اقتباس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي ومحاوري أ صاعقة الإسلام الفاضل .
ما رأيك في احداث انقلاب على منهجية المناظرة بيننا فبدلاً من أن يكون السؤال بصيغته السلبيّة ، يكون السؤال بصيغته الإيجابيّة .
الحوار بين المسيحيّة والإسلام يجب ألاّ يتوقف عند الأمور المختلف فيها بين الديانتين . بل يجب أن يركّز على الأمور المشتركة بينهما .
نحن لا ننكر أن هناك وجوه تشابه بين المسيحية والإسلام,فعلى سبيل المثال المسيحية تدعو لتوحيد الإله{(مرقس29:12)} وكذلك الإسلام{البقرة:163)} ولكن المسيحية مزجت هذا التوحيد بمُعتقد التثليث فأخرجته عن أصله,وعلى هذا فإننا نبحث عن الدين الحق الذي لم تشوبه شائبة,فلا يوجد إلا دين واحد فقط هو الصحيح فهو إما تعتنقه وإما ما أعتنقه وكل منّا يسعى لإثبات صحة ما يعتنق,فإن نظرنا للتشابه بينهما لم نصل لشئ
لأننا نغض الطرف عن السلبيات التي جعلت من المسيحية-مثلاً- ديانة منسوخة بالإسلام ,كالإيمان بألوهية المسيح وأن الله واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد وأن الكتاب المقدس أصابه التحريف على يدّ حفاظه والموكلون بالإعتناء به,فالدين الحق لا يوجد به سلبيات,ولذلك فإن عرضنا السلبيات وخرجنا بنتيجة وجود سلبيات في دين مُعين ولا يوجد إجابة مُقعنة تدحض هذه السلبيات,تبيّن لنا أن هذا ليس الدين الحق.
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19]
اقتباس
هذه هي الذهنيّة الجديدة التي تصلح لأن تكون أساساً ترتكز عليه العلاقات المسيحيّة - الإسلاميّة وتنطلق منه لبناء عيش مشترك .
فالعيش المشترك مستحيل بين أناس يعّد بعضهم بعضاً كفاراً
وما وجه الإستحالة يا صديقي العزيز ؟
القرآن الكريم يقول:-
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8]
لقد وضع الإسلام أسس التعايش مع الآخر من غير المسلمين,فاللذي لم يُقاتلنا لا نقاتله بل نُظهر له عظمة هذا الدين الذي ضرب أروع مثل في التسامح والتعايش مع الآخرين على أساس البر والعدل.
اقتباس
. والذين يصمّمون الحروب بين الجماعات البشريّة لمصالحهم الخاصّة يعرفون جيداً هذا الأمر ، لذلك يستغلون تلك الخلافات الدينيّة ليوقعوا البشر في حروبٍ تتخذ شكل حروب دينيّة ، وما هي في الواقع إلاّ حروب أطماع سياسيّة ، سواء أكانت حروباً بين بلدان مختلفة أم حروباً أهليّة بين أبناء البلد الواحد .
هذا ليس له علاقة بالدين,فالدين وضع أسس التعامل,أما ما يحدث فهو ما يُسمى شحن طائفي تحت شعار الدين,والدين منه براء,فهذا نتيجة الجهل بأحكام الدين سواء من الجانب المسيحي أو الإسلامي,ولايجب أن يكون الجهلاء مقياس للحكم على الدين.
اقتباس
وسؤالي لك هو : ماهي نقاط التلاقي بين المسيحيّة والإسلام على صعيد العقيدة والأخلاق ؟
لو أخذنا على صعيد العقيدة,فكيف أؤمن أن الله واحد لا شريك له وفي نفس الوقت أؤمن أن له ثلاث أقانيم متشابهة في الجوهر ولكن مُختلفة في الوظيفة,وكيف أؤمن أن المسيح نبي وإله في نفس الوقت,وكيف أؤمن أن الرسول محمد :salla-s: نبي من عند الله وفي نفس الوقت مُدعي نبوة ؟
إذا يجب النظر في أصول الإختلاف
أما على صعيد الأخلاق فكليهما يدعو للتسامح ولكني أجد يسوع المسيح يقول أنه أتى ليُكمل الناموس والناموس فيه ما فيه من جرائم الحرب من قتل النساء والأطفال والشيوخ والرضع والبهائم وبقر بطون الحوامل وحرق المُحاربين بالنار ونشر الناس بالمناشير.
إذا يجب النظر في أصول الإختلاف
وكيف أؤمن بعصمة الأنبياء وفي ذات الوقت أؤمن أن نوح سكر وتعرى,وكيف أؤمن أن داود زنا بحيلية قائده وأن سليمان إرتد في أيامه الأخيرة,وأن موسى أمر بقتل الأطفال والنساء,وأن إبراهيم وإسحق تركا زوجتيهما للملوك؟
إذا يجب النظر في أصول الإختلاف
هذا يتطلب البحث في نقاط الإختلاف لنعرف أين الحق,أين رسالة الله الحقيقية من قبل أن يأتي اليوم الذي لا مرد فيه وندرك أننا كنا مُضللين مُغيبين.
تحياتي وإحترامي لك صديقي العزيز جورج ..
المفضلات