أحببت أن أهديك حوارابين الله و عبده المسيح عليه السلام قبل أن يطمس نهائيا من الكتابات التي بين أيديكم،الحمد لله أن المسيحيين الذين أسلموا في القرون الأولى تركوا لنا بعض النصوص الحقيقية الأصلية الرائعة و التي احتفظ بها علماؤنا .و قد أورد ابن كثير في كتابه البداية و النهاية في قصة المسيح عليه السلام نصوصا رائعة ، و بالمناسبة أهدي هذه النصوص أولا للضيف يا رب ارحمنيالذي طالبني بالعثور على النص الأصلي ل"احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم" ،و أقول له الإنجيل ضاع و حرف و لكن أعده أني كلما وجدت نصا أو جملة أثق أنها من بقايا الإنجيل أو سيرة المسيح عليه السلام أطلعه عليها بإذن الله ،و الكتاب المقدس لا يزال فيه بعض هذه النصوص و لكن حين نواجهكم بها ترفضون معانيها الواضحة السهلة و تقبلون التفسيرات الكنسية الملتوية المليئة بالفلسفة و السفسطة والأمثال التافهة[gdwl]وقال إسحاق بن بشر وأنبأنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ومقاتل، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة قال: أوحى الله عزوجل إلى عيسى بن مريم:
بسم الله الرحمان الرحيم
يا عيسى جد في أمري ولا تهن واسمع وأطع يابن الطاهرة البكر البتول: إنك من غير فحل وأنا خلقتك آية للعالمين،
إياي فاعبد
،خذ الكتاب بقوة، فسر لاهل السريانية بلغ من بين يديك:
وعلي فتوكل [B]
إني أنا الحق الحي القائم (3) الذي لا أزول
صدقواالنبي الامي العربي صاحب الجمل والتاج (وهي العمامة) [
/B] والمدرعة والنعلين والهرواة (وهي القضيب) الانجل العينين، الصلت الجبين، الواضح الخدين، الجعد الرأس، الكث اللحية، المقرون الحاجبين، الاقنى الانف، المفلح الثنايا، البادي العنفقة (1) الذي كان عنقه ابريق فضة وكأن الذهب يجري في تراقيه له شعرات من لبته إلى سرته تجري كالقضيب ليس على بطنه ولا على صدره شعر غيره، شثن الكف والقدم، إذا التفت التفت جميعا، وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر وينحدر من صبب، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، وريح المسك تنفح منه ولم ير قبله ولا بعده مثله، الحسن القامة الطيب الريح، نكاح النساء ذا النسل القليل (2)، إنما نسله من مباركة لها بيت يعني في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صخب تكفله يا عيسى في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك له
منها فرخان مستشهدان(3).
وله عندي منزلة ليس لاحد من البشر.
كلامه القرآن ودينه الاسلاموأنا السلام طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيامه وسمع كلامه "
قال عيسى يا رب وما طوبى ؟ قال: غرس شجرة أنا غرستها بيدي فهي للجنان كلها أصلها من رضوان وماؤها من نسيم وبردها برد الكافور وطعمها طعم الزنجبيل وريحها ريح المسك من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا.
قال عيسى يا رب اسقني منها قال:
حرام على النبيين أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي وحرام على الامم أن يشربوا منها حتى يشرب منها أمة ذلك النبي.
قال:
==يا عيسى أرفعك إلي
قال== رب ولم ترفعني ==قال:
أرفعك ثم اهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب ولتعينهم على قتال اللعين الدجال أهبطك في وقت صلاة ثم لا تصلي بهم لانها مرحومة ولا نبي بعد نبيهم.
وقال هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه== أن عيسى قال:
يا رب انبئني عن هذه الامة المرحومة
قال: أمة أحمد هم علماء حكماء كأنهم انبياء يرضون مني بالقليل من العطاء وأرضى منهم باليسير من العمل، وأدخلهم الجنة
بلا إله إلا الله
.
يا عيسى هم أكثر سكان الجنة لانه لم تذل ألسن قوم قط بلا إله إلا الله كما ذلت ألسنتهم، ولم تذل رقاب قوم قط بالسجود كما ذلت به رقابهم.
رواه ابن عساكر.
وروى ابن عساكر من طريق عبد الله بن بديل العقيلي، عن عبد الله بن عوسجة قال:== أوحى الله إلى عيسى بن مريم:
أنزلني من نفسك كهمك واجعلني ذخرا لك في معادك وتقرب إلي بالنوافل أحبك ولا تول غيري فأخذ لك، اصبر على البلاء وأرض بالقضاء، وكن لمسرتي فيك
فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى
، وكن مني قريبا وأحيي ذكري بلسانك، ولتكن مودتي في صدرك، تيقظ من
ساعات الغفلة واحكم في لطيف الفطنة،
وكن لي راغبا راهبا
، وأمت قلبك في الخشية لي،
وراع الليل لحق مسرتي واظم نهارك ليوم الري عندي
، نافس في الخيرات جهدك واعترف بالخير حيث توجهت، وقم في الخلائق بنصيحتي، واحكم في عبادي بعدلي فقد أنزلت عليك شفاء وسواس الصدور من مرض النسيان وجلاء الابصار من غشاء الكلال، ولا تكن حلسا كأنك مقبوض وأنت حي تنفس.
يا عيسى بن مريم
ما آمنت بي خليقة إلا خشعت
، ولا خشعت لي إلا رجت ثوابي، فاشهدك أنها
آمنة من عقابي ما لم تغير أو تبدل سنتي
.
يا عيسى بن مريم البكر البتول ابك على نفسك أيام الحياة بكاء من ودع الاهل وقلا الدنيا وترك اللذات لاهلها، وارتفعت رغبته فيما عند إلهه وكن في ذلك تلين الكلام وتفشي السلام و
كن يقظان إذا نامت عيون الابرار
، حذرا ما هو آت من أمر المعاد وزلازل شدايد الاهوال قبل أن لا ينفع أهل ولا مال، واكحل عينك بملول (1) الحزن إذا ضحك البطالون وكن في ذلك صابرا محتسبا، وطوبي لك إن ذلك ما وعدت الصابرين ارج من الدنيا بالله يوم بيوم وذق مذاقة ما قد حرب منك أين طعمه وما لم يأتك كيف لذته فرح من الدنيا بالبلغة وليكفك منها الخشن الجئيب (2)، قد رأيت إلى ما يصير،
اعمل على حساب فإنك مسؤول
، لو رأت عيناك ما أعددت لاوليائي الصالحين ذاب قلبك وزهقت نفسك.
وقال أبو داود في " كتاب القدر ": حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن طاوس، عن أبيه قال:
لقي عيسى بن مريم إبليس فقال:== أما علمت أنه لن يصيبك إلا ما كتب لك ؟ قال إبليس:== فارق بذروة هذا الجبل فترد (3) منه فانظر هل تعيش أم لا - فقال ابن طاوس - عن أبيه.
فقال عيسى== أما علمت أن الله قال:
لا يجربني عبدي فإني أفعل ما شئت
.
وقال الزهري: إن العبد لا يبتلي ربه ولكن الله يبتلي عبده.
قال أبو داود: حدثنا أحمد بن عبدة، أنبأنا سفيان، عن عمرو، عن طاوس قال:
أتى الشيطان عيسى بن مريم فقال: أليس تزعم أنك صادق فأت هوة فألق نفسك.
قال: ويلك أليس قال يا ابن آدم لا تسألني هلاك نفسك
فإني أفعل ما أشاء.
وحدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا حسين بن طلحة، سمعت خالد بن يزيد قال:
تعبد الشيطان مع عيسى عشر سنين أو سنتين أقام
يوما على شفير جبل، فقال الشيطان أرأيت أن ألقيت نفسي هل يصيبني إلا ما كتب لي قال:
إني لست بالذي ابتلي ربي، ولكن ربي إذا شاء ابتلاني
وعرفه أنه الشيطان ففارقه.
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا شريح بن يونس، حدثنا علي بن ثابت، عن الخطاب بن القاسم، عن أبي عثمان قال:
كان عيسى عليه السلام يصلي على رأس جبل فأتاه إبليس فقال: أنت الذي تزعم أن كل
شئ بقضاء وقدر قال: نعم.
قال: ألق نفسك من هذا الجبل وقل قدر علي فقال:
يالعين الله يختبر العباد وليس العباد يختبرون الله عزوجل.
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا الفضل بن موسى البصري، حدثنا إبراهيم بن بشار، سمعت سفيان بن عيينة يقول:
لقي عيسى بن مريم إبليس فقال له إبليس:== يا عيسى بن مريم الذي بلغ من عظيم ربوبيتك إنك تكلمت في المهد صبيا.
ولم يتكلم فيه أحد قبلك
==قال بل الربوبية للاله الذي انطقني ثم يميتني ثم يحييني
==قال: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى
==قال بل الربوبية لله الذي يحيي [ من يشاء ] (1) ويميت من أحييت ثم يحييه
== قال والله إنك لاله في السماء وإله في الارض قال: فصكه جبريل صكة بجناحيه فما نباها دون قرون الشمس، ثم صكه أخرى بجناحيه فما نباها دون العين الحامية، ثم صكه أخرى فأدخله بحار السابعة فأساخه، وفي رواية فأسلكه فيها حتى وجد طعم الحمأة، فخرج منها وهو يقول:== ما لقي أحد من أحد ما لقيت منك يا بن مريم.
وقد روي نحو هذا بأبسط منه من وجه آخر فقال الحافظ أبو بكر الخطيب: أخبرني أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن سبدي، حدثنا أبو محمد الحسن بن علي القطان، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، أنبأنا علي بن عاصم، حدثني أبو سلمة سويد، عن بعض أصحابه قال
صلى عيسى ببيت المقدس فانصرف فلما كان ببعض العقبة عرض له إبليس فاحتبسه فجعل يعرض عليه ويكلمه ويقول له: ==إنه لا ينبغي لك
أن تكون عبدا فأكثر عليه وجعل عيسى يحرص على أن يتخلص منه فجعل لا يتخلص منه فقال له فيما يقول: ==لا ينبغي لك يا عيسى أن تكون عبدا
=فاستغاث عيسى بربه
، فأقبل جبريل وميكائيل فلما رآهما إبليس كف، فلما استقر معه على العقبة اكتنفا عيسى وضرب جبريل إبليس بجناحه فقذفه في بطن الوادي قال فعاد إبليس معه وعلم أنهما لم يؤمرا بغير ذلك فقال لعيسى: ==
قد أخبرتك أنه لا ينبغي أن تكون عبدا إن غضبك ليس بغضب عبد، وقد رأيت ما لقيت منك حين غضبت، ولكن أدعوك لامر هو لك آمر الشياطين فليطيعوك فإذا رأى البشر أن الشياطين أطاعوك عبدوك، أما إني لا أقول أن تكون إلها ليس معه إله، ولكن الله يكون إلها في السماء وتكون أنت إلها في الارض ،
فلما سمع عيسى ذلك منه استغاث بربه
، وصرخ صرخة شديدة، فإذا اسرافيل قد هبط فنظر إليه جبريل وميكائيل فكف إبليس، فلما استقر معهم ضرب إسرافيل إبليس بجناحه، فصك به عين الشمس ثم ضربه ضربة أخرى فأقبل إبليس يهوي ومر عيسى وهو بمكانه فقال ==يا عيسى لقد لقيت فيك اليوم تعبا شديدا فرمى به في عين الشمس فوجد سبعة أملاك عند العين الحامية قال: فغطوه فجعل كلما خرج (2) غطوه في تلك الحمأة قال والله ما عاد إليه بعد.
قال وحدثنا إسماعيل العطار، حدثنا أبو حذيفة، قال
واجتمع إليه شياطينه فقالوا: سيدنا لقد
لقيت تعبا قال: إن هذا عبد معصوم ليس لي عليه من سبيل، وسأضل به بشرا كثيرا وأبث فيهم أهواء مختلفة وأجعلهم شيعا ويجعلونه وأمه إلهين من دون الله،[/gdw] قال: وأنزل الله فيما أيد به عيسى وعصمه من إبليس قرآنا ناطقا بذكر نعمته على عيسى فقال:
الآية كلها وإذ جعلت المساكين لك بطانة وصحابة وأعوانا ترضى بهم وصحابة وأعوانا يرضون بك هاديا وقائدا إلى الجنة فذلك فاعلم خلقان عظيمان من لقيني بهما فقد لقيني بأزكى الخلائق وأرضاها عندي، وسيقول لك بنو إسرائيل صمنا فلم يتقبل صيامنا، وصلينا فلم يقبل صلاتنا، وتصدقنا فلم يقبل صدقاتنا، وبكينا بمثل حنين الجمال فلم يرحم بكاؤنا، فقل لهم ولم ذلك وما الذي يمنعني إن ذات يدي قلت أو ليس خزائن السموات والارض بيدي انفق منها كيف أشاء، وإن البخل يعتريني (1) أو لست أجود من سئل (2) وأوسع من أعطى أو أن رحمتي ضاقت و
(يا عيسى بن مريم إذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس) [ المائدة: 110 ] يعني إذ قويتك بروح القدس يعني جبريل (تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل وإذ تخلق
من الطين كهيئة الطير) [ المائدة: 110 ]
إنما يتراحم المتراحمون بفضل رحمتي.
ولولا أن
هؤلاء القوم يا عيسى بن مريم غروا (3) أنفسهم بالحكمة التي تورث.
في قلوبهم ما استأثروا به الدنيا أثره على الآخرة
لعرفوا من أين أوتوا، وإذا لايقنوا أن أنفسهم هي أعدى الاعداء لهم،
وكيف أقبل صيامهم وهم يتقوون عليه بالاطعمة الحرام، وكيف أقبل صلاتهم وقلوبهم تركن إلى الذين يحاربوني ويستحلون محارمي وكيف أقبل صدقاتهم وهم يغصبون الناس عليها فيأخذونها من غير حلها.
يا عيسى إنما أجزي عليها أهلها، وكيف أرحم بكاءهم وأيديهم تقطر من دماء الانبياء (4)،
ازددت عليهم غضبا.
.[/warning]
يا عيسى وقضيت يوم خلقت السموات والارض أنه من عبدني وقال فيكما بقولي أن أجعلهم جيرانك في الدار ورفقائك في المنازل وشركاءك في الكرامة وقضيت يوم خلقت السموات والارض أنه من اتخذك وأمك إلهين من دون الله أن أجعلهم في الدرك الاسفل من النار
وقضيت يوم خلقت السموات والارض أني مثبت هذا الامر على يدي عبدي محمد وأختم به الانبياء والرسل
ومولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا يتزين (5) بالفحش ولا قوال بالخنا أسدده لكل أمر جميل واهب له كل خلق كريم، واجعل التقوى ضميره والحكم معقوله والوفاء طبيعته والعدل سيرته والحق شريعته والاسلام ملته.
أهدي به بعد الضلالة وأعلم به بعد الجهالة وأغني به بعد العائلة وارفع به بعد الضيعة أهدي به وافتح به بين آذان صم وقلوب غلف، وأهواء مختلفة متفرقة أجعل أمته خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر إخلاصا لاسمي وتصديقا لما جاءت به الرسل الهمهم التسبيح والتقديس والتهليل في مساجدهم ومجالسهم وبيوتهم ومنقلبهم ومثواهم يصلون لي قياما وقعودا وركعا وسجودا ويقاتلون في سبيلي صفوفا وزحوفا قرباتهم دماؤهم وأناجيلهم في صدورهم وقربانهم في بطونهم رهبان بالليل ليوث في النهار
اسمه أحمد، ![]()
ذلك فضلي أوتيه من أشاء وأنا ذو الفضل العظيم.
ابن كثير. البداية و النهايةقصص الأنبياء.![]()
المفضلات