و الخلاصة حتى الآن أن مفسرى النصارى أنفسهم لديهم قولان فى تفسير نبوءة أشعياء أو تفسير كلمة إلها قديرا بالتحديد
أحدهما أنها لا تعنى أن الولد الموعود إله و لكنها تعنى أنه سيكون ممثل لله سبحانه و تعالى
و هذا الفهم هو الأقرب لسياق النص و لأشعياء و مستمعيه
الثانى أن النبوءة تعنى أن الولد الموعود إله
و هذا الفهم ليس له ما يوازيه فى النصوص الإنجيلية السابقة على حد قولهم
إذا يحق لنا أن نسأل النصارى الآن
كيف ترون فى النص دليلا قاطعا على ألوهية المسيح إذا كان مفسريكم قد اختلفوا و أنكر بعضهم كون النص دليل على ألوهية السيد المسيح عليه السلام ؟
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات