عزيزي الضيف الفاضل ....
من الوقت الذي طلب المسيح من التلاميذ بيع ملابسهم لشراء سيف .....
قام التلاميذ بالتسابق ومنهم بطرس وأشار له بأنهم أحضروا سيفان ....
لقد اشهد بطرس المسيح على احضاره سيف حقيقي .....
المسيح وقتها لم يمنعه من حمل السيوف ....
تركهم و هو يعلم أن سكوته سيجعل بطرس يستخدمه ويقطع بالسيف أذن انسان !!!!!!
و تم الاعتداء الذي كان المسيح يعلمه من ساعة طلب السيوف بلا شك ....
اذا كان عدم منع المسيح لبطرس سببه أن تتم الكتب فنفهم أن المسيح يعلم أن الأمور مسيرة ليكون الانسان مسير وليس مخير أمام مشيئة الرب .... برغم ان المسيح الناسوت يجب ان يكون مخيرا ايضا فيمنع الشر قبل وقوعه .... فهل حكمه أن تتم الكتب ؟.
أم أنه يريد أن يتم قطع الاذن ليريهم معجزة اعادتها .... ؟
فهل غاية المسيح تبرر الوسيلة مهما كانت ؟؟؟؟؟
ألا ترى الأمر غريبا ؟؟؟؟؟؟
بطرس يجعل المسيح يشهد انه احضر سيفا حقيقيا قاطعا .... و المسيح يعلم بكل ما سيحدث و لا ينهه من حمل ذلك السيف منذ البداية .... أليس السلوك غريبا لرجل مبارك لا يمكن أن يرى الشر منذ نشأته فيسكت ؟!
هذا كلام رائع ....
يجعلنا نفكر بأمر بولس الذي قال أن المسيح أرسله كرسول ..... بينما هو جندي روماني يؤدي واجبه .... هنا المسيح يأخذ بولس و يجعله يخالف قيصر بينما هو بالخدمة ليصبح بدلا من انه مطاردا للمسيحيين مناصرا لهم .... و بالتالي ترك الخدمة كمواطن واصبح رسول المسيح ....
كذلك القديس مارجرجس .... لم يطيع قائده .... حين كان الأمر العسكري هو قتل المسيحيين تمرد .... في حين انه كان يقتل بحروبه اقوام آخرين بحسب رغبة وطنه الوثني الذي يتقدم للتوسع وليس لقضايا عادلة بلا شك !
كما تلاحظ يا ضيفنا الغالي ان هناك فراغا تعليميا في العهد الجديد فكيف يكون اكمالا ..... ؟
اعطي ما لقيصر الى قيصر .... و سكت .... و أنتم أخذتموها مطلقة بلا ضوابط !
بولس أخذه المسيح كرسول بينما هو يؤدي الخدمة كمواطن وجندي ....
كما ترى المسيحية وواقعية الدولة لا يتفقان ....
كذلك مارجرجس .....
أنت تصور الامر وكأن المسيح سلمكم للطاعة الى القائد الارضي دون ان يضع المسيح ضوابط لحياة واقعية ....
و هذا ما قصدته أنا عندما قلت لك أن الاسلام هو الواقعية .....
فقول المسيح : أحبوا أعداءكم .... و مثال السيف ..... قلتم انه لا يخص الحروب ....
بل الحياة الاجتماعية .... فأين تدخل تعاليم المسيح بالواقع ؟!
و كيف يكون أعطوا ما لقيصر الى قيصر و ما لله الى الله ..... بينما اجتمعا أمام بولس و مارجرجس ؟!
ما رأيك دام فضلك ؟ ورجاءا ان تكون الاجابة واقعية .....
جميل ....
لكن صدقني الله قبل الجميع .... قبل البشر ....
التعاليم المسيحية تصور ان الله بالعهد الجديد اهتم بالانسان فكان البذل من الله الى الانسان .... فلذلك تصور الله متسامحا لينا أمام أخطاء الانسان .....
و الأهم قول المسيح انه لم يأتي ليدين بل ليخلص .... !!!!!!!!!
فقل لي كيف أدان الخطاة في الهيكل .... ؟
بدلا من أن يجالسهم قلب كراسيهم بغضب .....
كما ترى التعاليم بها فراغ مبهم .... يكمله المسيح بما يقربه الى الاسلام ....
و كأنه يقول ....
كل هذه التعاليم بالمحبة و اللين و عدم ادانة الخطاة تذوب ....
أمام الغيرة على ما هو لله ....
لقد غار المسيح على الهيكل ....
فما عاد هو المسيح الذي تصفونه ....
فلا همه الخطاة الذين أخطأوا في الهيكل .....
و كأن خطأهم داخل الهيكل هو خطأ في الله .....
هذا هو المسلم ....
غيور على الله و على ما هو لله .....
لا يجامل ....
الله أولا .....
فكيف تريد للمسلمون أن يعلنوا محبتهم ولينهم لمن أخطأوا و أهملوا رسالة الله و جدفوا عليه بينما هم يظنون أنهم في نعمة الله ؟ هل نبتسم لهم ؟ بينما الله غضبان ممن دعاهم اليه فأهملوه ..... ؟
خذ العبرة من حادثة الهيكل .....
المسيح أقرب لمشاعر المسلم بغيرته على الله بصفته الذي حمل أمانة رسالة الله لابلاغها لجميع الناس .....
هذا المسيح الذي آمنتم به حاملا تعاليم المحبة التي تباهون بها الدنيا ....
لم يضع لها قيمة أمام خطاة من المفروض أنه أتى لهم باللين ليوعظهم .....
اشتعل غضبا لدرجة أنه أخاف مجموعة بينما هو واحد ....
هذا هو المؤمن الحقيقي الذي لا يهمه مشاعر الناس أمام غيرته على الله و حزنه ممن تعدوا و أهملوا حق الله .
عزيزي الضيف المحترم ....
عندما حاورت أحدهم منذ سنوات حول افتعال المواقف .....
اعترض مسيحي فاضل وقال لي ....
المسيح ليس ممثلا ....
المسيح يفعل الصواب في كل حين ....
لا يتخذ الخطأ وسيلة لغاية مهما كانت لانه لا يخطىء....
وانا أسألك ....
هل المسيح يمكن أن يقوم بالتمثيل بما لا يعكس واقعه ؟؟؟؟؟
عزيزي ....
ماذا لو أن المرأة لم تتكلم بما تكلمت به ؟؟؟؟؟؟
بل اني اقول لك .....
حتى لو كان المسيح يفعل ذلك لاجل ان يعلم التلاميذ ....
فانه قدوة لهم في كل شىء ....
وكأنه يقول لهم ....
كل من لم يتكلم بالايمان الحق تعاملونه مثلما عاملته أنا ....
أما الذين نطقوا في الايمان فلا تتركوه صاغرا مترجيا مهانا و مهملا بأمثلة محقرة له ....
لذا .... اذا كنت سأوافقك أن تلك لوحة تعليمية من أجل التلاميذ على حساب اذلال تلك المرأة لفترة قصيرة ....
فأن ما قدمه المسيح بالفعل .....
هو اعطاء كل أمر ما يناسبه .....
وكأنه قال لهم .....
هكذا عاملتها أنا المسيح قبل أن تنطق بالايمان العظيم .....
و هكذا تغيرت المعاملة بعد أن نطقت بالايمان العظيم .....
و هذا أيضا يقترب من الاسلام ....
بأن ايمانك بما يحبه الله يجعلنا كمؤمنين نعاملك كما نعامل المؤمنين من باب الانصاف .
أرأيت كيف ان تعاليم العهد الجديد به فراغات ملأها المسيح بما يقترب من حكمة الاسلام بالرغم ان موقف المرأة كان قاسيا فوق الاحتمال قبل أن تنطق بالايمان العظيم .
عزيزي الغالي المحترم .....
دعنا نتعمق في المغزى بدلا من التحليق فوق العوام ....
انظر يا عزيزي ....
من ايام النبي ابراهيم .....
يمكنك أن تدرك الخصوصية الحقيقية لليهود كشعب الله .....
و عندها يمكنك اعتبار موضوع نينوى ثانويا .....
المراجع لسفر التكوين .....
يقرأ أهمية البكورية .....
لدرجة أن يعقوب سرقها أمام اللاهوت بمكر على أبوه الشيخ الضرير .....
و تواصلت بركة تلك السرقة الى أبعد نسل ....
بينما البكورية كانت جاهزة لاسماعيل قبل اسحق ....
لكن اللاهوت تدخل .... وقال لا .... هذا ابن جارية .....
لا نريد أن ندخل في تبرير أو غيره ....
فقط أردت أوضح لك أن اللاهوت في العهد القديم .....
كان ينظر الى السيدة الحرة و الجارية ....
و شعب دون آخر ....
و لا تنسى ان اللاهوت أعطى في سفر التكوين عهدا لابراهيم و نسله بأرض يسكنه شعوب من بينهم نساء و أطفال .... لماذا نال نسل ابراهيم تلك الاراضي من شعوبها ؟؟؟؟؟؟
هل هذه عدالة لاهوتية ؟؟؟؟
ما رأيك ؟؟؟؟؟
كلامك هذا يأخذنا الى سؤال هام جدا جدا .....
أرى أن المسيح شخصيته فريدة ....
بحكم أنكم ترونه الاله المتجسد ....
فهل هذه الفرادة لانه الله .... ؟
لأني أعلم و أنت تعلم أن الله لا يتغير .....
اقرأ لتعرف عن الله في العهد القديم ....
دون أن نراه ....
نقرأ كلماته و طريقة رده على آدم قبل أن يخطىء خطيئة واحدة .....
و نقرأ كلماته و هو يكلم الانبياء و الرسل و الصديقين ....
و نقرأ كلماته وهو يملي نصوص تطبيق الناموس على الزاني و الذي لا يبر والداه و ابنة الكاهن المخطئة و الثور الذي نطح و التي جاءت لتفصل مشاجرة زوجها مع آخر فأخطأت بفعل .... سلوك الله وكلماته عرفتموها لا شك من العهد القديم ....
الله هو الله لا يتغير .....
فهل ترى الله هو أفضل في العهد الجديد لأنه تغير ؟؟؟؟؟
ألا ترى أن الكلمات و التفاعل تغير حتى عن الله الذي في البدء الذي كان يكلم آدم قبل أن يخطىء .... و الذي حزن على خلق الانسان .... و الذي قرر أن يرسل الطوفان ....
نضع كلمات الله الذي عرفتموه قبل الخطيئة الاولى أمام كلمات المسيح الذي ترون كلماته و تعاليمه ليست لها مثيل ....
و أسألك ....
أيهما أفضل .... ؟ ألا تشعر بتغير كلام الله قبل خطيئة آدم و كلامه على لسان المسيح ؟
أيهما أفضل كلام الله و هو يأمر يشوع بمعاقبة أهل أريحا و عاى ....
أم كلام الله و هو يقول أحبوا أعداءكم ؟؟؟؟
أم كل كلام يصدر عن الله هو رائع ولا أفضلية بكلام الله في أى زمن عن أى زمن ؟؟؟؟؟
أم أن كلام المسيح أفضل من كل كلام قاله الله في كل وقت حتى قبل خطيئة آدم ؟
وصلنا الان الى جزئية غريبة جدا .....
الذي اعرفه ....
أنكم تؤمنون أن المسيح ايمانه أعظم ايمان قياسا بالبشر .....
يؤمن أن قضاء الله سيتم .....
ولو اجتمع العالم كله ليمنعوه ....
فموصوف في الاناجيل كيف كان يمر من بين الجمع الذي اراد الامساك به .....
و انه قال بنبوءة للتلاميذ انه لابد ان يتألم و يصلب وان الكتب ستتم .....
و كان يمشى يختار كل سبيل يوصله الى ذلك ....
الا انني ارى انك تؤمن ان المسيح لم يقم بواجبه في نطق الحق بصفته رسول حق خوفا من أن لا يتم الصلب ؟؟!؟!؟!؟؟!؟!؟!!؟
أليس الانسان يفعل واجبه ويترك مشيئة الله أن تتم ؟؟؟؟؟؟؟
أرأيت الغرابة التي في قصة الصلب ..... ؟
كيف يكون المؤمن العادي يتقدم للموت في سبيل وطنه و هو لا يهاب الموت ولا يتمنى انه لو عاش حتى يربح الشهادة ....
بينما تجد علماء اللاهوت يفسرون خوف المسيح و تمنيه أن لا يتم ما سيجري له من آلام اذا اراد الله بينما هو المؤمن الذي يعلم ان ذلك لابد أن يتم وانه سيكون المخلص ؟!؟!!؟
بالله عليك .....
كيف ترى شخصية المؤمن الذي لا يساوره شك أو أمنية بأن تتغير مشيئة الله ؟ خاصة ان ذلك هو الذي تؤمنون به أنه بلا خطيئة واحدة و هو على اعلى درجة من الايمان ....
لا يتمني عكس مشيئة الله مهما كان القادم عليه ....
و خاصة ان الله طلبه و بذله لامر كما تؤمنون ؟!
هذه الجزئية تريد اجابة واقعية وليس تبرير ينزع عن المسيح صفة المؤمن التي تتحقق بمؤمنين عاديين بقضية ايمانية أو وطنية ..... ؟!
لك مني كل الاحترام ..... و أطيب الأماني .
المفضلات