كيف أدعو الآخرين إلى الإسلام دين الحق ؟؟؟
الدعوة إلى الله مقام شريف وعمل جليل وفضلها عظيم
قال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
وقال صلى الله عليه وسلم : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه, لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا , ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه , لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)
وقال صلى الله عليه وسلم : (والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم) ومعناه: خير لك من الدنيا وأنفس ما في الدنيا من الأموال
والدعوة إلى الله مطلوبة إلى أن تقوم الساعة ولا يجوز تركها. يقول الله عز وجل في مدح هذه أمة الإسلام : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ويقول : {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ويقول : {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ويقول : هذا {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
فاحرص على أن تدعو إلى الإسلام من تعرفه من غير المسلمين
فكما أنجاك الله وأخرجك من ظلمات الضلال والكفر إلى نور الحق والإيمان .... إفعل أنت أيضا ذلك مع من لم يمن الله تعالى عليه بعد
وابدأ بأقرب الناس إليك : أبوك – أمك – زوجك - زوجتك – أبناؤك – إخوتك – أقاربك – أصدقاؤك – جيرانك .... فقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)
بيِّن لهم الدين الحق ورغبهم فيه .... بشِّرهم بما يعطيهم الله من الثواب والنعم في الدنيا والآخرة إن هم اتبعوا الإسلام .... ادعهم بمحبة وإخلاص ... أنت نفسك كن قدوة حسنة ومثالا للأخلاق الفاضلة والمسارعة فى الخيرات ... أنذرهم بغضب الله عليهم إذا لم يؤمنوا به وبالقرآن الذي أنزله وبالنبى الذى أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم
إذا كنت لا تتقن اللغة العربية فعليك أن تتعلم إتقانها لتفهم الدين الإسلامي فهما صحيحا من مصادره الأصلية وأولها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
إشرح لهم باسلوب هادىء جميل ورزين : ما هو الإسلام ؟؟؟ الأركان والأوامر والنواهى والأحكام والعبادات والمعاملات .... وبين لهم ضلال عقيدتهم بدون تجريح أو إهانة بل بدعوتهم للتفكر وإعمال العقل الذى كرم الله تعالى به بنى آدم ... ودعهم يقارنون بأنفسهم ويقتنعون ... ولا تستعجل عليهم
أخبرهم عن الفرق الكبير والتغير الجوهرى فى حياتك للأفضل بعد أن من الله تعالى عليك بالدخول فى الإسلام
وتذكر أيها المسلم الجديد :
1- أن من تدعوهم إلى الإسلام أناس مخدوعين لم يمن الله تعالى عليهم بعد بتلك النعمة الجليلة ... وأنت كنت فى يوم من الأيام مثلهم ... وتعلم ماذا يصارعون ومم يتخوفون إن أسلموا ... فرفقا بهم .. ثم رفقا بهم .. ثم رفقا بهم
2- الداعية يجب أن يكون أول من يمتثل بما يدعو إليه من الطاعة والعبادة حتى يكون قدوة صالحة وحتى تصدق أقواله أعماله
3- الداعية إلى الله يتعرض دائما إلى الأذى من الناس من سب وإهانة وسخرية وضرب ... لذلك أوصاه الله تعالى بالصبر وبأن يدفع بالتي هي أحسن. فإذا أساء أحد إليه فإنه يقابل الإساءة بالإحسان ؛ لأن هذا يبعث على قبول دعوته {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} .... فالداعية حينما يؤذى فإنه لا يلتفت إلى ما يقال وما يفعل ضده. وأيضاً يقابل الإساءة بالإحسان فيحسن إلى من أساء إليه من أجل أن يجتلب الناس إلى الخير ؛ لأنه لا يريد الانتصار لنفسه, وإنما يريد الخير للناس ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتصر لنفسه قط بل كان يحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى ولم يكن يغضب إلا إذا انتهكت حرمات وحدود الله سبحانه وتعالى
4- من مقومات الدعوة الإحسان إلى المدعوين وإن أساؤوا والرفق واللين والصبر وحبس النفس عن إرادة الإنتقام. هذا مما يجلب المدعوين إلى الخير ويرغبهم في الإسلام ويبين لهم عظمته وسماحته ... أما مقابلتهم بالإساءة فإن هذا ينفرهم . قال تعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
5- الداعية إلى الله هدف مستمر لشياطين الإنس وشياطين الجن ... أما شياطين الإنس من أعداء الدين فيقابلهم بالإحسان والصفح عن إساءتهم وعدم الالتفات إلى ما يقولون ... وأما العدو الجني فإنه يدفع بالاستعاذة. قال تعالى : (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
6- الداعية الناجح لا بد أن يستمر في دعوته إلى الله بكل همة ونشاط وإخلاص ومثابرة .... بدون إحباط ولا يأس .... بوجه بشوش مبتسم مطمئن .... فلا يفت في عضده أو يفل من عزمه أن فلانا أساء إليه أو تكلم فيه ؛ لأنه لا يدعو لنفسه ولا ينتصر لنفسه وإنما يدعو إلى الله سبحانه وتعالى, وإلى دين الله عز وجل الذي به سعادتهم وصلاحهم وفلاحهم فى الدنيا والآخرة
7- الداعية إلى الله لا يريد من الناس أن يردوا إليه جزاء على دعوته وإنما يريد الأجر من الله
8- الداعية إلى الله لا يريد الرفعة ولا العلو ولا الثناء ... ولا الشهرة ولا المناصب ولا المظاهر ولا المال ... وإنما يريد المصلحة والمنفعة للناس بلا مقابل ويريد إخراجهم من الظلمات إلى النور ... ومن الضلال إلى الهداية ... ومن الكفر إلى الإيمان ... فكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يقولون لأممهم : لا نسألكم عليه أجرا : {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً}
9- عليك بالإستزادة من العلم الدينى أولا .... فيجب في الذي يدعو إلى الله أن يكون على بصيرة, يكون على علم بما يدعو إليه بأن يتعلم أولا العلم الذي يستطيع به أن يدعو الناس إلى الله عز وجل. فالجاهل بدينه لا يصلح للدعوة وإن كانت نيته صالحة وإن كان يدعو إلى الله بقصده وعزمه, ولكن إذا لم يكن عنده علم فإنه لا يصلح للدعوة ؛ لأنه ليس معه مؤهل شرعي .... فالذي يدعو إلى الله يحتاج إلى أن يبين للناس الخطأ من الصواب , في العقيدة , في العبادات وفي المعاملات وفي الآداب والأخلاق , وفي الأحوال الشخصية وفي جميع أمور الشرع يحتاج إلى أن يبين لهم هذه الأشياء ... فإذا لم يكن عنده علم فكيف يبين لهم ؟ هذا - وإن كان مقصده حسنا - إلا أنه بعدم علمه قد يضلل الناس, قد يحرم حلالا وقد يحل حراما وقد يفتي خطأ
فلا يصلح للدعوة إلا من كان مؤهلا بالعلم الشرعي المستفاد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على بصيرة, والبصيرة هي العلم .... والذي يدعو إلى الله يعترضه بالطبع خصوم ويعترضه مشبهون ويعترضه منافقون .... فإذا لم يكن مؤهلا بالعلم الشرعي الذي يستطيع به أن يرد على شبهاتهم وخصوماتهم فإنه ينهزم من أول الطريق وينتصرون عليه ويكون هذا على حساب الدعوة. كيف يستطيع أن يجيب على المشكلات وعلى الشبهات وعلى التضليلات إنسان ليس عنده علم شرعي ؟؟ فالبصيرة في الدعوة وهي العلم من ضروريات الدعوة , أما مجرد النية الصالحة ومجرد محبة الخير بدون علم فهذا لا يكفي .... تذكر أن الداعية لا بد أن يكون عالما بأحكام الإسلام متسلحا بالعلم النافع والإخلاص لله عز وجل من أجل أن يبين للمدعوين ويشرح لهم الإسلام بحيث يدعو الناس إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة وتكون الدعوة سائرة على منهج سليم
10- إبدأ بإصلاح العقيدة ؛ لأنها هي الأساس فإذا صحت العقيدة اتجهوا إلى إصلاح بقية الأمور فاتجهوا إلى إصلاح المعاملات وإلى إصلاح الأخلاق والسلوك, أما قبل إصلاح العقيدة فلا يمكن أن تكون الدعوة ناجحة ؛ لأنها لم تبن على أساس صحيح وكل شيء بني على غير أساس فإنه ينهار ولذلك اتجهت دعوات الرسل عليهم الصلوات والسلام أول ما اتجهت إلى إصلاح العقيدة فكل رسول يقول لقومه أول ما يقول لهم : {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} كما قالها نوح عليه السلام وكما قالها هود وكما قالها صالح وكما قالها شعيب وكما قالها إبراهيم وكما قالها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث بقى في مكة ثلاث عشرة سنة يأمر الناس بإصلاح العقيدة وذلك بعبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام والأشجار والأحجار ... ثم بعد ما تقررت العقيدة نزلت عليه بقية شرائع الإسلام فرضت الصلاة , فرضت الزكاة , فرض الصيام , فرض الحج , فرضت أوامر الإسلام بعدما استقرت العقيدة واستقامت
المفضلات