اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nura
السلام عليكم اخي المهتدي بالله
ماذا تفسير ناقصات عقل ودين
انا اعرف ان النساء خلقن من ضلع الرجل
ما معنى استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع اعوج ارجو منك ان ترد انا في انتظار الرد


القناعة بالمرأة وفيها عَوَج


جعل الله قواعد للحياة الزوجيّة يستحيل معها هدم العائلة إذا ما تقيّد الرجل والمرأة بها، وبذلك يستحيل على الشيطان أن يجوس في أرجاء عائلة تقيم حياتها على قواعد الإسلام. ولعلّ أكبر عامل في هدم الحياة الزوجيّة هو عدم فهم الرجل لطبيعة المرأة ومدى اختلافها عن طبيعة الرجل....
عليه الصلاة والسلام أوضح عيوب النساء حتّى يتبيّن الرجل حقيقة المرأة ويعلمه ويحتاط له فقال: "إنّ المرأة خلقت من ضلع، وإنّ أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء". وعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله r: إنّ المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها، فدارِها تعش بها". وفي حديث آخر: "إنّ المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها". وقال: "لا يفرك مؤمن مؤمنةً إن كره منها خلقاً رضي منها آخر". يفرك يعني يكره.
هذا الوصف من النبي عليه الصلاة والسلام الذي أوحى الله تعالى معناه إليه هو الوصف الثابت والدائم في المرأة. لأن فيه تبياناً للواقع الذي خُلقت عليه المرأة. خلقها الله من أكثر أضلع الرجل اعوجاجاً وهو الضلع الأعلى. وهذا لا يعني اعوجاجاً في الشكل أو العظم أو اعوجاج عضو، فالمرأة رمز الكمال في الخِلقة وعنوان الجمال في الكون ورأس الافتنان في الحياة وينبوعٌ للبهجة والمسرّة واللهو بين الناس. وإلى هذا فهي أمُّ أفرغ الله فيها صبراً وحنواً ورحمة تستطيع بها حمل الأطفال ووضعهم وتنشئتهم دون ملل أو كلل رغم كثير التعب. ولكنّ العوج فيها في طبعها، في أخلاقها وفي طريقة فهمها للأمور. هذا العوج وإن كان طبيعياً قد جعل الله ورسوله له علاجاً. أما العلاج فهو علاج كلّ أمر في الحياة وهو الإيمان. فالإيمان في الإسلام يوجب العمل بحسب ما أمر الله والرسول به، وهو يقتضي التسليم المطلق والتقيد بحكم الله.
ومن أحكام الله الأساسية في الزواج على المرأة طاعتها لزوجها. فطاعة الزوج لزوجها أوجبها الله كما أوجب الجهاد على الرجل. لأنه جعل أجر الاستشهاد أو الانتصار في الجهاد كأجر الزوجة المطيعة لزوجها. إلا أن الجهاد فرض عين حتى تحصل الكفاية في الانتصار أي فرض على من يكفي للقيام بالعمل بينما فرض طاعة الزوج لزوجها فرض عين على كل زوجة مع دوام الزواج.
أما لماذا الإيمان يعالج العِوَج الطبيعي في المرأة، الذي قد يكون عوجاً في فهم الأمور أو عوجاً في أسباب الميل العاطفي، فلأن الإيمان يحتّم على الإنسان ذكراً أو أنثى فهم الأمور بحسب واقعها، وقبولها أو رفضها بقدر موافقتها للحكم الشرعي أو مخالفتها له. كذلك بالنسبة للميول فما وافق الشرع أحبّه المسلم وما خالفه كرهه، وما حسَّنه الشرع يراه حسناً وما قبّحه الشرع يراه قبيحاً. ومع أن الإيمان وحده يجب أن يكون كافياً لتلافي خطر العِوج في المرأة إلا أن النفس البشرية طبعت وفيها إمكانية الانحراف حتى مع وجود الإيمان. قول الرسول r "فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوِج"، توصية للرجل أن يداري العِوج في المرأة ويداوره حتّى ينعم بالاستمتاع. والاستمتاع هنا ليس الجماع بل العيش الهنيء الذي يكون الجماع جزءاً منه، فالاستمتاع هو في الصحبة والمعاشرة والمرافقة في كلّ أبعادها ومقتضياتها ليل نهار، في الصحّة والمرض، في الغنى والفقر، في الاستقرار والتشرّد وفي النجاح والفشل. يعني في كلّ حالة تفرضها الحياة يتكيّف معها المؤمن ويعتبرها حالة حياتيّة يمكنه معها أن يستمتع بنعم الله التي لا تحصى ومنها الزوجة التي إذا أمرها أطاعته.
هذا إذا كان العوج ممّا يمكن المناورة للتغلّب عليه، أو مداورته لتفاديه وعدم التصادم معه. ولكن إبليس اللعين والشيطان الرجيم يفتّش عن أصغر العوج الذي يمكن تضخيمه، فينفخ فيه سمومه. وقد ينجح عبر السنين في تحويله مشكلة زوجيّة يمكن التعايش معها كأيّ حالة منغّصة للعيش ولكن لا تؤدّي إلى هدمه، أو مشكلة زوجيّة لا يمكن التعايش معها كالنشوز أي المعصية أو فعل الفحش والتفحش وارتكاب المعصية المبيّنة أي التطاول والبذاءة باللسان وظهور الوقاحة بالقول والفعل من المرأة والعياذ بالله، وهي حالة يكون الشيطان وزبانيته قد أحكموا سيطرتهم التامة والكاملة على تلك المرأة المسكينة، وفي ذلك أفردنا بحثاً منفصلاً.
ومع عوج النساء فقد أمر الله تعالى معاشرتهنَّ بالحسنى والمعروف كما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بحسن معاملتهنَّ والصبر عليهنَّ وجعل في ذلك أجراً كبيراً للرجل. فقال عليه الصلاة والسلام: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخيارهم خيارهم لنسائهم". وقال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". وفي حديث: "خيركم خيركم للنساء". وقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام الرجال المؤمنين بالنساء في خطبة حجّة الوداع فقال: "ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنّما هنَّ عوان عندكم، ليس تملكون منهنَّ شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبيّنة، فإن فعلنَ فاهجروهنَّ في المضاجع، واضربوهنَّ ضرباً غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنَّ سبيلاً، ألا إنّ لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقّاً، فحقّكم عليهنَّ: أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون، ألا وحقّهنَّ عليكم: أن تحسنوا إليهنَّ في كسوتهنَّ وطعامهنَّ". وعن معاوية بن حيده قال: قلت: يا رسول الله، ما حقّ زوجة أحدنا عليه؟ قال عليه الصلاة والسلام: "أن تطعمها إذا طُعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت".