المقدمة
1- يؤكد الاب متي ان سر الافخارستيا لايمكن علي البشر فهمه فيقول :
أن سر الإفخارستيا ينبع من مصادر أعمق من التاريخ وأعمق من القوانين وأعمق من كل القدرات البشرية ومحدودية الفكر البشري.
2- ويؤكد ان الافخارستيا هي سلوك مرعب فيقول :
وكم تتعجب عندما يقص عليك البابا القديس ديونسيوس الكبير البابا الرابع عشر (241-264م.) قصة الرجل الذي توسَّل إليه البابا كثيراً أن يتشجَّع ويتناول وهو محجم من رهبة المذبح ومخافة الجسد والدم!
3- ويؤكد تخلف علم اللاهوت في مصر فيقول :
ببزوغ القرن العشرين بدأت حركة انبعاث في
الوعي الكنسي عموماً لدى كل علماء الغرب والشرق ما عدا مصر.
4- ويؤكد عدم وضوح المضمون اللاهوتي لعبادات الكنيسة ( الليتورجيا) فيقول :
ولكن يلزمنا أن نعرف أن » اللاهوت الليتورجي «ليس مجرد نهضة روحية للعبادة داخل الكنيسة، ولكنه يختص أيضاً بإعطاء الخدمات الدينية مفهومها الصحيح بحيث لا تكون خدمة قائمة في الكنيسة قط إلاَّ ومضمونها اللاهوتي قائم معها، إن لم يكن في أذهان الشعب عموماً فلا أقل من أن يكون في أذهان القائمين بالخدمات والتعليم
5- ثم يعرف علم اللاهوت الليتورجي فيقول :
أ- إذا كانت الليتورجيا هي الخدمة الإلهية العملية التي تقوم بها الكنيسة بكل كيانها الكهنوتي والشعبي، وإذا كان علم اللاهوت هو فهم كل ما يخص طبيعة الله الفعَّالة في الكنيسة وفي الإنسان عامةً، في عبارات إيمانية قانونية،
ب- فهذا ينتهي بنا إلى أن تعريف اللاهوت الليتورجي ينبغي أن ينقسم إلى قسمين:
الأول: هو شرح الليتورجيا شرحاً إيمانياً يوضِّح معنى الطقوس والصلوات في العبادة ليعطيها قيمتها الروحية الصحيحة، وبالتالي يُظهر أهميتها ومدى صحة التزام الإنسان بها كتقليد.
والثاني: رفع هذه المفهومات وهذه الإيضاحات إلى مستوى الإيمان والعقيدة التي تربطنا بطبيعة الله.
6- ولانه يعرف ان احدا لم يفهم شيئا مما قاله يحاول ايضاحه بمثال فيقول :
فمثلاً، نحن في القداس نسبِّح » تسبحة الشاروبيم «بصوت مُدوٍّ. فالمطلوب بحسب مستلزمات علم اللاهوت الليتورجي أن يكون الإيضاح كالآتي:
أولاً: من جهة الليتورجيا بحد ذاتها:
( أ ) ما هي هذه التسبحة وما هو تاريخ استخدامها في القداس ومدى علاقتها بالتقليد القبطي أولاً ثم بالتقليد الكنسي عامةً.
(ب) ما قيمة هذه التسبحة روحياً بالنسبة للقداس عامةً وبالنسبة لتقديس القرابين بوجه خاص.
( ج ) هل أهمية هذه التسبحة تبلغ إلى حد الالتزام بها كتقليدٍ هام ينبغي أن نتمسَّك به جداً ونشترك
فيها بكل روحنا وكياننا؟
ثانياً: من جهة علم اللاهوت بحد ذاته:
ما هي علاقة طبيعة الله بتسبحة الشاروبيم؟ وهل الله يطلب منَّا أن نشترك فعلاً في تسبحة الشاروبيم في هذه اللحظات؟ إذاً، ما هو النص الإيماني الذي يمكن وضعه لتحديد القيمة الإيمانية لتسبحة الشاروبيم في الليتورجيا حتى تصير مقولة قانونية ليتورجية في اللاهوت الأرثوذكسي؟ حتى نعرفها نحن أولاً لأنفسنا ثم يعرفها عنَّا العالم كله ثانية!
7- وهذا يعني ( بقدر مااستطعنا ان نفهم ) ان الاب متي يطالب ان تكون العبادات علي اسس عقائدية ونصية ، والمسلم سيتعجب من هذا الطلب الغريب ، اذ انه معروف لدينا نحن المسلمين ان العبادات نصية ، ولكن العبادات الكنسية اسسها اباء الكنيسة وتسمي بالتقليد واغلبها لم يفعله المسيح ولم يرد في الانجيل
8- ويضرب لذلك مثال بتسبحة الشاروبيم ( من الذي اضافها للقداس ، ومافائدة تلك الاضافة وماعلاقة ذلك بالله ؟
9- ويؤكد انه يجب الاسراع في توضيح الاسس العقدية لتلك العبادات قبل ان يثور الناس ضد تلك العبادات فيقول
فالتاريخ الكنسي له حتمياته والزمن يطالبنا، وعلينا أن نستجيب قبل أن يصرخ الشعب في وجهنا عندما يستبد به الجوع والعطش إلى المعرفة، بل وينسب إلينا التقصير والجهل، وقبل أن يطالبنا العالم علانيةً بتقديم عقيدتنا وإيماننا الليتورجي موقَّعاً على مقولات لاهوتية واضحة يسندها إيمان حقيقي، وليس كلاماً ومحاجاة، بل وحياة وسيرة وحقًّا إلهياً، تنبثق من عمق التقليد الصميم الذي ورثناه، وتشرحه.
المفضلات