جاءت سورة التوبة لتفصل كيف يتم التوزيع لأموال الصدقات فقال الله جل جلاله :اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة rt_1984
![]()
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {الأنفال/60}
وقد سمية سورة التوبة لأن القطيعة هنا بين الله وبعض عباده الذين ضلوا واختاروا الكفر والنفاق ؛ ولأنه رب رحيم أراد أن يفتح لعباده الذي أبقوا باب الرجوع إليه بالتوبة ؛ فسمت السورة سورة( التوبة) ، وقد بدأت السورة بقوله تعالى : (براءة) واسمها التوبة حتى تسبق التوبة البراءة . ولذلك نجد فيها آيات التوبة في قول الله تعالى :
![]()
لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ ... {التوبة/117}
وفي آية أخرى : ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ .. {التوبة/118}
وفي آية ثالثة : وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء .. {التوبة/15}
إذن فعلى الرغم من أن السورة بدأت بالبراءة إلا أنها جاءت بالتوبة رحمة منه ؛ وقبولها منه تعالى رحمة بالناس .
الله عز وجل لا يحب نقض العهد ؛ لذلك طلب من المؤمنين لأن يعطوا المشركين الذين عاهدوهم مدة العهد ولو كانت أكثر من أربعة أشهر ؛ حتى يتعلم المؤمن أن يُوفي بالعهد مادام الطرف الآخر يحترمه .اقتباسوما المقصود بقوله تعالى((فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم))
لو نظرت لسورة التوبة الآية 2 تجد قول الحق سبحانه : فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ {التوبة/2}اقتباسوما هي الاشهر الحرم بقوله تعالى (((فإذا انسلخ الأشهر الحرم))
وبعد ذلك جاءبالآية رقم 4 قول الحق سبحانه :
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ {التوبة/5}
إن الأشهر الأربعة الحرم هم أربعة أشهر للعهد تنتهي بانتهائها .
وهنا يبلغنا الله عز وجل أنه قد أعطى المشركين أربعة أشهر يسيرون فيها آمنين ، لماذا ؟
لأن الذي يكون ضعيفاً مع خصمه ينتهز أي فرصة يقدر عليه فيها ليستغلها ويقضي عليه ، ولا يمهله أربعة أشهر حتى ولا أربعة أيام . ولكن القوي لا يبالي بمد الأجل لخصمه لأنه يستطيع أن يأتي به في أي لحظة .
فمن سماحة هذا الدين الإسلامي الذي أنزله الحق تبارك وتعالى ؛ أن المولى سبحانه وتعالى يعطي مهلة لمن قطعت المعاهدة معهم ، فأعطاهم مهلة أربعة أشهر حتى لا يقال إن الإسلام أخذهم على غرة ، بل أعطاهم أربعة أشهر ومن كانت مدة عهده أكثر من أربعة أشهر فسوف يستمر العهد إلى ميعاده .
فسماحة اللإسلام تمنع أن نأخذهم على غرة ، وعلى الذين قطع الإسلام معهم العهد أن يسيروا وهم مطمئنون وفي أمن وأمان ولا يتعرض لهم أحد .
والله أعلم .
.
المفضلات