هذا حديث ضعيف ، طرقه كلها ضعيفة لا تصح ، لا تسلم من علة ظاهرة كانت أو خفية !!
يروى من حديث أبي بكر الصديق ، وأبي جحيفة ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عباس ، وعمران بن الحصين ، وأنس بن مالك ، وعقبة بن عامر ، وسهل بن سعد .
ويروى من مرسل قتادة ، وأبي سلمة ، والزهري ، ومحمد بن واسع ، وعطاء بن أبي رباح ، وعكرمة .
ويروى من معضل أبي اسحاق السبيعي ، ومحمد الباقر .
قلت : وهذا الحديث مداره أغلبه على أبي اسحاق السبيعي ، وقد اختلف عنه الرواة اختلافا كثيرا ، حتى أن الحافظ البزار رحمه الله قال باضطراب أسانيده فقال في "مسنده" (92) : " وَالأَخْبَارُ مُضْطَرِبَةٌ أَسَانِيدُهَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ " .
قلت : ودعوى الاضطراب غير متحققة ، لأنه أمكن الترجيح بين الوجوه ، وان كان بعض الاختلاف يعود الى أبي اسحاق السبيعي نفسه ، والمتأخرون من أصحابه قد رووه بعد اختلاطه وتغيره . وتبين بأن الراجح هو ما رواه أبي إسحاق السبيعي ، عن عكرمة ، عن أبي بكر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
فرواه عن أبي إسحاق السبيعي هكذا كلا من :
1- أبو بكر بن عياش : أخرجه عبد الله بن أحمد في "الزهد" (47) ، والدارقطني في "العلل" (1/205)
2- إسرائيل بن يونس (حفيده) : أخرجه الدارقطني في "العلل" (1/203-204) ،
هكذا رواه عن اسرائيل بدون ذكر ابن عباس كلا من : النضر بن شميل ، ووكيع ، وعبد الله بن رجاء ، ومخول بن إبراهيم . وقد رواه بعض أصحاب اسرائيل عنه وذكروا فيه ابن عباس وروايتهم مرجوحة ، قال الدارقطني : " لم يذكر فيه ابن عباس، وهو الصواب عن إسرائيل " .
3- أبو الأحوص : أخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (1110) – ومن طريقه ثابت بن قاسم السرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث" (119) – ، وابن سعد في "طبقاته" (1/336) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/553) ، والمروزي في "مسند أبي بكر الصديق" (31) ، ومسدد بن مسرهد في "مسنده" كما في "اتحاف الخيرة المهرة" (6/219) للبوصيري – ومن طريقه الحاكم في
"المستدرك" (3777) ، وعنه البيهقي في "شعب الايمان" (776) – ، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (107) و (108) ، والشجري في "الأمالي الخميسية- ترتيب العبشمي" (2659) .
4- أبو أحمد الزبيري : أخرجه ابن شبة النميري في "تاريخ المدينة" (2/656) .
5- زهير بن معاوية : أخرجه الدارقطني في "العلل" (1/204) .
6- عمرو بن عون : أخرجه الدارقطني في "العلل" (1/205) .
7- مسعود بن سعد : أخرجه الدارقطني في "العلل" (1/206) .
قلت : وهذا اسناد ضعيف – أي أبي إسحاق السبيعي ، عن عكرمة ، عن أبي بكر – ، لأن منقطع عكرمة لم يدرك أبي بكر الصديق ، قال أبو زُرْعَةَ: "عِكْرِمَةُ عن أبي بكر الصديق مُرسَلٌ"[كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص158)، و"جامع التحصيل" (ص239)] .
وبهذا يتبين ضعف جميع طرق الحديث ، وأن من صححه فقد أخطأ .
قال السخاوي رحمه الله في "المقاصد الحسنة " (ص360) : " قال الدارقطني - في ذكر علله واختلاف طرقه في أوائل كتاب العلل ونقله حمزة السهمي عنه - أنه قال : طرقه كلها معتلة " .
والله المستعان .
المفضلات