightstar في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 08-03-2008, 05:01 PM
-
بواسطة tamslamt في المنتدى منتدى الشكاوى والإقتراحات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 13-11-2007, 02:04 AM
-
بواسطة الليزر في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 21-07-2006, 11:51 PM
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 03-08-2005, 02:37 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات