تمهيد:
كان لأمهات المؤمنين-رضي الله عنهن- فضل عظيم في تبليغ الدين، ونشر السنة النبوية بين الناس، وخاصة بين النساء، فكانت حجراتهن -رضي الله عنهن- مدارس يقصدها طلاب العلم، فيجد السائل عندهن جوابه، والمستفتي فتواه، والشاك يقينه... ومن نعمة الله تعالى على هذه الأمة أن تعددت هذه المدارس بتعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم، حيث توفي عليه الصلاة والسلام عن تسع نسوة كلهن سمعن منه وشاهدن تفاصيل حياته المعيشية والعبادية على تفاوت بينهن في الحفظ والرواية.
ولقد كان لأمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- مكانة جليلة لدى الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين، كيف لا وقد امتدحهن الله تعالى في محكم تنزيله، فقال عز وجل: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن ...) إلى قوله: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) (الأحزاب:32-34).
كما كان الناس يستنكرون أن يسألهم أحد أو يستفتيهم في الأحوال الخاصة مع وجود أمهات المؤمنين، واعتبر ذهاب إحداهن حدثًا جليلاً يبعث على الحزن، بل عده ابن عباس آية من آيات الله تعالى.
دور أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في رواية الحديث:
الحديث عن عائشة رضي الله عنها يأخذ أبعادًا شتى، في فضلها أو سعة علمها أو فقهها أو أدبها.