http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=8248الرد على هذا الكلام بسيط جداً :اقتباسالذكر المحفوظ
قالوا ان الله تكفل في حفظ القران . ودليلهم قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر 9 .
فهل لفظة ذكر في القران مقتصرا على القران فقط ؟ وهل المقصود باية سورة الحجر 9 : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) هو القران ؟
وقالوا أيضا أن اية حفظ القران : إِنَّا نَحْنُ... إلى أخر الآية . هي نبوءة وشهادة من الله تعالى بحفظ القران .
نحن لا ننكر ان تعبير الذكر اطلق على القران في اكثر من سورة وآية ، كقوله تعالى : وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّك لمجنون)َ الحج 6
وص 8 . والقمر 25. والنحل 44.و يس 11. والقلم.
وفاتهم ان القران قد أطلق على الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد تعبير الذكر .
ان القرائن القريبة والبعيدة لا تقتصر (الذكر) على القران ، بل هو مرادف للكتاب ، كما ان (أهل الذكر) ، مرادف (لأهل الكتاب) .
فالذكر، في لغة القران ،مرادف للكتاب . وعلى الحصر ، فهو مخصوص بالتوراة ،كقوله : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) الانبياء 105 .
كما هو مخصوص بالإنجيل كقوله : ( ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) ال عمران 58. الخطاب في آية آل عمران 58 لعيسى .
فالذكر الحكيم ، خلافا لما يتوهمه العامة ، مرادف للإنجيل . وتخصيص الذكر بالكتاب ، أي التوراة والانجيل ، يتضح من تسمية القران ( اهل الكتاب) اهل الذكر : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 43 بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) النحل 34-44.
وكقوله : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) الانبياء 7 .
فالذكر على الاطلاق هو الذي عند أهل الكتاب ، اهل الذكر . وما الذكر الذي انزل على محمد سوى تفصيل للذكر الحكيم ، كما ان القران هو (َتَفْصِيلَ الْكِتَابِ) يونس 37 .
كلمة الذكر لم تأتي خاصة بالقرآن فقط ولا خاصة بالإنجيل ولا خاصة بالتوراة فقط .
بل جاءت كلمة الذكر بعدة معني أحرى مثل :
الذكر : له معان متعددة ، فالذكر هو الإخبار بشيء ابتداء ، والحديث عن شيء لم يكن لك به سابق معرفة ، ومنة التذكير بشيء عرفته أولا ، ونريد أن نذكرك به ، كما في قوله تعالى :
{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "55" }
(سورة الذاريات)
ويطلق الذكر على القرآن :
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9" }
(سورة الحجر)
وفي القرآن أفضل الذكر ، وأصدق الأخبار والأحداث كما يطلق الذكر على كل كتاب سابق من عند الله ، كما جاء في قوله تعالى :
{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "43" }
(سورة النحل)
والذكر هو الصيت والرفعة والشرف ، كما في قوله تعالى :
{وإنه لذكر لك ولقومك .. "44" }
(سورة الزخرف)
وقوله تعالى :
{لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم .. "10" }
(سورة الأنبياء)
أي : فيه صيتكم وشرفكم ، ومن ذلك قولنا : فلان له ذكر في قومه .
ومن الذكر ذكر الإنسان لربه بالطاعة والعبادة ، وذكر الله لعبده بالمثوبة والجزاء والرحمة ومن ذلك قوله تعالى :
{فاذكروني أذكركم .. "152" }
(سورة البقرة)
ولكن لو حاولنا التعرف على المقصود من الآية 9 من سورة الحجر وما المقصود بالذكر هنا فعلينا أن نقرأ الآيات التي سبقت هذه الآية :
.
![]()
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ {15/1} رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {15/2} ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ {15/3} وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ {15/4} مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ {15/5} وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ {15/6} لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ {15/7} مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ {15/8} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {15/9}.
.
فهل الكتاب هو شيء غير القرآن؟ ونقول: إن الكتاب إذا أطلق؛ فهو ينصرف إلى كل ما نزل من الله على الرسل؛ كصحف إبراهيم، وزبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى؛ وكل تلك كتب، ولذلك يسمونهم "أهل الكتاب".
أما إذا جاءت كلمة "الكتاب" معرفة بالألف واللام؛ فلا ينصرف إلا للقرآن، لأنه نزل كتاباً خاتماً، ومهيمناً على الكتب الأخرى.
وبعد ذلك جاء بالوصف الخاص وهو (قرآن)، وبذلك يكون قد عطف خاصاً على عام، فالكتاب هو القرآن، ودل بهذا على أنه سيكتب كتاباً، وكان مكتوباً من قبل في اللوح المحفوظ.
وإن قيل: إن الكتب السابقة قد كتبت أيضاً؛ فالرد هو أن تلك الكتب قد كتبت بعد أن نزلت بفترة طويلة، ولم تكتب مثل القرآن ساعة التلقي من جبريل عليه السلام، فالقرآن يتميز بأنه قد كتب في نفس زمن نزوله، ولم يترك لقرون كبقية الكتب ثم بدئ في كتابته.
إذن الذكر هنا المقصود به القرآن وليس أي شيء أخر .
.
نستنتج من هذا هو :
لو إدعى مسيحي بقول نحن اهل الكتاب فنقول لهم : لا
أنتم "أهل كتاب" وليس "أهل الكتاب" لأنكم من المفروض تتبعون عيسى عليه السلام وإنجيله وليس الكتب من عهد سيدنا إبراهيم إلى عهد سيدنا عيسى عليهم السلام .
لأن الكتاب مقصود به ( صحف إبراهيم، وزبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى )
فأنتم كتاب من الكتاب .
وكذلك عندما يدعوا بقول ( نحن أهل الذكر ) فنقول لهم : لا
أنتم "اهل ذكر" وليس "أهل الذكر" لأنكم من المفروض تتبعون عيسى عليه السلام وإنجيله وليس ذكر عهد سيدنا إبراهيم إلى عهد سيدنا عيسى عليهم السلام .
فالذكر إذا أطلق انصرف المعنى إلى القرآن؛ وهو الكتاب الذي يحمل المنهج؛ وسبحانه قد شاء حفظه؛ لأنه المعجزة الدائمة الدالة على صدق بلاغ رسوله صلى الله عليه وسلم.
.
.
المفضلات