
-
بارك الله فيك كثيرا أستاذنا السيف العضب
رجاء أن تسمحوا لى بهذه الإضافة المتواضعة :
أولا : ما هى الجزية ؟
الجزية في الاسلام هي ضريبة مالية تفرض على غير المسلمين الذين اجتمعت فيهم الصفات الآتية :
1- لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إيماناً صحيحاً يرتضيه ربنا سبحانه وتعالى
2- لا يحرمون ما حرم الله ورسوله فلا يتبعون شرعه، في تحريم المحرمات والمنكرات
3- لا يدينون بالدين الصحيح الحق
ودليل ذلك قوله سبحانه وتعالى : (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ولا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ولا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ولا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)
فهؤلاء نحاربهم حتى يسلموا أو يدخلوا تحت سلطان الاسلام بأن يبذلوا الجزية ومتى بذلوا الجزية؛ وجب قبولها منهم، وحرم قتالهم وصاروا في حماية المسلمين ورعايتهم ، والله يحكم لا معقب لحكمه
وقد ذهب بعض المفسرين إلي أن الأمر في الآية الكريمة ليس على إطلاقه .... بل إن الذين تفرض عليهم الجزية من أهل الكتاب هم الذين لا زالوا ينساقون مع المشركين ضد المسلمين من نقض وخيانة للعهد أو إثارة العدو ومعونته أو الإغارة على المسلمين ، فجاء الأمر الإلهي بقتالهم حين بدأوا الإسلام بالشر حتى يعطوا الجزية وهم صاغرون
فإذا وجد في أهل الكتاب من اعتزل المسلمين، فلم يقاتلوهم، ولم يظاهروا عليهم عدوا، وألقوا إليهم السلم، فليس على المسلمين أن يقاتلوهم، فقد قال الله تعالى في شأن قوم من المشركين : (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) (النساء :90) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (دعوا الحبشة ما دعوكم) والحبشة نصارى أهل كتاب، كما هو معلوم
كما يقول الله سبحانه وتعالى : (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
قال الامام القرطبي :
((قال علماؤنا رحمة الله عليهم : والذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من الرجال المقاتلين , لأنه تعالى قال : (قاتلوا الذين) إلى قوله : (حتى يعطوا الجزية (فيقتضي ذلك وجوبها على من يقاتل ويدل على أنه ليس على العبد وإن كان مقاتلا , لأنه لا مال له , ولأنه تعالى قال : (حتى يعطوا) ولا يقال لمن لا يملك حتى يعطي وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين , وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني)) . أ هـ
الجامع لأحكام القرآن (8/72)
وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم نماذج رائدة في التسامح مع أهل الذمة في ظل المجتمع الاسلامي فهو القائل : (من ظلم معاهداً أو انتقصه حقاً أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه ـ أي خصمه ـ يوم القيامة)
والجزية تقابل الزكاة المفروضة على المسلمين .... لأن الذمي من أهل الكتاب لو أسلم سقطت عنه الجزية وفرضت عليه الزكاة
--------------------------
ثانيا : ممن تؤخذ الجزية ؟
تؤخذ من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) العجم ومن المجوس
واختلف العلماء في أخذها ممن لا كتاب له وفيمن هو من أهل الكتاب من العرب فقد حكى بعضهم أنها لا تؤخذ من (قرشي كتابي)
--------------------------
ثالثا : هل الإسلام هو أول دين فرض الجزية ؟
لم يكن الإسلام أول الأديان والملل تعاطياً مع شريعة الجزية، بل هي شريعة معهودة عند أهل الكتاب يعرفونها كما يعرفون أبناؤهم ، فهاهم بنو اسرائيل عندما دخلوا بأمر الرب إلى الارض المقدسة مع نبيهم يشوع أخذوا الجزية من الكنعانيين وعلى سكان قطرون وسكان نهلول وسكان بيت شمس وسكان بيت عناة وغيرهم :
سفر يشوع 16: 10
فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَكَانُوا عَبِيدًا تَحْتَ الْجِزْيَةِ
سفر يشوع 17: 13
وَكَانَ لَمَّا تَشَدَّدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمْ جَعَلُوا الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ، وَلَمْ يَطْرُدُوهُمْ طَرْدًا
سفر القضاة 1: 28
وَكَانَ لَمَّا تَشَدَّدَ إِسْرَائِيلُ أَنَّهُ وَضَعَ الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ وَلَمْ يَطْرُدْهُمْ طَرْدًا
سفر القضاة 1: 30
زَبُولُونُ لَمْ يَطْرُدْ سُكَّانَ قِطْرُونَ، وَلاَ سُكَّانَ نَهْلُولَ، فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِهِ وَكَانُوا تَحْتَ الْجِزْيَةِ
سفر القضاة 1: 33
وَنَفْتَالِي لَمْ يَطْرُدْ سُكَّانَ بَيْتِ شَمْسٍ، وَلاَ سُكَّانَ بَيْتِ عَنَاةَ، بَلْ سَكَنَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ سُكَّانِ الأَرْضِ. فَكَانَ سُكَّانُ بَيْتِ شَمْسٍ وَبَيْتِ عَنَاةَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ لَهُمْ
سفر القضاة 1: 35
فَعَزَمَ الأَمُورِيُّونَ عَلَى السَّكَنِ فِي جَبَلِ حَارَسَ فِي أَيَّلُونَ وَفِي شَعَلُبِّيمَ. وَقَوِيَتْ يَدُ بَيْتِ يُوسُفَ فَكَانُوا تَحْتَ الْجِزْيَةِ
سفر إشعياء 31: 8
وَيَسْقُطُ أَشُّورُ بِسَيْفِ غَيْرِ رَجُل، وَسَيْفُ غَيْرِ إِنْسَانٍ يَأْكُلُهُ، فَيَهْرُبُ مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ، وَيَكُونُ مُخْتَارُوهُ تَحْتَ الْجِزْيَةِ
سفر مراثي إرميا 1: 1
كَيْفَ جَلَسَتْ وَحْدَهَا الْمَدِينَةُ الْكَثِيرَةُ الشَّعْبِ! كَيْفَ صَارَتْ كَأَرْمَلَةٍ الْعَظِيمَةُ فِي الأُمَمِ. السَّيِّدَةُ في الْبُلْدَانِ صَارَتْ تَحْتَ الْجِزْيَةِ
سفر المكابيين الأول 1: 5
واستولى على البلاد والامم والسلاطين فكانوا يحملون اليه الجزية
سفر المكابيين الأول 8: 2
وقصت عليه وقائعهم وما ابدوا من الحماسة في قتال الغاليين وانهم اخضعوهم وضربوا عليهم الجزية
سفر المكابيين الأول 8: 4
وان كان ذلك المكان عنهم بمسافة بعيدة وكسروا الذين اغاروا عليهم من الملوك من اقاصي الارض وضربوهم ضربة عظيمة وانسائر الملوك يحملون اليهم الجزية كل سنة
ونجد في الكتاب المقدس أيضاً ان نبي الله سليمان عليه السلام كان متسلطاً على جميع الممالك من النهر الى ارض فلسطين والى تخوم مصر وكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته كما فى سفر الملوك الأول 4 : 21 فيقول النص كما في ترجمة كتاب الحياة : (فكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل ايام حياته) وفي ترجمة الفانديك : (كانوا يقدمون الهدايا ويخدمون سليمان كل أيام حياته)
بل أن الكتاب المقدس فيه من الشرائع والاحكام ما هو أشد و أعظم بكثير من حكم الجزية ، فالرب مثلاً يأمر أنبيائه ان يضعوا الناس تحت نظام التسخير والعبودية بخلاف الجزية التي أهون بكثير من هذا النظام .... فعلى سبيل المثال نجد في سفر التثنية 20 : 10 أن الرب يأمر نبيه موسى قائلاً : (حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك)
ويقول كاتب سفر صموئيل الثاني كما في ترجمة كتاب الحياة عن نبي الله داود : (وقهر أيضاً الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة، وقاسهم بالحبل فكان يقتل صفين ويستبقي صفاً فأصبح الموآبيين عبيداً لداود يدفعون له الجزية)
إذن فقد كانت الجزية من شرائع التوراة والمسيح عليه السلام لم يذكر كلمة واحدة لإلغائها أو استنكارها :
إنجيل متى 17: 25
قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذًا الْبَنُونَ أَحْرَارٌ
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13: 7
فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ
--------------------------
رابعا : أي الأصناف من الناس تجب عليهم الجزية ؟
إتفق العلماء على أنها تجب بثلاثة أوصاف :
* الذكورية : فلا تؤخذ من النساء
* البلوغ : فلا تؤخذ من الأطفال
* الحرية : فلا تؤخذ من العبيد
فالجزية عوض من القتل .... والقتل إنما هو متوجه بالأمر نحو الرجال البالغين إذ قد نهى عن قتل النساء والصبيان، وكذلك أجمعوا أنها لا تجب على العبيد
واختلف العلماء في أصناف من هؤلاء : منها المجنون والمقعد، والشيخ، وأهل الصوامع، والفقير هل يتبع بها دينا متى أيسر أم لا .... وسبب اختلافهم مبني على : هل يقتلون إذا ما حوربوا أم لا ؟
--------------------------
خامسا : كم المقدار الواجب فى الجزية ؟
* رأى مالك أن القدر الواجب في ذلك هو ما فرضه عمر رضي الله عنه وذلك على أهل الذهب أربعة دنانير، وعلى أهل الورق أربعون درهما، ومع ذلك أرزاق المسلمين وضيافة ثلاثة أيام لا يزاد على ذلك ولا ينقص منه
* وقال الشافعي : أقله محدود وهو دينار وأكثره غير محدود وذلك بحسب ما يصالحون عليه
* وقال قوم : ذلك مصروف إلى اجتهاد الإمام وبه قال الثوري
* وقال أبو حنيفة وأصحابه : الجزية اثنا عشر درهما وأربعة وعشرون درهما وثمانية وأربعون لا ينقص الفقير من اثني عشر درهما ولا يزاد الغني على ثمانية وأربعين درهما، والوسط أربعة وعشرون درهما
* وقال أحمد : دينار أو عدله معافر لا يزاد عليه ولا ينقص منه
وسبب اختلافهم اختلاف الآثار في هذا الباب .... وذلك أنه :
(روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن وأمره أن يأخذ من كل حالم دينارا أو عدله معافر) وهي ثياب باليمن
وثبت عن عمر أنه ضرب الجزية على أهل الذهب أربعة دنانير وعلى أهل الورق أربعين درهما مع ذلك أرزاق المسلمين وضيافة ثلاثة أيام
وروي عنه أيضا أنه بعث عثمان بن حنيف فوضع الجزية على أهل السواد ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثني عشر
فمن حمل هذه الأحاديث كلها على التخيير وتمسك في ذلك بعموم ما ينطلق عليه اسم جزية، إذ ليس في توقيت ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم متفق على صحته وإنما ورد الكتاب في ذلك عاما، قال : لا حد في ذلك وهو الأظهر والله أعلم
ومن جمع بين حديث معاذ والثابت عن عمر قال : أقله محدود ولا حد لأكثره
ومن رجح أحد حديثي عمر قال : إما بأربعين درهما وأربعة دنانير، وإما بثمانية وأربعين درهما وأربعة وعشرين واثني عشر على ما تقدم
ومن رجح حديث معاذ لأنه مرفوع قال : دينار فقط أو عدله معافرا لا يزاد على ذلك ولا ينقص منه
--------------------------
سادسا : متى تجب الجزية ؟
إتفق العلماء على أنها لا تجب إلا بعد الحول، وأنه تسقط عنه إذا أسلم قبل انقضاء الحول
واختلفوا إذا أسلم بعد ما يحول عليه الحول هل تؤخذ منه جزية للحول الماضي بأسره أو لما مضى منه ؟
فقال قوم : إذا أسلم فلا جزية عليه بعد انقضاء الحول كان بعد إسلامه أو قبل انقضائه، وبهذا القول قال الجمهور
وقالت طائفة : إن أسلم بعد الحول وجبت عليه الجزية، وإن أسلم قبل حلول الحول لم تجب عليه
فالعلماء قد اتفقوا على أنه لا تجب عليه قبل انقضاء الحول لأن الحول شرط في وجوبها، فإذا وجد الرافع لها وهو الإسلام قبل تقرر الوجوب لم تجب .... وإنما اختلفوا فيها بعد انقضاء الحول لأنها تكون قد وجبت؛
* فمن رأى أن الإسلام يهدم هذا الواجب في الكفر كما يهدم كثيرا من الواجبات قال : تسقط عنه وإن كان إسلامه بعد الحول
* ومن رأى أنه لا يهدم الإسلام هذا الواجب كما لا يهدم كثيرا من الحقوق المترتبة مثل الديون وغير ذلك قال : لا تسقط بعد انقضاء الحول
فسبب اختلافهم هو هل الإسلام يهدم الجزية الواجبة أو لا يهدمها ؟
--------------------------
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة نيو في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 30
آخر مشاركة: 25-02-2018, 06:37 PM
-
بواسطة دموع التائبين 5 في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 13-04-2011, 01:42 PM
-
بواسطة مـــحـــمـــود المــــصــــري في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 20-10-2009, 08:18 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 03-11-2006, 03:15 PM
-
بواسطة طارق حماد في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 03-08-2006, 02:47 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات