اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rt_1984
مشكورين اخواني على ردودكم.
ما هو سبب تنزيل سورة التوبة.في بدايتها تتحدث عن المشركيين وهل المقصود فيهم المشركين الذين تعدوا على الاسلام؟ وما المقصود بقوله تعالى((فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم))وما هي الاشهر الحرم بقوله تعالى (((فإذا انسلخ الأشهر الحرم))
وشكرا لكم جميعا
جاءت سورة التوبة لتفصل كيف يتم التوزيع لأموال الصدقات فقال الله جل جلاله :


إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {الأنفال/60}

وقد سمية سورة التوبة لأن القطيعة هنا بين الله وبعض عباده الذين ضلوا واختاروا الكفر والنفاق ؛ ولأنه رب رحيم أراد أن يفتح لعباده الذي أبقوا باب الرجوع إليه بالتوبة ؛ فسمت السورة سورة( التوبة) ، وقد بدأت السورة بقوله تعالى : (براءة) واسمها التوبة حتى تسبق التوبة البراءة . ولذلك نجد فيها آيات التوبة في قول الله تعالى :


لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ ... {التوبة/117}

وفي آية أخرى : ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ .. {التوبة/118}

وفي آية ثالثة : وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء .. {التوبة/15}

إذن فعلى الرغم من أن السورة بدأت بالبراءة إلا أنها جاءت بالتوبة رحمة منه ؛ وقبولها منه تعالى رحمة بالناس .


اقتباس
وما المقصود بقوله تعالى((فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم))
الله عز وجل لا يحب نقض العهد ؛ لذلك طلب من المؤمنين لأن يعطوا المشركين الذين عاهدوهم مدة العهد ولو كانت أكثر من أربعة أشهر ؛ حتى يتعلم المؤمن أن يُوفي بالعهد مادام الطرف الآخر يحترمه .

اقتباس
وما هي الاشهر الحرم بقوله تعالى (((فإذا انسلخ الأشهر الحرم))
لو نظرت لسورة التوبة الآية 2 تجد قول الحق سبحانه : فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ {التوبة/2}

وبعد ذلك جاءبالآية رقم 4 قول الحق سبحانه :

فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ {التوبة/5}

إن الأشهر الأربعة الحرم هم أربعة أشهر للعهد تنتهي بانتهائها .

وهنا يبلغنا الله عز وجل أنه قد أعطى المشركين أربعة أشهر يسيرون فيها آمنين ، لماذا ؟

لأن الذي يكون ضعيفاً مع خصمه ينتهز أي فرصة يقدر عليه فيها ليستغلها ويقضي عليه ، ولا يمهله أربعة أشهر حتى ولا أربعة أيام . ولكن القوي لا يبالي بمد الأجل لخصمه لأنه يستطيع أن يأتي به في أي لحظة .

فمن سماحة هذا الدين الإسلامي الذي أنزله الحق تبارك وتعالى ؛ أن المولى سبحانه وتعالى يعطي مهلة لمن قطعت المعاهدة معهم ، فأعطاهم مهلة أربعة أشهر حتى لا يقال إن الإسلام أخذهم على غرة ، بل أعطاهم أربعة أشهر ومن كانت مدة عهده أكثر من أربعة أشهر فسوف يستمر العهد إلى ميعاده .

فسماحة اللإسلام تمنع أن نأخذهم على غرة ، وعلى الذين قطع الإسلام معهم العهد أن يسيروا وهم مطمئنون وفي أمن وأمان ولا يتعرض لهم أحد .

والله أعلم .
.