خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء

النتائج 1 إلى 10 من 40

الموضوع: خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    أطوار الجنين (مراحل الحمل)


    من استعراض النصوص المتعددة في القرآن الكريم والحديث الشريف التي تعرضت لموضوع مراحل الحمل وتطور خلق الجنين الإنساني، نستطيع أن نحدد معالم أطوار التخلق الإنساني والتي أكدتها أيضاً مصادر علم الأجنة حديثاً، وهي:

    أولاً: مرحلة النطفة:
    عند الجماع والقذف تنطلق ملايين الحيوانات المنوية التي تحوى "النطفة المذكرة" دافقة قاصدة الرحم لتلتقي مع "النطفة المؤنثة" التي هي بويضة الأنثى، لتتزاوج وتختلط معها مكونة "النطفة الأمشاج"، وهذا ما يسمونه علمياً "العلوق" أو "الإخصاب" والذي يعني حصول الحمل.

    ثانياً: مرحلة العلقة:
    تستغرق المرحلة الأولى أسبوعاً كاملاً حتى تعلق هذه النطفة الأمشاج بجدار الرحم، إذ يبدأ العلوق في اليوم السابع بعد التلقيح بالالتصاق بجدار الرحم، وتستغرق هذه المرحلة أسبوعين تنمو خلالها العلقة.

    ثالثاً: مرحلة المضغة:
    في نهاية الأسبوع الثالث للتلقيح تبدأ المرحلة الثالثة في الظهور ككتل بدنية
    "Somites"، وتتحول إلى قطعة من اللحم كمن مضغتها الأسنان ثم قذفتها، وهي في هذه المرحلة إما أن تكون مضغة كاملة مخلقة، أو مضغة غير تامة الخلق "سقط"، فيقر في الرحم المضغة التامة، أما الغير تامة فتسقط إجهاضاً طبيعياً.

    رابعاً: مرحلة العظام:
    وهذه المرحلة تستغرق الأسابيع الخامس والسادس والسابع، إذ تتحول المضغة إلى عظام وفي آخر هذه المرحلة تُكسى العظام باللحم وتتكون العضلات.

    خامساً: مرحلة الإنشاء "التسوية والتصوير والتعديل"
    وتبدأ هذه المرحلة بعد الأسبوع السابع، إذ يتكون بالكامل تصوير الإنسان، الذي يشمل جميع الأعضاء والأطراف، ويدخل في هذه المرحلة تكون المولود ذكراً أم أنثى، إذ تتميز الأعضاء التناسلية الخارجية بحيث يمكن التمييز بين الذكر والأنثى في نهاية الشهر الثالث.

    سادساً: مرحلة نفخ الروح:
    بعد نهاية الشهر الثالث، وبعد أن يكتمل إنشاء الجنين وتصويره، يمكن سماع أو الإحساس بتحرك الجنين إرادياً، وهو علامة من علامات نفخ الروح فيه.

    سابعاً: الــولادة:
    بعد اكتمال الوقت المقرر للجنين وهو تسعة أشهر "أو تزيد أو تنقص" يكون الجنين قد اكتمل بشراً سوياً، فيخرج إلى الحياة إنساناً كاملاً مستقلاً كامل الصفات والأوصاف.

    أما المراحل حسب ما يراه علماء الأجنة فهي كالتالي :

    [1] مرحلة البويضة الملقحة "النطفة الأمشاج" Fertilized ovum
    [2] مرحلة الحمل Embryo
    1. الإنغراز " العلقة " Implanotation
    2. الجنين ذو الطبقتين Bilaminar Germ Disc
    3. مرحلة الجنين ذو الثلاث طبقات Trilaminar Germ Disc
    4. الكتل البدنية " مضغة " Somites
    5. تكون الأعضاء " الإنشاء" Oregano Genesis
    [3] مرحلة الجنين Fetus
    [4] الولادة Accouchement

    هذه هي المراحل كما يقررها مشاهير علماء الأجنة، في حين أنّ بعضهم يقسم المرحلة الثانية تقسيماً آخر، ومما لا شك فيه أنّ التقسيم القرآني لمراحل نمو الجنين الإنساني هو أصح وأدق بكثير من وصف علماء الأجنة... وإن كان التقسيم القرآني يلتقي مع كثير من تقسيماتهم كالنطفة والعلقة والمضغة... ولا يركز علماء الأجنة على مرحلة العلقة كما يركز عليها التقسيم القرآني... وكذلك التصوير والتسوية والتعديل. على أنه يجب أن يكون واضحاً بجلاء أننا كمسلمين نأخذ بالحقيقة القرآنية فقط وبدون أي تحفظات، وبإيمان وتصديق كاملين في حالة التعارض بين الحقيقة القرآنية وبين النظريات العلمية.

    أما نفخ الروح، وهو أهم أقسام ما في الإنشاء والتخلق، فهو مما لا تفسير مادي له عند علماء الأجنة، لذا فإنهم لا يتعرضون له في استعراضهم لمراحل الحمل، بل يتعمدون تجاهل الخوض في بحثه، ولكون تعاملهم هو مع المادة والوقائع المادية التي تخضع للاختبارات وصور الأشعة، فهم بالتالي ينكرون أو يتجاهلون أهم طور في أطوار تخلق الجنين البشري، إذ لولاه لكان ذلك الجنين مجرد مادة لا يمكنها بحال التحول إلى إنسان سوي إلا بنعمة الله الكبرى التي لا تدركها عقولهم ألا وهي نفخ الروح التي بها وبها وحدها يكون سـر الحياة.

    ونظراً لأهمية هذا الموضوع في مسألة الخلق والإنشاء، والذي أشكل فهمه على جهابذة علماؤهم وكبراؤهم سنفرد له بحثاً خاصاً باسم "الحياة والروح".[ 1]

    ﴿يا أيُّها النّاس إنْ كُنْتُمْ في رَيْبٍ مِنَ البَعْثِ فإنّا خلقناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفةٍ ثُمَّ مِنْ عَلقةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلقةٍ وَغَيْرِ مُخَلقَةٍ لِنُبَيِنَ لكُمْ وَنُقِرُ في الأرْحامِ ما نَشاءُ إلى أجَلٍ مُسَمى ثُمَّ نُخرِجَكُمْ طِفلاً ثُمَّ لِتَبْلُغوا أشُدَكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفى وّمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إلى أرْذَلِ العُمْرِ لِكَيْلا يَعْلَمّ مِنْ بَعْدِ عِلمٍ شَيْئأ وَتَرى الأرْضَ هامِدَةً فَإذا أنْزَلنا عَلَيْها الماءَ إهْتَزَتْ وَرَبَتْ وَأنبَتّتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهيجْ  ذالِكَ بِأنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأنَّهُ يُحْيِ المَوْتى وّانَهُ عَلى كُلِّ شَئٍ قدير  وَأنَّ الساعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فيها وَأنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ في القبورِ

    ............................................................ ....................
    ....
    [1] يمكن الرجوع إلى بحث " الحياة والروح " وبحث " الموت " في الباب الخامس.
    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    .....
    يتبع .....
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم

    خلافاً لكل نظريات الإلحاد والشرك والكفر، وخلافاً لكل آراء ومعتقدات أصحاب الديانات الوضعية، ينظر الإسلام بلسان القرآن الكريم، وبلسان رسوله الأمين، وبأيمان أتباعه، إلى الإنسان نظرة تختلف اختلافاً جوهرياً وبالكامل عن جميع النظرات الأخرى.

    في حين ينظر للإنسان من أعمى الله قلوبهم أنّه آثم خاطيء بالوراثة، أو أنّه من سلالة القرود والسعادين، أو أنه قريب من نسل الكلاب والحشرات؛ ماسخين إياه في أحط صورة؛ واصفين أصله بالوضاعة المتناهية وبالتالي حقارة ودناءة هذا المنشأ. وفي حين يعتبره بعضهم مادة للبحث يستخدمونها لإجراء التجارب عليها في معاملهم ومختبراتهم، وحقل تجارب واستكشاف لدى علماء النفس والاجتماع. فإنَّ الإسلام ينظر إليه نظرة تبجيل واحترام. فهو في نظر الإسلام مخلوق خلقه الله تعالى في أحسن تقويم، صاحب أجمل صورة. وأنّ الله صوره فأحسـن التصوير.

    نعــم، إنه الإنسـان الذي سجدت له ملائكة الرحمن، الإنسان الذي كرّمه الله وزينه بالسمع والبصر والفؤاد والإدراك والتمييز وحُسن الصورة وجمالها.

    قال تعالى من سورة الانفطار: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم  الذي خلقك فسواك فعدلك  في أي صورة ما شاء ركبك )[1 ]
    وقال تعالى من سورة غافر: (الله الذي جعل لكم الأرضَ قراراً والسّماء بناءاً وصوركم فأحسَنَ صُوركم وَرَزَقكُم مِنَ الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين )[ 2]

    وقال تعالى من سورة التغابن: (خلقَ السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير )[ 3]

    ومن سورة المُلك: (هُوَ الذي أنشأكم وَجَعَلَ لكمُ السّمْعَ وَالأبْصارَ وَالأفئدةَ قليلاً ما تشكرونَ  قُلْ هُوَ ذرَأكـُمْ في الأرْضِ وَإلَيْهِ تُحْشَرونَ )[4 ]

    ومن سورة التين: (لقدْ خلَقنا الإنسانَ في أحْسَنِ تقويمٍ )[ 5]

    ومن سورة الإسراء: (وَلقدْ كرَّمْنا بني آدَمَ وَحَمَلناهُمْ في البَّرِ وَالبَحْرِ وَرَزَقناهُمْ مِنَ الطَّيِباتِ وَفَضَلناهُمْ على كثيرٍ مِما خلقنا تفضيلاً )[ 6]

    وفي تفضيل الله تعالى الإنسان على غيره من المخلوقات يقول محمد بن جرير الطبري في تفسيره: (إنَّ التفضيل هو أن يأكل بيده وسائر الحيوانات بالفم، وروي عن إبن عباس والكلبي ومقاتل نفس ذلك، وقال الضحاك: كرّمهم بالنطق والتمييز، وقال عطاء: كرّمهم بتعديل القامة وامتدادها، وقال يمان: بحُسن الصورة)[7 ] وله أيضاً: (بتسليطهم على سائر الخلق، وتسخير سائر الخلق لهم) وقال آخرون: (بالكلام والخط، وقيل بالفهم والتمييز)[ 8]

    وقال القرطبي في تفسيره مُرَجحاً: (والصحيح الذي يعول عليه أنَّ التفضيل إنّما كان بالعقل الذي هو عمدة التكليف، وبه يُعرف الله ويفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه وتصديق رُسُله، إلا أنّه لما لم ينهض بكل المراد من العبد بُعِثت الرّسُل وأرسلت الكتب)[9 ]

    أما ابن كثير فيقول في تفسيره: (يخبر الله تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها، كقوله تعالى "ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"[ 10]، أن يمشي قائماً منتصباً على رجليه ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه، وجعل له سمعاً وبصراً وفؤاداً يفقه به ذلك كله وينتفع به ويفرق بين الأشياء، ويعرف منافعها ومضارها في الأمور الدينية والدنيوية.....)[ 11]

    وقال العلامة الشيخ تقي الدين النبهاني، في كتابه "التفكير": (إنَّ الإنسـان هو أفضل المخلوقات على الإطلاق، حتى لقد قيل ~ وهو قول حق ~ إنَّه أفضل من الملائكة، والإنسان فضله إنّما هو في عقله، فعقل الإنسان هو الذي رفع شأن هذا الإنسان وجعله أفضل المخلوقات)[12 ]

    وأورد محمد علي الصابوني في تفسيره: (أي لقد شرفنا ذرية آدم على جميع المخلوقات: بالعقل والعلم والنطق وتسخير جميع ما في الكون لهم... وفضلناهم على جميع من خلقنا من سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات من الجن والبهائم والدواب والوحش والطير وغير ذلك)[13 ]

    وأمّا صاحب الظلال فيقول: (ذلك وقد كرّم الله هذا المخلوق البشري على كثير من خلقه، كرّمه بخلقته على تلك الهيئة، بهذه الفطرة التي تجمع بين الطين والنفخة، فتجمع بين الأرض والسماء في ذلك الكيان!! وكرمه بالاستعدادات التي أودعها في فطرته، والتي استأهل بها الخلافة في الأرض، يغير فيها ويبدل، وينتج فيها وينشئ، ويركب فيها ويحلل، ويبلغ فيها الكمال المقدر للحياة..... وكرّمه بتسخير القوى الكونية له في الأرض وإمداده بعون القوى الكونية في الكواكب والأفلاك..... وكرّمه بذلك الاستقبال الضخم الذي استقبله به الوجود، وبذلك الموكب الذي تسجد فيه الملائكة ويعلن فيه الخالق جلّ شأنه تكريم الإنسان)[ 14]

    قال عالِم التطور "ميلرش H.Mellersh" في كتابه "تاريخ الإنسان": (إنّ دماغ الإنسان يختلف عن أدمغة بقية الحيوانات، وهو يشكل حدثاً جديداً في الحياة. وكل الأجناس البشرية تتمتع بهذه المزية... فأقوام أستراليا البدائيون يستطيعون أن يتثقفوا في بحر جيل واحد، وهذا يدل على أنّ الإنسان سواء أكان شرقياً أو غربياً، متمدناً أو بدائياً، يتمتع بالقدرات العليا ذاتها. وهذا ما أقرّه العِلم! فالهوّة إذاً سحيقة بين الإنسان والحيوان)

    أمّا مجلة "لايف Life" فقد كتبت في عددها الصادر بتاريخ 28/06/1963، شارحة تفوق الدماغ الإنساني تقول: (لخلايا الدماغ العصبية آلاف الاتصالات بعضها ببعض، وهناك اتصالات إضافية بفضل الكمية العليا من القشرة الدماغية التي تضاعف القدرة أضعافاً لا نهاية لها على استقبال وتحليل المعلومات. وهذه القدرة الاعتيادية تجعل الدماغ الإنساني بمنزلة رفيعة لا تُدانى بالنسبة إلى باقي الكائنات الحية)

    وبالتالي فالهوة سحيقة جداً بين الإنسان وبين الحيوان، أو حتى بين الإنسان وبين أي مخلوق آخر، فلو كانت نظرية النشوء والارتقاء المادي أو جميع نظريات التطور المادي الأخرى صادقة لما كانت تلك الهوة السّحيقة، بل لكان التقارب النسبي واضحاً.


    يقول علماء التطور المادي بوجود مراحل للذكاء، ولكننا لا نعلم بوجود ذلك مطلقاً، بل إنّ ما نعلمه "أنَّ 90% من الناس أذكياء، فعامة الناس أو أكثرهم أذكياء، والنادر هم البلداء أو الأغبياء، وهذا النادر لا حكم له." وهذا الرأي هو ما قال به العلامة النبهاني في كتابه "سرعة البديهة".[15]

    كما يزعم علماء التطور المادي بأنّ الإنسان المعروف باسم "إنسان ما قبل التاريخ" والذي يدّعون أنه انقرض كان يمثل الحلقة الوسطى. فلماذا عاشت هذه الحلقات الدنيا مثل القردة بينما انقرض إنسان ما قبل التاريخ، مع العِلم أنّ المفروض فيه حسب منطوق ومفهوم نظرياتهم أن يكون أرقى من القردة بكثير وأصلح للبقاء؟ وما الدليل على ذلك إن وُجد؟.

    ويقول داروين: (قد يكون للإنسان عذره في أن يشعر بشيء من الكبرياء لأنه ارتقى إلى ذروة السّلم العضوي، ولو أنّ ذلك الارتقاء لم يكن نتيجة لجهده الخاص. وإذا كان الإنسان قد ارتقى إلى مكانه الذي يحتله الآن، ولم يوجد في الأصل ومنذ البداية في هذا المكان فإنَّ ذلك خليق بأن يعطيه بعض الأمل في مصير أفضل في المستقبل البعيد... "ومع ذلك"... ورغم كل هذه القوى المثيرة فلا يزال الإنسان يحمل في هيكله المادي وصمَةً لا يمكن محوها تشير إلى أصله الوضيع)[ 16]

    وصمة الأصل الوضيع!!!! هكذا ينظرون للإنسان وأصله، ونحن نقول ومعنا كل الأدلة الدامغة التي تؤكد صحة قولنا؛ وتنفي نفياً قاطعاً ادعاءات وترهات داروين والتي نسجها من خياله الواسع!!!! نقول: نعم، لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم... إنّه الإنسان العاقل، الذي علمه الله، وزينه بالعقل والإدراك. إنّه الإنسان الأول "آدم عليه السّلام" الذي هو نفس الإنسان الحالي بجميع أوصافه التي نراها وندركها. لم يتبدّل ولم يتغير ولم يتطور. وله أن يفخر بأصله بحق، وله أن يفخر بأنّ الله قد فضله على جميع مخلوقاته، إذ اختاره من دون المخلوقات جميعها ليهبه العقل المميز، وأن يُسّخِرَ له ولمنفعته كل ما خلق. الإنسانُ الذي خلقهُ الله في أحسن تقويم.
    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    ......
    [1] الانفطار: ( 6 – 8 ).
    [2] غافر: ( 64 ).
    [3] التغابن: ( 3 ).
    [4] المُلك: ( 23-24 ).
    [5] التين: ( 4 ).
    [6] الإسراء: ( 70 ).
    [8] تفسير القرطبي، جلد ( 10 ) صفحه ( 294 ) أيضاً: تفسير الطبري، جلد (15)، صفحه (126).
    [8] المصدر السابق.
    [9] تفسير القرطبي، جلد ( 10 )، صفحه ( 294 ).
    [10] التين: ( 4 ).
    [11] - تفسير ابن كثير ، مجلد (3) ، صفحه (52).
    [12] النبهاني – الشيخ تقي الدين، كتاب " التفكير "، صفحه ( 5 ).
    [13] الصابوني – محمد علي، صفوة التفاسير، جلد ( 2 )، صفحه ( 170 ).
    [14] قطب – سيد، في ظلال القرآن، جلد ( 4 )، صفحه ( 2241 ).
    [15] النبهاني – الشيخ تقي الدين، سرعة البديهة، صفحه ( 23 ).
    [16] دورية " عالم الفكر "، المجلد الثالث، العدد الرابع ( 1973 )، صفحه ( 152 ).


    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    .....

    الموضوع منقول من :
    موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي
    الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الخلق بين النطفتين
    بواسطة الياس عيساوي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-05-2013, 10:21 PM
  2. كيف تكتسب أحسن الأخلاق؟
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-02-2008, 07:11 PM
  3. طلاب نشروا صورهم عارية على تقويم سنوي لدعم الكنيسة
    بواسطة muad في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-06-2007, 08:33 PM
  4. خلق الزوجة ( حواء ), ابحاث الخلق والنشوء
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-12-2005, 03:54 PM
  5. نام يا بابا أحسن لك
    بواسطة عبد الله المصرى في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-12-2005, 11:23 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء

خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء