اخي الكريم هذه القصة الثابت منها ماورد عن عمر بدون ذكر قصة المراة المعترضه .
اما الروايات التي فيها قصة المراة المعترضة فهي روايات ضعيفة . ربما لاحظ اقول بما لا يشهد بعضها للاخر وربما يشهد الله اعلم
فقد روى الطحاوي قال
حدثنا يوسف بن يزيد ، قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا مجالد ، عن الشعبي ، قال : « خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناس ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : » لا تغالوا في صدق النساء ، فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه النبي صلى الله عليه وسلم ، أو سيق إليه ، إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال « ثم نزل ، فعرضت له امرأة من قريش ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، كتاب الله أحق أن يتبع ، أو قولك ؟ قال : » بل كتاب الله ، بم ذاك ؟ « ، فقالت : إنك نهيت الناس آنفا أن يغالوا في صدق النساء ، والله عز وجل يقول في كتابه : وآتيتم إحداهن قنطارا ، فلا تأخذوا منه شيئا ، فقال عمر : » كل أحد أفقه من عمر « ، مرتين أو ثلاثا ، ثم رجع إلى المنبر ، فقال للناس : إني كنت نهيتكم أن تغالوا في صدق النساء .
وهذه رواية ضعيفة لها علتين الاولى الشعبي في سماعه من عمر شك . فبعض العلماء قالوا لم يسمع من عمر فهي رواية مرسلة . ولها علة اخرى وهو مجالد بن سعيد فهو ضعيف ان لم يكن شديد الضعف او اقرب لذلك فقد رمي بالتدليس الى درجة الكذب , وقال الدارقطني لا يعتبر به - التهذيب - .
وهناك رواية اخرى عند عبد الرزاق في " المصنف عن قيس بن الربيع عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي قال عمر بن الخطاب : لا تغالوا في مهور النساء ، فقالت امرأة : ليس ذلك لك يا عمر ، إن الله يقول : (وإن آتيتم إحداهن قنطارا من ذهب) قال : وكذلك هي في قراءة عبد الله (فلا يحل لكم أن تأخذوا منه شيئا) فقال عمر : إن امرأة خاصمت عمر فخصمته .
وفيه علتين ايضا السلمي هو عبدالله بن حبيب مشكوك بسماعه ايضا عن عمر . وقيس بن الربيع ضعيف وقيل تلقن ادخل عليه ابنه ماليس من حديثه .
ولذلك مشكوك في صلاحية هذه الرواية ان تشهد للاولى عند المحققين والله اعلم .
المفضلات