دلوقتى حضرتك الرقيق كانوا جزء لا يتجزء فى الحياة الجاهلية ... بمختلف الديانات والملل ... حتى فى الدين المسيحى لما تكلم عن الرق أكتفى ان يوصى العبيد بطاعة أسيادهم وكفى
أفسس 6: 5
أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ
فماذا فعل الإسلام للقضاء على الرق ؟؟؟
الرق كان له 3 مصادر
1- أسرى الحرب من الرجال والنساء المحاربين
2- ان تتزوج أمة من شخص ... فيكون المولود عبد
3- ان يبيع الشخص نفسه ليسد دين أو شئ من هذا القبيل
اما الأولى [ أسرى الحرب من الرجال والنساء ]... فقد كان قديما فى الحروب ما يقع عند المسلمين من محاربين مشركين كانوا فى حكم الأسرى والسبايا .... ونفس الكلام ايضا ... عندما كان يقع مسلم أو مسلمة فى يد المشركين كانت تدخل فى حكم الأسرى
وهنا الإسلام وضع نظام بديلا لهذا ... فى التعامل مع الأسرى

فَإِذا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ
تفسير الجلالين
(فإما منا بعد) مصدر بدل من اللفظ بفعله أي تمنون عليهم بإطلاقهم من غير شيء (وإما فداء) تفادونهم بما أو أسرى مسلمين
تفسير السعدى
فإذا كانوا تحت أسركم، فأنتم بالخيار بين المن عليهم، وإطلاقهم بلا مال ولا فداء، وإما أن تفدوهم بأن لا تطلقوهم حتى يشتروا أنفسهم، أو يشتريهم أصحابهم بمال، أو بأسير مسلم عندهم.
وهنا وضع الإسلام نظم بديلة أخرى فى التعامل مع الأسرى .... فترك الخيار للمسلمين طبقا للظروف الراهنة والقوانين الحاكمة .... فيمكن ان يطلقوا سراحهم بدون شئ ... ويمكن يطلقوا سراحهم مقابل مال ... ويمكن ان يبادلوا هؤلاء الأسرى مع أسرى المسلمين ... اذا وضع الإسلام حلول أخرى للأسرى ... حتى لا يتحولوا الى عبيد
وفى كل الأحوال سواء تم إطلاق سراحهم أو تم استرقاقهم فلهم منا حسن المعاملة ... لدرجة ان الرسول
حرم على المسلم ان ينادى عبده ... بكلمة " عبدى " ... فيقول النبى
[ لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي. كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلاَمِي وَجَارِيَتِي، وَفَتَايَ وَفَتَاتِي ]
فحتى كلمة عبدى حرمها رسول الرحمة على المسلمين ... لأننا كلنا عبيد لله
اما الثانية [ ان تتزوج أمة من شخص ... فيكون المولود عبد ] ... فما ترى ضيفتنا الاية السابقة التى أمرت المسلم ان يقدم المسلمة الحرة على الامة ... حتى يكون المولود الجديد حر .... وقال لهم فى نهاية الاية ( وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
اما الثالثة ( ان يبيع الشخص نفسه ليسد دين أو شئ من هذا القبيل ) ... فهذة قد حرمها الإسلام تماما ... وقرر ان حرية الأنسان ليست ملك له ... ولا يجوز أن يبيع نفسه أبدا
ومن هنا أغلق الإسلام تقريبا كل أبواب الرق بقدر الإمكان
يُتبع
المفضلات