جزاك الله خيرا اخي الكريم اكرمك الله

الرواية الضعيفة رواه ابن إسحاق (السيرة النبوية لابن هشام 1/423-426) قال : كان إسلام عمر فيما بلغني...، والبلاغ منقطع فالسند ضعيف.
ورواه ابن سعد (الطبقات 3/267-269 فقال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرنا القاسم بن عثمان البصري عن أنس بن مالك قال:... والقاسم بن عثمان قال عنه البخاري: له أحاديث لا يتابع عليها، وقال الذهبي: قلت حدث عنه إسحاق الأزرق بمتن محفوظ، وبقصة إسلام عمر وهي منكرة جدا (ميزان الإعتدال 3/375) فالقصة بهذا السند ضعيف أيضا.
ورواه ابن شبه (تاريخ المدينة 2/222-224) من طريق إسحاق الأزرق به مثله .
ورواه البلاذري (أنساب الأشراف/الشيخان ص 137-141) من طريق الواقدي وهو متروك.
ورواه أبو يعلى (المطالب العالية) من الطريق السابق.
ورواه الدارقطني (السنن 1/123) من الطريق السابق أيضا.
ورواه الحاكم (المستدرك 4/59،60 فقال أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد الأنطاكي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، ثنا أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر، وهذا السند ضعيف أيضا فيه محمد بن أحمد الأنطاكي قال ابن أبي حاتم: سئل ابي عنه، فقال: شيخ (الجرح والتعديل 2/74)
قال الذهبي: قوله (يعني أبا حاتم): شيخ ليس هو عبارة جرح ولكنها أيضا ما هي عبارة توثيق. وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة (المزان الإعتدال 2/385)
وفيه أيضا إسحاق بن إبراهيم الحنيني وهو ضعيف (التقريب 99)
وفيه أيضا أسامة بن زيد بن اسلم ضعيف من قبل حفظه (التقريب 98)
وأيضا فإن زيد بن أسلم وهو ثقة ولكن روايته عن عمر مرسلة
وقال الذهبي في استدراكه على الحاكم: واه منقطع

(انظر تفاصيل الروايات في قصة إسلام عمر في كتاب: دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية، لعبد السلام بن محسن آل عيسى)

الرواية الصحيحة :


لقد بوّب الإمام البخاري في «صحيحه» في كتاب «مناقب الأنصار» بابًا رقم إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتحت هذه الترجمة أخرج حديث فقال «حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعته قال قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما أسلم عمر، اجتمع الناس عند داره وقالوا صبأ عمر وأنا غلام فوق ظهر بيتي فجاء رجل عليه قباء من ديباج فقال قد صبأ عمر، فما ذاك ؟ فأنا له جار، قال فرأيت الناس تصدعوا عنه، فقلت من هذا ؟ قالوا العاص بن وائل» اهـ
وأورده الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» في إسلام عمر بن الخطاب قال ابن إسحاق وحدثني نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر قال لما أسلم عمر قال أي قريش أنقل للحديث ؟ فقيل له جميل بن معمر الجمحي فغدا عليه، قال عبد الله وغدوت أتبع أثره، وأنظر ما يفعل وأنا غلام أعقل كل ما رأيت، حتى جاءه فقال له أعلمت يا جميل أني أسلمت ودخلت في دين محمد ؟ قال فوالله، ما راجعه حتى قام يجر رداءه، واتبعه عمر، واتبعته أنا، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته يا معشر قريش، وهم في أنديتهم حول الكعبة، ألا إن ابن الخطاب قد صبا، قال يقول عمر من خلفه كذب، ولكني قد أسلمت، وشهدتُّ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم، قال وطلع فقعد، وقاموا على رأسه وهو يقول افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم، أو تركتموها لنا قال فبينما هم على ذلك، إذ أقبل شيخ من قريش عليه حُلَّةٌ حَبِرَةٌ وقميصُ مُوَشّى حتى وقف عليهم، فقال ما شأنكم ؟ فقالوا صبأ عمر، قال فمه، رجل اختار لنفسه أمرًا، فماذا تريدون ؟ أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبكم هكذا ؟ خلوا عن الرجل قال فوالله لكأنما كانوا ثوبًا كشط عنه، قال فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى المدينة يا أبت من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت وهم يقاتلونك ؟ قال ذاك أي بني، العاص بن وائل السهمي»
وهذا إسناد جيد قوي، وهو يدل على تأخر إسلام عمر، لأن ابن عمر عرض يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة، وكانت أحد في سنة ثلاث من الهجرة، وقد كان مميزًا يوم أسلم أبوه، فيكون إسلامه قبل الهجرة بنحو من أربع سنين، وذلك بعد البعثة بنحو تسع سنين، والله أعلم» اهـ