تبين موطئ قدميك أولاً

كان أرسطو يوما يقف على منضدة خشبية وهو يتمعن عبر منظاره في أجرام السماء ,
وفجأة زلت قدماه وارتمى على الأرض , فأطلق آهة ألم حزينة عالية شقت صمت بيته ,
فأسرعت إليه خادمته العجوز وأمسكت بيديه ثم جلست إلى جواره ليتكيء عليها ويسترد أنفاسه .

وبعد لحظات أفاق أرسطو , فاستدارت خادمته أمامه وابتسمت له وقالت :

"أنك يا سيدي تحب الحكمة , وتحيط بميادين العلم والشعر والسياسة وحياة الحيوان !
وسبق لي أن سمعت منك ألف مرة ومرة أنك تبحث من أجل أن تعرف كيف يفكر الإنسان ..
وأودعت في كتابك – النفس – نظرتك إلى علاقة النفس بالبدن,
ووصفتها بأنها مثل علاقة نغمات المزمار بالمزمار ,
وسبق لك أن اتهمت أستاذك أفلاطون بالسخف لأنه ذهب إلى تقسيم النفس إلى أجزاء ;
حيث رأيت يا سيدي أن النفس واحدة لا تتجزأ .. وأعرف عنك أنك تحب الواقع ,

فلماذا تشغل نفسك برصد الأجرام البعيدة في السماء قبل أن تتبين موطئ قدميك على الأرض؟! " .

منقول