بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيث مُور.. صعقته آيات الأجنة فأسلم



الأحد, 02 يناير, 2011

إعداد- هديل عطاالله


لأكبر علماء التشريح والأجنّة في العَالم "البروفيسور" كيث مور" قصةً تستحقُ أن يعرفها كل المسلمين وأن يفتخروا بأن "الكتاب الكريم" لهم، فبعد أن رأى الآيات القرآنية التي سبقت بقرونٍ طويلة ما أثبته علم الأجنة لاحقاً في مراحل تكوين الجنين، وقف أمام الملأ معترفاً "اعترافاً متلفزاً":"إن "التعبيرات القرآنية عن مراحل تكون الجنين في الإنسان لتبلغ من الدقةِ والشمول ما لم يبلغه العلم الحديث، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون إلا كلام الله، وأن محمداً رسول الله".

كيث مور هو صاحب الكتاب الشهير(The Developing Human) والذي يُدرّس في معظم كليات الطب في العالم، وقد ترجم هذا الكتاب لأكثر من 25 لغة، كما أنه في عام 1984 استلمَ الجائزة الأكثر بروزاً في حقل علم التشريح في كندا (جي. سي. بي)، وقد ترأّس العديد من الجمعيات الدولية، مثل الجمعية الكندية والأمريكية لاختصاصيي التشريح ومجلس اتحاد العلوم الحيوية، وبعد أن عرفَ أن كل ما اكتشفه من علمٍ إنما هو موجود في "القرآن" أعلن إسلامه.

هذا الذي أريده!

وبرجوع "فلسطين" إلى برنامج اسمه "صفحات من حياتي" استضاف الشيخ عبد المجيد الزنداني أحد أبرز "علماء الإعجاز"، حيث روى خلال أحد مقاطعه قصته مع مور، ويستطيع "قارئنا العزيز" العودة إلى ذلك المقطع، وفيه يقول:"حين طلبتُ كتاب الأجنّة المُعتمد في لندن أرسلوا لي كتاب الدكتور مور، وعندما طلبتُ الكتاب المعتمد في ألمانيا فأرسلوا لي كتابه باللغة الألمانية، فقلتُ في نفسي:"يبدو أن هذا الدكتور مور عالِمُ كبير!!".

ويضيف " بحثتُ في أفلام في الأجنة فوجدتُ 34 فيلماً مرجعها مور، فسألت د.أحمد حجازي وهو أحد الأساتذة المختصين في هذا المجال في جامعة الملك عبد العزيز، فقال:"ومن هذا الذي لا يعرفه!..إنه "أبو علم الأجنة" ويعمل في جامعة تورنتو الكندية، ومنذ تلك اللحظة قررتُ الوصول لـ"مور" معلناً هدفي:"هذا الرجل هو من أريد".

ويواصل حديثه بإحساسٍ إيماني مُفعم:" بعدها بفترة عُقد مؤتمر طبي في جامعة الملك عبد العزيز، فوجدتُ المستشار الثقافي للمملكة العربية السعودية في كندا، وانتهزتُ الفرصة طالباً منه أن يوصلني لأي وسيلة اتصال بـمور، وبالفعل كان لي ما أردتُ وتواصلتُ مع "مور" ودعوته إلى زيارة المملكة العربية السعودية، وتحديداً جامعة الملك عبد العزيز، ثم أرسلنا له تذكرتين "درجة أولى" له ولزوجته، وإقامة في فندق خمس نجوم".

كان مبرّر "الدعوة" الذي سَاقه الزنداني هو أنه يوجد لديه ثمانون سؤالاً في علم الأجنة، متابعاً سرد القصة:"وبالفعل قضى معنا يومين وهو يجيب عن استفساراتنا، ثم سألنا باستغراب:"ما بالكم توجهون لي أسئلةً يعلمها الطالب في الابتدائي، وأسئلةً أخرى لم يكتشفها العلماء بعد ولا تزال تحت البحث؟!"، فكان جوابنا جاهزاً، إذ قلنا له:"نحن يا د.مور نبحث في تاريخ العلم، أي ما قبل اكتشاف الميكرسكوب وما بعده، وأثر ذلك على علم الأجنة، فما قبل اكتشافِ الميكرسكوب هي الأسئلة البسيطة، وما بعده هي الصعبة المعقدة".

ما قبل الميكرسكوب

اقتنع مور بتلك الإجابة المقدمة له ولكنه بعد أن انتهى من "قائمة الأسئلة الطويلة"، بدأت "مجموعة الزنداني" تكشف النقاب شيئاً فشيئاً ليقول "قائدهم":"أما فترة ما قبل الميكرسكوب فهي فترة نزول القرآن، والذي تحدّث وقتها عن علم الأجنة بدقةٍ شديدة، وأخذنا نعرض عليه الآيات الدالة على ذلك، فما كان منه إلا أن يذهل ويعترف: إنه لشيءٍ مدهش".

وبعد ما عرَضوه عليه ذهب مور إلى زوجته ليخبرها:"إنهم يتكلمون عن آيات في القرآن تتفق مع أحدث أبحاثي"، فقالت له:"وأنا أيضاً استثمرتُ فترة بقائي في الفندق وأخذتُ أقلّب في مصحفهم فوجدتُ آيةً تتفق مع الإعجاز العلمي في الأجنة".

ولم تنته القصة بعد..فلا زال لها بقية حيث يستأنفها الشيخ الزنداني:"بعد أن سافرَ الطبيب المشهور، جدّ لنا أربعون سؤالاً في علم الأجنة، فدعوناه لزيارتنا مرةً أخرى، فوافق ولكنه اشترط شرطاً..فما هو يا ترى؟!"..أن يُلقي محاضرةً أمام الأساتذة والطلبة".

ويعقّب الزنداني على الشرط الغريب:"سألتُ نفسي:"لماذا سيُلقي محاضرة؟..أمعقولٌ أنهم عاتبوه!!، ولذا سيأتي ليمسح ما أبداه من تجاوبٍ في المرة الماضية، ثم قلت:"لن يهمّنا إذا فعل ذلك، فنحن مستعدون لأن نردّ عليه لأننا أيضاً نتحدث من منطلق العلم".

إنه من عند الله

وكانت الزيارة الثانية هي المفاجأة..يشرح ما حدث:"لقد جرى عكس ما توقّعنا، فقد فاجأنا أن عنوان المحاضرة هو:"مطابقة علم الأجنة لما في القرآن والسنة"، وأُعلن عن عقدها في جامعة الملك عبد العزيز فاحتشد الناس والأطباء، وأخذ يتحدث بأن هذه الآية تقول كذا وهذه الحقيقة التي تدل عليها، وهكذا عرضَ جميع الحقائق والآيات المطابقة لها، وفي نهاية المحاضرة ختمَ حديثه بتفجير هذه القنبلة:"إن هذا العلم يشهدُ لي أنه لا بد أن يكون من عند الله، كما يشهد لي أن محمداً لا بد أن يكون رسول من عند الله".

وعلى الجانب الآخر بالرجوع إلى إعلان شهادته للإسلام "المسجلة" يقول فيها:"كيف يمكن لشخص أمّي يعيش في قرون الظلام أن يتوصّل لهذا العلم الحديث إلا أن يكون موحىً إليه من عند الله!، من الواضح أن هذه الآيات جاءت إلى محمد من عند الله لأن كل هذه المعرفة لم تكن قد اكتشفت حتى قرونٍ عديدة سابقة".

وفي مؤتمر الإعجاز العلمي الأول للقرآن الكريم والسنة، والذي عقد في القاهرة عام 1986، وقف الأستاذ الدكتور كيث مور (Keith Moore) قائلاً:" أريد أن أؤكد على أن كل شيء قرأته في القرآن الكريم عن نشأة الجنين وتطوره في داخل الرحم ينطبق على كل ما أعرفه كعالمٍ من علماء الأجنة البارزين).

ومن الجدير بالذكر أن مراحل خلق الإنسان التي ذكرها القرآن هي سبع مراحل، وتتمثل في قوله تعالى:((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ،ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )).

ومن جهةٍ أخرى، اعتبر المؤتمر الخامس للإعجاز العلمي في القرآن والسنة والذي عقد في موسكو (أيلول 1995) هذا التقسيم القرآني لمراحل خلق الجنين وتطوره صحيحاً ودقيقاً، وأوصى في مقرراته على اعتماده كتصنيف علمي للتدريــس، علماً أن الدكتور كيث مور والذي كان أحد الباحثين المشاركين في المؤتمر المذكور، وقد ألّف كتاباً يعد من أهم المراجع
الطبية في هذا الاختصاص:(مراحل خلق الإنسان- علم الأجنة السريري)، وضمّنه ذكر هذه المراحل المذكورة في القرآن، وربط في كل فصلٍ من فصول الكتاب التي تتكلم عن تطور خلق الجنين وبين الحقائق العلمية والآيات والأحاديث المتعلقة بها، وشرحها وعلّق عليها بالتعاون مع الشيخ الزنداني وزملائه.



المصدر: صحيفة فلسطين أون لاين - الأحد, 02 يناير, 2011م