الرحمن على العرش استوى

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الرحمن على العرش استوى

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 20 من 20

الموضوع: الرحمن على العرش استوى

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله بكم أخواني الكرام على ما قدمتم .

    أخي الفاضل hardsting نحن لم نختلف ولم نناقش وانما قمنا بعرض بعض الاراء للفقهاء والمفسرين

    وأقولها لك صراحة وبما ان حديثنا قد اشار أكثر الى كل من الزمخشري لانه معتزلي او الا الاشاعرة فاتسمع هذه الكلمات
    وهي لكل شخصٍ من أهل السنة والجماعة أقولها

    إن أردت أن تقرأ للزمخشري فاقرأ البيضاوي---فقد نقل عنه معظم كتابه ---والزمخشري لا يذمه إلّا جاهل---واختياراته الإعتزالية واضحة ويمكن للفرد أن يتجنبها

    أمّا إذا كان عنك عشق للغة والبيان من مصدر متميز لأهل السنة والجماعة الأشاعرة فعليك بتفسير إبن عطيّة فهو مدرسة متميزة

    والحمد لله على نعمة
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    98
    آخر نشاط
    25-05-2016
    على الساعة
    06:35 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهتدي بالله
    # الرأي الثالث هو رأي المشبهة الحشوية المجسمة الذين يفهمون الآيات على ظاهرها فيقولون لله يد وعين ورجل وساق وجنب---ويظنون أنهم إن أضافوا عبارة " تليق بجلاله " إلى جانب كل قول لهم خلصوا من التجسيم وهيهات لهم ذلك
    حسبى الله و نعم الوكيل
    أخى الحبيب المهتدى بالله أهدى إليك هذه الرسالة الصغيرة و هى مناظرة بين أحد أخواننا من طلبة العلم الشرعى و بعض الأشاعرة
    و هى بعنوان أسئلتى للأشاعرة بلا جواب لأخى أبوالفرج و هو مشرف الرد على اهل البدع بمنتدى فرسان السنة
    http://www.geocities.com/abou_elfarag/asha3era.zip
    و إن كنت ترى فى نفسك القدرة على الأجابة عن الأسئلة التى عجزوا عنها أو إن كنت تريد أن تسأل أى سؤال حول هذا الموضوع و هو موضوع الأسماء و الصفات و حتى لا نشتت جهود أخواننا هنا فأدعوك إلى هذا المنتدى الطيب منتدىفرسان السنة حيث أنه متخصص فى الرد على كل هذه الأقوال الباطلة و هذا هو الرابط
    http://forsonna.com/forum/index.php

    اللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا أتباعه
    حسبى الله و نعم الوكيل
    السلام عليك و رحمة الله و بركاته

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    2,113
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    12-03-2010
    على الساعة
    08:24 AM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    القواعد المثلى في صفات الله و اسمائه الحسنى ( محمد بن صالح العثيمين )
    قواعد في أسماء الله تعالى

    القاعدة الأولى: أسماء الله تعالى كلها حسنى:
    أي بالغة في الحسن غايته، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(1). وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً.
    * مثال ذلك: "الحي" اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم، والقدرة، والسمع، والبصر وغيرها.
    * ومثال آخر: "العليم" اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل، الذي لم يسبق بجهل، ولا يلحقه نسيان، قال الله تعالى (عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)(2). العلم الواسع المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً، سواء ما يتعلق بأفعاله، أو أفعال خلقه،
    قال الله تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)(3). (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)(4)، (يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)(5).
    * ومثال ثالث: "الرحمن" اسم من أسماء الله تعالى متضمن للرحمة الكاملة، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    "لله أرحم بعباده من هذه بولدها"(6) يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته، ومتضمن أيضاً للرحمة الواسعة التي قال الله عنها: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)(7)، وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً)(8).
    والحُسْن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده، ويكون باعتبار جمعه إلى غيره، فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال.
    مثال ذلك: "العزيز الحكيم". فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيراً. فيكون كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم،
    والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلماً وجوراً وسوء فعل، كما قد يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم، فيظلم ويجور ويسيء التصرف. وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل.
    القاعدة الثانية: أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف:
    أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه
    من المعاني، وهي بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله – عز وجل – وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص فـ "الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم". كلها أسماء لمسمى واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا.
    وإنما قلنا بأنها أعلام وأوصاف، لدلالة القرآن عليه. كما في تقوله تعالى: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(9). وقوله: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَة)(10). فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة. ولإجماع أهل اللغة والعرف أنه لا يقال: عليم إلا لمن له علم، ولا سميع إلا لمن له سمع، ولا بصير إلا لمن له بصر، وهذا أمر أبين من أن يحتاج إلى دليل.
    سورة الأعراف، الآية: 180.
    (2) سورة طه، الآية: 52.
    (3) سورة الأنعام، الآية 59.
    (4) سورة هود، الآية: 6.
    (5) سورة التغابن، الآية: 4.
    (6) رواه البخاري، كتاب الأدب (5999)، ومسلم، كتاب التوبة (2754).
    (7) سورة الأعراف، الآية: 156.
    (8) سورة غافر، الآية: 7.
    (9) سورة يونس، الآية: 107.
    (10) سورة الكهف، الآية: 58.
    يتبع إن شاء الله تعالي

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    2,113
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    12-03-2010
    على الساعة
    08:24 AM

    افتراضي

    قواعد في صفات الله تعالى
    القاعدة الأولى:
    صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.
    أما السمع: فمنه قوله تعالى: (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(50). والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى.
    وأما العقل: فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة. إما صفة كمال، وإما صفة نقص. والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة؛ ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز. فقال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)(51). وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ* أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)(52). وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه: (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً)(53)، وعلى قومه: (أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(54).
    ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله تعالى، فمعطي الكمال أولى به.
    وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟
    وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالى كالموت والجهل، والنسيان، والعجز،والعمى،والصمم ونحوها؛لقوله تعالىوَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ)(55). وقوله عن موسى: (فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)(56). وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ)(57). وقوله: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(58).وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال:"إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"(59). وقال: " أيها الناس، اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ، ولا غائباً"(60).
    وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)(61). وقوله: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)(62).
    ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، فقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(63). وقال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)(64).
    القاعدة الثانية: باب الصفات أوسع من باب الأسماء:
    وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء، ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى، وأفعاله لا منتهى لها، كما أن أقواله لا منتهى لها، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(71).
    ومن أمثلة ذلك: أن من صفات الله تعالى المجيء، والإتيان، والأخذ والإمساك، والبطش، إلى غير ذلك من الصفات التي لا تحصى كما قال تعالى: (وَجَاءَ رَبُّك)(72). وقال: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ)(73). وقال: (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ)(74). وقال: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(75). وقال: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)(76). وقال: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )(77). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا"(78).
    فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد، ولا نسميه بها، فلا نقول إن من أسمائه الجائي، والآتي، والآخذ، والممسك، والباطش، والمريد، والنازل، ونحو ذلك، وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به.
    القاعدة الثالثة: صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية، وسلبية:
    فالثبوتية:
    ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة والعلم، والقدرة، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والوجه، واليدين، ونحو ذلك.
    فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل.
    أما السمع:
    فمنه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً)(79).
    فالإيمان بالله يتضمن: الإيمان بصفاته. والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمن: الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله. وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن: الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسله، وهو الله – عز وجل.
    وأما العقل: فلأن الله تعالى أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره، وأصدق قيلاً، وأحسن حديثاً من غيره، فوجب إثباتها له كما أخبر بها من غير تردد، فإن التردد في الخبر إنما يتأتي حين يكون الخبر صادراً ممن يجوز عليه الجهل، أو الكذب، أو العي بحيث لا يفصح بما يريد، وكل هذه العيوب الثلاثة ممتنعة في حق الله – عز وجل – فوجب قبول خبره على ما أخبر به.
    وهكذا نقول فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه وأصدقهم خبراً وأنصحهم إرادة، وأفصحهم بياناً، فوجب قبول ما أخبر به على ما هو عليه.
    والصفات السلبية: ما نفاها الله – سبحانه – عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات نقص في حقه كالموت، والنوم، والجهل، والنسيان، والعجز، والتعب.
    فيجب نفيها عن الله تعالى – لما سبق – مع إثبات ضدها على الوجه الأكمل، وذلك لأن ما نفاه الله تعالى عن نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده، لا لمجرد نفيه؛ لأن النفي ليس بكمال، إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال، وذلك لأن النفي عدم، والعدم ليس بشيء، فضلاً عن أن يكون كمالاً، ولأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له، فلا يكون كمالاً كما لو قلت: الجدار لا يظلم. وقد يكون للعجز عن القيام به فيكون نقصاً،
    * مثال ذلك: قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوت)(80).
    فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته.
    * مثال آخر: قوله تعالىوَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)(81).نفي الظلم عنه يتضمن كمال عدله.
    * مثال ثالث: قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ)(82). فنفي العجز عنه يتضمن كمال علمه وقدرته. ولهذا قال بعده: (إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً). لأن العجز سببه إما الجهل بأسباب الإيجاد، وإما قصور القدرة عنه فلكمال علم الله تعالى وقدرته لم يكن ليعجزه شيء في السموات ولا في الأرض.
    وبهذا المثال علمنا أن الصفة السلبية قد تتضمن أكثر من كمال.


    القاعدة الرابعة: الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال،

    فكلما كثرت وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر.

    ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية، كما هو معلوم.


    أما الصفات السلبية فلم تذكر غالباً إلا في الأحوال التالية:
    ا
    لأولى: بيان عموم كماله كما في قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(83)، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(84).

    الثانية: نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون، كما في قوله: (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً)(85).
    الثالثة: دفع توهم نقص من كماله فيما يتعلق بهذا الأمر المعين، كما في قوله: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ)(86). وقوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ)(87).


    يتبع إن شاء الله تعالي

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    2,113
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    12-03-2010
    على الساعة
    08:24 AM

    افتراضي

    القاعدة الخامسة: الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية وفعلية:
    فالذاتية:
    هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، ومنها الصفات الخبرية، كالوجه، واليدين، والعينين.
    والفعلية:
    هي التي تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا.
    وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين، كالكلام، فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً. وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى شاء بما شاء كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(88)
    . وكل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فإنها تابعة لحكمته.
    وقد تكون الحكمة معلومة لنا، وقد نعجزعن إدراكها لكننا نعلم علم اليقين أنه – سبحانـه – لا يشاء شيئاً إلا وهو موافق للحكمة ، كما يشير إليه قوله تعالى : (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشـَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)(89).
    القاعدة السادسة: يلزم في إثبات الصفات التخلي عن محذورين عظيمين: أحدهما: التمثيل. والثاني: التكييف.
    فأما التمثيل: فهو اعتقاد المثبت أن ما أثبته من صفات الله تعالى مماثل لصفات المخلوقين، وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.

    أما السمع: فمنه قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(90). وقوله: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُأَفَلا تَذَكَّرُونَ)(91). وقوله: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)(92). وقوله: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(93).
    وأما العقل فمن وجوه:
    الأول: أنه قد علم بالضرورة أن بين الخالق والمخلوق تبياناً في الذات، وهذا يستلزم أن يكون بينهما تباين في الصفات؛ لأن صفة كل موصوف تليق به، كما هو ظاهر في صفات المخلوقات المتباينة في الذوات،
    فقوة البعير مثلاً غير قوة الذرة، فإذا ظهر التباين بين المخلوقات مع اشتراكها في الإمكان والحدوث، فظهور التباين بينها وبين الخالق أجلى وأقوى.
    الثاني: أن يقال: كيف يكون الرب الخالق الكامل من جميع الوجوه مشابهاً في صفاته للمخلوق المربوب الناقص المفتقر إلى من يكمله، وهل اعتقاد ذلك إلا تنقص لحق الخالق؟! فإن تشبيه الكامل بالناقص يجعله ناقصاً.
    الثالث: أننا نشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية، فنشاهد أن للإنسان يداً ليست كيد الفيل، وله قوة ليست كقوة الجمل، مع الاتفاق في الاسم، فهذه يد وهذه يد، وهذه قوة وهذه قوة، وبينهما تباين في الكيفية والوصف، فعلم بذلك أن الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق في الحقيقة.
    والتشبيه كالتمثيل، وقد يفرق بينهما بأن التمثيل التسوية في كل الصفات، والتشبيه التسوية في أكثر الصفات،لكن التعبير بنفي التمثيل أولى لموافقة القرآن لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(94).
    وأما التكييف:
    فهو أن يعتقد المثبت أن كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا، من غير أن يقيدها بمماثل. وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.
    أما السمع: فمنه قوله تعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً)(95). وقوله: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَبِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(96). ومن المعلوم أنه لا علم لنا بكيفية صفات ربنا؛ لأنه تعالى أخبرنا عنها ولم يخبرنا عن كيفيتها، فيكون تكييفنا قفواً لما ليس لنا به علم، وقولاً بما لا يمكننا الإحاطة به.
    وأما العقل: فلأن الشيء لا تعرف كيفية صفاته إلا بعد العلم بكيفية ذاته أو العلم بنظيره المساوي له،أو بالخبر الصادق عنه،وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله – عز وجل – فوجب بطلان تكييفها.
    وأيضاً فإننا نقول: أي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى؟
    إن أي كيفية تقدرها في ذهنك، فالله أعظم وأجل من ذلك.
    وأي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى فإنك ستكون كاذباً فيها؛ لأنه لا علم لك بذلك.
    وحينئذ يجب الكف عن التكييف تقديراً بالجنان، أو تقديراً باللسان، أو تحريراً بالبنان.
    ولهذا لما سئل مالك – رحمه الله تعالى – عن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِاسْتَوَى)(97) كيف استوى؟ أطرق رحمه الله برأسه حتى علاه الرحضاء (العرق) ثم قال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" وروى عن شيخه ربيعة أيضاً: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول". وقد مشى أهل العلم بعدهما على هذا الميزان. وإذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي فوجب الكف عنه.
    فالحذر الحذر من التكييف أو محاولته، فإنك إن فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها، وإن ألقاه الشيطان في قلبك فاعلم أنه من نزغاته، فالجأ إلى ربك فإنه معاذك، وافعل ما أمرك به فإنه طبيبك، قال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(98).

    القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
    فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث" "انظر القاعدة الخامسة في الأسماء).
    ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
    الأول:التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.
    الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).
    الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها – على الترتيب – قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(99) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث(100). وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاًصَفّاً)(101). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(102).
    (50) سورة النحل، الآية: 60.(51) سورة الأحقاف، الآية: 5.(52) سورة النحل، الآيتان: 20، 21.
    (53) سورة مريم، الآية: 42.(54) سورة الأنبياء، الآيتان: 66، 67.(55) سورة الفرقان، الآية: 58.
    (56) سورة طه، الآية: 52.(57) سورة فاطر، الآية: 44.(58) سورة الزخرف، الآية: 80.
    (59) رواه البخاري، كتاب الفتن (7131)، ومسلم، كتاب الفتن (2933).
    (60) رواه البخاري، كتاب المغازي (4202)، ومسلم، كتاب الذكر (2704).
    (61) سورة المائدة، الآية: 64.(62) سورة آل عمران، الآية: 181.(63) سورة الصافات، الآيات: 180 – 182.
    (64) سورة المؤمنون، الآية: 91.(71) سورة لقمان، الآية: 27.(72) سورة الفجر، الآية: 22.
    (73) سورة البقرة، الآية: 210.(74) سورة آل عمران، الآية: 11.(75) سورة الحج، الآية: 65.(76) سورة البروج، الآية: 12.
    (77) سورة البقرة، الآية: 185.
    (78) رواه البخاري، كتاب التهجد (1145)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين (758). (79) سورة النساء، الآية: 136.
    (80) سورة الفرقان، الآية: 58.(81) سورة الكهف، الآية: 49.(82) سورة فاطر، الآية: 44.
    (83) سورة الشورى، الآية: 11.(84) سورة الإخلاص، الآية: 4.(85) سورة مريم، الآيتان: 91، 92.
    (86) سورة الأنبياء، الآية: 16.(87) سورة ق، الآية: 38.(88) سورة يس، الآية: 82.
    (89) سورة الإنسان، الآية: 30.(90) سورة الشورى، الآية: 11.(91) سورة النحل، الآية: 17.
    (92) سورة مريم، الآية: 65.(93) سورة الإخلاص، الآية: 4.(94) سورة الشورى، الآية: 11.
    (95) سورة طه، الآية: 110.(96) سورة الإسراء، الآية: 36.(97) سورة طه، الآية: 5.
    (98) سورة فصلت، الآية: 36.(99) سورة طه، الآية: 5.(100) سبق تخريجه.
    (101) سورة الفجر، الآية: 22.(102) سورة السجدة، الآية: 22
    .


    جزا الله الشيخ الجليل بن العثيمين كل خير ورحمه الله تعالي
    وجزا الله جميع الأخوة كل خير وبارك الله فيكم

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    28
    آخر نشاط
    17-11-2006
    على الساعة
    09:20 AM

    افتراضي

    الحمد لله . والصلاة والسلام على رسول الله .

    كان أصل الموضوع كلامًا نقله الأخ/السيف البتار عن ابن بطرس . وسامح اللهُ الأخ/المهتدى بالله على ما ورد بكلامه حيث وصف مَن أجرى كلام الله على ظاهره بأنه مشبه حشوى مجسم . وهذا معناه أن ظاهر كلام الله كفر . ونعوذ بالله من الخذلان . كما أنه - أصلحه الله - حاول أن يحشر ابن كثير فى زمرة المتأولين . وفى هذا من التخليط ما فيه . ولا أرى الرد على كلامه - أصلحه الله - إذ كفى الإخوة ووفوا بالنقل عن العلماء بارك الله فيهم .

    ونعود إلى أصل الموضوع . لم ينقل الأخ/السيف البتار عن ابن بطرس كامل كلامه ، واقتصر على بعضه فقط . وهذا الصنيع أوهم القارئ بأن ابن بطرس يعترض على صفة الاستواء على العرش واليد لله رب العالمين . وجاءت إجابة الأخ/السيف البتار مؤكدة لهذا الفهم الخاطئ ، حيث إنه نقل عن الشعراوى - رحمه الله - ما يدفع الاعتراض على وصف الله بالاستواء على العرش . ومن هنا جاءت إجابات الإخوة غير كافية ، لأنها اتجهت إلى تبرئة صفة الاستواء على العرش من اعتراض ابن بطرس عليها . حتى ذهب بعضهم إلى إيراد نصوص من كتاب ابن بطرس يرى فيها التصريح بالجلوس .

    والحق أن ابن بطرس لو قرأ إجابات الإخوة لقرت عينه وانشرح فؤاده . إذ إنه لم يعترض أصلاً على صفة الاستواء على العرش ولا غيرها . وإنما هو يستشهد بها على باطله . فابن بطرس يفهم صفة الاستواء على العرش بطريقة الأشاعرة ، فيقر بأن ظاهرها غير مراد ، وأن المراد أن الله يحكم الكون . وابن بطرس يريد بذلك دفع اعتراض المسلمين على قول النصارى ( المسيح ابن الله ) . ومنطقه أن عبارة ( المسيح ابن الله ) لا يريد منها النصارى ظاهرها الذى يفيد ولادة المسيح من الله بطريق الجسد والتناسل ، وإنما قصدهم أن لاهوت المسيح هو لاهوت الله . فإن اعترض المسلمون على ذلك قال لهم : وأنتم عندكم عبارات لا تجرونها على الظاهر بل على التأويل ، مثل تأويلكم للاستواء على العرش واليد وغير ذلك . فلا تنكروا علينا ما تفعلون مثله . هذا منطق المخذول . وهذا تمام كلامه :
    اقتباس
    يحتج الكثيرون على هذا التعبير (ابن الله) ويعترضون بأنه لا يليق بجلاله فهو المنزه عن هذه التشبيهات.
    يجب أولاً أن نفهم أن الوحي المقدس لم يقصد المعنى الحرفي لهذا التعبير (أي الولادة الجسدية التناسلية).
    أما من جهة تنزيه الله عن مثل هذه التعبيرات التي لا تليق بجلال الله، فما رأيك في التعبيرات القرآنية التي في الآيات التالية:
    سورة طه: "الرحمن على الكرسي استوى" فالمعنى الحرفي لهذه الكلمات : أن الله جلس على عرش الملك كما يجلس الإنسان. فهل هذا يليق بالله؟ وهل الله مثل البشر يجلس على كرسي؟ فواضح أنه لا يقصد بهذه الكلمات المعنى الحرفي لها : وإنما استخدمت لتقريب معنى (أن الله ملك يحكم الكون).
    سورة الحديد: "إن الفضل بيد الله" فالمعنى الحرفي لهذه الكلمات هو أن لله يد مثل يد البشر. فهل هذا يليق؟ لكن المعنى المقصود هو ليس المعنى الحرفي لها، وإنما استخدمت لتقريب معنى "سلطان الله" .
    سورة البقرة: "أينما تولوا فثم وجه الله" والمعنى الحرفي لهذه الكلمات هو أن لله وجه كوجه إنسان، فهل هذا يليق بالله؟ ولكنه واضح أنه لا يقصد المعنى الحرفي لهذه الكلمات، وإنما استخدمت لتفيد أن (الله موجود في كل مكان).
    وعلى هذا القياس فانه لا يقصد من قولنا (ابن الله) المعنى الحرفي (الولادة الجسدية التناسلية) بل المعنى اللاهوتي كما سبق أن أوضحنا وهو أن لاهوت المسيح هو نفس لاهوت الله. وليس في هذا شيء من عدم اللياقة بالله.
    قبل التعقيب ننبه إلى أن ابن بطرس أورد آية طه هكذا : الرحمن على الكرسى استوى . والصواب : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [طه 5] . وأورد آية الحديد هكذا : إن الفضل بيد الله . والصواب : { وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ } [الحديد 29] . وأورد آية البقرة هكذا : أينما تولوا فثم وجه الله . والصواب : { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ } [البقرة 115] .

    والجواب : الاستواء على العرش واليد والوجه صفات لله عز وجل كالسمع والبصر . وليس للمخذول حجة فيها على باطله وشركه . لأننا نمرر هذه النصوص على ظاهرها بلا تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل . فلا نقول إن ظاهرها غير مراد والمراد مجاز . وعليه فقياس المخذول باطل ؛ لأنه يقر بأن عبارة ( المسيح ابن الله ) مجاز ليست على ظاهرها ، ونحن نجرى صفات الله على ظاهرها ولا نقول بالمجاز فيها . فهذا بطلان قياسه .

    وللنصارى أن يقولوا : نحتج بوجود المجاز عمومًا بصرف النظر عن الآيات السابقة ، فقولنا ( المسيح ابن الله ) لا نريد ظاهره من التناسل الجسدى بل نريد أن لاهوت المسيح هو نفس لاهوت الله .

    فنقول لهم : أولاً - سواء عليكم أقصدتم التناسل الجسدى أم الاشتراك فى اللاهوت ، فنحن نكفركم على أى معنى قصدتم . فإن قصدتم أن المسيح ابن لله من التناسل الجسدى فهو كفر بالله عندنا وعندكم . وإن قصدتم أن المسيح يشترك مع الله فى الألوهية فهو كفر بالله الذى لا إله إلا هو . ونصوص التوراة التى تؤمنون بها تؤيد تكفيرنا لكم لأنها تنفى إشراك أحد مع الله فى ألوهيته . بل وكلام المسيح الذى بين أيديكم يؤيد تكفيرنا لكم كذلك .

    ثانيًا - قولكم ( المسيح ابن الله ) لا يخلو من أحد أمرين : إما أن من اصطلاحكم المحض ، وإما أن يكون من كلام الله وأنبيائه . فإن كان من اصطلاحكم المحض فلا حاجة لنا به وألجموا أنفسكم عند كلام الله وأنبيائه . وأما إن قلتم هو من كلام الله وأنبيائه لأن المسيح أخبر أنه ابن الله ، فنقول : وكذلك أخبر المسيح عليه السلام - فيما بين أيديكم - عن غيره بأنهم أبناء الله وأن أباهم الذى فى السموات . وأنتم توافقوننا على أنه لم يقصد فى كل ذلك أن لاهوت هؤلاء هو نفس لاهوت الله . فلزم أن نفسر وصف المسيح لنفسه بأنه ابن الله بنفس هذا التفسير لا نتعداه . والمسيح عليه السلام كان يتحدث لغة قومه ، وكتب قومه التى بأيديكم تصف الكثيرين بأنهم أبناء الله ، ولم تقصد قط ولو مرة واحدة أن لاهوت أحدهم هو نفس لاهوت الله . فتبين بذلك بطلان تفسيركم لكلام المسيح من كلام المسيح نفسه ومن الكتب التى بأيديكم .

    ثالثًا - أنكرتم أن يكون المسيح ابنًا لله بالتناسل الجسدى . وحصرتم الشرك فى هذا التصور فقط . وهذا جهل وخلط . فإن كل من ادعى البنوة الحقيقية لله كان مشركًا . لأن البنوة الحقيقية تستلزم اشتراك الابن مع أبيه فى جنسه كليًا أو جزئيًا. فالذين عبدوا الكواكب اعتقدوا بأنها أجزاء من ذات الله ، فكفروا بذلك ولا يشفع لهم أنهم ينكرون التناسل الجسدى . والنصارى يعتقدون ويصرحون باشتراك المسيح مع الله فى جنسه أى اللاهوت . فكفروا بذلك إذ لا شريك لله فى ألوهيته أو لاهوته كما يعبرون ، ولا يشفع لهم إنكارهم للتناسل الجسدى ؛ إذ لا نشترط لتكفيرهم أن يعتقدوا بمضاجعة ومَنىٍ من الله لمريم . سبحان الله وتعالى . وإنما يكفينا لتكفيرهم أنهم يعقتدون بأن المسيح من الله بالتجسد ، سواء كان ذلك بمضاجعة ومَنى أو كان بأن حل الله على مريم وأظلها ودخل فى بطنها وخرج من رحمها أو كان بغير ذلك من طرق الضلال . فهم كافرون من أى طريق اختاروا ، ما دامت كل الطرق تقرر فى النهاية بأن المسيح من جنس الله سبحانه وتعالى ، وأن له ألوهية من نفس ألوهية الله . لأن الله أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد .

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    اقتباس
    الهدار

    لم ينقل الأخ/السيف البتار عن ابن بطرس كامل كلامه ، واقتصر على بعضه فقط . وهذا الصنيع أوهم القارئ بأن ابن بطرس يعترض على صفة الاستواء على العرش واليد لله رب العالمين . وجاءت إجابة الأخ/السيف البتار مؤكدة لهذا الفهم الخاطئ ، حيث إنه نقل عن الشعراوى - رحمه الله - ما يدفع الاعتراض على وصف الله بالاستواء على العرش .
    جزاك الله خيراً أخي الكريم...

    فالرد الذي أوردته عن الإمام الشعراوي ضربت به عصفورين بحجر واحد وهم :

    1) استواء الله على العرش وأن الله له يد وعين ... فالله ليس كمثله شيء

    2) المحاولة الفاشلة التي يسعى إليها زكريا بطرس بإدعاء التجسد لله بالإسلام ومطابقته بتجسد الله في المسيحية ولماذا يرفض المسلم مفهوم التجسد في المسيحية علماً بأن الإسلام أقر بتجسد الله بقول أن الله يستوي على العرش كأستواء الملوك وأن الله له عين ويد ... تصرف باطل لأن الإسلام لا يقر بتجسد الله وذكر الأستواء واليد والعين .. تعود لقول الحق: ليس كمثله شيء

    إذن إدعاء مفهوم التجسد لله باطل في الإسلام لذلك يرفض المسلمين مفهوم التجسد بالمسيحية .

    لا أكثر ولا اقل .

    والله أعلم
    .
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,507
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-05-2016
    على الساعة
    01:33 AM

    افتراضي

    بارك الله فيكم جميعا أخوتى على التوضيح والتعليق
    ولكن لنكتفى بهذا القدر من الحوار حول الإسماء والصفات ونعود الى ما نحن عليه ومن يريد أضافة تعليق فليكن على موضوع الاخ البتار الرئيسيى لكي لا يتم مسح التعليق.0


    وجزاكم الله خيرا
    لا يتم الرد على الرسائل الخاصة المرسلة على هذا الحساب.

    أسئلكم الدعاء وأرجو ان يسامحني الجميع
    وجزاكم الله خيرا


  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    610
    آخر نشاط
    07-04-2009
    على الساعة
    10:34 PM

    افتراضي

    #################
    التعديل الأخير تم بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية ; 09-07-2006 الساعة 03:11 PM

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    98
    آخر نشاط
    25-05-2016
    على الساعة
    06:35 AM

    افتراضي

    ##################
    التعديل الأخير تم بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية ; 09-07-2006 الساعة 03:11 PM

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الرحمن على العرش استوى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. صورة معبود النصارى-- الخروف على العرش !!؟
    بواسطة ياسر جبر في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 187
    آخر مشاركة: 10-09-2018, 03:02 PM
  2. إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش
    بواسطة golder في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-10-2008, 12:10 PM
  3. سجود الشمس تحت العرش
    بواسطة شهاب الحق في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-08-2008, 03:08 AM
  4. حقيقة استواء الرحمن على العرش وإلى السماء
    بواسطة العرابلي في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 08-04-2008, 07:12 PM
  5. ما معنى استوى على العرش,,?
    بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 05-11-2007, 04:53 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرحمن على العرش استوى

الرحمن على العرش استوى