{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
صدق الله العظيم
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى أما بعد
لقد ملأت مخطوطات القرأن الكريم المتاحف العربية والإسلامية والأجنبية
وهذه المخطوطات فيها المنقط وغير المنقط والمذهب والمنمق وصغير الحجم وكبيره وغير ذلك مما يتعلق بالخط والجلد والتنسيق والزركشة والألوان وإظهار لفظ الجلالة والفواصل وعلامات الوقف والمدود والتجويد وغيرها
هذه المخطوطات بالرغم من كثرتها لم يتسنى لأحدهم أن يقف على خطأ واحد مقصود أو غير مقصود ، فهل يعقل أن يطالعنا هذا العالم الألماني المغمور بالكشف عن مخطوطات لا يعلمها أحد إلا هو تحمل اختلافات جوهرية ؟؟
إننا اليوم نعيش في أزهى عصور العلم والبحث والتخصص
فكيف لعالم كهذا يكتشف الإختلافات بين تلك المخطوطات وما هو بين أيدينا بالرغم من عدم معرفته وإلمامه باللغة العربية ؟؟؟
ربما هو عالم ولكن في مجال تحديد الفترة الزمنية التي كتبت فيها تلك المخطوطات ؟
ربما هو عالم بأنواع الورق المستخدم قديما أو حديثا ؟؟
ربما هو عالم بنوع الحبر المستعمل في الخطوط ؟؟
ربما هو عالم بنوع الجلد المستخدم وما إلى ذلك ؟؟
أقبل منه أي نتيجة يتوصل إليها في كل ما سبق ذكره إن كان هذا مجال تخصصه
ولكن الذي أرفضه - ويشاركني كل صاحب عقل في رفضه - أن يتحدث هذا العالم في غير تخصصه ،
فالذي لا يعرف اللغة العربية ولا يتقنها فبأي أدوات يستطيع التمييز بين مفرداتها وخاصة إن كانت تلك المفردات في الأولى منقطة ومشكلة وفي الأخرى مجردة من ذلك ؟؟؟؟؟
ثم هل يعقل أن تكون تلك المخطوطات في المسجد وفي أكياس البطاطس ولا يعلم بها إمام المسجد أو المؤذن أو أحد من رواد المسجد ؟؟
ثم أي مسجد هذا ؟
وكيف علم هذا العالم بوجود تلك المخطوطات ؟
وعلى نفقة من قدم هذا العالم ؟
كلها أسإلة تحتاج إلى بيان وتوضيح
أعتقد أن هذا العالم ما هو إلا أحد القساوسة أراد أن يطعن بالقرآن بطريقة مغايرة للطريقة التي يستخدمها زكريا بطرس
وأن من فرط جهله بالقرآن ظن أن القرآن لا يُعرف إلا بالخط والرسم المعروف في المصاحف ، ولم يعلم أننا كمسلمين تلقينا القرآن متواترا جيلا بعد جيل محفوظا في صدور الرجال وليس مكتوبا كما يظن ،
فالنسخ والمخطوطات كانت في تلك الأيام نادرة ويُحتفظ بها في مقر الوالي أو المحكمة أو ما إلى ذلك للرجوع إليها
فهل يعقل أن يستقي أهل مصر كلهم من نسخة واحدة ؟؟
وكذلك باقي الأمصار ؟؟
بداية كان المصحف نسخة واحدة في بيت أبا بكر رضي الله عنه ومن بعده نقلت إلى بيت عمر رضي الله عنه ومن بعده نقلت إلى بيت أمنا أم المؤمنين حفصة عليها السلام ورضي الله عنها ، بقيت عندها حتى استلفها منها ذو النورين عثمان رضي الله عنه ليردها بعد أن ينسخ عنها عددا من النسخ اختلف العلماء في عددها ،
قيل أنَّها أربعةٌ، أرسل منها عثمان مصحفًا إلى الشام، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى البصرة، وأبقى الرابع بالمدينة.
وقيل كتب خمسة مصاحف وقد أرسل بالخامس إلى مكة.
وقيل ستةٌ، وأرسل بالسادس إلى البحرين.
وقيل سبعة، وأرسل بالسابع إلى اليمن.
حتى لو افترضنا أنها خمسون نسخة أرسلت إلى الأمصار فهل يتسنى لكل فرد أن يطلع عليها وأن يقرأ منها ؟؟
هذا العالم القس لا زال يستطيع أن يفحمنا ويقيم الحجة علينا إن كان عالما ويعقل ما يقول ، كيف ذلك ؟؟
يستطيع أن يقول - على سبيل المثال - في الكتاب الذي بين أيديكم مكتوب أن ( الله يحب المحسنين ) وجدت بدل منها في تلك المخطوطات وفي نفس السورة أن ( الله يحب الزناة ) كما هو حال الإنجيل وهذه صورة للمخطوط وهذه صورة لكتابكم بجانبها ، ومن أراد أن يتحقق بنفسه يستطيع ذلك فالمخطوطات لدي في المكان الفلاني وهذا هو العنوان لمن أراد ذلك
هذا والله سبحانه وتعالى هو الهادي إلى سواء السبيل
المفضلات