بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختي الكريمة

يعلم الله كم الاحباط الذي شعرت به بعد قراءة مداخلتك الأولى خصوصاً بعد كلمة " وداعاً " .

فكنت في العمل وقتئذ عن قراءة مداخلتك ، وعندها رُفع آذان صلاة الظهر ، فقمنا للصلاة ، ودعوت الله لك فيها .

ومر اليوم وانا في نفس تلك حالة الإحباط التي انتابتني بعد نهاية مداخلتك

وما ان عدت اليوم من العمل ووجدت مداخلتك الاخيرة دب في الأمل مرة اخرى ، ولا اخفي عليك انني كان عندي احساس برجوعك مرة اخرى

فاسمك " المرضية ليسوع " وان كان مدلوله ارضاء انسان ، الا ان مفهومه يوصل لطبيعتك التي ترمي لإرضاء الله سبحانه وتعالى معرفته ، وإلتزام طريقه .


لا أخفي عليك انك الان في مفترق طريق ، بين شقاء دنيوي وعذاب في الآخرة ، وبين الطمأنية وراحة البال والسكينة في الدنيا ، وجنات ونعيم في الآخرة .

وصدقيني ان الفارق بين هذا وتلك ارفع من الشعرة

فالفارق جملة بسيطة

أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

بما في هذه الجملة البسيطة من اعتقاد في القلب ، وعملاً بالجوارح

الله قد ارسل لك الرسالة الآن يا سيدتي الفاضلة ، وعرفتي حقيقة ما كنتي عليه

والان لا يوجد عند حضرتك اي حجة على الله عز وجل ، وحاشا أن يكون لأحد من عباده عليه حجة

فإما تختاري طريق الله ، وهو الطريق الصحيح والذي نتلهف جميعاً لان نسير فيه ، والا نحيد عنه

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) التحريم

واما طريق المهالك ، والشقاء في الدنيا والآخرة

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) طه

وقد آن الوقت ان تتعرفي عن الإسلام بعيداً عن القيل والقال ، وعند الأحقاد التي يبثها الكثيرين

ديننا الذي يمكن أن ألخصه لك في سطرين فقط ، مقتبساً من سيدنا جعفر بن ابي طالب في حواره مع النجاشي ، رضي الله عنهما اذ يقول :

أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسبي الجوار يأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله تعالى لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمر بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قال فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا .

ولا اريد منك التصديق بشيء إلا بعد ان تسألي وتختبري ، فلقد أثبتت لك التجربة ذلك

فكان رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما يريد أن يأتيه أحدهم ليسأله يرد عليه قائلاً : سل عما بدا لك

والآن الكرة في ملعبك يا سيدتي الفاضلة

فسلي عما بدا لكِ

في الإنتظار

وآسف على التأخير

وامسحي في اي سوء تفاهم قد حدث فيما اعلاه ، طالما ان النية صادقة

وانا متأكد ان كرم اخلاقك يمنحنا ذلك منك