بسم الله الرحمن الرحيم
و الآن حان دورنا لنضع النقاط على الحروف و نؤكد الإعجاز العلمي في لفظة "العلقة"، وصدرنا مفتوح أمام ردودك - إن كان ما زال عندك القدرة للحوار- وجعبتنا مليئة بالمفاجاءات. و بذلك فرغنا من القسم الأول:
القسم الأول: أن يبين لنا المشكك أين الخطأ بوصف الجنين أنه علقة، ونقوم نحن بالرد.
القسم الثاني: أن نبين له أين موطن الإعجاز في هذا الوصف، ويقوم هو بالرد.
الإعجاز العلمي الباهر الذي تحمله لفظة "العلقة" بات معروفًا لدى الجميع، ولا أدري لماذا يصر البعض على رفض الحقيقة الساطعة. أتحدى هؤلاء المكابرين أن يبحثوا عن لفظة واحدة من أي لغة في العالم بما في ذلك العربية يمكن أن تنوب عن "العلقة". والله إنهم ليعجزون عن ذلك حتى بعد أن تطورت المجاهر الإلكترونية فكيف في زمن رسول الله :salla-s: الذي بعث في الأميين؟
الجنين كما تظهر الصورة هو جنين في الأسبوع الثالث من عمره، ويبدو لنا هنا الأجزاء التالية:
1- الجنين (القرص الجنيني) (not specified on the following picture)
2- السائل الأمنيوسي (amniotic)
3- المعلاق (connecting stalk)
4- كيس المح (yolk sac) التي تتجمع حوله جزر الدم (blood islands)

thanwya.com
لنصف هذه الأجزاء بجملة مفيدة: " يمتاز هذا الطور بظهور معلاق الجنين، القابع في السائل الأمنيوسي، والذي يربطه برحم أمه، إضافة إلى ظهور جزر الدم متجمعةً حول كيس المح خصوصًا "
أما القرآن فقد لخص هذه الجملة بلفظة واحدة: العلقة! دون أن يخل بالمعنى مطلقًا. و هذا الأسلوب هو من معجزات القرآن وهو ما يعرف بالإيجاز دون إخلال. كيف ذلك؟
قبل البدأ أود أن أشير إلى المنهجية المتبعة فيما يلي:
1- وضع عنوانًا لكل قسم و إختصار وجه الإعجاز.
2- عرض الشبهات المثارة حوله .
3- تفنيد هذه الشبهات عبر:
a. الإستناد إلى معاجم اللغة (أصبح هذا روتينيًا لا خلاف عليه ونلقى رفضًا أحمق من قبل المشككين)
b. الإستناد إلى أقوال المفسرين (لم يتسن لي الكثير من الوقت للبحث في التفاسير وما يلي قليل و لكن أتوقع المزيد من المفجاءات)
c. الإستناد إلى الحقائق العلمية
الجنين في أسبوعه الثالث (14 يوم-22 يوم تحديدًا) يشبه دودة العلق
إن من أحد معاني العلقة هو دودة الماء و الجنين في أسبوعه الثالث لهو شديد الشبه بالدودة.
شبهات:
1- المفسرون لم يعتمدوا هذا التفسير بل نادوا بتفسير الدم الجامد.
2- الجنين لا يشبه دودة الماء في أي من أطواره والصور الجانبية إنتقائية، فلماذا لا تعرض صوره من أعلى.
3- حتى لو سلمنا أن الجنين كالدودة فإنهما مختلفان تشريحيًا (وجود ممصين للدم عند الدودة دون الجنين و من حيث عدد الفلقات...)
4- الدودة تمتص الدم مباشرةً أما الجنين فلا يدخل في جوفه دم أمه.
الرد:
1- معاجم اللغة
ورد في لسان العرب:" والعَلَقُ: دود أَسود في الماء معروف، الواحدة عَلَقةٌ... دودة في الماء تمصُّ الدم، والجمع عَلَق... وفي حديث عامر: خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة؛ العَلَق: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان"
للتأكد يمكن إستخدام الرابط التالي: http://baheth.info/
إذًا المعنى اللغوي سليم و لاغبار عليه.
2- أقوال المفسرين
فلنتذكر ما سقناه أعلاه:
" أولًا: مصادرك مصادرنا
لا تحزن يا زميلنا الطيب! و هل نستطيع أن نحزنك؟ لن نستشهد بأي من "الإعجازيين المعاصرين" كما يحلو لك و لأصحابك تسميتهم، سنستشهد بالمعاجم العربية التي تؤمن بها أفندم ( مع أن هذا الإستشهاد أصبح روتيني ولا أدري لماذا ترفضون ذلك)، و لكن المفاجأة هو إستشهادنا بأقوال المفسرين من الأجداد الذي أصابوا المعنى مفجرين بذلك قنبلة ستعلمكم معنى العبث مع كلام الله."
لقد أعلنها العلامة الحافظ إبن كثير! ومن هو؟ إعجازي من القرن العشرين؟ لا، لا، لااااااااااا! مستحيل!
هل إعتمد على أبحاث الغرب؟ لا، لا، لااااااااااا!
لقد إستند إلى اللغة وإلى اللغة فقط دون أن يكون هناك أدنى دليل للتأكد من صحة تفسيره. هذا يعني أن تفسير العلقة كدودة الماء لا مانع فيه. و أي مانع بعد ذلك؟ ولايجب أن نستغرب أن لا يتبنى معظم المفسرين القدماء هذا التفسير لأنه ليس هناك أدنى دليل للتأكد من صحة تفسيرهم، أما لغويًا فالكلام سليم 100%.يعتقدون أنه سهل أن نصف الجنين بالدم الجامد دون التطرق للمعاني الأخرى ليس إلا لأن ذلك يتناسب وعصرنا. ولهذه المسألة تتمة في آخر الحوار إن شاء الله.
أما قول إبن كثير فهو:
"فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة"
تفسير إبن كثير ج 3 ص 240
http://altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=7&tSoraNo=23&tAyah No=15&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1
هل أوضح من ذلك تريدون! لا تنسوا مصادركم مصادرنا! وإن لم يعجبكم هذا أيضًا فابحثوا عن مصادر في المريخ!
إذًا الشبهة الأولى فندت: المفسرون لم يعتمدوا هذا التفسير بل نادوا بتفسير الدم الجامد.
إلى الثانية...
أنظروا إلى الصورة التالية وحكموا ضمائركم! والله هذه الصورة من مرجع درست فيه في سنواتي الجامعية الأولى. والله ما قام بالمرجع هذا الشيخ عبدالمجيد الزنداني أو الدكتور زغلول النجار أو الدكتور ذاكر نايك أو الدكتور أمير عبدالله ولا أحد من الوجوه النيرة الأخرى التي تزلزل عروشكم!
[
جميلة هذه الدودة! أقصد هذا الجنين! بالله عليكم أليس ثمة تشابه!
لو كنت تبحث عن الحق فعلًا قم بهذه التجربة بنفسك: إسأل من لا يعرف عن علم الأجنة شيئًا عما يظهره الشق الأعلى من الصورة، سيقول حتمًا: دودة، أفعى، حلزون...
هل كذبت عليك عيونك! يا الله! لم تعد تحتمل مفجاءات جديدة؟ إسمح لي بهذه القنبلة المدوية!
موقع لا يدين أصحابه بالإسلام قالها بالحرف الواحد. موقع لا يؤمن بالقرآن بل يحارب أربابه ديننا! لقد قالها ببراءة علمية: الجنين في الأسبوع الثالث يشبه الدودة!!
سأنقل من الموقع عينه ما وضعوه في باب Our Beliefs:
OCRT Statement of Belief:
We are a multi-faith group. As of mid-2011, we consist of one Atheist, Agnostic, Christian, Wiccan and Zen Buddhist. Thus, the OCRT staff lack agreement on almost all theological matters, such as belief in a supreme being, the nature of God, interpretation of the Bible and other holy texts, whether life after death exists, what form the afterlife may take, etc.
والله الذي لا إله غيره أخاف أن أنشر ذلك! سيبعث أحدهم برسالة إلى الموقع ليلغي هذا التشبيه عندما يعلمون خطره! فلنجعله دليلًا مؤقتًا قبل التعديل! لقد صورت نسخة ورجاءً أحبابي أن تفعلوا ذلك!
هذا هو النص حرفيًا:
"3 weeks: The embryo is now about 1/12" long, the size of a pencil point. It most closely resembles a worm - long and thin and with a segmented end."
http://www.religioustolerance.org/abo_fetu.htm
أتريدون أوضح من ذلك؟ هل المسلمون هم من إبتدعوا هذا التشبيه للتدليس؟
أما إتهامنا بانتقائية الوضعية الجانبية دون سواها لهو أكبر دليل على إفلاس حججكم! هذه ليست بحجة ! ألا يكفيكم ما سقناه أعلاه! ثم لا تغضبوا علينا بل ثوروا على علماء التشريح فهم يعتمدون ذات المنهجية في التشبيه. إليكم مثال واحد من عشرات الأمثلة:
لماذا يسمى العصعص بال"coccyx " :
"1610s, from L. coccyx, from Gk. kokkyx "cuckoo" (from kokku, like the bird's English name echoic of its cry), so called by ancient Greek physician Galen because the bone in humans supposedly resembles a cuckoo's beak."
http://www.etymonline.com/index.php?term=coccyx
هذه المسألة تنطبق على هذه الوضعية :

The word originates from the Greek ‘kokkux‘ (cuckoo), because the shape of the human bone resembles the curved cuckoo’s bill from the side.
http://lifeinthefastlane.com/2010/06/funtabulously-frivolous-friday-five-017/
و ماذا لو نظرنا إلى العصعص من أعلى؟ ماذا لو كان المنقر مفتوحًا؟ أيستقيم الشبه؟
يبدو أن هذه التسمية يجب أن تسقط بزعمكم، أليس كذلك؟
الشبهة الثاني فندت: الجنين لا يشبه دودة الماء في أي من أطواره والصور الجانبية إنتقائية، فلماذا لا تعرض صوره من أعلى.
إلى الثالثة...
كونكم أعلنتم ثورة على العلم والعلماء فلنكملها هنا خاصة وأننا في زمن الثورات العربية! والله قرأتها في مواقعهم:
"حتى لو سلمنا أن الجنين كالدودة فإنهما مختلفان تشريحيًا (وجود ممصين للدم عند الدودة دون الجنين و من حيث عدد الفلقات)"
لنضرب أيضًا مثالًا واحدًا من عشرات الأمثلة و هذه المرة من أهل البيت أي من علم الجنين. الجنين يمر بما يعرف علميًا بطور ال Morula و ماذا بعد؟
http://www.anatomyblue.com/illus_09.html
وتعريف الMorula:
أيعني ذلك أن عدد حبات التوت يجب أن تساوي عدد خلايا الMorula ؟ كذلك سؤال حيرني: أين هو الجزء الذي يمثل عرق التوت في الجنين؟
كفانا تضييعًا للأوقات رجاءً! كفانا إستخفافًا بعقول الناس! كل هذه المسميات العلمية خاطئة؟؟؟!
و حتى لو...
فلنسلم أن تشبيهنا الجنين بالدودة ليس دقيقًا ولنعد،بعد أكبر تنازل ، إلى إبن كثير الذي لم تنتهوا من صفعته بعد، لقد أشار إلى أن هذا التشابه يعود للإستطالة دون سائر الأمور. المصادر العلمية تتكلم مجددًا! إن الجنين يبدأ بالتحوير ليتخذ شكل حرف الC بالإنجليزية بعد أن يكون مستطيلًا:
"Measurements of embryonic size (ES) are actually the greatest measurement along the long axis of the embryo. Initially, at the somite stage, the embryois a linear structure 2 to 3 mm in length. The rostral neuropore closes and develops into the forebrain prominence and then the head. The caudal neuropore elongates into a tail. As it grows, the embryo is a C-shaped tadpole-like structure (Figure 9)."
http://www.medscape.com/viewarticle/579999_2
يا أحبابي الشبهة الثالثة (والرابعة ضمنًا) فندت: حتى لو سلمنا أن الجنين كالدودة فإنهما مختلفان تشريحيًا (وجود ممصين للدم عند الدودة دون الجنين و من حيث عدد الفلقات)
والرابعة لا تختلف كثيرًا عن إخوانها! حتى لو إختلفت الدودة عن الجنين في التغذية فالشبه قااااااااااااااااااائم ولو كره الكافرون! والوصف أكثر ما يطال الوصف الخارجي! فالشبهة واهية من الأساس.
الشبهة الرابعة فندت: الدودة تمتص الدم مباشرةً أما الجنين فلا يدخل في جوفه دم أمه.
يتبع
المفضلات