« وهل كان قابيل كافرا أو فاسقا غير كافر ؟ «
فيه قولان . لم يذكرهما ابن الجوزي في زاد المسير!
عند ابن عجيبة :" واختلف في كفره ؛ فقال ابن عطية : الظاهر أنه لم يكن قابيل كافرًا ، وإنما كان مؤمنًا عاصيًا ، ولو كافرًا ما تحرج أخوه من قتله ، إذ لا يتحرج من قتل كافر ؛ لأن المؤمن يأبى أن يقتل موحدًا ، ويرضى بأن يُظلَمَ ليجازي في الآخرة .
ونحو هذا فعل عثمان رضي الله عنه لما قصد أهل مصر قتله مع عبدالرحمن بن أبي بكر ، لشُبهةٍ ، وكانوا أربعة آلاف ، فأراد أهل المدينة أن يدفعوا عنه ، فأبى واستسلم لأمر الله .
قال عياض : منعه من الدفع إعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك سَبَقَ به القدر . حيث بشره بالجنة على بلوى تصيبه ، كما في البخاري ، ونقل عن بعض أهل التاريخ : أن شيتًا سار إلى أخيه قابيل ، فقاتله بوصية أبيه له بذلك ، متقلدًا بسيف أبيه . وهو أول من تقلد بالسيف ، فأخذه أخاه أسيرًا وسلسله ، ولم يزل كذلك حتى قبض كافرًا . هـ.
قال ابن عجيبة: ولعل تحرّج أخيه من قتله ؛ لأنه حين قصد قتله لم يُظهِر كفره ، وظهر بعد ذلك ، فلذلك قاتله أخوه شيت بعد ذلك وأسره ، وذكر الثعلبي : أن قابيل لما طرده أبوه ، أخذ بيد أخته أقليمًا ، فهرب بها إلى أرض اليمن ، فأتاه إبليس فقال له : إنما أكلت النار قربان هابيل ، لأنه كان يخدم النار ويعبدها ، فانصب أنت أيضًا نارًا تكون لك ولعقبك ، فبنى بيت نار ، وهو أول من عبد النار . فهذا صريح في كفره . والله تعالى أعلم." انتهى قول ابن عجيبة….

***
ولولا ما ذكره مشايخنا ، ما عرضنا هذه المسألة ؛ إذ لا فائدة تجنى من عرضها سوى العبرة!!!