مناظرة بين الأخ صاعقة الإسلام والعضو جورج أبو كارو

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

مناظرة بين الأخ صاعقة الإسلام والعضو جورج أبو كارو

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 22

الموضوع: مناظرة بين الأخ صاعقة الإسلام والعضو جورج أبو كارو

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-05-2020
    على الساعة
    02:46 AM

    افتراضي

    أهلاً بك مرة أخرى أستاذ جورج,كنت أتمنى أن تُجيبني على سؤالي الأخير في مداخلتي السابقة حتى نبدأ حوارنا سريعاً ,وعلى هذا أنا أنتظر ردك على سؤالي, وإختصاراً للوقت وإحقاقاً للحق وحتى لا يدعي أحد أننا هضمنا حقك,فلك شروطي في الحوار وفي إنتظار تعليقك عليها إن كان لك تعليقاً.

    1- إحترام المقدسات سواء كانت إسلامية أو مسيحية.

    2- عدم ذكر إسم الرسول صلى الله عليه وسلم مُجرداً بل يكفي أن تقول"رسول الإسلام",وعدم ذكر إسم السيدة عائشة رضي الله عنها مجرداً بل قل"السيدة" وليس في هذا غضاضة فإحترامك لمقدساتي يُعدّ إحتراماً لي شخصياً والعكس صحيح بالطبع.

    3-أن نبدأ بإعتراض أراه في المسيحية,وبعد رد حضرتك وإنتهاء هذه النقطة,يحق لك إن تكتب إعتراضك الذي تراه في الإسلام وبعد إنتهاء النقطة نبدأ من جديد حتى يتبين الجميع أيّنا على الحق واهدى.

    وأحبّ أن أنوّه مرة أخرى أن الغرض من الحوار ليس الجدال والسفسطة الفارغة,ولكنه من أجل البحث عن الحق,فالحق لن يخرج عن أي من طرفي الحوار,فهو إمّا معك وإما معي.

    وأعيد سؤالي مرة أخرى:-

    اقتباس
    هل أنت مُستعد لقبول الحق إذا وجدته معي ؟
    بعد إجابتك عليه سأبدأ أول إعتراضاتي بإذن الله...

    في إنتظارك ولك تحياتي...
    مُناظّرة حَوْلَ الثَّالوْثَْ إنْتَهَتْ بِهْرُوبْ النَصْرَانْيْ
    ..
    http://www.kalemasawaa.com/vb/t18041.html
    .
    القرآن الكريم بين ثبوت الحفظ ودعاوى التحريف
    (دليل طالب العلم لبعض مباحث علوم القرآن لرد الشبهات)

    ..
    http://www.al-maktabeh.com/ar/play.php?catsmktba=1970
    ..
    .

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-05-2020
    على الساعة
    02:46 AM

    افتراضي

    اقتباس
    عذراً أخي الفاضل صاعقة الإسلام لقد أوردت السؤال وجوابي عنه لأبين كيف يطرح السؤال وكيف يحمّل من السائل !!! ؟؟؟
    هل تشاركني فيما أقول ؟
    معك في هذا يا زميلي العزيز,وأوافقك عليه,فلايجب أن نُسبق حكمنا على الشئ من قبل أن نسمع دفاعكم ومنقاشتكم فيه,فإن تبين لنا أن الحق معكم,سلمّنا به,وإن كان الحق معنا,فوجب ساعتها الإعتراف به,وعلى هذا لن أسبق أي أحكام ولن تجد مني بإذن الله كلمة جارحة لك في دينك أو في شخص حضرتك,وهذا هو نظامنا في هذا الحوار إن شاء الله.

    اقتباس
    جوابي وبكل تأكيد نعم وسوف لن أختم مشاركاتي معك في الأسئلة إلاّ وأقول لك عن ماذا أستفدت منك وماذا تعلمت وما هو الحق الذي كان غائباً عني .
    شكراً لك أستاذ جورج وأسأل الله أن يهدينا وإياكم إلى سواء السبيل.

    إنتظر مني المشاركة القادمة حتى ابدأ إن شاء الله,وعذراً لوجود مداخلة مُسبقة لأني مشاركتك كانت غير ظاهرة في حينها,وسيكون الموضوع أسرع من حيث إعتماد المشاركات,عند البدأ الفعلي للمناظرة.

    تحياتي
    مُناظّرة حَوْلَ الثَّالوْثَْ إنْتَهَتْ بِهْرُوبْ النَصْرَانْيْ
    ..
    http://www.kalemasawaa.com/vb/t18041.html
    .
    القرآن الكريم بين ثبوت الحفظ ودعاوى التحريف
    (دليل طالب العلم لبعض مباحث علوم القرآن لرد الشبهات)

    ..
    http://www.al-maktabeh.com/ar/play.php?catsmktba=1970
    ..
    .

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-05-2020
    على الساعة
    02:46 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

    .

    متى 5
    28 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُإِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.

    نفهم من قول يسوع أن من نظر إلى إمرأة بشهوة,فإن هذا يُعد زنا,مُجرد النظرة إعتبرها يسوع المسيح وقوع في خطيّة الزنا والتي حرّم الناموس الوقوع فيها{(خر4:20)}

    ولكننا من ناحية أخرى نجد أن يسوع ترك إمرأة بحسب رواية الأناجيل,تسكب على جسده الطيب وتدهنه وتدلكه وتمسح شعرها برجلي يسوع وتقبّلها,فكيف يسمح يسوع المسيح لإمرأة غريبة بأن تمسّ جسمه بهذا الشكل الجنسي؟

    لوقا 7
    38 وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ.
    .

    لوقا 7
    45 قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي، وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ
    .

    يوحنا 12
    3 فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ.
    .

    يوحنا 11
    2 وَكَانَتْ مَرْيَمُ، الَّتِي كَانَ لِعَازَرُ أَخُوهَا مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِطِيبٍ، وَمَسَحَتْ رِجْلَيْهِ بِشَعْرِهَا.

    والسؤال: ما هي العلاقة الشرعية بين يسوع ومريم حتى تُدلك وتُقبل وتدهن جسد يسوع -بحجة التكفين- بهذه الطريقة التي تُثير شهوة أي إنسان ؟
    مُناظّرة حَوْلَ الثَّالوْثَْ إنْتَهَتْ بِهْرُوبْ النَصْرَانْيْ
    ..
    http://www.kalemasawaa.com/vb/t18041.html
    .
    القرآن الكريم بين ثبوت الحفظ ودعاوى التحريف
    (دليل طالب العلم لبعض مباحث علوم القرآن لرد الشبهات)

    ..
    http://www.al-maktabeh.com/ar/play.php?catsmktba=1970
    ..
    .

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    117
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    26-10-2014
    على الساعة
    01:02 AM

    افتراضي مهما يكن لكم من قولٍ أو فعل ، فليكن باسم الرب يسوع ( قولسي 3/17 )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الفاضل صاعة الإسلام ، سررت بتعقيبك على استنتاجي في المشاركة السابقة بقولك :
    اقتباس
    معك في هذا يا زميلي العزيز,وأوافقك عليه,فلايجب أن نُسبق حكمنا على الشئ من قبل أن نسمع دفاعكم ومنقاشتكم فيه,فإن تبين لنا أن الحق معكم,سلمّنا به,وإن كان الحق معنا,فوجب ساعتها الإعتراف به,وعلى هذا لن أسبق أي أحكام ولن تجد مني بإذن الله كلمة جارحة لك في دينك أو في شخص حضرتك,وهذا هو نظامنا في هذا الحوار إن شاء الله.

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    117
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    26-10-2014
    على الساعة
    01:02 AM

    افتراضي مهما يكن لكم من قولٍ أو فعل ، فليكن باسم الرب يسوع ( قولسي 3/17 )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اقتباس
    28 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُإِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.

    نفهم من قول يسوع أن من نظر إلى إمرأة بشهوة,فإن هذا يُعد زنا,مُجرد النظرة إعتبرها يسوع المسيح وقوع في خطيّة الزنا والتي حرّم الناموس الوقوع فيها{(خر4:20)} ( المرجع خروج 20/14 ) .
    نعم ، لهذا اعطى السيد المسيح بعداً جديداً للفعل ( الزنى ) فلم يعد فعلاً حرفياً بل وضع يده على الجرح إذ قال : " سمعتم أنّه قيل : " لا تزنِ " . أمّا أنا فأقول لكم : من نظر إلى امرأة بشهوة ، زنى بها في قلبه . " ( متى 5/27-28 ).
    فالسيّد المسيح له المجد يريد أن يعالج أساس المشكلة ، أي من أين تنبع الخطيئة . العين ،النظرة الخاطئة ، أي الشهوة ، يعني من الداخل من القلب . لهذا الطهارة الحقيقية تنبع من الداخل ,أيضاً من الداخل تنع الخطايا . " سراج الجسد هو العين . فإن كانت عينك سليمة ، كان جسدك كله نيراً. وإن كانت عينك مريضة ، كان جسدك كله مظلماً . فإذا كان النور الذي فيك ظلاماً ، فيا له من ظلام ! " ( متى 6/22-23 ).
    اقتباس
    ولكننا من ناحية أخرى نجد أن يسوع ترك إمرأة بحسب رواية الأناجيل,تسكب على جسده الطيب وتدهنه وتدلكه وتمسح شعرها برجلي يسوع وتقبّلها,فكيف يسمح يسوع المسيح لإمرأة غريبة بأن تمسّ جسمه بهذا الشكل الجنسي؟
    السؤال : لماذا يسمح لامرأة غريبة بأن تمس جسمه ..
    أخي الفاضل صاعقةالإسلام سوف أضع النص الإنجيلي كاملاً , لكي توضح الصورة :
    تـوبـة امرأة خـاطئة :
    7 36 ودَعاهُ أَحَدُ الفِرِّيسيِّينَ إِلى الطَّعامِ عِندَه، فدَخَلَ بَيتَ الفِرِّيسيّ وجَلَس إِلى المائدَة.
    37 وإِذا بِامرأَةٍ خاطِئَةٍ كانت في المَدينة، عَلِمَت أَنَّهُ على المائِدَةِ في بيتِ الفِرِّيسيّ، فجاءت ومعَها قاروةُ طِيبٍ،
    38 ووَقَفَت مِنْ خَلْفُ عِندَ رِجْلَيه وهيَ تَبْكي، وجَعَلَت تَبُلُّ قَدَمَيهِ بِالدُّموع، وتَمسَحُهُما بِشَعْرِ رَأسِها، وتُقَبِّلُ قَدَمَيه وتَدهُنُهما بِالطِّيب.
    39 فلَمَّا رأَى الفِرِّيسيُّ الَّذي دَعاهُ هذا الأَمر، قالَ في نَفْسِه: "لو كانَ هذا الرَّجُلُ نَبِيّاً، لَعَلِمَ مَن هِيَ المَرأَةُ الَّتي تَلمِسُه وما حالُها: إِنَّها خاطِئَة".
    40 فأَجابَه يسوع: "يا سِمعان، عندي ما أَقولُه لَكَ". فقالَ: "قُلْ يا مُعلِّم".
    41 قال: "كانَ لِمُدايِنٍ مَدينان، على أَحدِهما خَمسُمِائةِ دينارٍ وعلى الآخَرِ خَمسون.
    42 ولَم يَكُنْ بِإِمكانِهِما أَن يُوفِيا دَينَهُما فأَعفاهُما جَميعاً. فأَيُّهما يَكونُ أَكثَرَ حُبّاً لَه ؟"
    43 فأَجابَه سِمعان: "أَظُنُّه ذاك الَّذي أَعفاهُ مِنَ الأَكثرَ". فقالَ له: "بِالصَّوابِ حَكَمتَ".
    44 ثُمَّ التَفَتَ إِلى المَرأَةِ وقالَ لِسِمعان: "أَتَرى هذهِ المَرأَة ؟ إِنِّي دَخَلتُ بَيتَكَ فما سكَبتَ على قَدَمَيَّ ماءً. وأَمَّا هِيَ فَبِالدُّموعِ بَلَّت قَدَمَيَّ وبِشَعرِها مَسَحَتهُما.
    45 أَنتَ ما قَبَّلتَني قُبلَةً، وأَمَّا هي فلَم تَكُفَّ مُذ دَخَلَت عَن تَقبيلِ قَدَمَيَّ.
    46 أَنتَ ما دَهَنتَ رأسي بِزَيتٍ مُعَطَّر، أَمَّا هِيَ فَبِالطِّيبِ دَهَنَتْ قَدَمَيَّ.
    47 فإِذا قُلتُ لَكَ إِنَّ خَطاياها الكَثيرَةَ غُفِرَت لَها، فِلأَنَّها أَظهَرَت حُبّاً كثيراً. وأَمَّا الَّذي يُغفَرُ له القَليل، فإِنَّه يُظهِرُ حُبّاً قَليلاً"،
    48 ثُمَّ قالَ لَها: "غُفِرَت لَكِ خَطاياكِ".
    49 فأَخَذَ جُلَساؤُه على الطَّعامِ يَقولونَ في أَنفُسِهم: "مَن هذا حَتَّى يَغفِرَ الخَطايا ؟"
    50 فقالَ لِلمَرأَة: "إِيمانُكِ خَلَّصَكِ فاذهَبي بِسَلام".
    لقد لبّى يسوع دعوة الفريسي سمعان لتناول الطعام على مائدته , لأن يسوع أحب خصومه مع أنهم قصدوا أن يهلكوه . ومع أن سمعان كان يحترم السيد المسيح , إلاّ أنه كان يزدري به بعض الازدراء بالنظر إلى أصله الناصري , وإلى عدم تخرجه من إحدى مدارسهم العالية , وإلى معيشته الفقيرة . وكان يحتقره من الوجه الديني لعدم قيامه بالعوائد والتقاليد الفريسية .
    لذلك لم يقدم للمسيح الاحترام والخدمة كجاري العادة في الضيافات
    . وانتشر في المدينة خبر قبول المسيح دعوة سمعان , وربما انتشر أيضاً خبر تقصير سمعان في إكرامه الواجب , فتحمست لذلك امرأة في المدينة كانت خاطئة ,
    لم تتحمل معاملة التحقير لهذا المعلم والنبي الفاضل , فقصدت أن تعوّض عن ذلك التقصير في إكرامه فجاءت بقارورة طيب و وقفت عند قدميه , لأنها تعرف مقامها الدنيء في أعين المجتمعين , وتشعر بثقل خطاياها الماضية . فلم تجسر أن تتقدم لتسكب هذا الطيب الثمين على رأس المسيح , فاستبدلت رأسه بقدميه . نراها واقفة وراءه تدهن قدميه بالطيب . لكن أطيب من الطيب دموع توبتها السخية التي تتساقط وتمتزج مع الطيب , فعملها هذا الإكرامي مألوف عند الناظرين . لكن غير المألوف رؤية امرأة شريرة تذرف دموع التوبة أمام عيونهم , مع الاحترام الذي جعلها تمسح قدمي هذا المعلم بأعزّ ما لديها أي شعرها . ولم يدركوا انها فعلت فعل المستعطي المتذلل , ثم الآخذ الشكور , فقبّلت قدمي المسيح الذي قادها للتوبة والخلاص
    . كان سمعان الفريسي يتحاشى العشارين والخطاة . ولذلك فقد استاء للغاية من دخول المرأة الخاطئة بيته , ومن العمل الذي قامت به للمسيح –
    ولا بد أنه استغرب كيف يقبل المسيح ما عملته به هذه المرأة . ألا يعلم من تكون ؟ إن كان المسيح يعلم فقد أخطأ بقبول لمساتها له . وإن لم يكن يعلم فهو ليس نبياً . دارت هذه الأفكار في عقل سمعان الفريسي
    – ولكنه لم يقل منها شيئاً . وعرف المسيح ما جال في فكر سمعان , فوجّه إليه مثل المديونان , ثم سأله سؤلاً : " فمن منهما يحب المداين أكثر "؟ فأجاب سمعان : " أظن الذي سامحه بالأكثر " .
    كان المسيح يريد أن يقول لسمعان إنه هو المديون بالقليل , أمّا المرأة الخاطئة فهي المديونة بالكثير
    . قارن المسيح دموعها التي سكبتها على رجليه ونشفتهما بشعر رأسها بالماء الذي لم يقدمه سمعان لغسلهما . وقارن تقبيلها لقدميه بالتي لم يطبعها سمعان على وجنتيه . وقارن الطّيب الثمين الذي سكبته , بالزيت الرخيص الذي بخل به سمعان عليه .
    وفسر قصدها الشريف بأنه طلب المغفرة منه على خطاياها الجسيمة , وانه منحها الضمان بأنه قد استجاب هذا الطلب
    . فشكرُها الحبي للذي منح الغفران جاء نتيجة لشعورها بعظم آثامها .
    أين هو فعل الزنى الذي يكمن في هذا العمل سامحك الله ؟ هل أنك مثل سمعان ؟ الذي لم يشعر بعظم آثامه , ولم يشعر أيضاً بالشكر الحبيّ نظيرها , فلم يفهم شعورها .
    وقول السيد المسيح : " قد غُفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً " يُؤخذ مع المثل الذي أوضح فيه السيد المسيح لسمعان أن الخاطئ يحب كثيراً لأنه غُفر له كثير . فلا يُستنتج أن محبة الخاطئ لله تسبق المغفرة وتكون سببها , بل عكس ذلك هو الصحيح . في القولين ليس المقصود أن الذي يحب كثيراً يُغفر له لأنه أحب , بل إن الذي يُغفر له كثيراً يحِب كثيراً لأنه غُفر له الكثير . ثم قال السيد المسيح للمرأة : " مغفورة لك خطاياك " . ولما عرف السيد المسيح أن الحاضرين ينتقدونه , كما سبق أن انتقده أهل كفر ناحوم على غفرانه لخطايا المفلوج ( المقعد ) لوقا 5/20 , قال السيد المسيح للمرأة : " إيمانك قد خلّصك . اذهبي بسلام " . وكل من يغفر الله له الكثير يجتهد ألّا يعود إلى الخطية التي غفرها الله له .
    ولا زال ربنا يسوع المسيح إلى يومنا , المخلصَ الذي يغفر للخاطئ ويردُّه عن ضلال طريقه .
    اقتباس
    يوحنا 12
    3 فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ.
    .

    يوحنا 11
    2 وَكَانَتْ مَرْيَمُ، الَّتِي كَانَ لِعَازَرُ أَخُوهَا مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِطِيبٍ، وَمَسَحَتْ رِجْلَيْهِ بِشَعْرِهَا.

    والسؤال: ما هي العلاقة الشرعية بين يسوع ومريم حتى تُدلك وتُقبل وتدهن جسد يسوع -بحجة التكفين- بهذه الطريقة التي تُثير شهوة أي إنسان ؟
    أخي صاعقة الإسلام أنك تدمج حادثتين مختلفتين في المكان والزمان والأشخاص . فالأولى كانت امرأة خاطئة دخلت بيت الفريسي مكان الضيافة للسيّد المسيح ، أما الثانية فهي في بيت عنيا ، عند بيت صديقه ليعازر وأختاه مريم ومرثا . والفعل التي قامت به مريم هو من العادات في الضيافة وسكب الطيب للمقام السامي للشخص الضيف كما نوهنا سابقاً بالحادثة الأولى في بيت الفريسي . والحادثة جرت بمرأى ومسمع الجميع ولو كان في ذلك ( شهوة أو فعل خاطئ ) لما سكت مبغضيه من اليهود عليه .

    وبهذا العرض أخي صاعقة الإسلام أكون قد أجبت على سؤالك . لهذا أدعوك أخي بأن لا تقف في قراءة الآيات الإنجيليّة من الكتاب المقدس موقف الناظر السطحي بل أدعوك لأن تغوص في عمقه لتسمع صوت الرب يكلمك .
    والسلام عليكم .

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    117
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    26-10-2014
    على الساعة
    01:02 AM

    افتراضي مهما يكن لكم من قولٍ أو فعل ، فليكن باسم الرب يسوع ( قولسي 3/17 )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي ومحاوري أ صاعقة الإسلام الفاضل .
    ما رأيك في احداث انقلاب على منهجية المناظرة بيننا فبدلاً من أن يكون السؤال بصيغته السلبيّة ، يكون السؤال بصيغته الإيجابيّة .
    الحوار بين المسيحيّة والإسلام يجب ألاّ يتوقف عند الأمور المختلف فيها بين الديانتين . بل يجب أن يركّز على الأمور المشتركة بينهما .

    هذه هي الذهنيّة الجديدة التي تصلح لأن تكون أساساً ترتكز عليه العلاقات المسيحيّة - الإسلاميّة وتنطلق منه لبناء عيش مشترك . فالعيش المشترك مستحيل بين أناس يعّد بعضهم بعضاً كفاراً ؛ وإن عاشوا معاً فترة من الزمن ، يبقى الرابط الذي يجمعهم سريع العطب ومعرضاً للانحلال لدى أدنى خلاف يقع بينهم . والذين يصمّمون الحروب بين الجماعات البشريّة لمصالحهم الخاصّة يعرفون جيداً هذا الأمر ، لذلك يستغلون تلك الخلافات الدينيّة ليوقعوا البشر في حروبٍ تتخذ شكل حروب دينيّة ، وما هي في الواقع إلاّ حروب أطماع سياسيّة ، سواء أكانت حروباً بين بلدان مختلفة أم حروباً أهليّة بين أبناء البلد الواحد .
    لذلك لا بدّ لنا في أيّ حديث عن العلاقات المسيحيّة - الإسلاميّة أن نبدأ فنؤكد نقاط التلاقي بين المسيحيّة والإسلام على صعيد العقيدة وعلى صعيد الأخلاق ، وذلك في سبيل تنوير الأذهان وتنبيه الضمائر ولإيقاظ الوعي لدى المسيحيّين والمسلمين أنّ الطرف الآخر الذي يدخلون في علاقة معه أو يعيشون وإيّاه في دولةٍ واحدة هو قريبٌ بل أخٌ لهم ليس على صعيد المواطنة وحسب بل أيضاً وقبل ذلك على صعيد الإيمان والأخلاق ، وإن كانت ثمّة أمور يختلف فيها معهم .
    فيا أيّها المسيحيون ويا أيّها المسلمون أجمع ، إنّ الأمور المشتركة بيننا على صعيد الإيمان وعلى صعيد الأخلاق أكثر بكثيرمن الأمور التي نختلف فيها .

    وهذه الأمور المشتركة كافية لأن نبني انطلاقاً منها علاقات أخوّة ومحبة وتعاون ، ونعيش في عالم أزيلت فيه المسافات بين البلدان ، وبقيت مع الأسف المسافات بين الناس وبين المؤمنين من مختلف الأديان . وهذه المسافات يطلب منّا الله أن نزيلها . ولنا في القرآن الكريم والإنجيل المقدّس أقوال كثيرة تدعونا إلى إزالة المسافات بين الناس ، حتى بين الأعداء ، كقول السيّد المسيح في الإنجيل المقدّس :
    " سمعتم أنه قيل : أحبب قريبك وأبغض عدوّك . أمّا أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم ، وصلّوا لأجل الذين يضطهدونكم ، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات : فإنه يُطلع شمسه على الأشرار والصالحين ، ويمطر على الأبرار والأثمة "
    ( متى 5/43-46 ) . ونجد صدى هذه الوصيّة في قول بولس الرسول : " لا تكافئوا أحداً على شرّ بشرّ ؛ بل اعتنوا بفعل الخير أمام جميع الناس . سالموا جميع الناس إن أمكن ، وما استطعتم إلى ذلك سبيلاً . لا تنتتقموا لأنفسكم ، أيّها الأحباء ، بل اتركوا موضعاً للغضب .." ( روم 12/17 ت ) . وفي المعنى عينه يطلب القرآن الكريم من المؤمنين تحويل أعدائهم إلى أصدقاء بالإحسان إليهم :
    " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) "
    ( سورة فصلت ) .

    وسؤالي لك هو : ماهي نقاط التلاقي بين المسيحيّة والإسلام على صعيد العقيدة والأخلاق ؟

    بإنتظار مشاركتك .
    والسلام عليكم .

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-05-2020
    على الساعة
    02:46 AM

    افتراضي

    مرحباً بك صديقي المحترم"جورج" وأريد أن أحيط علم حضرتك أني حاورت الكثير من المسيحيين ولكن حضرتك أثرت إعجابي بأدبك وإحترامك وعلمك,فلك مني أجمل تحية.

    اقتباس
    نعم ، لهذا اعطى السيد المسيح بعداً جديداً للفعل ( الزنى ) فلم يعد فعلاً حرفياً بل وضع يده على الجرح إذ قال : " سمعتم أنّه قيل : " لا تزنِ " . أمّا أنا فأقول لكم : من نظر إلى امرأة بشهوة ، زنى بها في قلبه . " ( متى 5/27-28 ).
    فالسيّد المسيح له المجد يريد أن يعالج أساس المشكلة ، أي من أين تنبع الخطيئة . العين ،النظرة الخاطئة ، أي الشهوة ، يعني من الداخل من القلب . لهذا الطهارة الحقيقية تنبع من الداخل ,أيضاً من الداخل تنع الخطايا . " سراج الجسد هو العين . فإن كانت عينك سليمة ، كان جسدك كله نيراً. وإن كانت عينك مريضة ، كان جسدك كله مظلماً . فإذا كان النور الذي فيك ظلاماً ، فيا له من ظلام ! " ( متى 6/22-23 ).
    كلام جميل يا زميلي ولكن للأسف الحقيقة عكس ذلك تماما,دعني أوضح لك شئ قبل أن أشرع في الرد وهو أني أذكر إعتراضات أراها نُسبت باطلاً للمسيح عليه السلام,وعلى هذا فكل إعتراض أذكره لايعني أني أرمي به المسيح ولكني أنوء أن يقع فيه شخص كالمسيح عليه السلام,لذلك إعتراضاتي من باب الحب والإحترام لهذا النبي العظيم وليست من باب الغمز واللمز.

    كلام حضرتك ممكن يُصدقه شخص لم يقرأ الإنجيل,وهذا لا يعني أني أكذبك -لا ويشهد الله- ولكني قصدي أن من لم يقرأ الإنجيل قراءة متأنية من الممكن أن يعتبر هذه إجابة,ولكن للأسف نحن نجد أن المسيح لم يُدين الزنا رغم معرفته أو رغم القبض على شخص مُتلبس في وضع زنا.

    يوحنا 4
    16 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا»17أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ،18لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ».19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!

    اقتباس
    السؤال : لماذا يسمح لامرأة غريبة بأن تمس جسمه ..
    أخي الفاضل صاعقةالإسلام سوف أضع النص الإنجيلي كاملاً , لكي توضح الصورة :
    تـوبـة امرأة خـاطئة :
    7 36 ودَعاهُ أَحَدُ الفِرِّيسيِّينَ إِلى الطَّعامِ عِندَه، فدَخَلَ بَيتَ الفِرِّيسيّ وجَلَس إِلى المائدَة.
    37 وإِذا بِامرأَةٍ خاطِئَةٍ كانت في المَدينة، عَلِمَت أَنَّهُ على المائِدَةِ في بيتِ الفِرِّيسيّ، فجاءت ومعَها قاروةُ طِيبٍ،
    38 ووَقَفَت مِنْ خَلْفُ عِندَ رِجْلَيه وهيَ تَبْكي، وجَعَلَت تَبُلُّ قَدَمَيهِ بِالدُّموع، وتَمسَحُهُما بِشَعْرِ رَأسِها، وتُقَبِّلُ قَدَمَيه وتَدهُنُهما بِالطِّيب.
    39 فلَمَّا رأَى الفِرِّيسيُّ الَّذي دَعاهُ هذا الأَمر، قالَ في نَفْسِه: "لو كانَ هذا الرَّجُلُ نَبِيّاً، لَعَلِمَ مَن هِيَ المَرأَةُ الَّتي تَلمِسُه وما حالُها: إِنَّها خاطِئَة".
    40 فأَجابَه يسوع: "يا سِمعان، عندي ما أَقولُه لَكَ". فقالَ: "قُلْ يا مُعلِّم".
    41 قال: "كانَ لِمُدايِنٍ مَدينان، على أَحدِهما خَمسُمِائةِ دينارٍ وعلى الآخَرِ خَمسون.
    42 ولَم يَكُنْ بِإِمكانِهِما أَن يُوفِيا دَينَهُما فأَعفاهُما جَميعاً. فأَيُّهما يَكونُ أَكثَرَ حُبّاً لَه ؟"
    43 فأَجابَه سِمعان: "أَظُنُّه ذاك الَّذي أَعفاهُ مِنَ الأَكثرَ". فقالَ له: "بِالصَّوابِ حَكَمتَ".
    44 ثُمَّ التَفَتَ إِلى المَرأَةِ وقالَ لِسِمعان: "أَتَرى هذهِ المَرأَة ؟ إِنِّي دَخَلتُ بَيتَكَ فما سكَبتَ على قَدَمَيَّ ماءً. وأَمَّا هِيَ فَبِالدُّموعِ بَلَّت قَدَمَيَّ وبِشَعرِها مَسَحَتهُما.
    45 أَنتَ ما قَبَّلتَني قُبلَةً، وأَمَّا هي فلَم تَكُفَّ مُذ دَخَلَت عَن تَقبيلِ قَدَمَيَّ.
    46 أَنتَ ما دَهَنتَ رأسي بِزَيتٍ مُعَطَّر، أَمَّا هِيَ فَبِالطِّيبِ دَهَنَتْ قَدَمَيَّ.
    47 فإِذا قُلتُ لَكَ إِنَّ خَطاياها الكَثيرَةَ غُفِرَت لَها، فِلأَنَّها أَظهَرَت حُبّاً كثيراً. وأَمَّا الَّذي يُغفَرُ له القَليل، فإِنَّه يُظهِرُ حُبّاً قَليلاً"،
    48 ثُمَّ قالَ لَها: "غُفِرَت لَكِ خَطاياكِ".
    49 فأَخَذَ جُلَساؤُه على الطَّعامِ يَقولونَ في أَنفُسِهم: "مَن هذا حَتَّى يَغفِرَ الخَطايا ؟"
    50 فقالَ لِلمَرأَة: "إِيمانُكِ خَلَّصَكِ فاذهَبي بِسَلام".
    لقد لبّى يسوع دعوة الفريسي سمعان لتناول الطعام على مائدته , لأن يسوع أحب خصومه مع أنهم قصدوا أن يهلكوه . ومع أن سمعان كان يحترم السيد المسيح , إلاّ أنه كان يزدري به بعض الازدراء بالنظر إلى أصله الناصري , وإلى عدم تخرجه من إحدى مدارسهم العالية , وإلى معيشته الفقيرة . وكان يحتقره من الوجه الديني لعدم قيامه بالعوائد والتقاليد الفريسية . لذلك لم يقدم للمسيح الاحترام والخدمة كجاري العادة في الضيافات
    . وانتشر في المدينة خبر قبول المسيح دعوة سمعان , وربما انتشر أيضاً خبر تقصير سمعان في إكرامه الواجب , فتحمست لذلك امرأة في المدينة كانت خاطئة , لم تتحمل معاملة التحقير لهذا المعلم والنبي الفاضل , فقصدت أن تعوّض عن ذلك التقصير في إكرامه فجاءت بقارورة طيب و وقفت عند قدميه , لأنها تعرف مقامها الدنيء في أعين المجتمعين , وتشعر بثقل خطاياها الماضية . فلم تجسر أن تتقدم لتسكب هذا الطيب الثمين على رأس المسيح , فاستبدلت رأسه بقدميه . نراها واقفة وراءه تدهن قدميه بالطيب . لكن أطيب من الطيب دموع توبتها السخية التي تتساقط وتمتزج مع الطيب , فعملها هذا الإكرامي مألوف عند الناظرين . لكن غير المألوف رؤية امرأة شريرة تذرف دموع التوبة أمام عيونهم , مع الاحترام الذي جعلها تمسح قدمي هذا المعلم بأعزّ ما لديها أي شعرها . ولم يدركوا انها فعلت فعل المستعطي المتذلل , ثم الآخذ الشكور , فقبّلت قدمي المسيح الذي قادها للتوبة والخلاص
    . كان سمعان الفريسي يتحاشى العشارين والخطاة . ولذلك فقد استاء للغاية من دخول المرأة الخاطئة بيته , ومن العمل الذي قامت به للمسيح – ولا بد أنه استغرب كيف يقبل المسيح ما عملته به هذه المرأة . ألا يعلم من تكون ؟ إن كان المسيح يعلم فقد أخطأ بقبول لمساتها له . وإن لم يكن يعلم فهو ليس نبياً . دارت هذه الأفكار في عقل سمعان الفريسي
    – ولكنه لم يقل منها شيئاً . وعرف المسيح ما جال في فكر سمعان , فوجّه إليه مثل المديونان , ثم سأله سؤلاً : " فمن منهما يحب المداين أكثر "؟ فأجاب سمعان : " أظن الذي سامحه بالأكثر " . كان المسيح يريد أن يقول لسمعان إنه هو المديون بالقليل , أمّا المرأة الخاطئة فهي المديونة بالكثير
    . قارن المسيح دموعها التي سكبتها على رجليه ونشفتهما بشعر رأسها بالماء الذي لم يقدمه سمعان لغسلهما . وقارن تقبيلها لقدميه بالتي لم يطبعها سمعان على وجنتيه . وقارن الطّيب الثمين الذي سكبته , بالزيت الرخيص الذي بخل به سمعان عليه . وفسر قصدها الشريف بأنه طلب المغفرة منه على خطاياها الجسيمة , وانه منحها الضمان بأنه قد استجاب هذا الطلب
    . فشكرُها الحبي للذي منح الغفران جاء نتيجة لشعورها بعظم آثامها . أين هو فعل الزنى الذي يكمن في هذا العمل سامحك الله ؟ هل أنك مثل سمعان ؟ الذي لم يشعر بعظم آثامه , ولم يشعر أيضاً بالشكر الحبيّ نظيرها , فلم يفهم شعورها . وقول السيد المسيح : " قد غُفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً " يُؤخذ مع المثل الذي أوضح فيه السيد المسيح لسمعان أن الخاطئ يحب كثيراً لأنه غُفر له كثير . فلا يُستنتج أن محبة الخاطئ لله تسبق المغفرة وتكون سببها , بل عكس ذلك هو الصحيح . في القولين ليس المقصود أن الذي يحب كثيراً يُغفر له لأنه أحب , بل إن الذي يُغفر له كثيراً يحِب كثيراً لأنه غُفر له الكثير . ثم قال السيد المسيح للمرأة : " مغفورة لك خطاياك " . ولما عرف السيد المسيح أن الحاضرين ينتقدونه , كما سبق أن انتقده أهل كفر ناحوم على غفرانه لخطايا المفلوج ( المقعد ) لوقا 5/20 , قال السيد المسيح للمرأة : " إيمانك قد خلّصك . اذهبي بسلام " . وكل من يغفر الله له الكثير يجتهد ألّا يعود إلى الخطية التي غفرها الله له .
    ولا زال ربنا يسوع المسيح إلى يومنا , المخلصَ الذي يغفر للخاطئ ويردُّه عن ضلال طريقه .
    السؤال ليس (لماذا) ولكن (كيف),كل هذا كلام جميل صديقي المحترم جورج,ولكن حضرتك لم تُجِب على سؤالي إلى رغم كل هذا الشرح والإسهاب بل أجبت على سؤال لم اسأله وهو السبب وراء ذلك,لكن أنا أريد أن أعرف ما هي العلاقة الشرعية التي سمح من خلالها المسيح لهذه المرأة بمسّ جسده بهذه الطريقة,ولا أبحث عن الدافع وراء ذلك,فالدافع معروف.

    المسيح كان بمقدوره أن يغفر لها دون أن يسمح لها بمسّ جسده,ليس لإحتقاره لها لكونها خاطئة ولكن لكونها إمرأة ليس بينه وبينها أي علاقة,فهي ليست زوجته ولا أمه ولا إبنته أو أحد من محارمه كي يتركها بهذه الطريقة.

    عن السيدة عائشة قالت:كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية : { لا يشركن بالله شيئا } . قالت : وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها.(صحيح البخاري 7214)

    فكيف نُصدق أن إمرأة فعلت هذا مع المسيح عليه السلام ؟

    اقتباس
    أخي صاعقة الإسلام أنك تدمج حادثتين مختلفتين في المكان والزمان والأشخاص . فالأولى كانت امرأة خاطئة دخلت بيت الفريسي مكان الضيافة للسيّد المسيح ، أما الثانية فهي في بيت عنيا ، عند بيت صديقه ليعازر وأختاه مريم ومرثا . والفعل التي قامت به مريم هو من العادات في الضيافة وسكب الطيب للمقام السامي للشخص الضيف كما نوهنا سابقاً بالحادثة الأولى في بيت الفريسي . والحادثة جرت بمرأى ومسمع الجميع ولو كان في ذلك ( شهوة أو فعل خاطئ ) لما سكت مبغضيه من اليهود عليه .
    أنا لم أخلط صديقي جورج؛فأنا في البداية ذكرت إمرأة غريبة ووضعت أعداد من إنجيل لوقا,ومن ثم وضعت أعداد من إنجيل يوحنا وسألت سؤال عن مريم أخت لعازر,فأنا أعرف الفرق بين الحادثتين ولكني أتكلم في نُقطة مُحددة(لمس المرأتين ليسوع) وإليك هذه الصورة للتوضيح:



    اقتباس
    والفعل التي قامت به مريم هو من العادات في الضيافة وسكب الطيب للمقام السامي للشخص الضيف كما نوهنا سابقاً بالحادثة الأولى في بيت الفريسي
    كان من الممكن أن يقوم بها لعازر وليس مريم فلعازر كان موجود وقتها

    يوحنا 12
    2 فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ.

    تقول:

    اقتباس
    والحادثة جرت بمرأى ومسمع الجميع ولو كان في ذلك ( شهوة أو فعل خاطئ ) لما سكت مبغضيه من اليهود عليه .
    الحادثة لم يرها إلا لعازر والتلاميذ ولم يكن أحد من اليهود موجوداً وقتها,بل أتوا بعدها كما قال إنجيل يوحنا

    يوحنا 12
    9 فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْيَهُودِ أَنَّهُ هُنَاكَ، فَجَاءُوا لَيْسَ لأَجْلِ يَسُوعَ فَقَطْ، بَلْ لِيَنْظُرُوا أَيْضًا لِعَازَرَ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.

    فهذا يعني أنهم كانوا غير موجودين وقت هذه الحادثة

    وكملخص لما دار الآن,فحضرتك أجبت على سؤال لم أسأله وهو عن السبب الذي فعلت من أجله المرأة الخاطئة هذا الفعل,ولكني سألت ما هي العلاقة الشرعية بين مريم والمرأة بيسوع حتى يمسوه بهذه الطريقة التي تُثير شهوة أي إنسان,ويسوع ناسوته كامل يعني يشتهي,فكيف تؤمن بحضرتك أن المسيح رضى بمثل هذا الفعل وقد كان قادراً على أن يغفر لها دون الحاجة لكل هذا اللمس والتدليك والدهن والتقبيل !

    فهل هي زوجته ؟ لا

    فهل هي أمه ؟ لا

    فهل هي إبنته ؟ لا

    ويظل السؤال للآن بلا إجابة,وإن لم يكن هناك إجابة فلا مشكلة,فالغرض من السؤال هو إعمال عقلك وراء ما تنسبه الأناجيل للطاهر عليه السلام,وليس لمجرد الجدال العقيم,من الممكن أن ننتقل لنقطة الإسلاميات الآن إذا أردت,إن لم يكن لديك تفسير.
    الصور المرفقة الصور المرفقة  
    مُناظّرة حَوْلَ الثَّالوْثَْ إنْتَهَتْ بِهْرُوبْ النَصْرَانْيْ
    ..
    http://www.kalemasawaa.com/vb/t18041.html
    .
    القرآن الكريم بين ثبوت الحفظ ودعاوى التحريف
    (دليل طالب العلم لبعض مباحث علوم القرآن لرد الشبهات)

    ..
    http://www.al-maktabeh.com/ar/play.php?catsmktba=1970
    ..
    .

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-05-2020
    على الساعة
    02:46 AM

    افتراضي

    اقتباس
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي ومحاوري أ صاعقة الإسلام الفاضل .
    ما رأيك في احداث انقلاب على منهجية المناظرة بيننا فبدلاً من أن يكون السؤال بصيغته السلبيّة ، يكون السؤال بصيغته الإيجابيّة .
    الحوار بين المسيحيّة والإسلام يجب ألاّ يتوقف عند الأمور المختلف فيها بين الديانتين . بل يجب أن يركّز على الأمور المشتركة بينهما .
    نحن لا ننكر أن هناك وجوه تشابه بين المسيحية والإسلام,فعلى سبيل المثال المسيحية تدعو لتوحيد الإله{(مرقس29:12)} وكذلك الإسلام{البقرة:163)} ولكن المسيحية مزجت هذا التوحيد بمُعتقد التثليث فأخرجته عن أصله,وعلى هذا فإننا نبحث عن الدين الحق الذي لم تشوبه شائبة,فلا يوجد إلا دين واحد فقط هو الصحيح فهو إما تعتنقه وإما ما أعتنقه وكل منّا يسعى لإثبات صحة ما يعتنق,فإن نظرنا للتشابه بينهما لم نصل لشئ لأننا نغض الطرف عن السلبيات التي جعلت من المسيحية-مثلاً- ديانة منسوخة بالإسلام ,كالإيمان بألوهية المسيح وأن الله واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد وأن الكتاب المقدس أصابه التحريف على يدّ حفاظه والموكلون بالإعتناء به,فالدين الحق لا يوجد به سلبيات,ولذلك فإن عرضنا السلبيات وخرجنا بنتيجة وجود سلبيات في دين مُعين ولا يوجد إجابة مُقعنة تدحض هذه السلبيات,تبيّن لنا أن هذا ليس الدين الحق.


    إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19]

    اقتباس
    هذه هي الذهنيّة الجديدة التي تصلح لأن تكون أساساً ترتكز عليه العلاقات المسيحيّة - الإسلاميّة وتنطلق منه لبناء عيش مشترك . فالعيش المشترك مستحيل بين أناس يعّد بعضهم بعضاً كفاراً
    وما وجه الإستحالة يا صديقي العزيز ؟

    القرآن الكريم يقول:-


    لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8]

    لقد وضع الإسلام أسس التعايش مع الآخر من غير المسلمين,فاللذي لم يُقاتلنا لا نقاتله بل نُظهر له عظمة هذا الدين الذي ضرب أروع مثل في التسامح والتعايش مع الآخرين على أساس البر والعدل.

    اقتباس
    . والذين يصمّمون الحروب بين الجماعات البشريّة لمصالحهم الخاصّة يعرفون جيداً هذا الأمر ، لذلك يستغلون تلك الخلافات الدينيّة ليوقعوا البشر في حروبٍ تتخذ شكل حروب دينيّة ، وما هي في الواقع إلاّ حروب أطماع سياسيّة ، سواء أكانت حروباً بين بلدان مختلفة أم حروباً أهليّة بين أبناء البلد الواحد .
    هذا ليس له علاقة بالدين,فالدين وضع أسس التعامل,أما ما يحدث فهو ما يُسمى شحن طائفي تحت شعار الدين,والدين منه براء,فهذا نتيجة الجهل بأحكام الدين سواء من الجانب المسيحي أو الإسلامي,ولايجب أن يكون الجهلاء مقياس للحكم على الدين.

    اقتباس
    وسؤالي لك هو : ماهي نقاط التلاقي بين المسيحيّة والإسلام على صعيد العقيدة والأخلاق ؟
    لو أخذنا على صعيد العقيدة,فكيف أؤمن أن الله واحد لا شريك له وفي نفس الوقت أؤمن أن له ثلاث أقانيم متشابهة في الجوهر ولكن مُختلفة في الوظيفة,وكيف أؤمن أن المسيح نبي وإله في نفس الوقت,وكيف أؤمن أن الرسول محمد :salla-s: نبي من عند الله وفي نفس الوقت مُدعي نبوة ؟

    إذا يجب النظر في أصول الإختلاف

    أما على صعيد الأخلاق فكليهما يدعو للتسامح ولكني أجد يسوع المسيح يقول أنه أتى ليُكمل الناموس والناموس فيه ما فيه من جرائم الحرب من قتل النساء والأطفال والشيوخ والرضع والبهائم وبقر بطون الحوامل وحرق المُحاربين بالنار ونشر الناس بالمناشير.

    إذا يجب النظر في أصول الإختلاف


    وكيف أؤمن بعصمة الأنبياء وفي ذات الوقت أؤمن أن نوح سكر وتعرى,وكيف أؤمن أن داود زنا بحيلية قائده وأن سليمان إرتد في أيامه الأخيرة,وأن موسى أمر بقتل الأطفال والنساء,وأن إبراهيم وإسحق تركا زوجتيهما للملوك؟

    إذا يجب النظر في أصول الإختلاف


    هذا يتطلب البحث في نقاط الإختلاف لنعرف أين الحق,أين رسالة الله الحقيقية من قبل أن يأتي اليوم الذي لا مرد فيه وندرك أننا كنا مُضللين مُغيبين.

    تحياتي وإحترامي لك صديقي العزيز جورج ..
    مُناظّرة حَوْلَ الثَّالوْثَْ إنْتَهَتْ بِهْرُوبْ النَصْرَانْيْ
    ..
    http://www.kalemasawaa.com/vb/t18041.html
    .
    القرآن الكريم بين ثبوت الحفظ ودعاوى التحريف
    (دليل طالب العلم لبعض مباحث علوم القرآن لرد الشبهات)

    ..
    http://www.al-maktabeh.com/ar/play.php?catsmktba=1970
    ..
    .

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    117
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    26-10-2014
    على الساعة
    01:02 AM

    افتراضي مهما يكن لكم من قولٍ أو فعل ، فليكن باسم الرب يسوع ( قولسي 3/17 )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اقتباس
    مرحباً بك صديقي المحترم"جورج" وأريد أن أحيط علم حضرتك أني حاورت الكثير من المسيحيين ولكن حضرتك أثرت إعجابي بأدبك وإحترامك وعلمك,فلك مني أجمل تحية.
    شكراً لك أخي صاعقة الإسلام ، أصلّي لكي تتابع كلمةُ الربّ جريها ويكون لها من الإكرام ما كان لها عندكم ، ورجاؤنا وطيد أن تساهم تلك الأحاديث في تقريب القلوب من باب تقريب الأذهان ، والله سبحانه من وراء القصد .
    اقتباس
    كلام جميل يا زميلي ولكن للأسف الحقيقة عكس ذلك تماما,دعني أوضح لك شئ قبل أن أشرع في الرد وهو أني أذكر إعتراضات أراها نُسبت باطلاً للمسيح عليه السلام,وعلى هذا فكل إعتراض أذكره لايعني أني أرمي به المسيح ولكني أنوء أن يقع فيه شخص كالمسيح عليه السلام
    الحقيقة ليست عكس ذلك يا أخي ما علينا هو أن نسمع كلمة الرب ، لا أن نضع العوائق تحول بيننا . كما ذكرت أخي هذه الاعتراضات نسبت باطلاً للسيد المسيح وهي شبهات يتوهم أصحابها بأنهم قد أحدثوا فراغاً متناسين أو غير مدركين بأنهم أرادوا شراً ولكن الله يستخدمهم لكشف من هو الحق والطريق والحياة . فليست حاجتنا العظمى إلى من يعلّمنا طريق الكمال ، بل إلى من يسير أمامنا في تلك الطريق ، لنحتذي مثاله ونقتفي آثاره . ولم تطأ أرض البشر قدوس كامل غير يسوع ابن مريم . الكامل في ذاته وصفاته ، وشتّان ما بين تأثير علم الكلام وعلم المثال ، لأنّ علم الكلام نظري شفهي ، أما علم المثال فحسّي عملي .
    اقتباس
    لذلك إعتراضاتي من باب الحب والإحترام لهذا النبي العظيم وليست من باب الغمز واللمز.
    بارك الله فيك . كل الشكر لك .
    اقتباس
    للأسف نحن نجد أن المسيح لم يُدين الزنا رغم معرفته أو رغم القبض على شخص مُتلبس في وضع زنا.
    يوحنا 4
    16 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا»17أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ،18لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ».19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!
    الزنى مدان أخي ، بقول السيّد المسيح للسامرية : " .. والذي عندك الآن ليس بزوجك ، لقد صدقت في ذلك " يو4/18.
    لكن أخي إن ما يريده الله ليس بالضرورة ما يريده البشر. صحيح إن هذه السامرية امرأة ساقطة ، ولك الحق في أن تستغرب أو أن تعترض كيف رضي السيّد المسيح أن يباحثها أو يعيرها أقل التفات ..؟ لكننا نعلم مبدأ السيّد المسيح من كلامه في قوله : " انه جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك " لو19/10 .وقال أيضاً في بيت متى العشار للكتبة والفريسيّين عندما سمعهم يقولون لتلاميذه : " أيأكل مع العشّارين والخاطئين ؟ " "
    ليس الأصحّاء بمحتاجين إلى طبيب ، بل المرضى . ما جئتُ لأدعو الأبرار ، بل الخاطئين " ( مر 2/16-17 ) ؛ " لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة " لو5/32
    . فحجّة الذي يحضر أمام الطبيب مرضه لا صحّته . واهتمام الطبيب ينصرف إلى المرضى لا إلى الأصحّاء ، ثم إلى العلل المميتة قبل البسيطة .
    اقتباس
    فكيف يسمح يسوع المسيح لإمرأة غريبة بأن تمسّ جسمه بهذا الشكل الجنسي؟ ( 1 )
    اقتباس
    ما هي العلاقة الشرعية بين يسوع ومريم حتى تُدلك وتُقبل وتدهن جسد يسوع -بحجة التكفين- بهذه الطريقة التي تُثير شهوة أي إنسان ؟ ( 2 )
    اقتباس
    السؤال ليس (لماذا) ولكن (كيف) ( 3 )
    اقتباس
    أنا أريد أن أعرف ما هي العلاقة الشرعية التي سمح من خلالها المسيح لهذه المرأة بمسّ جسده بهذه الطريقة,ولا أبحث عن الدافع وراء ذلك,فالدافع معروف) . 4 )
    اقتباس
    ولكني سألت ما هي العلاقة الشرعية بين مريم والمرأة بيسوع حتى يمسوه بهذه الطريقة التي تُثير شهوة أي إنسان,ويسوع ناسوته كامل يعني يشتهي,فكيف تؤمن بحضرتك أن المسيح رضى بمثل هذا الفعل وقد كان قادراً على أن يغفر لها دون الحاجة لكل هذا اللمس والتدليك والدهن والتقبيل !( 5 )
    اقتباس
    فهل هي زوجته ؟ لا

    فهل هي أمه ؟ لا

    فهل هي إبنته ؟ لا

    ويظل السؤال للآن بلا إجابة,وإن لم يكن هناك إجابة فلا مشكلة,فالغرض من السؤال هو إعمال عقلك وراء ما تنسبه الأناجيل للطاهر عليه السلام,وليس لمجرد الجدال العقيم,من الممكن أن ننتقل لنقطة الإسلاميات الآن إذا أردت,إن لم يكن لديك تفسير. ( 6 )
    أوردت لك أخي صاعقة الإسلام 6 اقتباسات من مشاركتك السابقة في ذات الموضوع.
    اقتباس
    فكيف يسمح يسوع المسيح لإمرأة غريبة بأن تمسّ جسمه بهذا الشكل الجنسي؟ ( 1 )
    سمح لامرأة غريبة بأن تمس جسمه بهذا الشكل الجنسي ، ولكي نكون دقيقين في السؤال والإجابة فيه نحدد ما يلي :
    لم يتم مساس إلاّ عند قدمي يسوع وذلك وهي من الخلف وهي باكية ، " ووقفت من خلف عند رجليه وهي تبكي ، وجعلت تبل قدميه بالدموع ، وتمسحُهُما بشعر رأسها ، وتقبّل قدميه وتدهُنُهما بالطيب " . لو 7 /38 .
    المكان هو في بيت أحد الفريسيّين والموضع جالساً إلى المائدة " فدخل بيت الفريسيّ وجلس إلى المائدة ". لو 7 /36 .
    الفريسيّ كان مع يسوع يراقب الحادثة " فلمّا رأى الفريسيّ الّذي دعاهُ هذا الأمر ، قال في نفسه : لو كان هذا الرجل نبياً ، لعلم من هي المرأة التي تلمسه وما حالها : إنّها خاطئة " لو 7 /39.
    ثمّ التفت إلى المرأة وقال لسمعان الفريسيّ : " أترى هذه المرأة ؟ إنّي دخلت بيتك فما سكبت على قدميّ ماءً. أمّا هي فبالدموع بلّت قدميّ وبشعرها مسحتهما . أنت ما قبّلتني قبلةً ، وأمّا هي فلم تكف مذ دخلت عن تقبيل قدميّ. أنت ما دهنت رأسي بزيتٍ معطّر، أمّا هي فبالطيّب دهنت قدميّ. " لو 7 /44-45 .
    " فإذا قلتُ لكَ إنّ خطاياها الكثيرة غفرت لها ، فلأنّها أظهرت حُبّاً كثيراً . ... فقال للمرأة " إيمانك خلصكِ فاذهبي بسلام " . لو 7 /47 ت.
    نقف لنتساءل ما هي العادات الطقسية اليهودية عند دخول البيوت ، ونتأمّل في المشهد السابق ، هل سنصل لكيف سمح يسوع بهذا ؟

    1-
    تقدمة الماء لغسل الأرجل كانت من أولى أعمال الضيافة
    ( تك 18/4 ؛ 19/2 ؛ 24/32 ؛ 43/24 ؛ ...) . وكان الخدم يقومون بهذه المهمّة الوضيعة ( 1 صم 25/41 ) .
    2- سمعان الفريسيّ كان يحترم السيد المسيح ، بسبب معجزاته وانتشار صيته كنبيّ ، إلاّ إنه كان يزدري به بالنظر إلى أصله الناصري ، و إلى عدم تخرّجه من إحدى مدارسهم العالية ، وإلى معيشته الفقيرة .
    3- كان يحتقره من الوجه الديني لعدم قيامه بالعوائد والتقاليد الفريسيّة . لذلك
    لم يقدم للمسيح الاحترام والخدمة كجاري العادات في الضيافات .
    وأنه اعتبر مجرد دعوته شرفاً كافياً لهذا الناصري .
    4- انتشر في المدينة خبر قبول السيّد المسيح دعوة سمعان الفريسيّ .
    5-
    كما انتشر أيضاً خبر تقصيرسمعان في إكرامه الواجب .

    6- تحمست امرأة في المدينة كانت خاطئة ،
    لم تتحمل معاملة التحقير لهذا المعلم والنبي الفاضل ، فقصدت أن تعوّض عن ذلك التقصير في إكرامه
    فجاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه ، لأنها تعرف مقامها الدنيء في أعين المجتمعين ، وتشعر بثقل خطاياها الماضية . فلم تجسر أن تتقدم لتسكب هذا الطيب الثمين على رأس السيّد المسيح ، فاستبدلت رأسه بقدميه .
    7-
    ألا يحق لنا أن نعتبرها من المتعبين والثقيلي الأحمال .

    8- نراها واقفة وراءه تدهن قدميه بالطيب . لكن أطيب من الطيب دموع توبتها السخية التي تتساقط وتمتزج مع الطيب ، لأن بعضها محرِقة بسبب ماضيها المعيب وبعضها مفرحة بسبب شكرها لأجل الغفران الجديد الذي وجدت فيه راحة لنفسها .
    9- عملها الإكرامي هذا مألوف عند الناظرين . لكن غير المألوف رؤية امرأة شريرة تذرف دموع التوبة أمام عيونهم . لم يدركوا انها فعلت فعل المستعطي المتذلل ، ثم الآخذ الشكور ، فقبّلت قدمي السيّد المسيح الذي قادها للتوبة والخلاص .
    10- وكل واحد منّا في أعماق وجدانه عندما يدخل إلى ذاته ويندم على خطاياه ، أليس يفعل أكثر من ذلك .
    11- أنظر إلى مناسك الحج والعمرة وحالة الفرح مع الحجاج وهم يطوفون حول الكعبة أو يقبلون الحجر الأسود أو يرمون الجمرات أو هم في صلاتهم ساجدون خاشعون أليست عيونهم تفيض دموعاً .
    12- هل نقول لماذا يقوم هؤلاء المؤمنون بتلك المناسك ألا يستطيع الله أن يغفر لهم بدون صلواتهم أو أدعيتهم أو مناجاتهم أو تقبيلهم للحجر الأسود أو كتمان دموعهم .
    13- يسوع المسيح الذي شابهنا في كل شيء عدا الخطيئة . هو الممتلئ من روح الله ، وبدون زرع رجل ، الذي انتصر على مغريات المجرب ، الذي علمنا أن الطهارة الحقيقية هي من القلب من الداخل في ناسوته ولاهوته ، أتخشى عليه إذا لمسته امرأة بدموع توبتها .
    14- أليس سمح في ذلك لكي يعلّم الفريسيّ ما كان قد أهمله في حسن الضيافة ، ألا يريد أن يعلمنا نحن اليوم أبناء سنة 2011 أنه جاء لكي يخلص ما قد هلك .
    15- المس لا يقدّم أو يؤخّر إذا كنت واثق في نفسك ومن إيمانك ومن طهارتك الداخلية ومن فعل الآخر في ذلك المس .
    اقتباس
    ما هي العلاقة الشرعية بين يسوع ومريم حتى تُدلك وتُقبل وتدهن جسد يسوع -بحجة التكفين- بهذه الطريقة التي تُثير شهوة أي إنسان ؟ ( 2 )
    أنها أخت صديقه لعازر . وما قامت به مريم هي من واجبات الضيافة كما اشرنا سابقاً ويقوم به الخدم أو أهل البيت ، وبسكب الطيب على القدمين ومسحهما بشعرها ، تعبّر مريم تعبيراً جذرياً عن تواضعها . " فتناولت مريم حقة طيب من الناردين الخالص الغالي الثمن ، ودهنت قدمي يسوع ثم مسحتهما بشعرها . " يو 12/3 .
    لاحظ أنه في النص لا يوجد ما ذكرته حضرتك : (تُدلك وتُقبل وتدهن جسد يسوع )
    .
    إذن الفعل الذي قامت به مريم هو أمام اخيها وبحضور الحواريين وبحضور صاحب البيت وبحضور باقي المدعوين ( دهنت قدمي يسوع ثم مسحتهما بشعرها ) لو 13 /3 . ..
    ومسح زيت الناردين علامة تكريم الضيف ومكانته العالية وسط الحضور .
    وكانت تمارس المسحة لأسباب دينيّة و دنيويّة . ونبدا بالوجهة الدنيوية . فالزيت الذي يجعل الوجوه تشع (مز 104/15) . يستعمل في العالم الشرقيّ ليحمي الجسد ويحفظ له ليونته . واستعملته الطبقة الغنية ( عا 6/6 ) ومزجته بالطيب ، واعتبر المسح بالزيت طقس الضيافة . يُصب على رأس الضيف الذي نبغي إكرامه 0 مز 23/5 ؛ 313/2 ؛ 141/5 ؛ لو 7/46 ) . والزيت على لحية هرون ( مز 133/2 ) يدل على سخاء الذي قام بهذا العمل .
    ومسح الأرجل ( لو 7/38 ) له طابع الإبداع والتعظيم الخارق للشخص المكرّم .
    ويذكر الدهن ( المسح ) بعض المرات كدواء لمعالجة الجروح ( اش 1/6 ؛ لو 10/34 ).
    وتضخيم النص وإضافة عليه وتحميله (تُدلك وتُقبل وتدهن جسد يسوع ) .
    وليس رأس يسوع أو قدمي يسوع ، ولكن عند تضخيم النص وتحميله بعبارات وأفعال لم تحدث كأنك توحي للقارئ أن تقول ويستنتج : بهذه الطريقة التي تُثير شهوة أي إنسان ؟
    اقتباس
    السؤال ليس (لماذا) ولكن (كيف) ( 3 )
    لماذا أو كيف متعلقان بالفعل ( سمح ) ، لأنه الطبيب الذي جاء إلى شفاء مرضاه .
    هل أحد يستغرب من وجود طبيب يداوي المريض ؟ والواضح وجود الآخرين معه ولم يعترض أحد عليه من هذا الباب الجنسي ، لأنه غير موجود إلاّ في عقلية المشككين . ولنا شهادة الحواريين الذين لازموه نهاراً وليلاً ، صيفاً وشتاءً ، زهاء ثلاث سنين ، فتيسر لهم أن يعرفوا بواطنه وظواهره . ولم يكونوا من المتساهلين الذين يسدلون الستار على التقصيرات والهفوات أو يسكتون عنها ، بل هم الذين يشرحون سيرة المسيح ، ويؤيدون سموّ كماله ، كانوا يذكرون سقطاتهم وتقصيراتهم . وفي هذا دلالة كافية على إخلاصهم وحكمتهم واستقامتهم ، ومستند كاف لوضع شهاداتهم عن المسيح محل اليقين والاحترام .
    فقد تنبئ أشعيا النبي عنه قبل مجيئه إلى العالم بسبعمائة سنة ، " روح السيّد الرب عليّ , لأن الرب مسحني لأبشر المساكين ، أرسلني لأعصب منكسري القلب ، لأنادي بسنة مقبولة للرب .. " اش 61/1-3 .
    اقتباس
    أنا أريد أن أعرف ما هي العلاقة الشرعية التي سمح من خلالها المسيح لهذه المرأة بمسّ جسده بهذه الطريقة,ولا أبحث عن الدافع وراء ذلك,فالدافع معروف) . 4 )
    أنت تؤمن به كنبي وحسناً ذلك . هل من مانع إذا كان النبي ينشر تعاليم الخلاص
    " ليس الأصحّاء بمحتاجين إلى طبيب ، بل المرضى . ما جئتُ لأدعو الأبرار ، بل الخاطئين " ( مر 2/16-17 ) . وأنا أريد أن أعرف منك هل توجد علاقة مشبوهة في هذا . أرجوك إقرأ النص الإنجيلي بروح جديدة خالعاً كل فكر منحرف . وأسأل ذاتك لماذا لم تصدر هذه المعارضة من قبل الفريسييّن الذين هم يفتشون على خطأ واحد لكي يوقعوا به .
    اقتباس
    ولكني سألت ما هي العلاقة الشرعية بين مريم والمرأة بيسوع حتى يمسوه بهذه الطريقة التي تُثير شهوة أي إنسان,ويسوع ناسوته كامل يعني يشتهي,فكيف تؤمن بحضرتك أن المسيح رضى بمثل هذا الفعل وقد كان قادراً على أن يغفر لها دون الحاجة لكل هذا اللمس والتدليك والدهن والتقبيل !( 5 )
    المسيح رضي بهذا العمل لأنه يعرف ما في داخل نفسية كل واحدة ، ويعرف ما هو الدافع لذلك .
    يسوع هو المنتصر على تجارب ابليس الثلاثة
    . راجع ( متى 4 /1-12 ، لوقا 4 /1-13 ) .
    وما فعلتا كلن من مريم أو المرأة الخاطئة إلاّ فعل عبادة وتكريم وتوبة وندامة للسيد الرب يسوع المسيح . تذكر جيداً لماذا يطلب الله الزكاه أو الصوم أو الصلاة أو .. مع العلم أنه يستطيع أن يغفر لنا مباشرة . أقول ذلك طبعاً بعد أن وضحت الصورة المضخمة والمسيئة من خلال التعابير المذكورة (اللمس والتدليك والدهن والتقبيل ).
    اقتباس
    فهل هي زوجته ؟ لا

    فهل هي أمه ؟ لا

    فهل هي إبنته ؟ لا

    ويظل السؤال للآن بلا إجابة,وإن لم يكن هناك إجابة فلا مشكلة,فالغرض من السؤال هو إعمال عقلك وراء ما تنسبه الأناجيل للطاهر عليه السلام,وليس لمجرد الجدال العقيم,من الممكن أن ننتقل لنقطة الإسلاميات الآن إذا أردت,إن لم يكن لديك تفسير. ( 6 )
    ليست زوجته أو أمه أو إبنته .
    أخي الفاضل صاعقة الإسلام ، الأناجيل لم تنسب فعل خاطئ أو تكلمت عن عمل مرفوض للطاهر كما تقول عليه السلام .ولكن أعداء الحق بل أبناء الظلام هم أنصار هذه الاعتراضات الكفرية ، وزعماء هذه المقاومات يزعمون ثم يفتخرون بأنهم قد هدموا أركان المسيحيّة حتى أصبحت ملاشاتها أكيدة ، مدعين أن كل احترام لكتابها المقدس قد زال ، وان أهل العالم قد رفضوا أهم القضايا المدرجة فيه . ولكن تعليم الإنجيل عن شخص المسيح بقوة الرب يجتاز كل هفوات وتعديات هذا العالم .
    والسلام عليكم .

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    117
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    26-10-2014
    على الساعة
    01:02 AM

    افتراضي مهما يكن لكم من قولٍ أو فعل ، فليكن باسم الرب يسوع ( قولسي 3/17 )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اقتباس
    فإننا نبحث عن الدين الحق الذي لم تشوبه شائبة,فلا يوجد إلا دين واحد فقط هو الصحيح فهو إما تعتنقه وإما ما أعتنقه وكل منّا يسعى لإثبات صحة ما يعتنق
    يتميز الحوار الدينيّ اليوم بنهج خاص يسير عليه . فقد انتقل من نهج دفاع كلّ من المتحاورين عن دينه الخاصّ ، عن طريق إظهار ضلال الدين الآخر ، إلى نهج شهادة كلّ من المتحاورين للحقيقة التي يؤمن بها ، دون التهجم على الآخر لإظهار ضلاله . وهذا يستلزم نظرة جديدة إلى الحقيقة الدينيّة وقبولاً للتعدّديّة .
    1- نظرة جزئية إلى الحقيقة الدينيّة :
    ماذا نعني نحن المؤمنين بقولنا إنّنا عرفنا الحقيقة ؟ هل الحقيقة في الأمور الدينيّة تعني الأمر نفسه الذي تعنيه في المور العلميّة ؟ لقد حدّد أرسطوطاليس الحقيقة بقوله إنّها مطابقة الفكر للواقع ، أي إنّ ما نفكر به في عقلنا ونقوله في كلامنا ونعبّر عنه في مقولاتنا الفلسفيّة هو صورة طبق الأصل لما هو في الواقع أي خارجٌ عنّا . وتبنّى من بعده هذا التحديد أصحاب الأديان ، اللاهوتيّون المسيحيّون وعلماء الكلام المسلمون ، وطبقوه على الحقيقة الدينيّة . وراح كلّ منهم يبين أنّ دينه هو وحده المطابق للواقع ، أي إنّ التصورات الدينيّة التي في أذهان أتباعه هي وحدها الصّور المطابقة لله ولكلّ ما يتعلق بالأمور الإلهيّة . وبما أنّ الّدين ليس مجرد مجموعةٍ من التصورات الذهنية حول الإلهيات بل هو صراط أي طريق يقود إلى الله ، راح كلّ من أصحاب الأديان يؤكد أن أتباعه هم وحدهم على الصراط المستقيم ، وبالتالي أنهم هم وحدهم الخالصون ، وأنّ من لا يتبعهم هو لا محالة هالك إلى الأبد في جهنم النار .
    هذا التصور للحقيقة قد أظهر بطلانه تعرّفُ أصحاب الأديان بعضهم على بعض . فالإنسان عدوٌّ لما يجهل ، وقد ظن قديماً أصحاب كل من الأديان أنهم هم وحدهم يعملون الصالحات . وها هم اليوم يكتشفون لدى الأديان الأخرى طرق صلاح ووصايا تأمر بالخير وتنهي عن الشرّ ، وأناساً متديّنين ، وإن من خلال أديان أخرى ، يصنعون هم أيضاً الصالحات . فراحوا يتساءلون بصدقٍ وانفتاحٍ عن الحقبقة الموجودة في الأديان الأخرى .
    2-الحقيقة العلمية والحقيقة الدينيّة :
    إذا كانت هناك أديان متعدّدة تقود إلى الله ، فهل يعني ذلك أنّ الحقيقة الدينية ليست سوى حقيقة نسبيّة ، وأنه لا يجوز بالتالي لأيّ من الأديان أن يعتبر ذاته الدين الحقيقيّ ؟
    للإجابة عن هذا السؤال لا بد لنا من التمييز بين الحقيقة العلميّة والحقيقة الدينيّة . فالحقيقة العلميّة يمكن الوصول فيها على نحو ما إلى " المطابقة بين الفكر والواقع " ، ونقصد أن العلم في بعض الأحيان مبني على نظريات أكثر مما هو مبني على واقع ثابت ثبوتاً مطلقاً كـ " نظرية النسبيّة " للعالم أينشتاين . أمّا الحقيقة الدينية فهي على صعيد العلاقات بين الفكر والواقع . إنها عل صعيد العلاقة بين النسبي والمطلق . فالإنسان المتديّن هو الذي يؤمن بأنه نسبيّ وبأنّ المطلق موجود ، وأنه من خلال الدين يدخل في علاقة معه .فالإيمان هو الدخول في علاقة مع المطلق الذي ندعوه الله . وإيماننا بأن الله هو المطلق ينتج منه إيماننا بأنه الخالق وبأنّه الموحي وبأنّه المجازي في اليوم الآخر . فالدين يسم أعمالنا النسبيّة العابرة الزائلة بسمة المطلق والثابت والأبدي . هذا المطلق يدعى في اللغة الدينيّة " المقدّس " أو " القدسي " . في هذا المعنى كل الأديان تحمل في طياتها الحقيقة المطلقة ، أو بالحري تدخل الإنسان في علاقة مع المطلق . إذ من خلالها يتصل الله بالإنسان ويوحي له بذاته ويكشف له إرادته . إنها طرق متعدّدة إلى الله الواحد . وبهذا لا نعني أن هذه الطرق لا يختلف بعضها عن بعض ، كما لا نعني أنها متساوية وأنّه سيّان أن يكون الإنسان من هذا الدين أو من ذاك ، أو ينتقل بخفة من دين إلى آخر . هنا يندرج الحوار بين الأديان لتوضيح ما يتميز به كل دين عن الأديان الأخرى ، أكان ذلك في مفهوم الوحي أم في مضمونه ، أم في تكوين الجماعة المؤمنة ووضع أصحابها ، وعلاقة الدين بشؤون الدنيا ، وفي ما سوى ذلك من الأمور العقيدية والخلقية المختلفة .
    فالحوار بين الأديان لم يعد حوار دفاع ولا حوار إقناع ، بل أضحى حوار شهادة ، فيه يشهد كل من المتحاورين لعقائد إيمانه وأخلاق ديانته ، ولما عاشته جماعته المؤمنة ، سواء أكانت الكنيسة المسيحيّة أم الأمة الإسلاميّة ، في تاريخها الطويل عبر القرون من مآثر وفضائل وأعمال خير وصلاح . وإلى جانب هذه الضواء لا بد من افعتراف في الوقت عينه بالظلال التي رافقت كلاً من هذه الأديان من مآثم وانحرافات وخطايا . فلا يجوز النظر فقط إلى فضائل أصحاب ديانته وخطايا أصحاب الديانات الأخرى ، بل يجب الإقرار بأن الناس في جميع الأديان لهم أعمالهم الصالحة وأعمالهم السيئة ، وأن الله في جميع الديان لا ينفك يدعو الناس جميعاً إلى التوبة والعودة إليه لتتميم إرادته واتباع أحكامه ووصاياه .
    وتظهر في الحوار القيم الأساسية التي يتميز بها كل دين . فالمسيحيّة والإسلام يدعوان إلى التبشير " الدعوة " ، ويجب أن لا تكون اليوم كما كانت في السابق : دفاعاً عن الذات وتهجماً على الآخر. بل تقتصر على الشهادة للقيم التي تتضمنها .
    المؤمنون الحقيقيون في كل الأديان هم الذين يعملون الصالحات تحقيقاً لإرادة الله . وإذا كانت بين المسيحيّة والإسلام خلافات كثيرة على صعيد العقائد ، فقد يلتقيان أكثر على صعيد العمل الصالح . الحوار الفكري ، على ضرورته وأهميته ، ليس هو كل الحوار . إنما هو تمهيد لما هو أهم منه ، أعني حوار الحياة وحوار التعاون على البر . ويمكن القول إن حقيقة الله لا تظهر في الحوار الفكري بين أصحاب الأديان المختلفة بقدر ما تظهر في حياة المؤمنين من مختلف الأديان الذين يعملون أعمال الله .
    وإن كان المسيحيون والمسلمون سيبقون مختلفين في أمور الدين لربما حتى يوم القيامة . لهذا أدعو زميلي إلى حوار لاهوتي هو حوار " الكلام الجريء " المبني على الإيمان وعلى العقل ، فالمسيحية والإسلام ديانتان ترتكزان في إيمانهما على كتب تريان فيها وحي الله وتعتبرانها كتباً إلهية وسماوية . إلاّ أن هذه الكتب الإلهية مدونة في لغات بشرية من لغات أهل الأرض . فالسؤال الأساسي الذي يجب التحاور فيه بين المسلمين والمسيحيين هو التالي :
    هل إن هذه الكتب الإلهية السماوية هي تسجيل حرفي لكلام الله المحفوظ منذ الأزل في لوح عنده تعالى ، وينزله بلغته الأصلية المحفوظ فيها في السماء على الأنبياء الذين ينقلونه للناس نقلاً حرفياً دون أن يدخلوا عليه أي شيء من قبلهم ؟ أم إن تلك الكتب الإلهية تنقل إلينا كلام الله في رداء بشريّ ولغات بشرية مستقاة من البيئة التي عاش فيها الأنبياء الذين " أوحى إليهم " كما يقول المسيحيون أو " أنزل عليهم " ، كما يقول المسلمون ؟

    في إنتظار مشاركتك .
    والسلام عليكم .

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

مناظرة بين الأخ صاعقة الإسلام والعضو جورج أبو كارو

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. صفحة التعليقات على مناظرة الأخ الصارم الصقيل والعضو peaminret
    بواسطة عاطف أبو بيان في المنتدى منتدى المناظرات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-12-2011, 06:39 PM
  2. التعليق على مناظرة الأخ Doctor X والعضو ريمون سامى
    بواسطة حوار الفكر في المنتدى منتدى المناظرات
    مشاركات: 83
    آخر مشاركة: 28-03-2011, 09:38 AM
  3. مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 20-03-2011, 03:42 AM
  4. مناظرة بين الأخ Doctor X والعضو ريمون سامى
    بواسطة Doctor X في المنتدى منتدى المناظرات
    مشاركات: 54
    آخر مشاركة: 17-03-2011, 08:16 PM
  5. (الحوار السابع) التعليقات على مناظرة هل المسيح إله بين الأخ حبيب والعضو أنا مسيحي
    بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية في المنتدى منتدى المناظرات
    مشاركات: 89
    آخر مشاركة: 22-10-2007, 04:49 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مناظرة بين الأخ صاعقة الإسلام والعضو جورج أبو كارو

مناظرة بين الأخ صاعقة الإسلام والعضو جورج أبو كارو