ونكمل التوضيح لك ضيفنا الغالي :
نعيد لك ما يرسخ فيك الفهم ....
أنت تظن أن الله وضعنا في عقاب نحن نسل آدم .....
والحقيقة أن العقاب ناله آدم و حواء ....
اللذان نالا النعيم ثم فقدوه ....
نقرأ نحن كلام الله و اقتبسه لك لتفهم المنطق السليم الذي أقصده :
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36)
من الذي خرج ؟
أنا ؟
أنت ؟
لا يا سيدي .....
المعنيان بالخروج هما آدم وحواء ......
خرجا مما كانا فيه من نعيم .....
وقلنا لك بأنه لن يشعر بمرارتها الا من ذاق نعيمها .....
ولكن الله تاب على الانسان بأعطائه ونسله تجربة أخرى .....
ووصايا جديدة .....
في دار الشقاء .....
حيث التسلح بها يكون بالتوبة والاستغفار الصادق .....
وهذا نداء الله لنسل آدم من كتاب الله :
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)
هل فهمت الآن .... ؟
ان تجربة آدم وحواء الاولى هي بمثابة درس وعظة لنا كنسل منهما .....
ان الله يحذرنا أن يفتننا الشيطان .....
لأننا في تجربة جديدة ....
ليس نحن الذين خرجنا من النعيم .....
بل آدم وحواء .....
والنص القرآني واضح .....
وان كلمات الله تدل على أننا في تجربة كما كانا في تجربة .....
لكن الفرق ....
هما نالا تجربتين .....
تجربة في نعيم .... وتجربة في شقاء ..... هما من ذاقا مرارة فقدان النعيم ....
ونحن .... نسله .... نلنا تجربة في الشقاء ولدنا بها بين فقير وغني .....
هل فهمت الآن المنطق الاسلامي في ايماننا الحق ؟؟؟؟؟؟
و أهم شىء أن الله حذر آدم من الشيطان الذي هو أساس البلاء الذي زين له الاكل من الشجرة .....
بينما في كتابكم .....
لم يحذره من الحية .....
وشىء آخر ....
تقول لنا وتظن أن قولك افحام .....
اذا كان الله عاقب آدم و حواء و أخرجهما من الجنة .....
ما ذنب نسله بأن لا يكونوا في الجنة ؟
غريب منطقك ؟
هذا يشبه سؤال آخر ....
اذا كان الله يحب آدم لماذا لم يضعه في جنة السماء ؟
لماذا أسكنه مع الحية والشجرة ؟
يا حبيبي .....
أن الله له الحكمة والمشيئة .....
لم تكن الجنة هي دار ثواب لآدم وحواء .....
كانت دار تجربة .... وارادة من الله أن يسكنا في مكان ما .....
لذا فبداية وجودهما كان قرارا من الله ....
والهدف .... حكمة من الله أن يضعهما في تجربة ويعطيهم حرية الارادة والتجربة ....
لكن المكان ..... سواء بنعيم أو بشقاء .... فان ذلك مرده الى الله .....
لا يملك لأى انسان أن يقرر أين تكون بداية وجوده .....
كذلك نحن .....
تمت ولادتنا .....
في مكان آخر .....
وللتجربة أيضا .....
هل أنت معترض على تغيير المكان مثلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!
ان التجربة باقية .....
وتلك توبة الله على آدم ....
فرصة أخرى ليعود الى النعيم .....
وقلنا لك لم يشعر بمرار افتقاد المكان الذي أقيمت عليه التجربة سوى آدم وحواء ....
أما نسلهما .....
فذلك ابن الأمراء يولد من رحم أمه ليوضع في مهد الحرير و حوله الخدم والحشم والرعاية ..... سيرى تلك جنته .....
أما ذلك الذي تمت ولادته في العراء حيث البرد و الأشواء وفقر العيش بين أحياء البراري و الغابات ..... فان تلك حياته التي فتح عيونه عليه .... لا يشعر أنه افتقد شيئا ....
ابن الأمراء وابن الفقراء .....
كلاهما في تجربة ....
مثل آدم وحواء تماما .....
لكن مكان التجربة الله يقرره ( لا تنسى ذلك ) .....
وذلك القرار متمثل في أمر الله تعالى وتجلي ارادته بمكان التجربة الأولى :
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)
ذلك قرار الله .....
حدد لشخصين فقط مكان التجربة .....
لله المشيئة و الحكمة .....
وأني أذكرك أنه لا يوجد بكل كتابكم المقدس ما يشير الى أن الله حذر آدم من الشيطان أو من الحية .....
بينما عدل الله يتجلى باكتمال أركان الوصية .....
==================
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117)
إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118)
وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119)
=============
بعد أن قرر الله مكان التجربة .....
كانت الوصية ....
تحديد العدو الأول .... ( وهذا غير موجود في نصوص كتابكم كله ) .
وتستمر الوصية و التحذير ....
بأن يقول الله لهم أنه أعطاهم من كرمه أمورا مجانية يقلبها كما يشاء على مخلوقاته ولا فضل لنا بها .....
أعطاهم مكان للتجربة فيه نعيم .....
و حذرهما أن يفتقدوا ذلك النعيم .....
فانظر كم هي المرارة التي شعرا بها بافتقاد مكان التجربة .....
ولكن آدم فرح جدا .....
بأنه .... رغم تبدل ظروف مكان التجربة عليه .....
فانه يبقى له في حياة التجربة أمل ....
أمل في ماذا .... ؟
أمل بالعودة الى نعيم أعظم .....
فاذا كنت معترضا على اختيار الله مكان التجربة لنا .....
فقل لنا .....
فلا أنا ولا أنت ذقنا نعيم آدم وحواء ولا نحن من ذقنا مرارة افتقاد أمر كنا نلمسه يقينا ....
لذا .....
يكون المسلم مؤمنا .....
أن الله أوجدنا بتجربة .....
أما مكان التجربة .....
فان الله له الأمر والمشيئة في الحكم أين يكون .....
فهمت الآن المنطق السليم في الايمان المسلم ؟
يتبع ............
المفضلات