
-
والعجيب أن الرواية التى تَدَّعِى هذا الكذب الإجرامى على المسلمين هى نفسها الرواية التى تقول إن عبود لم يفكر فى أى شخص يرسل عن طريقه المبلغ الشهرى إلى زوجته وابنه إلا امرأة مسلمة هى مهرة، الممثلة التائبة المتحجبة. فأى خبص هذا؟ ترى إذا كان الرجل قد هاجر من مصر تحت ضغط التعصب الإسلامى الظلامى الحاقد، فكيف لم يثق فى أحد يرسل عن طريقه المال لزوجته وابنه إلا امرأة من نفس طائفة أولئك المتعصبين الهمجيين، بل من أشدهم تعصبا، إذ هى امرأة متحجبة متخلفة؟ بل كيف أَمِن على زوجته وابنه فتركهما بين هؤلاء المتوحشين أكلة لحوم النصارى، الذين هددوه بقتله وخطف ابنه وتشويه وجه زوجته بماء النار، ثم أتبعوا التهديد بإعطائه علقة سريعة كعَيِّنة لما ينتظره من متاعب لو أصر على موقفه ولم يترك العمل (ص46، 148- 149)؟ ودعنا الآن من الخبص الآخر المتمثل فى أن عبود بقطر، حين قرر الهجرة من البلاد، قد اتبع أساليب غاية فى السرية والتعقيد وعاش طوال الوقت فى رعب قاتل، وكأن الإنتربول والسى آى إيه والموساد والسافاك جميعا، ولا أدرى ماذا أيضا من أجهزة المخابرات الأخرى، يطاردونه ويعملون على منعه من السفر، مع أن هجرته سوف تكون لصالح المسلمين المتعصبين الحاقدين أعداء الحياة والنجاح، ومن ثم لن يعرقلوها بل سوف يبتهجون بها. فلماذا يخفيها عبود؟ ألا إنه لغبى مبين! إلا أن عبود مظلوم، فليس هو الذى فعل هذا من تلقاء نفسه، بل المؤلف هو الذى وسوس له به وأكرهه عليه. فأية عبقرية هذه؟ كذلك دعنا من الخبص الثالث الذى وسوس لعبود ألا يرسل المال مباشرة لزوجته وابنه فيريح ويستريح، ومن ثم لا يجد يوسف القعيد سببا لتأليف روايته التافهة المتهافتة المفككة، والتى تقوم من أولها إلى آخرها على أن المبلغ الشهرى كان يصل إلى مستحِقَّيْه عن هذا الطريق اللولبى الذى يذكرنا بالمثل القائل: "من أين أذنك يا جحا؟". ويزيد الأمر خبصا ولبصا أننا، على طول الرواية من أولها إلى آخرها، لا نعرف طبيعة العلاقة بين عبود ومهرة، بل لم يحدث أن تقاطع طريقاهما قط، إذ كانت تعيش فى عالم لا صلة بينه وبين عالم عبود البتة. وهو ما يطعن الرواية فى الصميم، إذ يأتى إلى عمودها الأساسى فيجتثه من جذوره فتخرّ الرواية خاوية على عروشها ولا تعود تصلح بعدها لشىء أبدا. إلا أن المؤلف، ولا أدرى كيف، قد مضى فى تسخيم الصفحات بأحداث مفتعلة ملفقة، وشخصيات لا تقنع بتصرفاتها ولا بكلامها ولا بصِلاتها بعضها ببعضٍ قطة. يا لصبره العجيب! لا ريب فى أنه يستحق جائزة نوبل مكافأة له على مقدرته الفريدة فى تحمل الملل طوال مائتين وخمس وستين صفحة هى صفحات روايته السمجة التى تأخذ بأكظام النفس بسبب ما فيها من سأم يصيب الإنسان بكَرْشَة نَفَس! يا حفيظ! صدق "أمير الشعراء العرب فى النصف الثانى من القرن العشرين" طبقا لشهادة قعيد: دبيبُ فَخِذ امرأة بين إليتَىْ رَجُل سَأَم!
والعجيب كذلك أن الرواية التى تفترى كل هذا الكذب البشع على المسلمين هى نفسها الرواية التى تقول على لسان صاحب الشركة ذاته إن شركته، رغم المنافسة الهائلة التى تَلْقَاها من بعض الشركات الأخرى، تتقدم أسرع من الصاروخ لدرجة أنها توشك أن تلتهم السوق لا فى المدينة التى تقع فيها فحسب، بل فى المدن المجاورة أيضا، وإنه من المنتظر أن يصبح هدفها التالى الصعيد كله: الجوانى والوسطانى والبرانى، وذلك رغم أن الشركة كانت مدعومة بالتمويلات الأمريكية التى تأتيها بالأمر المباشر من وراء المحيطات البعيدة حتى تستطيع أن تهزم الشركات المنافسة لها حسبما قال عبود نفسه (ص145- 146). إذن فليست هناك أية مشكلة على عكس ما تزعم الرواية، وإلا فكيف تنجح شركة نصرانية تتلقى المساعدات الأمريكية لأغراض سياسية كل هذا النجاح فى وسطٍ إسلامىٍّ مُعَادٍ للنصارى كل هذا العداء؟ ومعروف أن النصارى المصريين يسيطرون من الاقتصاد المصرى على نسبة أضخم من نسبتهم بين أهل البلاد بأضعاف. ومنهم من يُعَدّ بين أغنى أغنياء العالم كآل ساويرس، الذين يحيط بثروتهم وتكوينها بسرعة غير مفهومة كثير من الكلام، ومع هذا لم يلمسهم المسلمون بأى أذى. ولو كان المسلمون كما تصفهم الرواية لقاموا إلى ساويرس وإخوته وأكلوهم أكلا. وما الساويرسيون سوى مثال يُضْرَب فى هذا المجال، وإلا فأمثالهم بين نصارى الوطن كثيرون.
على أن الرواية لم تتوقف فى الكذب والتدليس والرغبة الشيطانية الآثمة فى إشعال الوطن عند هذا الحد، بل مضت فادعت بالباطل كعادتها أن مرام كانت تتلقى هى وابنها تهديدات (ص123). ولكن متى تلقيا تلك التهديدات؟ ليس فى الرواية الكذابة شىء عن ذلك. ومن هم أولئك المهدِّدون؟ لا ندرى. إنما هى مزاعم، والسلام! ثم لماذا يهددونهما؟ لقد كانت مرام امرأة كبيرة هجرها زوجها، وكانت تعيش هى وابنها على الكفاف ويكملان عشاءهما ماء غير قراح، ويرتدى الولد ملابس مرقعة (وا حَرَّ قلباه!)، فلماذا يهددهما المهدِّدون؟ ثم ها هم أولاء ملايين النصارى الخمسة يعيشون بين ظهرانَيْنا فى أمان، ويأكلون كبدة باطمئنان، ويقرأون الفاتحة للسلطان، كل ذلك دون أن يتعرض لهم متعرض بأذى أو يخطف أحد لهم ولدا أو يزورهم زوار الفجر المجرمون المتخصصون فى ترويع المسلمين وحدهم وسوقهم إلى المعتقلات بعد تحطيم أثاثهم وفراشهم، والاعتداء على أعراض نسائهم فى غير قليل من الأحيان، وكذلك دون أن يفكر أحد فى اقتحام كنائسهم وفض من يوجدون بداخلها، على عكس المساجد، التى تغلق عقب الصلاة مباشرة، ويا ويل من يُضْبَط ملتبسا بالبقاء فيها عندئذ!
ولكن أترى القعيد قد همد بعد هذا؟ أبدا، بل استمر فى سخافاته وتدليساته المقيتة التى لا أعرف كيف كانت تواتيه نفسه على اختراعها بكل هذا البرود. تصوروا أيها القراء أنه قد وصل به الزعم البَجِح إلى أن يقول على لسان مرام عقب هجرة زوجها من البلاد إنها فكرت، ضمن ما فكرت فيه من حلول، فى إحضار مربية مسلمة لابنها ترعاه أثناء غيابها فى العمل، لكنها تراجعت لتيقنها أنها لو فعلت هذا لسكب المسلمون البنزين على بيتها وأحرقوه فى عز النهار ولامتنع الجميع عن إطفاء النيران (ص131- 132)، وكأننا فى مجاهل أفريقيا بين أكلة لحوم البشر. انظروا، بالله، إلى هذا الفجور السمج الذى يدل على أن الكاتب قد اختلق هذا اختلاقا ككل شىء آخر فى الرواية، وبالذات ما هو مسىء منها إلى المسلمين، فتراه يتحكك دائما بهم ويفترع لهم المناسبات والأحوال التى تعطيه الفرصة لتشويه صورتهم وتقبيح كل ما يتعلق بهم، وإلا فلماذا لم تفكر بوز الإخص هذه فى إحضار مربية نصرانية فتضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد: العصفور الأول أن ترعى المربية النصرانية ابنها. والعصفور الثانى أن تطمئن إلى أن المربية لن تلقنه، عمدا أو عن غير عمد، شيئا من عقيدة التوحيد. والعصفور الثالث أن تنفع بما سوف تدفعه من مالٍ امرأةً نصرانيةً لا مسلمة تنتمى إلى الهمج المتوحشين أكلة لحوم البشر. وإذن ماذا؟ وإذن فالعقيد يختلق المناسبات السخيفة اختلاقا كى يتجنى على المسلمين ويصورهم بصورة الشياطين كما أوضحنا!
ورغم أن المسلمين طوال الأربعة عشر قرنا الماضية لم يحدث بتاتا أن قالوا إن مصر هى بلدهم وحدهم، بل النصارى هم الذين يقولونه، وعلى مرأى ومسمع من الدنيا جمعاء، فإن الكاتب المنتهك ينطق مصطفى نور الدين، فى آخر لقاءٍ جمعه ومهرة، بنصيحة ينصحها فيها أن تفتعل مشاجرة بينها وبين الولد النصرانى ثم تَدَّعى أنه اعتدى عليها ليقوم هو بعمل الباقى المطلوب كيلا تدفع له المبلغ الشهرى الذى ضيعتْه آخر مرة ثم أتت إليه تستعينه على تسديده، فأجابته قائلة: "ولكنكم تشعلون الفتنة بهذه الطريقة"، فيقاطعها قائلا: "الفتنة الطائفية؟ من قال هذا؟ هذا التعبير فخ لا وجود له سوى فى الإعلام. الشيوعيون هم أصحاب التعبير. لسنا طائفتين فى البلد. إنها طائفة واحدة. هذا بلد للمسلمين فقط" (ص196- 197). ورغم أنى لم أحضر مثل هذا الحوار، بل رغم معرفتى أنه اختراع سخيف من القعيد، أستطيع أن أؤكد بكل يقين أن ما قاله مصطفى نور الدين عن مؤامرات الشيوعيين هو كلام فى محله تماما، فها هم أولاء يفترون على المسلمين الأكاذيب ويزعمون أنهم يَرَوْن أنفسهم أصحاب البلد دون منازع مع أنهم لم يقولوا ذلك يوما، بل قائلوه هم النصارى كما يعرف ذلك القعيدُ قبل غيره، إلا أنه يقلب الحقائق قلبا!
وعلى ذلك فقول الناقد الانتهاكى إن "العنوان الفقهي للرواية يُسْتَخْدَم بطريقة مجازية تحتمل تأويلات عدة لعل أقربها إلى الأحداث هو شراكة المواطنة عندما يتهددها الاحتقان والافلاس، فتهرع كل طائفة لكي تحظى بنصيبها من الدَّيْن في رقبة الوطن ولو أدى ذلك إلى ذبحه" هو قول يقوم على التدليس وإخفاء الحقائق، إذ لم يحدث بتاتا أن نادى المسلمون بوجوب مغادرة النصارى لمصر بوصفهم أغرابا عنها، وعليهم تركها لهم لأنهم هم وحدهم أصحابها، إذ إن المسلمين يحترمون أوامر دينهم، التى تأمرهم بالعدل والبر والإحسان مع غيرهم أيا كان هذا الغير، فما بالنا بالجيران شركاء الوطن؟ إن صدر الوطن الحنون وقلبه الرحيم ليتسعان لنا جميعا، ولا معنى إذن لأن نضيّع أعمارنا فى تآمر بعضنا على بعض، فالحياة قصيرة، ولن يستفيد من التناحر بين أبناء الوطن الواحد إلا أعداؤهم ومبغضوهم. أما إن استمر السفهاء السفلة على غيهم وزعمهم بأن المسلمين ضيوف فعلى المسلمين أن ينتهجوا معهم نهجا آخر. ولا أظنهم بحاجة إلى أن يدلهم أحد على هذا النهج، وإلا لكانوا لا يستحقون الحياة!
ومثل ذلك سخفا وكذبا وتدليسا أن ينسب قعيد إلى شخص مسلم قوله إن هناك حربا الآن بين محمد والمسيح، والمراد معرفة من منهما سوف ينتصر على الآخر فى النهاية. يقصد الحرب بين الدول الصليبية وبين المسلمين. وقد أجرى قعيد هذا السخف على لسان مصطفى نور الدين، الذى أصابته شوطة الانضمام إلى الجماعات الإسلامية. وكان مصطفى يوجه الكلام إلى مهرة حين قصدته تطلب منه إمدادها بثلاثمائة جنيه تدفعها للولد النصرانى بدلا من الثلاثمائة التى كان أبوه قد أرسلها له ولأمه عن طريقها والتى ضيعتها تحت ضغط الحاجة بسبب الارتفاع الجنونى فى مستوى المعيشة (ص194).
وإذا كنتُ قد وصفتُ الكلامَ الموضوعَ على لسان مصطفى نور الدين بالسخف والكذب والتدليس فذلك لسبب هام وجوهرى، وهو أن المسلمين لا يمكن أن يفكروا على هذا النحو الغريب رغم أنه يمثل جزءا من التفكير الصليبى الذى لا يؤمن بنبوة محمد عليه السلام ويرى فيه عدوا للمسيح. أما فى الإسلام فالمسيح لا يضاد محمدا، بل هو أخوه، ودينه هو دينه، إذ جاء كلاهما بالتوحيد الصافى والأخلاق الفاضلة، مع بعض التلوينات الفرعية هنا وهناك مما لا يمس العقيدة ولا الأخلاق، وإنْ مَسَّ التشريعَ فى بعض الأشياء. ومعروف أن إيمان المسلم لا يكمل ولا يُقْبَل إلا بالإيمان بالمسيح وسائر الأنبياء والمرسلين. وعلى هذا فمن المستحيل أن يتصور المسلم يوما نبيه الكريم وقد وقف ضد المسيح. أترى الشخص الواحد يمكن أن ينقسم على نفسه فيعاديها ويحاربها ويعمل على الانتصار عليها؟
قال تعالى: "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" (الشورى/ 13). وقال صلى الله عليه وسلم: "إن مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية. فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون: هلا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنة؟ قال: فأنا اللَّبِنة، وأنا خاتم النبيين". وقال عليه السلام أيضا: "أنا أَوْلَى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لِعَلاَّت: أمهاتهم شتى، ودينهم واحد". فكما نرى فإن العلاقة بين محمد والمسيح ليست علاقة عداوة وتنافر، بل مودة تكامل. فكيف يتصور متصور، إلا أن يكون جاهلا حمارا أو فى قلبه مرض، أن يدور بعقل المسلم إمكان قيام حرب بين محمد والمسيح؟
وفى موضع آخر من الكتاب يتقمص المؤلف شخصية مصطفى ويروح فى نوبة هستيرية مفتريا على المساجد المفتريات: ففى المساجد، حسب مزاعمه الرخيصة، محلات كوافير للنساء، وفيها محلات لبيع الجلابيب البيضاء، وفيها محلات لبيع السُّبَح، وفيها سنترالات هاتفية، وفيها فوق البيعة بوفيهات لا تقدم سوى الحلبة والجنزبيل والقرفة والينسون. أما الشاى والقهوة فمشروبان غير مستحبين. وهناك أيضا لمن يجوع الأرز أبو لبن والمهلبية (ص215). ولست أملك إلا أن أهتف قائلا: الله على المشروبات اللذيذة، وعلى الأرز أبى لبن والمهلبية، وإن كان لى عتب صغير على قعيد أرجو أن يتقبله منى دون حساسية، إذ لم يذكر "أم على"، التى أموت فيها: طبعا "أم على" الأَكْلة، لا "أم على" الامرأة، فقد صرت شيخا عجوزا لا أرب لى فى النساء. إنما الأَرَب كُلّ الأَرَب عندى الآن فى قراءة الروايات التافهة ومسح الأرض بها. ولكنى مع هذا لا أفهم كيف تصور قعيد أن كلامه هذا سوف ينفّر الناس من المساجد وممن يَتَوَلَّوْن أمر المساجد. أهناك من يكره المهلبية والأرز أبا لبن يا أبا حجاج؟ أهناك من ينفر من الينسون والقرفة والحلبة، خاصة حين يضاف إليها اللبن، فيزيدها لذاذة على لذاذة؟ أما الجنزبيل أو (الزنجبيل: لا فرق) فلست مغرما به، فيمكنك يا أخى أن تحذفه من "المِنْيُو" فى روايتك القادمة! ويبقى الشاى والقهوة، ولا أعرف من أين لخيالك السقيم بأن المتدينين يكرهونهما؟ ترى أهناك حديث لا نعرفه يقول: من شرب الشاى أو القهوة دخل النار وفُرِض عليه أن يقرأ "قسمة الغرماء" فيتجرع الملل الفظيع سبعين خريفا كل خريف منها قدر "خريف البطريارك" سبعين مرة؟
ألا ليت كلامك عن توفر القرفة والينسون والحلبة فى البوفيه المسجدى، وأضف إلى ذلك أيضا السحلب من فضلك، يكون كلاما صحيحا رغم أنى أشك فيه كَشَكِّى فى كل ما جاء فى روايتك التافهة. إذن لواظبتُ من فورى هذا على الصلاة فى المسجد كل أذان، ولم أتكاسل وأَكْتَفِ بتأديتها فى المنزل. فهأنتذا ترى بنفسك كيف أن كلامك دائما ما ينقلب عليك! أنت تريد التهكم على المساجد والمسجديين، فإذا بك تحببنى فيهم وتجعلنى أتمنى أن أكون معهم، على الأقل: حبا فى القرفة والينسون والسحلب، ويا حبذا لو كان سحلبا محوَّجا بجوز الهند واللبن والزبيب (بالزاى يا عم قعيد والله لا بالذال كما يكتبها أشباه الأدباء ممن لا يتميزون فى شىء عن تلاميذ المدارس الذين ما زالوا يتعلمون القراءة والكتابة) والمكسرات أيضا رغم تحذير الأطباء لى من الكولسترول، ذلك السحلب الذى كنا نشترى الكوب منه فى ستينات القرن الماضى بعشرة قروش، وصار اليوم بعدة جنيهات. ونترك الخمرة للشيوعيين الذين يُؤْثِرون منقوع البراطيش على تلك المشروبات اللذيذة. هذا عن المشروبات العطرية، التى لا أصدق رغم ذلك ما تقوله روايتك عن تحول المسجد بوفيهًا يقدمها لرواده، وكأن المسجد قد صار قهوة بلدية، والإمام جرسونا فى وسطه فوطة صفراء، وبدلا من أن يقول: "سَوُّوا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة" نسمعه ينادى: "أَيْوَه جاى! واحد ينسون وصَلّحه!". أما بالنسبة إلى محلات الكوافير النسائية ودكاكين الجلاليب وما أشبه فاسمح لى، ولا مؤاخذة، أن أقول لك: إنه هَلْسٌ فارغٌ فراغَ عقل من يردده.
يتبع ........
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة خالد حربي في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
مشاركات: 10
آخر مشاركة: 23-09-2015, 12:22 PM
-
بواسطة ابو الياسمين والفل في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 20-12-2010, 03:03 PM
-
بواسطة ابن عبد في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 15
آخر مشاركة: 22-07-2010, 05:00 PM
-
بواسطة ابو رفيق في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 29-03-2009, 07:24 AM
-
بواسطة muslimah في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 24-06-2005, 06:58 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات