وقد رأى بعض المفكرين المعاصرين الكبار من أمثال "جارودي" و"مراد هوفمان" و"وحيد الدين خان"، و"الندوي" ومن قبلهم "باول شميدت" و"سيد قطب" و"العقاد" وآخرون.. يطرحون الإسلام كبديل لانفلات الحضارة الغربية من إطارها الأخلاقي، بل ومنهم من يرى أن القرن الحادي والعشرين هو قرن الإسلام.. ما رؤيتكم؟

عندما تجد 66% من الأمهات في أستراليا مطلقات وتجد الإحصاءات الرسمية في أمريكا الشمالية تقول: إن 43% من المراهقين فيما بين 12 17 سنة يتعاطون "المارجوانا" و"الكوكايين"، وأن هناك في نفس الشريحة العمرية 11 مليون طفل مراهق يستخدمون الكحوليات والخمور باستمرار، وأن أكثر من 45% وصلوا إلى مرحلة الإدمان، كما تقول نفس الإحصاءات إن متوسط ما يقضيه الآباء مع أبنائهم يومياً يقدر بثلاث دقائق يومياً، وأنه قد قتل في أمريكا الشمالية 4643 طفلاً ومراهقاً عام 1996م بالطلقات النارية منهم 2866 (قتل عمد)، 1309 (انتحار).. أي أنه قد قتل 13 طفلاً ومراهقاً كل يوم.

كما تضاعفت العائلات ذات العائل الواحد: "أي: أم وأولاد من أي أب" أو: "أب وأولاد من أي أم" ثلاثة أضعاف، كما أن 25% من المراهقين مصابون بالأمراض الجنسية قبل تخرجهم من المرحلة الثانوية.

وتخبرنا الإحصاءات أن 80 % من نسائها قد فقدن البكارة قبل الزواج.. وفي سنة 1993م كانت تغتصب امرأة كل دقيقة، وفي أمريكا أعلى نسبة طلاق في العالم

وليست أوروبا بأسعد حظاً من هذه الإحصاءات ذات الدلالات المريعة.. فإيطاليا مثلاً مهددة بتناقص عدد سكانها من 57 مليون نسمة إلى 19 مليون نسمة، جراء فوضى العلاقات الجنسية التي بددت الأسرة وأكلت ثمرتها، وفرنسا تقل نسبة خصوبة المرأة بها 75 % عن مثيلاتها من نساء العالم الثالث.

وماذا كنا ننتظر من مجتمع تقول إحصاءاته إن 95 % من الجنسين في السويد عندهم تجارب جنسية كاملة قبل الزواج، وتبلغ نسبة النساء البريطانيات اللاتي يعشن مع رجل دون رباط رسمي 35 % وتبلغ نسبة الأطفال غير الشرعيين ثلث أطفال إنجلترا، وفي أيسلندا يبلغ هؤلاء الأطفال غير الشرعيين 57.3 % من الأطفال كما تبلغ نسبة هؤلاء المواليد غير الشرعيين بالسويد 52 %.. وفي عام 1999م بلغ الإنفاق العالمي على الدعارة 20 تريليون دولار... وأصبحت هذه هي التجارة العالمية الثالثة بعد السلاح والمخدرات..

إضافة إلى الخلل في توزيع الثروات، ومحاولة الغرب لي ذراع العالم بفرض نموذجه الثقافي والحضاري مرة أخرى بعد فشله الذريع في ذلك منذ قرنين من الزمان.. كل ذلك يجعلنا نقول باطمئنان إذ ما قمنا برسالتنا الحضارية المنوطة بنا إننا الوارثون.. وإن "الإسلام هو الحل البديل"، كما قال هوفمان منذ 25 عاماً.. وإذا أردتم الدليل فاسألوا ألمانيا الغربية وحدها قبل توحدها لتخبركم مساجدها التي جاوزت الألف مسجد.

. أتريد غلبة ، وتريد فوقاً ، وتريد ظهوراً للإسلام أكثر من هذا ؟ إن الدين عند الله الإسلام ... وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى قد جعل من المعارضين للإسلام من يظهر الإسلام على غيره من الأديان لا ظهور اقتناع وإيمان .... لا

بل يظلون على كفرهم ولكن ظروفهم يضطرهم إلى أن يأخذوا حلولاً لقضاياهم الصعبة من الإسلام .... لهذا فقد ظهر هذا الدين وغلب في مواجهة قضايا عديدة ظهرت في مجتمعات المشركين والكافرين الذين يكرهون الإسلام ويحاربونه ، فهذا الظهور غير إيماني ولكنه ظهور إقراري ، أي رغماً عنهم .... لذلك قال تعالى :
{ ولو كره المشركون } و { ولو كره الكافرون } .

اللهم تقبل منا صالح الأعمال
والله أعلم .