مشاهد حية للآخرة فى القرآن الكريم - سلسلة متجددة - بقلم أ.صابر عباس

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

مشاهد حية للآخرة فى القرآن الكريم - سلسلة متجددة - بقلم أ.صابر عباس

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مشاهد حية للآخرة فى القرآن الكريم - سلسلة متجددة - بقلم أ.صابر عباس

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجزء الرابع من القرآن العظيم

    مشاهد حية من الأخرة

    وتأكيدا على حرمة الربا في الشريعة الأسلامية تاتي الأيات في سورة أل عمران .. محذرة المؤمنين من عدم الإنقياد وراء من يتعاملون به حتى ولو كانت دول كبرى .. فسوف يثبت فشل النظام الربوي حتى ولو حقق على المدى القريب أرباح زائفة وقتية .. ولكن واقع الأمر إن نظام الربا يستنزف إقتصاد البلاد ..ويحدث ركودا قد يستمر سنوات
    والبديل الإسلامي يحقق ما تسعى إليه المصارف من تسهيلات
    في المعاملات المالية والمشاركة في المشاريع وتمويلها.. وإخراج الزكاة للفقراء وإقراض دون ربا .
    فالمال لا يمكنه أن يجلب مالا دون أن يستثمر في مشاريع إنتاجية.
    ولذلك جاءت الأيات مشددة على حرمة التعامل بالربا
    والمسارعة إلى التوبة إذا وقعنا في مثل هذه المعملات
    وتظهر الصور جلية لتلكما الحالتين

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ -130
    وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ -131

    يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه احذروا الربا بجميع أنواعه, ولا تأخذوا في القرض زيادة على رؤوس أموالكم وإن قلَّت, فكيف إذا كانت هذه الزيادة تتضاعف كلما حان موعد سداد الدين؟ واتقوا الله بالتزام شرعه; لتفوزوا في الدنيا والآخرة.

    وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ -132
    وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ -133

    وأطيعوا الله -أيها المؤمنون- فيما أمركم به من الطاعات وفيما نهاكم عنه من أكل الربا وغيره من الأشياء, وأطيعوا الرسول; لترحموا, فلا تعذبوا
    وبادروا بطاعتكم لله ورسوله لاغتنام مغفرة عظيمة من ربكم وجنة واسعة, عرضها السموات والأرض, أعدها الله للمتقين.

    الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ -134
    وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ -135

    والذين إذا ارتكبوا ذنبًا كبيرًا أو ظلموا أنفسهم بارتكاب ما دونه, ذكروا وعد الله ووعيده فلجأوا إلى ربهم تائبين, يطلبون منه أن يغفر لهم ذنوبهم, وهم موقنون أنه لا يغفر الذنوب إلا الله, فهم لذلك لا يقيمون على معصية, وهم يعلمون أنهم إن تابوا تاب الله عليهم .

    أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ -136

    جزاؤهم أن يستر الله ذنوبهم, ولهم جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها المياه العذبة, خالدين فيها لا يخرجون منها أبدًا. ونِعْمَ أجر العاملين المغفرة والجنة.

    صورة حية لمصير الكافرين
    وأخرى للأبرار

    قد ينخدع كثير من الناس ببريق الثراء عند الكافرين
    وقد يتمنى بعض الناس أن يصبحوا مثلهم
    والغنى والفقر ليس معيار الأفضلية فالكل سواء أمام العدالة الألهية
    لا فرق بين أبيض وأسود لافرق بين عربي وأعجمي
    لا فرق بين غني وفقير . لا فرق بين المناصب
    إن أكرمكم عند الله أتقاكم
    والكل يحاسب من أين اكتسب المال ؟ وفيما أنفقه ؟؟
    ولكن معيار الأفضلية هنا- وفي الصورة التي سوف تظهر لنا – بين الكفر والأيمان.

    و مع هذه الصورة الحية لكلا الفريقين

    لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ -196
    مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ -197

    لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
    خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ -198

    نسأل الله تعالى أن نكون من أهل الجنة

    ******
    وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجزء الخامس
    مشاهد حية من الأخرة في القرآن العظيم
    وبعض آيات من سورة النساء

    مشهد اليوم يبين لنا واحدة من دلائل الإعجاز في القرأن العظيم
    وهو إعجاز علمي
    حيث إكتشف العلماء حديثا أن جلد الأنسان هو ناقل الأحساس الوحيد إلى المخ…. فإذا أحترق فلا إحساس .


    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا -56

    *****
    وفي المقابل نرى المؤمنين في جنات تجري من تحتها الأنهار
    وهذا النعيم أبدي لا موت فيه .. أزواج مطهرة ,
    و ظل ظليل ..

    وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً -57


    نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهلها

    وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ "إذا دخل أهل الجنة - الجنة- ينادي مناد‏:‏ إن لكم أن تحيوا، فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تصحوا، فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا، فلا تبأسوا أبداً‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

    كيف الوصول إلى هذا النعيم ؟؟
    أسمعوا معي إلى كلام الله تعالى :

    إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا -58
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
    وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً -59


    مشاهد الصحبة في جنات النعيم

    وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا -69

    *****


    وتظهر صورة مرعبة لمن يقتل مؤمنا


    وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا -93


    وتظهر مشاهد اخرى طبقا للسلوك الذي عمله الأنسان
    وليس بالأماني

    ونسمع ونرى هذه المشاهد الحية

    وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً -122

    لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا -123
    وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا -124

    فدخول الجنة ليس بالأماني الكاذبة ولكن بالعمل الصالح ,
    والعمل الصالح يجب أن ينبع من إيمان راسخ في القلب .

    *****

    وهناك مشاهد مرعبة لفئة أشد خطرا على المؤمنين
    لأنهم يظهروا ما ليس في قلوبهم , فهم مع المؤمنين باللسان ومع الكافرين بالقلب والفعل .

    إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا -145
    إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا -146
    مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا -147

    ويفتح الله لهم باب التوبة من هذا الداء الخطير ودعاهم للإصلاح
    والتمسك بكتاب الله والإخلاص له وحده .

    يبين لنا تبارك وتعالى.. أن شكر النعم والأيمان , أمانا من العذاب .
    قال تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ – 7 إبراهيم
    الشكر: تصور النعمة وإظهارها، .... يقال دابة شكور: مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها، ويقال: ناقة شكرة: ممتلئة الضرع من اللبن، بحيث تفيض به .
    وقيل: أصله من عين شكرى، أي: ممتلئة، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه. والشكر ثلاثة أضرب : شكر القلب، وهو تصور النعمة. وشكر اللسان، وهو الثناء على المنعم. وشكر سائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه. وقوله تعالى: (اعملوا آل داود شكرا)- سبأ13- أي أفيضوا بالعطاء والعبادة .
    وإذا وصف الله بالشكر في قوله: (والله شكور حليم) [التغابن/17]، فإنما يعني به إنعامه على عباده، وجزاؤه بما أقاموا من العبادة.

    هذا عن الشكر أما عن الإيمان
    فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل,
    أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره . متفق عليه

    ****
    جعلنا الله من المؤمنين المخلصين
    العاملين بكتابه وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم

    *****

    وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجزء السادس
    مشاهد حية من الأخرة في القرآن العظيم
    وبعض آيات من أخر سورة النساء , وبعض آيات من سورة المائدة

    سورة النساء

    مشهد لما أعد للكافرين .
    وقد ترتب هذا العقاب على مقدمات وضع الأنسان نفسه فيها

    فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا -160
    وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا -161


    وتأتي المشاهد المقابلة بالأجر العظيم لنوعين من الناس
    وهم الراسخون في العلم والمؤمنون بفطرتهم
    والرسوخ في العلم مرحلة أقوى من مجرد العلم
    قال تعالى : وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ - 7 ال عمران
    وقال تعالى : لمن تعلم قشور العلم
    أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ -23 الجاثية

    ونأخذ مثالا واحدا لنوع من العلم
    فإذا درست الطب وعلمت وظائف أعضاء الإنسان,
    وعمل أجهزة الجسم المختلفة وطبيعة تكوينها,
    وأسباب إعتلالها وكيفية علاجها,
    ألا يلفت نظرك من صنع هذه الأجهزة في الجسم ؟؟
    ألا يلفت نظرك من الذي خلق الدواء على سطح الأرض لعلاج مرض هذه الأجهزة ؟؟
    ألا يلفت نظرك أن الدواء قد يفيد مع مريض وقد يموت أخر إذا حان أجله ؟
    أمام هذا العلم صنفان من البشر
    الصنف الأول يكتفي بظاهر العلم لإكتساب المال,
    قال تعالى :
    يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ -7 الروم
    الصنف الثاني تستوقفه تلك الآيات وتدله على خالقه
    قال تعالى :
    إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ -190
    الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ -ال عمران191

    والمؤمن بفطرته النقيه المحب للحق بدون تعمق في علوم بعينها.
    فالراسخون في العلم والمؤمنون يصدقون برسالة الله للعالمين , رسالة الإسلام.

    ويظهر لنا مشهد الراسخون في العلم والمؤمنون بالله ورسله تفتح لهم أبواب القبول فيتحقق لهم الإيمان في الدنيا والأجر العظيم في دار الخلد , جنات النعيم .

    لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا -162
    والمعنى
    لكنِ المتمكنون في العلم بأحكام الله من اليهود, والمؤمنون بالله , يؤمنون بالذي أنزله الله إليك -أيها الرسول- وهو القرآن, وبالذي أنزل إلى الرسل من قبلك كالتوراة والإنجيل, ويؤدُّون الصلاة في أوقاتها, ويخرجون زكاة أموالهم, ويؤمنون بالله وبالبعث والجزاء, أولئك سيعطيهم الله ثوابًا عظيمًا, وهو الجنة.

    سورة المائدة

    مشهد لمصير الذين يسعون في الأرض فسادا

    إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ -33

    وباب التوبة مفتوح قبل فوات الأوان ,
    يحتاج إلى التقوى وإلى إتخاذ الوسيلة إلى الله تعالى ,بمجاهدة النفس والهوى والشيطان.

    إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ -34
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ -35

    ******

    مشاهد مرعبة لأهل النار

    وهم يحاولون أن يفدوا أنفسهم ولم يتقبل منهم ذلك ثم يحاولوا الخروج من النار ولكن لن يفلحوا.
    الفرصة الوحيدة للنجاة في الدنيا قبل الموت , وهو الأيمان بالله وحده لا شريك له , والأيمان بكافة رسله وكتبه وملائكته واليوم الأخر .

    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ -36

    إن الذين جحدوا وحدانية الله, وشريعته, لو أنهم سلكوا جميع ما في الأرض, وملكوا مثله معه, وأرادوا أن يفتدوا أنفسهم يوم القيامة من عذاب الله بما ملكوا, ما تَقبَّل الله ذلك منهم, ولهم عذاب مُوجع.

    يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ -37

    يريد هؤلاء الكافرون الخروج من النار لما يلاقونه من أهوالها, ولا سبيل لهم إلى ذلك, ولهم عذاب دائم.

    حبل النجاة

    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)

    1-إن الذين آمنوا (وهم المسلمون)
    2 - واليهود, ( أتباع موسى )
    3- والصابئين (وهم قوم باقون على فطرتهم, ولا دين مقرر لهم يتبعونه)
    4 - والنصارى (وهم أتباع المسيح عيسى بن مريم)
    من آمن منهم بالله الإيمان الكامل, وهو توحيد الله والتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به, وآمن باليوم الآخر, وعمل العمل الصالح, فلا خوف عليهم من أهوال يوم القيامة, ولا هم يحزنون على ما تركوه وراءهم في الدنيا.

    نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين
    ويدخلنا في الصالحين
    ونسأله الفردوس الأعلى

    *****
    و إلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجزء السابع
    مشاهد للأخرة من القرأن العظيم
    وبعض آيات من أخر سورة المائدة

    مشاهد اليوم حاضرة أمام من يسمعها.
    كأنه يراها وذلك لأهمية الموضوع وتجلية الحقيقة أمام البشر..
    بأنه لا اله إلا الله
    وذلك رحمة بهم قبل أن يروا ذلك المشهد يوم القيامة

    ونعيش مع مشاهد هذا اليوم ..

    إن الفؤاد يرتجف والدموع تنهمر والقلوب المؤمنة
    متعلقة برحمة الله الرحمن الرحيم..
    يوم يجمع الله الرسل وعلى مشهد من الحشر...
    الكل يترقب الكل منتبه لما يقدمه الرسل من تقرير عن
    الأستجابة لهم من قومهم ؟؟؟
    والرسل قد بلغوا رسالة ربهم , فمن الناس من أمن
    ومنهم من كفر..
    وبقي رسول حامت حوله الشبهات إلى أن أعتبره - بعض أتباعه - هو وأمه الهين..
    ويقف " عيسى بن مريم " ليعلن أمام الحشر
    أنه بريء ممن عبدوه وأنه قال للناس: "إن الله ربي وربكم فعبدوه"
    ولم يعلم بما فعله الناس بعد أن توفاه الله ورفعه إليه .


    وإليكم المشهد ينبض بالحياة

    يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109)
    إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110)
    وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)
    إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112)
    قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)

    وهنا نلاحظ شيئا مهما وفرقا بين صحابة "عيسى بن مريم" وأصحاب رسولنا عليه وعلى النبين الصلاة والسلام
    فإن أصحاب "عيسى" سألوه هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ؟؟
    ولكن ما سمعنا أحدا ممن أسلموا وشهدوا أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله – يقول لنبينا هل يستطيع ربك أن ينزل علينا شيئا ما ..


    قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)
    قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)


    الإستجواب الهائل

    وإن الله - سبحانه - ليعلم ماذا قال عيسى للناس.
    ولكنه الاستجواب الهائل الرهيب في اليوم العظيم المرهوب يراد به بيان بشاعة موقف المؤلهين لهذا العبد الصالح الكريم..

    وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ ?
    قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116)
    مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)
    إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)

    قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ
    لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)

    وتختم هذه الصورة الرائعة ببيان حقيقة الملك

    لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)


    ******

    نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين الصادقين
    ويدخلنا في الصالحين
    ونسأله الفردوس الأعلى

    ******

    وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

مشاهد حية للآخرة فى القرآن الكريم - سلسلة متجددة - بقلم أ.صابر عباس

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 183
    آخر مشاركة: 22-08-2016, 05:35 PM
  2. سلسلة الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي من إذاعة القرآن الكريم
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-05-2013, 07:56 PM
  3. عقيدة التوحيد فى بناء الإنسان - بقلم صابر عباس
    بواسطة بن الإسلام في المنتدى العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 05-10-2011, 02:28 PM
  4. هذه هى زوجتى - سلسلة متجددة
    بواسطة بن الإسلام في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-11-2010, 12:51 AM
  5. سلسلة جوامع الكلم في القرآن الكريم للشيخ عبد العظيم بدوى
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-05-2010, 06:02 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مشاهد حية للآخرة فى القرآن الكريم - سلسلة متجددة - بقلم أ.صابر عباس

مشاهد حية للآخرة فى القرآن الكريم - سلسلة متجددة - بقلم أ.صابر عباس