

-
أشبالي
الكيمياء الحيوية موضوع دراستي الجامعية : حيث خلايا الجسم ذات فقه و إرادة صنع الخالق الباريء المصور.
تمتزج دراستي بوجداني فأنضبط وفق قوانين الدين لأن العلم و الدين ينبعان من مشكاة واحدة نور رب عليم فعال لما يريد . أسجد له و قد بهرني فعله.
أما تدريس العلوم للصفوف الإبتدائية الذي عملت به بعد التخرج فنقيض ذاك الجمال و الانضباط . أقسام العلوم دوما الأضعف و الأقل حظا من حيث عدد الحصص و أطقم التدريس في المدارس المتنوعة التي عملت بها. المنهج هزيل، لا يبني عقلاً يفكر بمنهج علمي كنظيره الغربي .
أحاول تغيير الأمور فيشتعل صوديوم التغيير الملقى في ماء العادة و التكرار: انفجار و دوي فرقعة ، يستعر اللهب. يتمسكون بما بين أيديهم ، تنطفىء الشرارة عندما أنوي ترك عملي !
الحكاية التالية تبدأ بنقطة بين أنني أنسجم وفق القوانين السائدة و أنني أهجر عملي عجزا عن الإصلاح. أبتكر طرقاً غير مألوفة كي أصل للمراد بإذن الله .
المعطيات : فصل يختنق بخمسين صبي يناهزون العاشرة ، زحام و سوء أدب يود كل منهم أن يخرج من الفصل ليشرب من الثلاجة في آخر الممر. فالحرارة مرتفعة طوال الوقت ، أمر يعطلنا تكراراً .
الإبتكار : قسمت أشبالي ثلاثة أقسام و أقمت بينهم مسابقة لشرب اللبن. يحضرون ما يطيب لهم من نكهات اللبن المعلب ، الفريق الذي يحضر أكبر عدد يحظى بنقطة تسجل في لوح خاص بالفصل. ثم آذن لهم بشربها و التنقل في الفصل لإلقاء الفوارغ في السلة ، مما يسعدهم أكثر .
يربح من يحرز عشرة نقاط أولاً . يتراجع فريق ثم يسبق آخر في إثارة و هدوء ، الإخلال بالأدب خطوة للخلف .
يهتف الفائزون لأنفسهم في تحد واضح للباقي ، بينما قبضاتهم تشق الهواء : نحن الأفضل .
غاية تستحق السعي و الانضباط لأجلها . لكنني قرنت الفوز بما يثير الشهية أكثر مما مضى.
يختار كل نفر من الفرقة الفائزة مجلة علمية مصورة (أشبالي مثلي ، شغفتهم القراءة حباً) اشتريتها بمالي الخاص أو نموذج جمجمة بشرية مجسمة صنعته من الورق المقوى. (تصف غيري من المدرسات من أفعالهم العجب . ليس ناحيتي و للمولى الحمد .)
يطول ابتكاري عاماً، و تتوالى له أخوات في أعوام متتالية مسابقات على كل شكل أكرّم فيه إنجاز كل منهم.
قضيت برفقة أشبالي ثلاثة أعوام حتى كبروا و نقلهم النجاح إلى المدرسة الإعدادية، يشدني المرض لكهفي تطبق على صخرته فأنتقل لتدريس الفتيات في وظيفة تمتد ساعتين فقط.
أنهي روتين عمل بسيط بمشقة ثم أنام معظم اليوم. أتولى أمر الفتيات ثلاث سنوات حتى ينهين دراستهن الإعدادية و معها ينتهي عملي في تلك المدرسة.
ترى كيف حالهن ؟ التقيت إحداهن صدفة في معرض الكتاب . تغيرتْ تماماً ، تعرفتْ علي و أنكرتُها . فتلك الوسيمة اللطيفة لا تشبه الصغيرة التي اعتاد المرح أن يشاركها الدرس.
خاتمة : من دعوتهم أشبالي صاروا رجالا.
******
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى الأدب والشعر
مشاركات: 23
آخر مشاركة: 21-01-2013, 09:55 PM
-
بواسطة المفكرة في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 10-12-2011, 05:10 PM
-
بواسطة فرحات في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
مشاركات: 14
آخر مشاركة: 24-10-2011, 11:13 PM
-
بواسطة المعتزة بالله في المنتدى الأدب والشعر
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 07-01-2011, 03:20 AM
-
بواسطة ناصر الرسول في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 05-01-2009, 05:31 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات