الهدية:
يجوز للمسلم أن يقبل الهدية من غير المسلم إذا كانت مباحة , لما في ذلك من الترغيب في الإسلام , فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدية المقوقس وكان غير مسلم , وقبل النبي صلى الله عليه وسلم هدية زينب بنت الحارث اليهودية حين أهدت إليه الشاه المسمومة .
و لا حرج في إهداء غير المسلمين لأنه من البر المباح , قال تعالى : ((لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة : 8 )
أعانة المحتاج :
من صور البر المشروع لغير المسلمين ومن وسائل دعوتهم و تحبيب الإسلام إليهم , إعانتهم بالمال أو النفس عند الحاجة , ومن ذلك كفالة العاجز منهم عن العمل أو كبير السن , كما يدخل في إعانتهم إغاثة الملهوف و إسعاف المحتاج منهم كما لو وجد مصابا أو انقطع به الطريق , فلا حرج ان يعينه , قال ابن عثيمين رحمه الله : ( قضاء حاجة الكافر لا باس بها إذا كان ليس في ذلك معصية )
ويجوز للمسلم أن يتصدق على جاره الكافر وغيره من الكفار قال ابن تيمه رحمه الله: ( يجوز بل يجب الإعطاء من يحتاج إلى تأليف قلبه. ) و ذكر رحمه الله أن المؤلفة قلبوهم نوعان : ( كافر ومسلم , فالكافر إما يرجى بعطيته منفعة كإسلامه أو دفع مضرته إذا لم يندفع الا بذلك, والمسلم المطاع يرجى بعطيته المنفعة أيضا ) الفتاوى ج 28 ص 288/290
قد يقول قائل: إن إعطاء المال قد يجعل الشخص يسلم حبا في المال لا عن قناعة , أقول إن بعض الكفار يسلم في هذه الحالة إذا رأى عزة الإسلام و أهله , و بعض الناس لا يصلح معهم هذا الطريق فمن الممكن أن يسلموا بالحجج و البراهين عن أن الإسلام هو الدين الحق و آخرون يأسرهم إحسان المسلم و تعامله معهم وهكذا فكل إنسان له وسيله إلى الإقناع فهذه الطريقة ليست عامة .
كما يجوز إقراض غير المسلم والاقتراض منه ’ لأن الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقترضون من يهود المدينة و لكن لذلك شروط:
1- أن يكون قرضا لا ربا فيه .
2- أن يغلب على ظن المسلمين رجوع أموالهم إليهم إذا كانوا هم المقرضين.
3- ألا يترتب على إقراضهم ضرر بالمسلمين كإقراض المحاربين.
إجابة الدعوة إلى الأطعمة والاشربة :
- يجوز دعوة غير المسلم إلى طعام أو شراب إذا كانت حلالا
- يجوز تناول أطعمة غير المسلمين من غير اللحم الواجب ذبحه بطريقة إسلامية , كالسمك و الخضروات والفاكهة .
- لا يجوز أكل ذبائح غير المسلمين و سيثنى من ذلك طعام أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ), و المسلم من حيث علمه بطريقة ذبائح أهل الكتاب لا يخلو من إحدى ثلاث حالات:
- 1- أن يتيقن أنها ميتة بطريقة إسلامية أو يغلب على ظنه ذلك فهي حلال.
- 2- أن يتيقن أنها ميتة بطريقة غير إسلامية أو يغلب الظن على ذلك فهي لا يجوز أكلها.
- 3- أن يشط ولا يغلب على ظنه شيء من ذلك فله الأكل منها لأن الأصل و الورع الترك .
إن الإسلام له منطق الأدب المهذب, له قوة استعلاء المنطق له جمال الإيمان القوي الذي يقيم العدل و ينشر الفضل, هو منهج الخالق العالم لمخلوق محتاج والقوة بالإيمان تعرف أن العدل هو المنهج, ولا استعلاء لبشر على بشر, ألا يرقى الإيمان الممتد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدبا , فليكن رسول الله صلى الله عليه و سلم هو قدوة الأدب في الكلمة وفي السلوك وفي مراعاة ظرف من تدعوهم إلى الإيمان .
إن عرض قضية الإسلام إقناعا و تأييدا يجب أن نبنيه على:
- سماحة العرض
- لين القول
- حكمة الموعظة, يقول تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل: 125 )
- الجدل الحسن
لأن ذلك إن لم يقنع الخصم فلا أقل من أن يعلمه ذلك أن الداعي للإسلام إنسان مهذب بأسلوب منهج الله.
إن الداعي إلى الإسلام لا يمكن أن يعرض على الناس أن يخرجوا مما تعودوا عليه بأسلوب يكرهونه.
لأن الإنسان الداعي للهداية يعلم أن الدعوة بأسلوب مكروه تجعل الناس يتحملون مشقتين:
المشقة الأولى:هي إرهاق الناس بأن يخرجوا عما اعتادوا عليه و تعودوا.
والمشقة الثانية : إرهاق الطريق الذي يؤدي إلى الجديد بما قد يحمله أسلوب الإقناع الفج من الوقاحة وسوء الأدب و عدم الحكمة في الموعظة.
وكان العرب تقول: النصح ثقيل فلا ترسله جدلا و تجعله جبلا و تلقيه حجرا, فاستعيروا للنصح خفة البيان و جميل المعاني.
ولكن لماذا النصح ثقيل ؟
لأن النصح يدفع المنصوح إلى الخروج عما أحب أن يفعله, لذلك فقد يستثقل النصح., وقد يكون المنصوح لا يحب إلا من يزين له أمر شهوته, و قد يكون المنصوح لا يحب أن يفكر في إصلاح نفسه.
و لذلك نجد الأدب العالي في منهج القرآن , فهاهو الرسول صلى الله عليه وسلم يتلقى تعليم ربه بأن يقول لخصومه ((قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (سبأ : 25 ), , , , يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله : (إن قياس الكلام هنا كان أوجب أن يقول الرسول : ولا نسأل عما تجرمون , لكن الله يعلم نبيه و رسوله صلى الله عليه وسلم آداب الجدل , فلا تأتي سيرة الإجرام حتى بالنسبة لمن يتحقق عند الله إجرامهم ومع ذلك لم يجابههم الرسول غليه السلام بالجرام , هذا هو أدب الجدال . يعلمنا الله ان نسمو بالجدل فلا نلذع الخصم بالسياط , لكننا نجادل بمنطق الحق , بسماحة العرض, ) "من فيض الرحمن الجزء الثالث, مكتبة الشعراوي الإسلامية , أخبار اليوم
هكذا يجب أن يكون حال الداعية للإسلام , وهكذا يجب ان نستقبل كل خصومة للإسلام .
قال تعالى (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) (البقرة: 263 )
يتبـــــــــــــــــع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات