بسم الله الرحمن الرحيم
فقال حينئذ يسوع : [B : أنا صوت صارخ في اليهودية كلها ، يصرخ : أعدوا طريق رسول الرب[/B] كما هو مكتوب في إشعيا]الفصل الثاني والأربعون فبكى التلاميذ بعد هذا الخطاب ، وكان يسوع باكيا لما رأوا كثيرين من الذين جاءوا يفتشون عليه ، فإن رؤساء الكهنة تشاوروا فيما بينهم ليتسقطوه بكلامه، لذلك أرسلوا اللاويين وبعض الكتبة يسألونه قائلين فاعترف يسوع وقال :
: من أنت ؟ ، فقالوا :
الحق إني لست مسيا أجاب يسوع :
أأنت إيليا أو إرميا أو أحد الأنبياء القدماء ؟ حينئذ قالوا :
كلا ، فقال حينئذ يسوع :
من أنت ، قل لنشهد للذين أرسلونا ؟ ، قالوا :
أنا صوت صارخ في اليهودية كلها ، يصرخ : أعدوا طريق رسول الرب كما هو مكتوب في إشعيا ، أجاب يسوع :
إذا لم تكن المسيح ولا إيليا أو نبيا ما فلماذا تبشر بتعليم جديد وتجعل نفسك أعظم شأنا من مسيا ؟ ، فانصرف اللاويون والكتبة بالخيبة وقصوا كل شيء على رؤساء الكهنة الذين قالوا : إن الشيطان على ظهره وهو يتلو كل شيء عليه ، ثم قال يسوع لتلاميذه : الحق أقول لكم أن رؤساء وشيوخ شعبنا يتربصون بي الدوائر (الكهنة رفضوا المسيح ولم يؤمنوا بنبوته وأول شيء فعلوه بعد رحيله هو تحريف وتدنيس إنجيله و خاصة الفريسي عديم التقوى بولس) فقال بطرس : لا تذهب فيما بعد إلى أورشليم ، فقال له يسوع : إنك لغبي ولا تدري ما تقول فإن علي أن أحتمل اضطهادات كثيرة لأنه هكذا احتمل جميع الأنبياء وأطهار الله ولكن لا تخف لأنه يوجد قوم معنا وقوم علينا ، ولما قال يسوع هذا انصرف وذهب إلى جبل طابور وصعد معه بطرس ويعقوب ويوحنا أخوه مع الذي يكتب هذا (أي برنابا:هو شاهد عيان بأتم معنى الكلمة وليس مثل لوقا ويوحنا الفيلسوف اليوناني وليس التلميذ ;الذين لم يشاهدا المسيح أبدا)، فأشرق هناك فوقهم نور عظيم ، وصارت ثيابه بيضاء كالثلج ، ولمع وجهه كالشمس ، وإذا بموسى وإيليا قد جاءا يكلمان يسوع بشأن ما يسحل بشعبنا وبالمدينة المقدسة ، فتكلم بطرس قائلا : يا رب حسن أن نكون ههنا ، فإذا أردت نضع ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة والأخرى لإيليا ، وبينما كان يتكلم غشيته سحابة بيضاء ، وسمعوا صوتا قائلا : انظروا خادمي (أي عبدي)الذي به سررت ، اسمعوا له ، فارتاع التلاميذ وسقطوا على وجوههم إلى الأرض كأنهم أموات ، فنزل يسوع وأنهض تلاميذه قائلا : لا تخافوا لأن الله يحبكم وقد فعل هذا لكي تؤمنوا بكلامي .
إن الآيات التي يفعلها الله على يدي تظهر أني أتكلم بما يريد الله ، ولست أحسب نفسي نظير الذي تقولون عنه ، لأني لست أهلا أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله الذي تسمونه مسيا الذي خلق قبلي وسيأتي بعدي وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لدينه نهاية )
ونزل يسوع إلى التلاميذ الثمانية الذين كانوا ينتظرونه أسفل ، وقص الأربعة على الثمانية كل ما رأوا ، وهكذا زال في ذلك اليوم من قلوبهم كل شك في يسوع إلا يهوذا الإسخريوطي الذي لم يؤمن بشيء ، وجلس يسوع على سفح الجبل وأكلوا من الأثمار البرية لأنه لم يكن عندهم خبز ، حينئذ قال اندراوس :الفصل الثالث والأربعونفأجاب يسوع :
لقد حدثتنا بأشياء كثيرة عن مسيا فتكرم بالتصريح لنا بكل شيء ، أجاب يعقوب :
كل من يعمل فإنما يعمل لغاية يجد فيها غناء ، لذلك أقول لكم أن الله لما كان بالحقيقة كاملا لم يكن له حاجة إلى غناء ، لأنه الغناء عنده نفسه ، وهكذا لما أراد أن يعمل خلق قبل كل شيء نفس رسوله الذي لأجله قصد إلى خلق الكل ، لكي تجد الخلائق فرحا وبركة بالله ، ويسر رسوله بكل خلائقه التي قدر أن تكون عبيدا ، ولماذا وهل كان هذا هكذا إلا لأن الله أراد ذلك ؟ ، الحق أقول لكم أن كل نبي متى جاء فإنه إنما يحمل لأمة واحدة فقط علامة رحمة الله ، ولذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب الذي أرسلوا إليه ، ولكن رسول الله متى جاء يعطيه الله ما هو بمثابة خاتم يده ، فيحمل خلاصا ورحمة لأمم الأرض الذين يقبلون تعليمه ، وسيأتي بقوة على الظالمين ، ويبيد عبادة الأصنام بحيث يخزي الشيطان ، لأنه هكذا وعد الله إبراهيم قائلا :
( انظر فاني بنسلك أبارك كل قبائل الأرض وكما حطمت يا إبراهيم الأصنام تحطيما هكذا سيفعل نسلك ) أجاب يسوع :
يا معلم قل لنا بمن صنع هذا العهد ؟ ، فإن اليهود يقولون (( بإسحاق )) والإسماعيليون يقولون (( بإسماعيل )) ، ، أجاب يعقوب :
ابن من كان داود ومن أي ذرية ؟ فحينئذ قال يسوع :
من إسحاق لأن إسحاق كان أبا يعقوب ويعقوب كان أبا يهوذا الذي من ذريته داود، أجاب التلاميذ :
ومتى جاء رسول الله فمن نسل من يكون ، فأجاب يسوع :لا تغشوا أنفسكم ، لأن داود يدعوه في الروح ربا قائلا هكذا :
من داود ، فإذا كان رسول الله الذي تسمونه مسيا بن داود فكيف يسميه داود ربا ،صدقوني لأني أقول لكم الحق أن العهد صنع بإسماعيل لا بإسحاق .
( قال الله لربي اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك ، يرسل الرب قضيبك الذي سيكون ذا سلطان في وسط أعدائك )
( تعليق:هل رأيت المفاجأة؟ كلمة "ربي" التي يستشهد بها القساوسة لإثبات ألوهية المسيح الإبن هي في الأصل تعود على رسول الله محمد بمعنى "سيدي الملك"حيث وعده الله بأن ينصره على أعدائه ويجعل أعداءه تحت قدميه،وبالفعل أنجز الله وعده ونصرعبده وهزم الأحزاب وحده،بينما لم يحقق المسيح أي نصر وأي ملك بل كان اليهود يلاحقونه من مكان إلى مكان وكادوا أن يقتلوه ويصلبوه لولا أن نجاه الله من بين أيديهم بمعجزة عجيبة حيرت العقول حيث استجاب لدعائه بأن يعبر عنه هذه الكأس وينجيه من كيد اليهود،فاستجاب الله له ولم يتركه فريسة سهلة بين أيديهم كما يدعون"إلهي،إلهي،لم تركتني؟"،بل أرسل له الملاك جبريل ليقويه ويبشره أن ألف ألف من الملائكة يحرسون ثيابه ،ولا يستطيع اليهود أن يمسوا شعرة منه،الله أكبر،هكذا ينصر الله أنبياءه الأطهار.والحمد لله الذي من علينا نحن المسلمون بإكمال نصرة أنبيائه بإظهار حقيقتهم النقية ،وإبطال كل كذب وزيف وتحريف وتشويه لصورتهم الحقيقية ،فمن الذي يحب المسيح أكثر؟ نحن أم أنتم؟!!!وصدق الله الذي وصف أمة محمد صلى الله عليه وسلم للنبي إرميا فقال:أدعو الله أن تكون و زوجتك منا في القريب)
"هم ليوث بالنهار(شجعان في الحرب) رهبان بالليل(عباد لله طيلة الليل)،هم علماء حكماء كأنهم أنبياء"
حينئذ قال التلاميذ : يا معلم هكذا كتب في كتاب موسى أن العهد صنع بإسحاق ، أجاب يسوع متأوها :الفصل الرابع والأربعون، فقال حينئذ التلاميذ :إن خداع الفقهاء لجلي ، لذلك قل لنا أنت الحق لأننا نعلم أنك مرسل من الله ، فأجاب حينئذ يسوع :
هذا هو المكتوب ، ولكن موسى لم يكتبه ولا يشوع ، بل أحبارنا الذين لا يخافون الله ، الحق أقول لكم أنكم إذا أعملتم النظر في كلام الملاك جبريل تعلمون خبث كتبتنا وفقهائنا ، لأن الملاك قال : ( يا إبراهيم سيعلم العالم كله كيف يحبك الله ، ولكن كيف يعلم العالم محبتك لله ، حقا يجب عليك أن تفعل شيئا لأجل محبة الله ، أجاب إبراهيم : ( ها هو ذا عبد الله مستعد أن يفعل كل ما يريد الله ) فكلم الله حينئذ إبراهيم قائلا : خذ ابنك بكرك إسماعيل واصعد الجبل لتقدمه ذبيحة )فكيف يكون إسحاق البكر وهو لما ولد كان إسماعيل ابن سبع سنين ؟ ولما قال يسوع هذا شكر الله .
الحق أقول لكم أن الشيطان يحاول دائما إبطال شريعة الله ، فلذلك قد نجس هو وأتباعه والمراؤون وصانعوا الشر كل شيء اليوم ، الأولون بالتعليم الكاذب والآخرون بمعيشة الخلاعة ، حتى لا يكاد يوجد الحق تقريبا ، ويل للمرائين لأن مدح هذا العالم سينقلب عليهم إهانة وعذابا في الجحيم ، لذلك أقول لكم أ ن رسول الله بهاء يسر كل ما صنع الله تقريبا ، لأنه مزدان بروح الفهم والمشورة ، روح الحكمة والقوة ، روح الخوف والمحبة ، روح التبصر والاعتدال ، مزدان بروح المحبة والرحمة ، روح العدل والتقوى ، روح اللطف والصبر التي أخذ منها من الله ثلاثة أضعاف مـا أعطى لسائر خلقه ، ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم ، صدقوني أني رأيته وقدمت له الاحترام كما رآه كل نبي ، لأن الله يعطيهم روحه نبوة ، ولما رأيته امتلأت عزاءا قائلا : يا محمد ليكن الله معك وليجعلني أهلا أن أحل سير حذائك ، لأني إذا نلت هذا صرت نبيا عظيما وقدوس الله ،
هذا الأمر غاية في الأهمية ويستحق التفكير العميق...
المفضلات