الف مبروك وربنا يثبته ويهدى الجميع لدين الحق![]()
السلام عليكم
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
نقول لكل من اعتنق الاسلام
لقد اّمنت بالله و برسوله فعليك طاعتهما قبل كل شيء
و لقد أعتقت رقبتك من النار فاشكر الله
مبارك عليك اهتدائك إلى الحق
و أنا في خدمة كل من هداهم الله إلى الإسلام
و إليكم هذا الموضوع من منتدايا :
احتياجات المؤلفة قلوبهم .
******************السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
الحمد لله , و الصلاة و السلام على رسول الله . و أشهد أن لا اله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله , و المسيح عيسى ابن مريم هو عبد الله ورسوله إلى بني إسرائيل , وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام , وأؤمن أن الجنة حق و أن النار حق . وأؤمن بالقدر كله خيره وشره .
أما بعد .
فقد شرح الله صدري للإسلام من زمان بعيد , وهداني منذ حوالي أربعة عشر عاما , و كان عمري يومئذ حوالي أربعين سنة . و بعد إجراءات طويلة مع الروتين أنهيت أوراقي .
و قد ازدادت هذه الإجراءات في هذه الأيام بصورة صعبة جدا, مع ازدياد الضغط الأمريكي و علو صوت النصارى المصريين , بسوء أدب لا متناهي , في أمريكا و كندا و استراليا , وكلهم يتبعون الكنيسة المصرية الأرثوذكسية برئاسة البطرك / شنودة الثالث , وفي مصر أكثر و أكثر .
و انتقلت من صفوف الشمامسة إلى صفوف المصلين في المساجد , و عشت في بداية إسلامي بين عوام المسلمين , ومررت بتجارب كثيرة منها الحلو ومنها المر , و شعرت أنني لم أر الإسلام على حقيقته , لأنهم كانوا يخالطون النصارى بعمق و يقلدونهم في أفعالهم .
و بعد قليل تعرفت إلى فرقة صوفية و معظمهم من أصحاب التعليم العالي , وكان لهم مسجد فيه قبر للشيخ
( الجمل ) وهناك في ( الحضرة ) و عند القبر شعرت أنني في كنيسة .
و شاء الله أن أتعرف إلى الإخوان المسلمين , ووجدت أنهم تنظيم سياسي ديني و ليس ديني سياسي .و خشيت من طريق السياسة الذي لا أحبه . وهذا كان الواقع .
و التصقت بشيخ المسجد , الرجل الأزهري المثقف الواعي , الحريص على الاستزادة من العلم الديني كل يوم,
الذي لا يخاف إلا الله , لا يرجو إلا الله سبحانه وتعالى , الشيخ / إبراهيم سلامه – شيخ مسجد المحطة بالدلنجات – بحيرة – مصر .و أصبحت لا أثق إلا في علمه و عبادته .
و شاء الله أن أتعرف بأحد أتباع الدعوة السلفية في الإسكندرية . و عرفت الإسلام الخالي من التوجهات السياسية ومن عبادة القبور , المبني على أساس قيام كل فرد بتغيير نفسه أولا , على أساس قول الحق سبحانه وتعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
= و خلال تلك الرحلة – من بدايتها إلى اليوم – عايشت الكثيرين من الذين هداهم الله إلى الإسلام , قبلي و بعدي , رجال و نساء , من كل الأعمار , من الشاب الصغير ذو الستة عشر عاما إلى الرجل الكبير ذو التسعة و الخمسين عاما.
= ووجدتهم كلهم يحبون الإسلام ,و يشتاقون إلى عبادة الله التي افتقدوها في المسيحية , و يشتاقون إلى حرية العبادة التي ابتلعها القساوسة .
= وتعرضت للكثير من الفتن , و عشت تجارب الآخرين و ما تعرضوا له من فتن شديدة , و عرفت قصصهم , وما تعرضوا له من معوقات ومن تسهيلات .
= عشت معهم الشوق و الصدمات , والمتاجرة و العثرات .
= و أحببت أن أقدم النصح لكل من يصادفه شخص مثلنا .
= و أعرض السلبيات و العثرات التي قد تصد عن دين الله .
***************************************
1--- التدليل : فان البعض ينظر إلى من اهتدى للإسلام على أنه مولود جديد , فتكون كل طلباته مجابة , والبعض يرفع شأن المهتدي إلى الإسلام وكأنه شيخ و عالم . و كلا الطريقتين تفسد المهتدي , فتقوده إلي الكسل و الطمع, و إلى الكبرياء , فيصعب تعليمه صحيح الدين .
وهو حقا مثل المولود الجديد في احتياجه إلى تعلم الإسلام من بدايته بالتدريج .و خاصة العبادات و القراّن أولا
ولا يجب أن تكون كل طلباته مجابة بدون وعي فتفسده , فالدين أهم من الدنيا . هذا مبدأ أساسي .
2---- التمويل : ولا يجب أن نسلك أحد طرفي النقيض , عملا بقوله تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك , ولا تبسطها كل البسط ...) . فقد رأيت البعض من المسلمين الطيبين يعطي المال بلا حساب ولا سؤال , حتى يفسد المهتدي عن دينه , والبعض يظن أن كل مهتدى إنما جاء لأجل المال فقط , منكرا عليه احتياجه الفعلي للإنفاق , فلا يعطيه , ويمنع الآخرين من إعطائه , كأنه يجب عليه أن يعيش راهبا .
بينما المهتدي يكون في أشد الحاجة إلى المال فعلا في بداية إسلامه بعد أن ترك كل شيء و فر بدينه .
و أنت لا تعرف كيف يكون حال من اتخذ قرارا أن يكون في موقف العداوة لكل أهله و أصحابه في لحظة واحدة
= فيجب إعطائه احتياجاته بحساب , بما يتفق و مستواه الاجتماعي و احتياجاته الأساسية الفعلية , مع البحث له عن عمل بسرعة , لئلا يتعود على الكسل و المال الذي يأتي بدون تعب .
3---- التعليم :
بعض الناس ينظر إلى من هداه الله على أنه أصبح شيخا , حتى أنني رأيت أحدهم يعتلي المنبر ليخطب خطبة الجمعة بعد شهور من اهتدائه , وهو ما زال يدخن السجائر , وما زالت فيه بعض الجاهلية , ويعظم طاغوت النصارى .
وكنت أنا أيضا مثله أدخن السجائر و أنا شماس ولا أرى أنها حرام . و الأمر يختلف في الإسلام .
بل إن بعض المسلمين الطيبين يظن أن من هداه الله أصبح مثل الأنبياء يأتيه الوحي , فيسأله عن أمور الدين والدنيا بدلا من أن يعلمه .
و قد يركب المهتدي الغرور , ويظن نفسه شيئا, فلا يبحث عن العلم الديني الشرعي المفيد له في الدنيا و الآخرة.
4---- الإهانة : و قد يقع المهتدي بين بعض الشباب من محدثي التدين , و قليلي العلم الديني , فيتكبرون على المهتدي لجهله بالدين , و يعاملونه بقسوة , ظانين أنهم بذلك يدفعونه لتعلم العلم الديني , بينما ذلك يصد المسلم المولود في الإسلام.
وهذا رأيته كثيرا من بعض الشباب حديثي التدين – بدون أساس منذ الطفولة , إذ يتعالون على عوام المسلمين
لذلك أرجوكم أن تعلموا أولادكم الإسلام منذ الطفولة لئلا ينشأوا منفرين .
5---- استغلال المهتدين :
وهذا أسوأ ما رأيته , ولا أحب أن أخوض في تفاصيله , فيما تعرضت له أنا و اخوتي و أخواتي المهتدين .
فأحيانا يتم استغلال اسمهم لأغراض شخصية للمحيطين بهم و لأزواجهم , بعلم المهتدي أو بدون علمه , غصبا عنه أو برضاه , و أحيانا يتم استغلال المهتدي أو المهتدية أنفسهم أسوأ استغلال .
و بعد هذه المدة من معايشة تلك المشاكل , أقول : إن كل هذا لم ينفع المستغلين ولا المهتدين , الكل خسر , بل وكان يصد المهتدين أحيانا عن الاهتمام بتعلم الإسلام, إذ انهمكوا في أمور الدنيا و أصبحوا من أهلها , إلا من رحم الله .
فاتقوا الله ما استطعتم , ولا تجعلوا الدنيا أكبر همكم , ولا مبلغ علمكم , فالكل راحل عنها , و المال متروك و ضائع , والدين هو الذي يبقى و ينفع , فلا تؤثروا ما يضيع على ما يبقى .
6----- الرعاية و المتابعة :
إن عدم الاهتمام بتعليمهم الدين الصحيح , و رعايتهم ومتابعتهم لسنوات , بدون ملل , هو من أهم الأمور , فقد يظل الكفر متربعا في القلب لغرض دنيوي طاغ على عقل المهتدي , و قد يصلي و يصوم وهو لا يدري شرائع دينه , و أحيانا لا يصلي ولا يصوم مطلقا , وقد يظل يشرب الخمر , ويطلب من زوجته أن تشاركه , و أن تتبرج , ويطلق العنان للشهوات في المعصية , و يعودها على احتفالات النصارى مثل رأس السنة , و قد ينقاد أهلها مع أسرته, بدعوى المدنية و التحضر ,وقد لا ينقطع عن مجاملة أهله النصارى في أعيادهم و يعود أسرته المسلمة على ذلك تحت أي زعم باطل .فإذا شبع من غرضه رجع الكفر يطغى على عقله و قلبه و يعود أسوأ مما كان عليه .
= و العكس يكون أسوأ حين تظل المهتدية متبرجة , وتقود زوجها ومن حوله , بدعوى التقدم و الحضارة ....الخ , فتكون النتيجة أسرة كاملة لا تعرف الإسلام , وتعيش في الجاهلية التي يدعونها حضارة القرن .
= لذلك , فان تعليمهم قواعد الدين من بدايتها , وتربيتهم عليها كالأطفال , بالصبر عليهم , وبالمنهج البسيط السليم , لهو أمر ضروري جدا , ويجب أن يستمر لسنوات لتعويض ما فاتهم من عمرهم في الكفر , بجهد مضاعف , لمحو ما تربوا عليه و ثبت في الطفولة في عقولهم و قلوبهم .
== و قبل كل شيء :
يجب أن نمتحنهم في العقيدة : ما هي عقيدتك في الله ؟ وفي محمد – صلى الله عليه و سلم ؟ وفي المسيح عيسى – عليه السلام ؟ وفي مريم رضي الله عنها ؟
وبما جاء في صورة الممتحنة .
ونصحح أخطاءهم بالشرح البسيط المتكرر- بلا ملل,
ارجع إلى موقعي ( قبل أن تتزوجوا من النصارى )
و الآن , أتكلم عن موضوع آخر هام :
ماذا ينتظرون منا ؟ أو ماذا يجب علينا نحوهم ؟
******************************
أولا : العلم الديني : بعد أن تركوا الشرك , وهو لا يزال في قلوبهم و عقولهم , يجب أن نبدأ بتعليمهم التوحيد أولا : توحيد الألوهية و الربوبية , توحيد الأسماء و الصفات .
و نبدأ معهم بقواعد الإسلام الخمسة , فمن اقتنع يغتسل أولا , و ينطق الشهادتين ولو أمام شخص واحد مسلم ثم يتعلم الوضوء و الصلاة و يتوضأ و يصلي ركعتين .
و يجب أن نعلمه نواقض الوضوء و الصلاة ,و كيف يتصرف إذا أخطأ , ويعلم النوافل أيضا لأنها تجبر الفرض.
= ثم يتعلم الصيام و حكمته و أحكامه .
= و يجب متابعته في الصلاة و الصوم بدون تهاون , فهما حق الله على العبيد , ولا إسلام بدونهما .
= و نعرفه أن الزكاة حق المسلم على المسلم , وأوجه صرفها , و كذلك الصدقة تبعا لها .
= و يعرف الحج ,و حكمه عند الاستطاعة بامتلاك ثمن الزاد و السفر فقط , بدون تأجيل لأي سبب .
= ثم نعلمه الإيمان بأركانه ( بالله و ملائكته و كتبه و رسله واليوم الآخر و القدر خيره و شره , و الجنة و النار) فكل هذه لا يوجد لها مثيل في المسيحية و اليهودية , إلا في أوهام وخيالات ليس مجالها الآن .
== ثم نعلمه الإحسان : أن يعبد الله كأنه يراه , فان لم يكن يرى الله فان الله يراه .وهو مراعاة إحاطة علم الله
بكل أعمالنا و أفكارنا .
= و ندربه على الالتزام بالاستمرار على الطاعات وان كانت قليلة في البداية , فما لا يؤخذ كله , لا يترك كله .
ثانيا : التأليف : فهو وحيد مهجور من أهله و أصحابه , وفي نفس الوقت يحاول النصارى استعادته بكل الاغراءات .
و الشيطان يستغل هذه الفترة و هذه الوحدة ليرده إلى الضلال ( راجع قصة إسلامي على موقعي ).
ولا يجب أن يكون التأليف بإدخاله البيوت يختلط بالمحارم, فهذا ليس من الإسلام , مع عدم التأكد من نيته و إخلاصه . ولا نتركه مهجورا خوفا من المعصية في اختلاط الشباب بالبنات .
بل يجب أن نبحث له أولا عن المكان المناسب و الصحبة المناسبة و العمل المناسب , ولن نعجز بإذن الله , ولكل من سعى الأجر من الله .
و لا تنسى أخي المسلم و أختي المسلمة أن تكونوا حريصين على ملازمة المهتدي في الذهاب إلى المسجد و في الطاعات و حضور دروس العلم المناسبة له .
ولا بد من سؤاله عن مشاكله , ومساعدته بقدر الإمكان , بدون تفريط أو إفراط .
و يجب الاهتمام بقضاء احتياجاته و مواساته في مشاعره , فقد صار فجأة وحيدا .
ثالثا : المتابعة : و الدال على الخير كفاعله :
حتى بعد أن يتزوج أو يحصل على عمل , لا تتركه , و لكن لا تثقل عليه .
و المتابعة في الدين أهم , و لكن المتابعة في أمور الدنيا مهمة , وكلاهما يجب أن تستمر لسنوات , إلى أن يعتاد المداومة على الصلاة و الصيام و الزكاة ....ألخ . فقد كان قلبه مليئا بالكفر عمرا قبل الإسلام .
رابعا : القدوة الحسنة , مع توجيههم إلى العمل الصالح . مثل صوم و صلاة النوافل , مع التذكير بفوائدها .
لقد ضاع الكثيرون منهم في خضم الحياة بعد التركيز فقط على البحث لهم عن عمل , و التف حولهم العوام الذين يعيشون للدنيا فقط , فأصبحوا من المدخنين و رواد المقاهي و السينما , ولم يتركوا الجاهلية التي كانوا عليها , ولا ما اعتادوا عليه , لأنهم لم يروا الإسلام الصحيح .
وهؤلاء نخشى عليهم الردة مع العثرات و الصدمات , بل ومع دعاوى التنصير التي تظل تلاحقهم بلا يأس .
و إن كانت الهداية من الله .فعلينا تحصيل الحسنات لأنفسنا بتوجيههم و كأنهم أبناءنا , و يمكن أن نربطهم بالصالحين وما أكثرهم في مساجدنا .
خامسا : معاملتهم كمسلمين وليس كنصارى :
و هذا من أكبر الأخطاء التي يقع فيها عوام المسلمين , إذ يظلون ينظرون إليهم على أنهم شيء آخر غير المسلمين , أو أنهم هاربون إلى الإسلام, ويكلمونهم أحيانا – ولو بالمزاح – بأسماء الكفر السابقة .
و لقد نهانا الله عن ذلك في كتابه الحكيم ( ولا تنابذوا بالألقاب . بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ).
فيجب علينا أن نقدم لهم النصيحة بالقدر المناسب لعقل كل منهم , ولا نبالغ في تخطيئهم كلما صدر منهم أمر غير مقبول .
اعتبرهم كأولادك في بداية تعليمهم .
سادسا : عدم الإلحاح عليهم لمعرفة ماضيهم بالتفصيل , وكيف ولماذا اهتدوا .فهذا منهي عنه في كتب العلماء
و لم يكن الرسول صلى الله ليه وسلم ولا صحابته رضي الله عنهم يفعلون ذلك , ولذلك لم نعرف لماذا و كيف أسلم كل يهودي أو نصراني , إلا من روى سيرته بنفسه متطوعا , مثل سلمان الفارسي – رضي الله عنه .
و أشهر قول في النهي عن ذلك هو قول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: ( إن الوحي قد انقطع , فمن أظهر لنا صفحته , قبلناه و أمناه ), والمعنى : أن نقبل الظاهر و نترك الباطن لله سبحانه وتعالى .لأن الله نهى عن كثرة السؤال عما لا يعنينا ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) . فقد يروي لك أحدهم شيئا من ماضيه , فتسيء الظن بإسلامه , أو تخبر آخرين عنه فتضره .
سابعا : عدم الشك فيهم و في نواياهم , و عدم التسليم المطلق لهم :
فان بعض المسلمين يرى أن كل من أسلم فقد فعل ذلك لأمر دنيوي , و هذا هو ما يشيعه النصارى عنهم ليصدوا المسلمين عن مساعدتهم فيرتدوا . و لقد عانيت في بداية إسلامي الكثير من هذا المنطق الخطأ , وما ذلت إلى اليوم , بعد أربعة عشر عاما, سواء من الحاصلين على أعلى الشهادات , ومنهم أستاذ في الأزهر , أو من العوام . حتى أن البعض منهم يصدني عن الدعوة و يتهمني بالكذب لأغراض شخصية ؟؟؟
= و كذلك لا يجب التسليم لهم مطلقا في بداية عهدهم بالإسلام, بل يجب معاملتهم بثقة و حرص , وخاصة مع البنات , فقد تشتاق لأسرتها أو تنهار بسرعة أمام العوائق و الروتين , وما أكثرها و أعقدها الآن.
= فيجب الحرص مع البنت الصغيرة و توجيهها إلى المكان المناسب الذي يخلو من الشباب الذكور , في مدينة بعيدة عن أسرتها, مع كتمان أمرها تماما إلى أن يرزقها الله بالزوج الصالح . لأن أهلها متى عرفوا مكانها سيتهمون من آواها بخطفها . وهذه تهمة كبيرة عند أمن الدولة .
ثامنا : عدم ربط الأسباب المؤدية إلى إسلامهم بما هم عليه بعد إسلامهم :
فكما رأينا منذ بداية الهجرة , إلى اليوم , يوجد من أسلم من أجل حب فتاة مثلا , ثم حسن إسلامه , و أصبح هو رائدا لها في الإسلام .
فلعل الله يجعل أي رجل مسلم سببا لأسلام نصرانية , ليزيد في حسناته , و يدخلها هي و ذريتها الجنة .
فلا تتدخل في الأسباب التي قدرها المولى عز و جل , ولا تسيء الظن بأحد أظهر إيمانه, كما قال عمر ابن الخطاب- رضي الله عنه . فأحسن الظن بعباد الله و لا تسيء الظن إلا بنفسك الأمارة بالسوء إلا من رحم ربي .
و أحسن إليهم لكي يحسن الله إليك ويغفر لك .
= وكنت أنا من أول يوم أعلنت فيه إسلامي , أواجه نفس الأسئلة , من بعض الجهات الحكومية , ومن الكثيرين من العوام , و إلى اليوم , و أسمعها عن غيري من المؤلفة قلوبهم أيضا , وكلها أسئلة تحمل في طياتها الشك و الفضول الشديد ,و سوء الظن , و الصد أحيانا , وبإلحاح وتكرار بلا ملل : مثل :
--- لماذا أسلمت ؟ هل حبا في امرأة ؟
--- هل أعطوك مالا ؟ وما هي الجهة التي تعطيكم أموالا لتسلموا ؟
--- سمعنا أن السعودية ترسل لكل نصراني يسلم خمسين ألف دولار ؟
و يظلون يروجون الإشاعات التي يطلقها النصارى عنا , و يجرحونا , حتى تضيق صدورنا و نهجرهم .
و لعلها ابتلاءات من الله لكل مهتدى ليمحص صدره و قلبه .
--- نصيحة لكل من يتعرف على شخص مثلنا : لكي لا تكسب ذنوبا و أنت لا تدري : اترك الأمر كله لله , ولا تتدخل في الأسباب , فقد تدفع المهتدي إلى الكذب حين لا يجد أجوبة يدفع بها فضولك , لأنه لا يريد أن يصدك أو يخسرك نظرا لحاجته إليك . ثم يعتاد الكذب بسببك , ليفتخر بماضيه أمام الناس.
تاسعا : يجب أن نتوقع منهم أن يحاربهم الشيطان بكل ما عاشوا فيه طفولتهم و شبابهم , و حب الأسرة و الأصدقاء النصارى , فيرتدوا :
فيجب أولا أن نعوضهم عمن فقدوهم , ونلين المعاملة معهم بالرفق و الرحمة و الاحترام و المودة .
وثانيا نقويهم و نساعدهم على الصبر , و نكون عونا لهم على مأساتهم , لا عونا للشيطان عليهم.
و ثالثا لا نزيد الفتنة عليهم بكثرة السؤال عمن هجروهم , فنجدد أحزانهم كلما حاولوا أن ينسوها.
=== و أقسم بالله أنني و غيري تعرضنا للسؤال بإلحاح ومن كثيرين : ألا تحن لأمك ؟ ألم تفتقد أخوتك النصارى ؟....... الخ . و كم بكيت و أنا وحيد من كثرة الشوق . و كان هذا هو وضع الكثيرين مثلي كما سمعت منهم .
= ألا يكفينا ما يسبنا و يشتمنا به أهلنا النصارى إذا لاقونا في الطريق أو اتصلنا بهم بالتليفون لنطمئن عليهم ؟؟؟
العاشر : ألا نجبرهم على مقاطعة أهلهم , ولا ندفعهم إلى أحضانهم , ولا نسب أهلهم أمامهم ,
بل نتخذ موقفا وسطا , بكل حكمة , ونقف معهم بكل طاقتنا في تلك الفترة الحرجة, و نأمرهم بالدعاء لأهلهم بالهداية , و بالصبر على أذاهم , وبالصمود أمام الاغراءات و التحديات بالإيمان بالله .
= إن كل أسرة مسيحية , أسلم منهم فرد , يقولون له نفس الكلام الذي تأمرهم به الكنيسة , وهو ( أنت صرت من الكلاب , فلا تقترب منا إلا إذا تركت هذه الملة الكافرة ) و لك أن تتخيل مدى الأذى النفسي الذي نقع فيه ممن كنا نحبهم طول أجمل سنين عمرنا .
= لذلك يجب أن نثبت المؤلفة قلوبهم , ليصبروا على أذى أهلهم الذي يصل إلى محاولة القتل , و ليكون المهتدين إلى الإسلام صورة حسنة للإسلام .
= لقد روى لي شاب صغير أسلم وهو في السادسة عشرة , بعد أن طرده أبوه من البيت , فلم يجد مكانا يبيت فيه إلا أحد مساجد محطة مصر , حيث تعرف على الإسلام , وأسلم بعد ستة أشهر . وحصل على بطاقته بعناء لا يوصف , بعد عامين , تخلله المبيت بقسم الشرطة ليتأكدوا من صدق نواياه ؟؟؟. وبعد كل هذا أصابه الشوق ليتصل بأمه فكلمها في التليفون , و رآه شاب حديث الالتزام وهو يبكي, فقال له: لا تبكي على كافرة .!!! فأصابه بصدمة , واشتبكا في معركة , ترك بعدها ذلك المسجد . و لكن الله لطف به و ثبته .
الحادي عشر : إظهار الحب لهم – دائما , و إكرامهم , لأنهم من الذين يؤتيهم الله أجرهم مرتين , جزاءا مضاعفا , على ما صبروا بمفارقة الأهل و الأصدقاء , و صبرهم على سوء ظن النصارى و بعض المسلمين بهم ., و على إيمانهم بعيسى عليه السلام أنه عبد الله و رسوله , بعد أن كانوا يعبدونه بدلا من الله, فتركوا عبادة العبد إلى عبادة الرب , و آمنوا أن محمدا رسول الله , و صدقوا بالقراّن .
وهذا أمر شديد الصعوبة , لا تتخيله , أن تنخلع من جلدك , ومن أسرتك , وأصدقائك , لتواجه الدنيا وحدك .
وهذا كله يهون في سبيل النجاة من النار و الفوز بالجنة .
و هذا أمر شاق جدا ,كلما تذكرته و تذكرت مدى ما تعرضت له , وما قاسيته من صراع نفسي و مادي و جسدي , بكيت حزنا على أهلي لأنهم لم يتبعوني , وعلى من أساء الظن بي أو حاربني أو سلبني أو استغل ظروفي لمصالح شخصية من المسلمين .
الثاني عشر : الاستمرار في تشجيعهم بلا انقطاع, على الاستمرار في حفظ القران , و تحصيل العلم الشرعي , و المداومة على الطاعات, و أفضل التشجيع هو القدوة الحسنة من المسلم المولود على الإسلام , و الهدية النافعة في الدين , ولا مانع من الهدية النافعة في الدنيا مهما كانت صغيرة نظرا لاحتياجهم لكل شيء في بداية هجرتهم من أرض الكفر إلى أرض الإسلام , فهي تؤلف القلوب على حب المسلمين و الإسلام , لأنها تتبع سنة النبي صلى الله عليه و سلم ( تهادوا تحابوا ).
= و لقد كانت بدايتي ساخنة جدا مع أخي في الله – الدكتور / علي عيسى أحمد خليل – أخصائي العظام بالدلنجات – بحيرة – مصر , فأهداني المصحف الشريف , و تفسير ابن كثير , و رياض الصالحين , ثم دعاني لمنافسته في حفظ سورة البقرة , فحفظتها , ثم سورة آل عمران فحفظتها . ومنذ أن تركت هذه البلد لم أحفظ شيئا يذكر , لأنني فقدت التشجيع و المعلم .
= إن الإسلام هو دين الحب و الوفاء و الأخوة والرحمة و الجنة . فلا توجد جنة عند النصارى , وهذا يشعل غيرتهم جدا جدا جدا .
= لقد كتبت بحثا عن ( نبي الرحمة ) و حياتي مع صفاته , و أتمنى من الله أن أنشره في كتاب , بعد أن اشتركت به في مسابقة عالمية في السعودية في العام الماضي , ولم أفز فيها .
و قبل أن أختم :
أحب أن أشير إلى شخص ساعد الكثيرين ممن هداهم الله إلى الإسلام ,بالمال و الجهد و الوقت , مع أنه رجل بسيط , وهو الشيخ ( حسن ). واكتسب خبرة كبيرة في هذا المجال , ولم أعرفه إلا بعد إسلامي بسنوات ,
و استطاع أن ينهي أوراق الكثيرين من المهتدين , وينفق من ماله الخاص القليل . جزاه الله عنا كل خير , وعوضه عن سفره لكل المحافظات جريا وراء أوراق المهتدين , و نسأل الله أن يضاعف له الجزاء في ذريته و في الدار الآخرة .
و لقد رأيت في الشيخ ( حسن ) الفراسة التي تميز المؤمن الصادق , و مع ذلك لم يمتنع عن مساعدة أحد من المهتدين مهما ظهر له منه ما يريبه , وكان إحساسه يصدق غالبا .
و كانت نصائحه نافعة جدا , وتضحياته و مساعداته بلا حدود .
اللهم اجمعنا به في الجنة , مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين , وحسن أولئك رفيقا .
إخواني :
قال الله سبحانه و تعالى ( إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم ) .
و أوصاكم – جل في علاه – بنصيب في زكاة المال لإخوانكم المهتدين , لتأليف قلوبهم على الإسلام .
== حتى إن النبي – صلى الله عليه وسلم كان يغدق من المال على من يتوسم فيه الميل للإسلام , حتى أعطى أعرابي قطيع غنم ضخم جدا , لمجرد أنه جاءه يسأله ,وهو على الكفر, فأسرع إلى قومه صائحا : يا قوم أسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر .
= و كان لا يبخل بمال الزكاة على أثرياء المؤلفة قلوبهم , ومنهم العباس عمه , ليعوضهم بخيرات المسلمين , ويريهم أن المسلمين يستهينون بمال الدنيا , مفضلين عليه الآخرة .
== و جاء والى مصر إلى عثمان بن عفان – رضي الله عنه – يسأله في أمر البربر , هل يأخذ منهم الجزية مثل النصارى , أم يقاتلهم , فنهاه , و أمره أن يؤلف قلوبهم و يعطيهم من مال الزكاة , ويرسل إليهم من يعرفهم بالإسلام , فأسلموا , و كانوا أشد الجنود المسلمين قتالا في فتح شمال أفريقيا و الأندلس .
== و نصيب المؤلفة قلوبهم في مال الزكاة – فرض من الله – ولا يمنعه أحد بحجة أن أحد الخلفاء عطله في عهده , فان فرض الله لا يلغيه قول بشر مهما كان .
= ولقد أعطاهم الله من مال الزكاة , ولم يعطهم من الصدقات , ليرفع من قدرهم , ويؤكد على ضرورة استمرار الدعم المالي لهم إلى أن يستقلوا بحياتهم بصورة كريمة . لأن زكاة المال فرض يجب إخراجه كل عام .
= و للأسف , ما زلت إلى اليوم أرى جهل المسلمين بهذه النقطة الهامة ( بدون تعليق )
= انظر إليهم نظرتك إلى اليتيم الذي فقد أهله كلهم وماله كله دفعة واحدة , والذي أوصاك أبوك به أن تعطيه من مال أبيك .
= و لله المثل الأعلى .فالمال كله مال الله , وقد رزقك به , و أمرك بدفع الزكاة وحدد لك أبواب صرفها .وهي تخرج كل عام هجري , وفيها نصيب للمؤلفة قلوبهم .فعليك بطاعة ربك لتفوز بجنته .ولا تتبع إلا كتاب ربك وسنة نبيك .
= أعطهم لسنوات , إلى أن يذوب الكفر من عقولهم و قلوبهم , و لا يبقى فيها إلا الإسلام , و يتعلموا من المسلمين أن يضحوا بالدنيا في سبيل طاعة الله , بعد أن تربوا عمرا على عبادة المال و الكفر.
= لقد تعلمنا بالإسلام أن نضحي بأشياء كثيرة في سبيل طاعة الله . و أكبرها في الجهاد , و الحج و العمرة .
تضحي بمالك و راحتك و استقرارك , وتهجر أهلك و بيتك و تجارتك و مالك ...الخ
= ومنها التضحية بذبح خروف غالي الثمن في العيد الأكبر, طاعة لله ورسوله ( فصل لربك وانحر ) .
= و الغرب المسيحي يحاربنا و يزعم أننا غير متحضرين في ذبح ما نأكل من الحيوانات و الطيور . و يظهرون المدنية و الحضارة بإطلاق الرصاص على رؤوس الحيوانات التي يأكلونها , أو صعق الطيور بالكهرباء , بطريقة وحشية لا يحبها إلا المتوحشون , ولا يرضاها ببشاعتها عاقل .
= و لذلك تجدهم بكل بساطة يطلقون أطنان القنابل على البشر بدون اكتراث , تحت مسميات وهمية .
=== إن الله لا يرضى لنا إلا كل فعل طيب , فأحبوا ما رضي الله لكم , و أطيعوه و أطيعوا رسوله - محمد – صلى الله عليه وسلم . وان تطيعوه تهتدوا .
سبحانك اللهم و بحمدك .
لا اله إلا أنت .
نستغفرك و نتوب إليك .
و صلى اللهم و سلم على سيدنا محمد , و على اّله و صحابته , و ارضي عنهم جميعا .
و الحمد لله رب العالمين .
تم في ذي الحجة 1428
مبارك أخي المحب للإسلام المتمكن من قلبه حب الله الواحد الأحد والنبي العظيم والرسول الكريم خاتم المرسلين نعمة رب العالمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأطهر التسليم كم نشعر برغبتنا الجارف
وشوقنا المحرق للتعرف على قصة هدايتك لتكون سراجا منيرا للحيارى من النصارى الذين يحتاجون بشدة وشوق لنماذج من بني جلتدهم يفهمون عن دينهم بتعايش وممارسة فيكون أدعم لموقفكم في الدعوة للإسلام وتنفع نفسك ودينك الحق فتنعم بحب الله والقرب من رسولة في أعلى الجنان وفقك الله لما يحب ويرضى وعفا الله عما سلف والحمد لله أوله وآخره
أخوك في الله أبو شذى:
مبارك عليك اسلامك أخي الكريم
دكتور وديع أحمد .. طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الفردوس منزلا
اللهم آمين
يارب زدني من علومك واهدني سبل اليقين
وأنر فؤادي بالهدى والخير والحق المبين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمة الاسلام وعلى كلمة الإيمان الف ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر فمبروك لنا جميعا كمسلمين اسلامك اخينا الحبيب
فطرت الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله
اهنئك اخي واهني انفسنا وأسأل الله العظيم ان يعز بك وبنا الإسلام والمسلمين
اللهم اميييييييييييييين
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 7 (0 من الأعضاء و 7 زائر)
المفضلات